أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عصام سحمراني - عمي السيّد لا يأكل بيتزا الحجّ نادي!














المزيد.....

عمي السيّد لا يأكل بيتزا الحجّ نادي!


عصام سحمراني
(Essam Sahmarani)


الحوار المتمدن-العدد: 3003 - 2010 / 5 / 13 - 00:57
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


قد يبدو إعلان محلات البيتزا الشهيرة، بغموضه ودعوته للتفاعل عبر الدخول إلى موقعهم الإلكتروني، مضحكًا ومسليًا في الموقف الذي يتعرض له صاحب محلات فطير السندباد حين تهاجمه أزمة قلبية بعدما رأى العرض المقدم من المحلات العالمية التي افتتحت فرعها تجاه محله.

قد يبدو ذلك في زمن البرامج الموجهة ونشرات الأخبار الموجهة والإعلانات الموجهة. وقد يبدو الإعلان على "خفة دمه" سطحيا بريئا لا يقصد شيئا أبعد من لفت الإنتباه. لكنّ كل ذلك يتبخر كليا حين تشاهد الإعلانات الثلاثة في موقع الحملة وخاصة ذلك الإعلان الذي يستكمل قصة الأزمة القلبية التي حلت بـ"الحج نادي" صاحب محل فطير السندباد. ففي الإعلان هذا يستسلم "الحج" ويسلّم أمره لابنه الذي يعلن فتح باب العولمة من أوسع الأبواب حين يؤكد لوالده أنّ الحلّ الوحيد لديهم هو في التخلي عن الهوية الخاصة، وطرح التاريخ جانبا، وهجر الثقافة الذاتية، وتحويل المحل إلى فرع للمحلات العالمية أيضا عبر استغلال الإسم بالإتفاق مع الشركة الشهيرة.

خلال مشاهدتي للإعلان تنامت إلى ذاكرتي السمعية أغنية للشيخ إمام كتبها له أحمد فؤاد نجم بعنوان "عمّي السيّد". أغنية حوارية ذات لحن سريع، كلماتها بسيطة للغاية تدخل إلى القلب والعقل معاً في إبرازها الفوارق بين الرأسمالية والإشتراكية عبر شخصيتي عمّي السيّد الرأسمالي وخالتي مباركة الإشتراكية. فالأوّل يلتقط النقود التي ليست من حقه ليكدّسها كيفما تهيأ له، فلا يشارك بشيء ولا يشتري شيئا. أما الثانية فلا تعرف النقود أبدا، كل ما تعرفه هو بيض دجاجتها الذي تستبدله من الدكان بما تحتاجه من مواد غذائية أخرى وصولا إلى التبغ.

تلك الفوارق واحتفاء نجم وإمام بـ"الرزقة الجميلة للحجة مباركة"، تبدو بعيدة كلّ البعد عن رأسماليي البيتزا العالمية الشبيهين أكثر بعمّي السيّد. فهؤلاء يحتفلون بقدرتهم على دفع المحلات الصغيرة للإقفال، بتبجح كلّي يدفعهم إلى إظهار أنفسهم برؤوس أموالهم الخيالية كمنافسين شرفاء لمحلات لا تعادل ميزانياتها السنوية رواتب طاقم فرع واحد من فروع محلاتهم!!

ليس مزعجاً أو مهما حتى حديث الحملة عن مكونات البيتزا الخاصة بها، والعروضات المعهودة في كل هذه الفروع لديها. ففروعها كما بدت في حملتها تماثل بيتاً ليلياً من النوع السوبر افتتح حديثا بترخيص وحماية من الدولة نفسه بكل ما يحويه من فتيات من مختلف الجنسيات، أمام حانة صغيرة أو كابري صغير ألفه أهل المكان واعتاد رواده رقاصته الوحيدة وهي تطل عليهم كل ليلتي خميس وسبت.

وليس غريبا أنّ الحملة مستمرة بفضل بعض الفضائيات العربية التي تبث الإعلان، فمثل هذه الفضائيات تحاول يوما بعد يوما أن تعتنق الليبرالية خطا قويما لها، بعيدا عن أيّ عقيدة اقتصادية أخرى؛ إنمائية أو تدخلية أو إسلامية أو إشتراكية. ومستمرة كذلك مثل هذه الحملات برعاية وزارات الإعلام العربية التي تتجه حكوماتها إلى الخصخصة وبيع القطاعات الإنتاجية للشركات الأجنبية وإعطائهم امتيازات النفط وغيره.

كلّ ذلك على حساب المواطن المغلوب على أمره والمحارَب حتى في مصالحه الصغيرة جدا وهو يعيش مجبرا في اقتصاديات السوق المتآلفة مع أوضاع الإقطاع في بلده. ولكلّ واحد منّا أن يتخيّل نفسه مكان "الحجّ نادي" بصفة حقيقية لا تلفزيونية وما قد يكون ردّ فعله حين يفتتح فيرجين ميغا ستورز أحد الفروع أمام دكانه، ويفتتح ماكدونالدز أو برغركنغ فرعا أمام مطعمه الشعبي، وتفعل كذلك شركات العلامات التجارية العالمية على اختلاف خدماتها ومنتجاتها.

المزعج فعلا هو الوقاحة التي تبدو عليها الحملة تلك في إعلان منتجها كحاجة أساسية لا يمكن للمواطن العربي الإستغناء عنها، بعكس ما لدى "الحجّ نادي" وسواه من أصحاب أصغر المصالح.



#عصام_سحمراني (هاشتاغ)       Essam_Sahmarani#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حديث الفارغ والممتلئ في انتخابات بيروت
- من حقهم كلبنانيين أكراد
- يحصل في بعض الملاعب الأوروبية
- كترمايا
- أوباما الفاشل.. فرصة لحركات المعارضة العربية
- عماد الدين رائف.. صحفي متقصٍ لقضايا خاصة
- الحريري وبن غوريون والحرب القادمة


المزيد.....




- رسوم أميركية دون مقاومة.. ترامب يفرض والعالم يستسلم
- غاز أذربيجان إلى سوريا عبر تركيا .. تقارب سياسي أم ضرورة اقت ...
- الجنيه المصري ينتعش أمام الدولار.. هل انتهت الأزمة الاقتصادي ...
- رويترز: الهند ستواصل شراء النفط الروسي رغم تهديدات ترامب
- انتعاش الصادرات التركية رغم الحرب التجارية العالمية
- وزير الاقتصاد الأذربيجاني: ضخ الغاز إلى سوريا محطة مفصلية لن ...
- غلوبس: ترامب يفرض رسومًا جمركية على إسرائيل بـ15%
- بدء ضخ الغاز من أذربيجان نحو سوريا بتمويل قطري
- شخصيات فرنسية: اتفاق الرسوم مع واشنطن استسلام وتبعية جديدة ل ...
- هل فقدت صناعة الماس بريقها؟


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عصام سحمراني - عمي السيّد لا يأكل بيتزا الحجّ نادي!