أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح علي - خطر الارهاب يتجدد في العراق في ظل غياب استراتيجية وطنية لمواجهتة















المزيد.....

خطر الارهاب يتجدد في العراق في ظل غياب استراتيجية وطنية لمواجهتة


فلاح علي

الحوار المتمدن-العدد: 2900 - 2010 / 1 / 27 - 00:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن العمليات الارهابية في العراق قد تختفي لبعض الوقت لكنها لن تزول , حتى توفرت قناعة لدى المواطنيين العراقيين بأن خطرها سيظل قائماَ . وما يلاحظ من التفجيرات الاخيرة التي وقعت يوم أمس في عدد من الفنادق الكبرى في بغداد وفي هذا اليوم من تدميرلمديرية الادلة الجنائية , وراح ضحية هذه الاعمال الاجرامية عشرات المواطنين شهداء , إضافة إلى الجرحى والحالات الخطرة والاضرار التي لحقت بالممتلكات . ما يؤكد إن لديهم خطط وأوقات يختارونها لتنفيذ عملياتهم النوعية الارهابية صحيح أن الارهابيين قد تلقوا ضربات قوية من قبل الاجهزة الامنية , ولكن يبدوا أن لديهم خطط واستراتيجية وإمكانيات وتاكتيكات. وإلا ما ذا يفسر أن العمليات الارهابية تتوقف فترة ثم تعاود ضرباتها الاجرامية بحق أبناء شعبنا وتختار في هذه الاعمال المكان والزمان التي يراهما الارهابيين مناسبين لهما ؟



الارهابيون يجددون اساليبهم ويطورون خططهم وتاكتيكاتهم والاجهزة الامنية والاستخباراتية في تراجع مستمر :

أن الاعمال الارهابية الاخيرة تؤكد أن القوى الارهابية في العراق مازالت قادرة على التحرك والمباغته وحتى على تجنيد المزيد في صفوفها , وهذه الاعمال الاخيرة تؤشر أن خطر الارهاب سيظل قائماَ ويشكل تهديداَ حقيقياَ للشعب والوطن ولتطور العملية السياسية . وسائل الاعلام الحكومية تصور للشعب إنه قد تم إستتباب الامن والاستقرار في البلد , في حين يفاجئ الشعب بتنفيذ سلسلة من العمليات الارهابية من قبل الارهابيون التي تهدر دماء عشرات بل مئات من أرواح الابرياء . بغض النظر عن التسميات التي تقف وراء هذه الاعمال الارهابية الجبانة ( سواء كان إرهابيون على صلة بتنظيمات القاعدة أو بقايا صداميون ...... إلخ) السؤال الملح الذي يطرحة المواطن العراقي هو ماذا عملت الحكومة العراقية والاجهزة الامنية والعسكرية من خطط واستراتيجيات وتوفير مستلزمات متنوعة لانهاء الارهاب في العراق؟ صحيح أن للارهاب إمتدادات إقليمية ودولية وله شبكة إتصالات واسعة وتحت تصرفهم إمكانيات كبيرة ويوجد تمدد في تنظيماتهم داخلياَ وخارجياَ إن كانوا من القاعدة , لكن يفترض أن تكون قدرات الدولة عالية وخططها إستباقية وأجهزتها الامنية والاستخباراتية والعسكرية قادرة على كشف العمليات الارهابية قبل تنفيذها , المؤسف في نفس الوقت يكتشف المواطن أن هذه العمليات قد سلطت الضوء على عدم قدرة الاجهزة الامنية وتراجع كفائتها وتخلفها عن تجديد خططها وتعزيز إمكانياتها لتنتقل من الدفاع إلى الهجوم والمباغته , و ما يعزز ذلك هو ما نراه على أرض الواقع أن العمليات الارهابية قدنفذت في مواقع مختارة في بغداد وهذه الاجهزة الامنية والعسكرية في حالة تامة من الاسترخاء . كما أن هذه العمليات قد سلطت الضوء على الاجهزة الاستخباراتية أين هي والبلد يحترق هل هي أيضاَ في حالة إسترخاء مثل زميلاتها في الاجهزة الامنية أم في إجازة أم في ظل عدم الكفاءة والامكانية أم في ظل غياب التنسيق بين هذه الاجهزة , أم سيطرة الميليشيات والمحاصصة الطائفية والقومية على هذه الاجهزة . أين هي قيادة قوات بغداد وتصريحاتهم الاعلامية التي ملؤوا الدنيا صراخاَ وهم يتوعدون الارهابيين في حين يمر الارهاب من جانبهم وهم لا يحركوا ساكناَ هذه التساؤلات وغيرها في حاجة إلى أجوبة من الحكومة العراقية , وهل يقبل الشعب التبريرات الغير مقنعة عن العجز المتجذر في هذه الاجهزة هذه المرة ؟



غياب الاستراتيجية الوطنية لمواجهة الارهاب والقضاء علية :

هناك تشابك غريب ومعقد بين عدة عوامل داخلية وتدخلات خارجية الكتل المهيمنة على السلطة تفهم هذه العوامل التي يلتقي فيها العنف والتطرف السياسي والاستبداد الحكومي والتدخل الاقليمي مع المصالح الفئوية الضيقة , في ظل غياب المصداقية وعدم الثقة بين هذه الكتل التي تدير العملية السياسية في البلد والتي وصلت إلى البرلمان في غفلة من التأريخ , أن تجربة أربعة سنوات أكدت إنها لاتعبر إلاعن مصالحها الذاتية فنتيجة أنانيتها وصراعها على المصالح والهيمنة والاستئثار في صنع القرار , فقد تركت الشعب يعاني من أبسط مستلزمات الحياة , لا بل تركته بلا حماية وكأنه ينزف حتى الموت وصراعاتها الذاتية قد دفعت البلد نحو الهاوية , إذاَ كيف تبنى الاستراتيجية الوطنية لمواجهة الارهاب في ظل سيادة هكذا كتل أنانية لا يهمها سوى تأمين مصالحها الذاتية؟ وبعد كل تفجير وفي كل مرة تظهر على شاشات التلفاز تلك الوجوه المنبوذه والتي مقتها الشعب لكثرة كذبها وهرجها لتعطينا تفسيراَ مقيتاَ وهزيلاَ للفشل الذريع الذي تعانية والتي هي نفسها دفعت بالبلاد نحو الهاوية , ونتيجة عجزها نما الارهاب وتطور وكأنه قد تجذر في العراق في ظل عدم كفاءة الاجهزة وهيمنة الكتل ذات المصالح الذاتية الانانية على البرلمان , وحرمت الشعب من أبسط الخدمات وخضعت كل القوانين التي تخدم مصالحة والتي تطور البلاد للمساومة والابتزاز .



المحاصصة الطائفية والقومية هي سبب مآساة الشعب وفي ظلها نمى الارهاب وتطورت أساليبة :

أن مصالح الولايات المتحدة الاميركية ومصالح النظام في إيران إلتقيتا في العراق وكلاهما إتفقوا على إنتاج صناعة مقيته في ظلها تحول العراق إلى بلد المآسي والحرمان وسالت فيه أنهاراَ من الدماء بسبب هذه الصناعة الاميركية الايرانية وهي ( المحاصصة الطائفية والقومية ) لبناء دولة الطوائف ولأقتسام السلطة والمناصب في الدولة , إيران وأميركا يدركان تماماَ أن هذه الوصفة السياسية اللذان قاما بتصنيعها وتسويقها للعراق إنها لاتبني دولة ديمقراطية , في حين الادوات المنفذه لها من هذه الكتل كانت تضن أن المحاصصة هي العلاج المطلوب بعد سقوط حكم الدكتاتورية والقمع ولكن في الواقع كانت المحاصصة تلبي مصالحها الانانية وهي سبب في عدم الاستقرار السياسي في العراق لا بل صناعتهم هذه أسهمت في إضعاف الوحدة الوطنية للشعب العراقي . المثال على ذلك ما كرسه الطائفيون بقانون بتنظيم الامور الخاصة في كل طائفة من الطوائف أو المذاهب كما هو الحال في قضايا الاحوال الشخصية بناءَ على تقسيم المجتمع وحسب الاديان والمذاهب وكذلك المثال الآخر هو تقسيم ديوان وقف الدولة للمسلمين إلى قسميين كل قسم تشكلة طائفة , وهناك أدلة عديدة على أن الطائفيون وصناعتهم المستوردة من خارج الحدود المحاصصة الطائفية والقومية هي لا تبني دولة عصرية حديثة وإنما تبني دولة الطوائف وهم بمحاصصتهم الطائفيه والقومية يشكلون أحد مصادر عدم الاستقرار السياسي والامني في العراق وهم حاضنة لتوالد وتكاثر الاستبداد والتطرف كما إنهم عامل مساعد لنمو العنف في المجتمع . خذوا المثال الآخر المحاصصة الطائفية والقومية أعطت لنفسها الحق بأن تكون فوق القانون والدستور , عندما منحت نفسها ( حق النقض الفيتو) برفض أي قرار أو قانون إذا شعرت إنه لا يلبي مصالحها الذاتية وتدخل في مساومات ومقايضات من أجل إخضاع التشريع لمصالحها لكي تمرره وكثير من القوانين مرت في البرلمان بطريقة الصفقات التجارية الانانية بين هذه الكتل المقيته . والتي فرطت بمصالح الشعب والوطن وتركت مداخل الحدود مفتوحة بوجة الارهاب والارهابيين القادمين من الخارج مع وجود حاضنات ومستلزمات له في الداخل . أي دولة عصرية هذه تتقاسم فيها المواقع السيادية على أساس طائفي وقومي خذوا رئيس الجمهورية نوابه من طائفتين خذوا رئيس الوزراء ونوابه من نفس المحاصصة ورئيس البرلمان ونوابه من نفس الصناعة الاميركية الايرانية المحاصصة الطائفية والقومية التي إبتلى بها العراق وشعبه , وهذه تنسحب على مفاصل الدولة الاخرى أن هؤلاء الاشخاص يشغلون هذه المناصب والمواقع لا لكونهم عراقيون من خلال هويتهم الوطنية بالمعنى الوطني للكلمة وإنما بكونهم ممثلون لطوائفهم وقومياتهم أي ممثلون لمصالح ضيقة بعيدة عن تمثيل المصالح الوطنية للعراق والمجتمع , وما تقاسم المواقع في الدولة والصراع على الهيمنة على السلطة وفرض الاستبداد بأسم القانون وسيادة العنف والتطرف في المجتمع والفساد في مؤسسات الدولة وغياب الرؤى الوطنية لبناء الدولة العراقية الحديثة والتطبيق المشوة والمسيئ للديمقراطية وغياب الخدمات وتفشي البطالة وغياب التنمية وسيادة الفوضى وعدم الاستقرار السياسي والامني إنما هو نتاج لسياسة المحاصصة الطائفية والقومية . وقد أضاعت هذه الكتل فرص النهوض بالاقتصاد العراقي وبناء الدولة العصرية الحديثة وتطوير التجربة الديمقراطية , وهم دخلوا التأريخ من أوسع أبوابه لأنهم أبطال عملية تحويل العراق إلى المرحلة البدائية .

في ظل هذه الظروف وفي ظل تنامي وتوسع الهجمات الارهابية يحتاج العراق إلى إ قصاء ودفن نهج المحاصصة الطائفية والقومية وإلى تعزيز الوحدة الوطنية وإنجاز الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي وتحقيق المصالحة الوطنية وتعزيز الوحدة الوطنية وبناء الدولة على أسس علمانية وإحلال الوطنية والمواطنة بدلاَ من الانتماء الطائفي والقومي وبناء مؤسسات الدولة الديمقراطية الحقة بدلاَ من المحاصصة الطائفية والقومية سيئة الصيت التي أضرت بمصالح الشعب والوطن .

26-1-2010



#فلاح_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصالحة الوطنية والاصلاح السياسي وجهان لعملة واحدة
- تنظيم القاعدة صناعة أميركية - عربية تم إنتاجها في فترة الحرب ...
- مناورات إيران حول برنامجها النووي بدأت تتضائل
- مهام قوى اليسار والديمقراطية في الظرف الراهن ودورها في بناء ...
- هل ينقض مجلس الرئاسة المادتين أولاَ وثالثاَ من قانون الانتخا ...
- تزدهرالافكار السياسية في أوقات الأزمات
- أيام العراق الدامية وغياب الاستراتيجية الوطنية
- نظام الدائرة الواحدة والقائمة المفتوحة لماذا يخشاهما الطائفي ...
- رؤية حول وحدة عمل الشيوعيين العراقيين
- ملاحظات إنتقادية على تصريحات كريم أحمد لصحيفة هاوالاتي
- معارك الحملات الأنتخابية للبرلمان القادم ودور قوى اليسار وال ...
- ثورة 14 تموز 1958 وأحداثها التأريخية
- قوى اليسار والديمقراطية وحاجتها لجماعات الضغط لأهميتها في ال ...
- الأديان تلتقي مع الماركسية وكل الأفكار الأنسانية والتقدمية ع ...
- كيف إحتفل الأنصار الشيوعيين بذكرى تأسيس حزبهم الفوج الأول مث ...
- الأنتخابات البرلمانية القادمة والكوتا الأيرانية
- هل سيكون العراق رهينة لأنهاء البرنامج النووي الأيراني
- كيف فاز في الأنتخابات من فشل في الكشف عن جريمة إغتيال مثقف ع ...
- كيف فاز في الأنتخابات من فشل في الكشف عن جريمة إغتيال مثقف ع ...
- الشعب العراقي بحاجة إلى الشيوعيين وفكرهم ولحلفائهم الوطنيين ...


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح علي - خطر الارهاب يتجدد في العراق في ظل غياب استراتيجية وطنية لمواجهتة