أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - فلاح علي - الكتل السياسية المهيمنة قدمت الشعب والوطن فدية للارهابيين















المزيد.....

الكتل السياسية المهيمنة قدمت الشعب والوطن فدية للارهابيين


فلاح علي

الحوار المتمدن-العدد: 3003 - 2010 / 5 / 13 - 01:23
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


شهد العراق المثقل في الجراح في يوم الاثنين الموافق 10-5-2010 يوماَ هو الاكثر دموية وعنفاَ وإجراماَ وحقداَ على المواطنيين العزل منذ إنتخابات 5-7/ آذار2010 . وسقط نتيجة هذا الحقد والعنف الاجرامي أكثر من 100 شهيد وحوالي 350 جريح , وجاء هذا العمل بعد حوالي 20 يوم من مقتل زعيمي القاعدة أبو عمر البغدادي وأبو أيوب المصري . وكان هدف الاعمال الارهابية هو إستهداف المدنيين ومواقع الانتاج كمعمل الغزل والنسيج في محافظة بابل , وذلك بعد 10 أيام من إحتفال العمال بعيدهم الاممي . نفذ الارهابيون عملهم الجبان بحق عمال العراق وكأنهم بعملهم هذا يحاكوا التأريخ ويتحدوا الحكم البوليسي في الولايات المتحدة عندما تصدى البوليس في شيكاغوا آنذاك لتظاهرات العمال بالسلاح في عام 1886 وسقط عدد من العمال قتلى وجرحى . مجزرة الارهابيين بحق عمال العراق في القرن ال21 تفوق ما إرتكبه بوليس شيكاغوا من مجازر بحق العمال في عام 1886.



البيئة السياسية العراقية اللاديمقراطية تشجع على نموالارهاب :

1- يؤكد كثير من المتابعين والمراقبيين للشأن السياسي في العراق أن البلاد تمر بأزمة سياسية معقدة ومستعصية الحل , هذه الازمة أفرزتها نتائج إنتخابات مجلس النواب لعام 2010 . والربط صحيح بين تفاقم الازمة السياسية وتنامي عودة الارهاب وعودة أعمال العنف ذات البعد الطائفي في إستهداف المدنيين كما حصل في يوم الاثنين الدامي 10-5-2010 , هذه الاعمال الارهابية تهدف إلى خلط الاوراق وإيجاد أجواء من العداء .

2- أن البيئة السياسية العراقية منذ عام 2003 إلى الآن ملامحها هي الصراع على السلطة السياسية عناصر هذا الصراع المدمر للوطن هي كتل طائفية وقومية , وقد عرقلت هذه الكتل إنطلاقاَ من مصالحها الذاتية الفئوية من تهيئة مستلزمات بناء الدولة الحديثة المدنية الديمقراطية , وقد إرتهنت هذه الكتل لقوى إقليمية وفسحت المجال للتدخل الخارجي في الشأن العراقي , وأسهمت في خلق بيئة ملائمة لنمو الارهاب وإتساعة في العراق .

3- التحالفات التي تم الاعلان عنها مؤخراَ في الاسبوع الماضي هي تدخل في إطار التنافس الحالي على تشكيل الحكومة وليس لها علاقة بمصلحة الوطن والشعب أسهمت في زيادة تعقيدات الازمة السياسية في البلد . مدلولات هذه التحالفات هي طائفية هو ( بين إئتلاف دولة القانون والأتلاف الوطني ) . ورافق ذلك ظهورتحالف كوردي بين التحالف الكوردستاني و الكتل الكوردية الفائزة في الانتخابات وإعلانه الاستعداد للدخول مع التحالف الطائفي الجديد بلا شك لتشكيل الحكومة .

4- أثار هذا التحالف الطائفي جدلاَ واسع النطاق بين النخب السياسية وبين أوساط الشعب العراقي في الداخل والخارج , وأشاع هذا التحالف بين ( دولة القانون والاتلاف الوطني) مخاوف عودة البلاد إلى الاصطفافات الطائفية وعودة أجواء التوتر وعدم الاستقرار والانفلات الامني .

5- خشية العراقيين من هذا التحالف الطائفي هو ليس إنهم ضد وحدة الكتل السياسية ووحدة العمل الوطني المشترك للكتل السياسية , ولكن الخوف والخشية هو أن هذا التحالف ذو مدلول طائفي هذا أولاَ وثانياَ أن أي تحالف طائفي له تأثير سلبي لانه يؤدي إلى إحتقان سياسي في البلاد بين الكتل السياسية . وثالثاَ هذا الاحتقان السياسي إذا تطور يكون الاخطر على البلاد لانه يؤدي إلى حالة العنف الطائفي .

6- لقد توقع الشعب العراقي أن إنتخابات عام 2010 إنها ستكون فرصة كبيرة يجب عدم تفويتها من أجل تعزيز الديمقراطية في البلاد وصولاَ إلى بناء دولة المواطنة وطي صفحة المحاصصة الطائفية والقومية التي حكمت العراق منذ عام 2003 بكل مساوئها وسلبياتها وتأثيراتها المدمرة . لهذا إندفع الشعب في المشاركة الوطنية في الانتخابات من أجل تصحيح العملية السياسية التحاصصية الخاطئة .

7- ولكن الامور قد سارت بأتجاه معاكس بعد الانتخابات حيث تم تعزيز النزعات الطائفية من خلال إقامة التحالفات على أساسها .

8- إن الكتل السياسية التي بنت تحالفاتها على هذه الاستقطابات الطائفية والقومية فهي قد أقدمت على القيام بأخطر تهديد للوطن وللشعب وللدولة . لأن تحالفاتها هذه هي تشكل معول هدم لقيم السلم الاهلي والوحدة الوطنية , إضافة إلى إنها تهدد وحدة العراق كما إنها تكرس ممارسات سياسية خطرة من شأنها أن تشوة العملية السياسية وبناء الدولة العراقية على أساس المؤسسات الديمقراطية .

9- أكدت الانتخابات وما بعدها أن الشعب بحسه الوطني ورغبته بنظام سياسي ديمقراطي يستوعب الجميع بعيداَ عن الاستقطابات الطائفية . قد خذل مرة ثانية من الكتل الفائزة التي تتحدث بأسمه وبأسم الوطنية والديمقراطية ليل نهار ولكن في الواقع العملي أن هذه الكتل وضعت مصالحها الذاتية فوق مصالح الشعب والوطن . وفتحت الابواب على مصراعيها للتدخلات الخارجية في الشأن العراقي وتنامى في فترة صراعها الحالي على السلطة الارهاب والعمليات الارهابية بقوة وبعنف مستهدفاَ الارهاب الشعب . والمأزق السياسي الخطير التي أدخلت هذه الكتل البلاد فيه قد أشاع أيضاَ حالة اليأس والاحباط بين الشعب ولا تزال الرؤية غير واضحة لما يجلب الصراع على السلطة من نتائج خطيرة خلال الايام المقبلة وهم بصراعهم على بناء سلطة الطوائف وتمترسهم وتمسكهم بأنانياتهم ومصالحهم الذاتية أسهموا في تقديم الشعب والوطن فدية للارهاب , ولم تتشفع لهم بعد يوم 10-5-2010 الدامي تصريحاتهم المنافقة ذات الشعارات التسويقية الزائفة .

10- أن مقتل زعيمي القاعدة أبو عمر البغدادي وأبو أيوب المصري إنه عمل كبير يسجل للحكومة وللاجهزة الامنية والعسكرية . ولكن بعد مقتل هؤلاء الارهابيون أكدت هذه الاجهزة الامنية إنها لا تمتلك رؤية استراتيجية . وبمقتلها لهذين الارهابيين كأنها حققت إنتصاراَ كبيراَ يوازي إنتصار الجيش الاحمر والحلفاء على القوات النازية في الحرب العالمية الثانية أو يوازي صعود عالم عراقي في مركبة فضائية إلى القمر لاجراء البحوث العلمية . فيلاحظ إنها أصيبت بالخدر والزهو والموسمية كان يفترض بها أن تواصل هجومها على بقايا التنظيمات الارهابية التي باتت مكشوفة أمامها بعد الاعترافات والحصول على وثائق وكان يتطلب منها أيضاَ ملاحقة الصف الثاني من قيادات القاعدة والخلايا النائمة .هذا يؤشر أن الاجهزة الامنية والعسكرية لا تمتلك معطيات ومعلومات دقيقة عن تنظيمات القاعدة هذا أولاَ وثانياَ إنها لاتملك خطط معدة مسبقاَ بعيدة المدى تؤهلها لتمسك زمام المبادرة .

11- أن تأخير تشكيل الحكومة يضع البلاد على طريق دائرة العنف , ويسهم في تكوين بيئة ملائمة لنمو الارهاب وستكون فرصة جيدة لتنظيم القاعدة للملمة صفوفها والعودة بقوة للقيام بالاعمال الارهابية وتجنيد عناصر جديدة في صفوف التنظيم وستكون البلاد أكثر عرضة للتدخلات الاقليمية . لا يوجد إلى الآن أفق قريب لكي ترى الحكومة القادمة النور بسبب الصراعات بين الكتل على هوية رئيس الحكومة وطبيعة الحكومة الشعب يريدها حكومة مشاركة وطنية , الكتل تنافق تطرح حكومة المشاركة الوطنية على الاعلام فقط للتسويق ولكن في الواقع تريدها حكومة محاصصة طائفية وقومية , وبهذا فأن صراعهم سيأخذ وقتاَ طويلاَ وسيطول معها الفراغ السياسي والمتضرر الشعب والوطن بسبب هذه الكتل التي أسستها ومولتها وسلحتها ودعمتها دول أقليمية , ومكنتها من الفوز في الانتخابات وساعدها في ذلك قانونهم الانتخابي اللاديمقراطي الذي سرق أصوات الكتل الاخرى إنهم بؤساء قوتهم نابعة من الدعم الخارجي وهذه عمرها قصير المستقبل للديمقراطيين الحقيقيين المناضلين من أجل تحقيق طموحات الشعب ومصالح الوطن .

12- الشعب سيخلد الشهداء من العمال الذين إستشهدوا في يوم 10-5-2010 وكل شهداء العمليات الارهابية والسؤال الذي يطرح هو هل تكرم الحكومة شهداء يوم 10-5 وعوائلهم بأسرع وقت, وهل سترسل الجرحى الذين حالاتهم خطيرة إلى خارج العراق للعلاج ؟ والسؤال الآخر هل تضع الكتل الطائفية والقومية مصالح الشعب والوطن فوق مصالحها الذاتية الفئوية وتشكل حكومة كفاءات وطنية تكنوقراط لكي تتمكن من فرض الامن والاستقرار والقضاء على الارهاب وتوفير الخدمات وبناء الوطن ؟ صحيح يوجد إستحقاق إنتخابي ولكن توجد مشكلات معقدة في البلاد تتطلب مشاركة وطنية واسعة في الحكومة أن تجربة 7 سنوات أكدت أن المحاصصة الطائفية والقومية لا تبني دولة المواطنة .

12-5-2010



#فلاح_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوة لتشكيل عصبة الديمقراطيين العراقيين
- الدكتاتوريون الجدد أدخلوا البلاد في مأزق خطير
- ماهي دلالات الزيارات لدول الجوار قبل تشكيل الحكومة
- نتائج الانتخابات أكدت أن العراق لا يزال بلا سيادة وطنية
- إقصاء قائمة اتحاد الشعب يؤكد على فبركة الانتخابات وعلى أزمة ...
- مشاهد ومعطيات عن الفوضى التي سادت في مركز يوتوبورغ الانتخابي
- من يصوت إلى أياد علاوي سوف يصوت للدكتاتورية المقيته
- قائمة اتحاد الشعب أقوى من الحصار الاعلامي ومن المال السياسي
- زكية خليفة صاحبة المهام الصعبة
- رسالة إلى كل اليساريين والديمقراطيين وإلى كل الخيرين من أبنا ...
- خطر الارهاب يتجدد في العراق في ظل غياب استراتيجية وطنية لموا ...
- المصالحة الوطنية والاصلاح السياسي وجهان لعملة واحدة
- تنظيم القاعدة صناعة أميركية - عربية تم إنتاجها في فترة الحرب ...
- مناورات إيران حول برنامجها النووي بدأت تتضائل
- مهام قوى اليسار والديمقراطية في الظرف الراهن ودورها في بناء ...
- هل ينقض مجلس الرئاسة المادتين أولاَ وثالثاَ من قانون الانتخا ...
- تزدهرالافكار السياسية في أوقات الأزمات
- أيام العراق الدامية وغياب الاستراتيجية الوطنية
- نظام الدائرة الواحدة والقائمة المفتوحة لماذا يخشاهما الطائفي ...
- رؤية حول وحدة عمل الشيوعيين العراقيين


المزيد.....




- إماراتي يرصد أحد أشهر المعالم السياحية بدبي من زاوية ساحرة
- قيمتها 95 مليار دولار.. كم بلغت حزمة المساعدات لإسرائيل وأوك ...
- سريلانكا تخطط للانضمام إلى مجموعة -بريكس+-
- الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعي ...
- الاتحاد الأوروبي يقرر منح مواطني دول الخليج تأشيرة شينغن متع ...
- شاهد: كاميرات المراقبة ترصد لحظة إنهيار المباني جراء زلازل ه ...
- بعد تأخير لشهور -الشيوخ الأمريكي- يقر المساعدة العسكرية لإسر ...
- -حريت-: أنقرة لم تتلق معلومات حول إلغاء محادثات أردوغان مع ب ...
- زاخاروفا تتهم اليونسكو بالتقاعس المتعمد بعد مقتل المراسل الع ...
- مجلس الاتحاد الروسي يتوجه للجنة التحقيق بشأن الأطفال الأوكرا ...


المزيد.....



المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - فلاح علي - الكتل السياسية المهيمنة قدمت الشعب والوطن فدية للارهابيين