|
هوية الأمازيغ بين الأصالة والإغتراب .
الطيب آيت حمودة
الحوار المتمدن-العدد: 2998 - 2010 / 5 / 7 - 01:28
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
** لم تنعزل شمال إفريقيا طوال تاريخها الطويل عن العالم المحيط بها، فهي منطقة تأثير وتأثر منذ العهد الإغريقي ، وأجدادنا لهم ذكر في سجل الزمن القديم والوسيط والمعاصر ، وأن طمست شخصيتنا بفعل نزوات الوافدين ونرجسية الكتاب والمؤرخين ، ولم تظهر إلا هامشية تابعة للغير ، بفعل مسالمة الأجداد وسهولة انقيادهم الذي أظهر تقوقعا حول الذات ، فاسحا المجال للغير بإبراز إنيته وذاتيته بوقاحة ونرجسية ، وهو السبب في غياب ذاكرة خاصة للأجداد، فلا يرى جهدهم إلا من خلال الآخرين ، فقد تجذرت فيهم طبائع الغفلة والسذاجة ، ولسان حالهم يقول غالبا ( فليكن الماضي ما كان فإنه لا يهمنا) ، وما أكثر ما قيل عنهم عبر عصور التاريخ ، وهم سكوت ، مقتنعين بمقولة أن (الأمم السعيدة هي الأمم التي لا تاريخ لها) . فكل ما كُتب عنهم دونهُ الأعداء والأنداد ، ولونوه بألوانهم، فهم لم يقولوا ولم يزوقوا ولم يزيفوا ، فقد نطقت محكمة التاريخ بأحكام غيابية حضرها الجاني في غياب الضحية ، فكانت المحاكمة مجحفة تتطلب إعادة النظر في أرشيفها ووثائقها ومستنداتها ، لعل في ذلك ما يشير إلى موضع الخلل لتصحيح تلك الأحكام ، وهي رسالة الأحفاد في حق الوطن والأجداد . **لايمكن تجريم التاريخ كله ، ولا يجوز النظر للهجرة - مهما كان نوعها وغايتها وأبعادها وتأثيراتها - بمنظور سوداوي ، لأننا مقتنعون بأن حركة البشر الفردية والجماعية وهجرتهم حق معلوم ، فمنذ أن بزغ التاريخ والإنسان في حراك وانتقال ، بحثا عن ظروف أحسن وأنسب للإستقرار ، غير أن العيب هو النظر إلى الأوطان بأنها صفحات بيضاء يكتب عليها الوافد ما شاء ويشاء ، والعيب الأكبر هو فيما يقترف في حق السكان الأصليين من تقتيل وتشريد وطمس لهوية المتبقين منهم ، أو تهجير لهم ، مثل ما وقع للهنود الحمر في أمريكا على يد المهاجرين الأوربيين ، الذين أبادوا النسل ، وحولوا البلاد إلى بلاد لهم لا لغيرهم ، وهو ما فعلته فرنسا بسياستها لحين من الدهر ( الجزائر الفرنسية) والتي تعتبر بلادنا قطعة من فرنسا ، وفعله العرب الغزاة قبلا أيام غزوهم لبلادنا في القرن ألأول للهجرة ، السابع للميلاد . **إن الأقوام المهاجرة هي المطالبة بتحوير شخصيتها ، و تطويع هويتها ، لتنسجم مع هوية المستقبل ، من حيث التراث واللغة والعادات ، واحترام أصيل البلد مهما كانت المعوقات ، وفي ذلك مدعاة للتناغم السلمي المؤدي إلى تسهيل عملية الإختلاط والإندماج ، خاصة إذا كان مبتغاها عقائدي ديني مثل العرب في شمال إفريقيا، والأمثلة كثيرة في تاريخنا ، ففي الزحف المغولي على بلاد الإسلام رغم بشاعته ودمويته ذاب ولم يبق له وجود ، وهجرة الأمازيغ المرافقين للمعز الفاطمي نحو المشرق العربي ، لم يحولوه إلى مجتمع أمازيغي ، بل ذابوا فيه ، وهجرة الفنيقيين باتجاه افريقية في زمن عليسا ديدون ، لم يحولها إلى الفينقة، بقدر ما تحول الفنيقيون إلى قرطاجيين ( نسبة إلى الأرض قرطاجة) ، ونفسه يقال عن الرومان والوندال والأتراك والفرنسيين ، فهؤلاء جميعا عبروا ومروا من هنا ، منهم عاد إلى موطنه الأصلي، ومنهم من مات ومنهم من ذاب في مجتمعنا فأصبح أمازيغيا مثلنا، له ما لنا وعليه ما علينا . فالمنطوق هوية أرض لا هوية سلالة ، فبلاد (تامازغا) كالنهرالعظيم الذي يبتلع روافدَه ليشكل منها مجرى واحدا بآمال وطموحات واحدة . **كثير من الأمازيغ هاجروا مشرقا ، وأصبحوا مشارقة في تفكيرهم وهويتهم ولسانهم ، فصاحب الألفية ( ألفية ابن معطي الزواوي )[1] أمازيغي لكنه تمشرق وتوفي في القاهرة ودفن إلى جانب مثيله الإمام الشافعي، ومثله يقال عن الأمير عبد القادرالجزائري الذي غدا سوريا ، وأبو بكر جابر الجزائري [2] الذي أصبح سعوديا ، والمؤرخ الأديب (المقري)[3] صاحب كتاب نفح الطيب من غصن ألأندلس الرطيب ، والعالم الجليل أبو الفضل المشدالي [4] ، والشيخ الطاهر الجزائري [5] وكثير من أمثالهم فرادى وجماعات ذابوا في المجتمعات التى أوَتهم وتأثروا بها وتفاعلوا معها ، وإن فقدنا رجالا صُلحاء تمنينا أن يعيشوا معنا ليساهموا في رقي البلاد ، إلى أن الوافدَ إلينا عوض المفقود وسد النقص ، فكان في بعضهم الخيرُ العميمُ ، فحنبعل القرطاجي دافع عن وطنه الأمازيغي ، وروت دماءة أرض ( زاما ) الإفريقية بكل اعتزاز وفخر ، وابن خلدون رغم حضرميته فهو أمازيغي قح ، عبر عن ذلك في تاريخه (العبر) أحسن تعبير ،والقائد المحنك أسد بن الفرات النيسابوري الخرساني فاتح صقلية[6] كان مغربيا مسلما ، ونفسه يقال عن محمد علي الألباني وأسرته في مصر ، الذين أصبحوا مصريين وكان جهد أسرتهم سبيل لنهضة عملاقة لمصر الكنانة ، وخير الدين بارباروس وأخوته عروج وإلياس الذين كانوا جزائريين بامتياز ، والمجاهد البطل التركي ( حسن آغا الطوشي )[7] الذي قهر جيوش شارلكان دفاعا عن مدينة الجزائر ذات عام من أعوام 1541 ميلادية ، وأحمد باي الكرغلي [8] الذي تحمل عبء مقاومة الفرنسيين في الشرق الجزائري ،والوزير المصلح خير الدين باشا [9] والبطل الداي شعبان[10] ، ونضيف لهم الطبيب النفساني فارنز فانون الأسود المارتنيكي صاحب كتاب ( المعذبون في الأرض) والذي عبر عن جزائريته بامتياز واسمه يحمله أكبر شارع من شوارع عاصمتنا الجزائر ، والفرنسيان نصر الدين دينيه [11] الرسام البارع الذي استهوته بلادنا وأصبح منا ، وميشال جونار[12] مشيد البريد المركزي ، والمدرسة الثعالبية ، وفيكتور سبيلمان الألماني [13] صديق الأمير خالد في مقاومته السياسية ، وفيكتور باروكاند Victor Barrucand [14] الأرابوفيلي الإنساني ، الذي سخّر جهده وفنه وأدبه ولغته الأصلية لخدمة قضايا الجزائريين أيام محنتهم الإستعمارية . **ما وقع عندنا ، وقع عند غيرنا ، تناغم بين الوافد المهاجر، والمحلي المقيم ، أبناؤنا انصهروا في الأقوام التي وصلوها وهاجروا إليها ، وخدموها بجهدهم البدني والعقلي ، ومنهم من ترقى المناصب وبلغ الذروة أمثال شيشنق الذي وصل إلى منصب الفرعونية ، أو سيبتيم سيفيروس الليبي الأمازيغي الذي تربع على عرش ألأمبراطورية الرومانية طيلة 18 عاما . ** إن المجتمعات المستقبلة غير مطالبة بأن تكون كالآخرين ، في أنيتهم و لغتهم ، ولا في معتقدهم و تراثهم ، والمهاجر مهما كانت ثقافته ومعتقدة من المكانة والقيمة مجبرٌ عرفا على احترام البلد المضيف ، وهو ما أبرزه الماضي والحاضر إلا ما تعلق منه بالشواد ، أوما تعلق منه بالإستعمار مثلما حدث في أمريكا وأستراليا ، حيث أبيدت الأقوام المحلية في جنسها وإنيتها لصالح الأقوام الوافدة ومعها لغتها ومعتقدها وعاداتها ،وكثيرا ما يحدث التصادم الهوياتي بين قومين لأسباب مختلفة مثل ما حدث بين الأرمن والأتراك ، وبين التشيك والسلاف ، أو يحدث الإنشقاق في الدين الواحد مثلما وقع بين الصفويين والعثمانيين ، وبين السنة والشيعة والمتصوفة ، وهو ما يشهر بطاقة الهويات بعنف ، والتي تتحول تدريجيا إلى هويات قاتلة تزهق جراءها أرواح بشرية بريئة مثلما وقع ويقع في تاريخنا الإسلامي قديما وحديثا ، وهو ما يطرح أكثر من سؤال ، ويضع أكثر من علامات استفهام حول مستقبل الأجيال ، كيف نصل إلى استحداث تناغم وتعايش ايجابي بين السكان دون الإخلال بحقوق الناس ، في المعتقد واللغة والتاريخ والرموز الوطنية ؟ كيف لأبوما أن يكون أمريكيا دون عقدة بأصوله الإفريقية ، وكيف لساركوزي البولندي أن يلغي بولنديته لصالح وطنه فرنسا ، وكيف لكارلوس منعم أن يلغي أصله السوري لصالح وطنه الأرجنتين ، ونبقى نحن في شمال إفريقيا نتغنى بالعروبة اكثر من العرب الأقحاح ، فكيف لنا أن ننتسب لجدب ، وحولنا أرض خصيب . . ** الواجب يدعونا إلى إرساء قواعد صلبة تضمن الكثير من الحقوق البشرية ، ولعل في تجربة الغرب ما ينبه لذلك ، فكثير من أقوامنا وجدوا ملاذا آمنا في دول أوروبا كبريطانيا وفرنسا وأمريكا وكندا وايطاليا دون إحساس بالإضطهاد أو الإنتقاص في حقوقهم المدنية ، على عكس ما عاشوه في بلدانهم ألأصلية من متابعات وإقصاءات وتهديدات ، وتلك أمور جعلت الغرب هالة استقطاب ، تتدافع عليها أقوامنا ولو على ظهور قوارب الموت ، التي جعلت من أبنائنا لقمة سائغة لأسماك المتوسط ، ومن واجب الحكام معالجة الظاهرة التي لا يفسرها سوى التدافع على السلطة بالمناكب التي غدت في تقاليدنا السياسية مصدرا للنهب المنظم لمقدرات الشعوب، فهي في عرفهم مصدر تشريف لا تكليف . الحل الأساس هو تعديل الفكر التنظيري الجاثم على رؤؤسنا ، نسمع بالديموقراطية ، والحكم الراشد ، وحقوق الإنسان ، والعدالة الإجتماعية ، غير أن تطبيقاتها حبر على ورق في الواقع المعيش ، سراب في الصحراء الكبرى ، فالحكام تعودوا النفاق الكلامي والتعابير الإستهلاكية التي يختفي مفعولها وصداها بمجرد نهاية المهرجانات الإنتخابية وإعلان النتائج المزورة، وبها تعود ريمة لعاداتها القديمة . **إن الإصلاح الهوياتي ، وترسيم هوية البلاد الأصلية ليس نقمة كما يتصور البعض ، فهي نعمة يجد الجميع فيها مكانه ومقعده ، فلا ضرر ولا ضرار ، وقد سبقتنا دول الغرب التي أثبتت تسامح فلسفتها و أنظمتها التي تنظر لإنسان بأنه الغاية الأسمى في كل تطور ، وقدمت نماذج قيمية رائعة في تعاملاتها مع مجتماعاتها بتنوعها الإثني واللوني واللغوي والديني ، فكل الناس سواسية أما م الدولة المدنية التي تعد المطمح الضامن لحقوق الجميع . ** نافلة القول أن دولنا في شمال إفريقيا مطالبة بتحقيق طموحات شعوبها في العيش الكريم ، وأول كرم تسديه ، هو الإعتراف المقنن بهويتها الأمازيغية الأصلية ،التي غدت محل مزايدات في سوق بيع أسهم الهويات، بنفس الصفة التي كانت أجسادهم تباع في أسواق النخاسة أيام الجبروت الأموي ، فكثر الناعقون بابتداع أصول الانتساب للشرق كثيرا ، والغرب أحيانا ، بغير ما يريده الخالق القهار بقوله ) ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً [الأحزاب : 5 ] ، فإذا كان المعمول والمنطوق به صحيحا ، فلماذا لم نكن رومانا أو وندالا ، أو أتراكا وفرنسيين ، ألا يحق لنا أن نتسمى بأرضنا الأمازيغية التي تعايش فيها كل من مر بربوعها ، واستنشق هواءها ، وتنعم بخيراتها ، وتنافح مع أهاليها الذين كانوا أكرم من حاتم الطائي ، ألا يحق لنا تغليب منطق التاريخ والجغرافيا على المارين بها ، ولعل في حاتميتهم ما سهل نسيان إنيتهم ، وأثالة تاريخهم عبر العصور والأعاصير ، فقد حان الوقت أن يتعايش الجميع في وطنهم ، برؤوس مرفوعة وأياد ممدودة . الهوامش/****************************** 1]ابن معطي الزواوي من بلاد زواوة الأمازيغية ، صاحب ألفية ابن معطي التي كثر شراحها ، أديب وعالم لغوي طاف الشرق العربي وتأثربه ، [2] أبو بكر جابر الجزائري (1921 من مواليد/ ، من ليوا بطولقة قرب بسكرة ، هاجر إلى الحجاز وتفرق للعلوم الدينية ، تولى التدريس في المسجد النبوي له العديد من المؤلفات والتفاسير ، توفي في بلاد الحجاز. [3] المقري التلمساني من مواليدة بلدة ( مقرة) بين المسيلة و بسكرة ، أديب ومؤرخ ، نشأ بتلمسان وعرف بالتلمساني ، وهم من أعلام القرن السادس عشر الميلادي ، ذاع صيته العلمي في الحجاز ومصر أيام الحكم العثماني ، توفي في 1631م . [4] أبو الفضل محمد بن محمد المشدالي من بلدة مشدالة بين البويرة وبجاية بأرض الجزائر ، الذي كان موسوعة في العلوم و المعارف ،عرف بسعة العلم و بشدة الذكاء و حدة الذهن و الحافظة العجيبة ، كما عرف بكثرة أسفاره فقد جاب المدن و القرى و ركب البر و البحر لطلب العلم و ملاقاة الشيوخ ، برع في فنون عدة ذكرها كتاب التراجم و الطبقات منها التفسير و الحديث و الفقه و الفرائض و اللغة و البيان و النحو و الصرف و الحساب ، وهو ما شهد له به الإمام جلال الدين السيوطي حيث وصفه في (( نظم العقبان في أعيان الأعيان: 1/ 160 )) ب:" الإمام العلامة نادرة الزمان أبو الفضل المغربي ، ابن العلامة الصالح أبي عبد الله الشهير في المغرب بابن أبي القاسم" وأضاف قائلا في نفس الصفحة بأنه العالم الذي : " اتسعت معارفه ، وبرز على أقرانه بل وعلى مشايخه ، وشاع ذكره ، وملأ اسمه الإسماع ، وصار كلمة إجماع ، وكان أعجوبة الزمان ، في الحفظ والفهم والذكاء وتوقد الذهن ".توفي في الأربعين من عمره غريبا في بلاد الشام التي خدمها بثقافته وسعة علمه ، أعجب به السيوطي والسخاوي ابن مرزوق التلمساني والقلصادي وغيرهم كثير ، وهو بحاجة إلى بحث خاص به . [5]الشيخ الطاهر الجزائري ،من أصل أمازيغي من بني وغليس( بجاية ) ، ولد بدمشق ، أديب وشاعر ومصلح ديني ، شغل مناصب عديدة بين سوريا ومصر ، تركا عددا من المؤلفات والمخطوطات . [6]أسد بن الفرات من نيسابور بخراسان ، هاجر الى القيروان (عام 144 هجرية) فقيه وقاض وقائد بحرية متميز، ولي قيادة الأسطول الأغلبي في فتح صقلية عام 144 هجرية . [7] حسن آغا الطوشي خليفة خير الدين بارباروسا على الجزائر زمن الخليفة سليمان القانوني ، قاد الأهالي الأمازيغ وسكان المحروسة ( الجزائر) في مقاومة الهجوم الصليبي المقدس بقيادة شارلكان نفسه 1541 . بمشاركة دول الأمبراطورية ، وأعظم قراصنتها أمثال أندريا دوريا ،وفيرانتي الأول غونزاغا ،وهرنان كورتيس . انتهت الحملة بهزيمة منكرة تردد صداها لسنوات في الغرب الصليبي . [8]أحمد باي كرغلي من أب تركي وأم جزائرية ( الحاجة شريفة) . تولى بايلك الشرق ، قاوم الزحف الفرنسي ، وكانت دفاعاته على قسنطينة عام 1937 مخلدة لبطولات عديدة ، منها مقتل الجنرال الفرنسي (دام ريمون) قريبا من أسوارها . وهو صاحب استراتيجية في الدفاع والمقاومة . [9] الوزير (المصلح خير الدين باشا ) من أصل قوقازي مملوكي ، صاحب اصلاحات في تونس أيام البايات ، مؤسس مدرسة الصادقية ، حاول التوفيق بين حضارة الشرق والغرب ، له كتاب قيم ( أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك ) توفي عام 1890. [10] الداي شعبان من ألأتراك الوافدين على أيالة الجزائر ( 1689) ، كان حاكما للجزائر ، صاحب الإنتصارات العسكرية ضد ألأسبان ، يحمل بين جوانحه فكرة توحيد شمال افريقيا بعد إخضاع تونس ، وفرض شروطه على المغرب . [11] ناصر الدين ديني ، رسام فرنسي الأصل Alphonse-Étienne Dinet ( 1861/1929) أبهرته الجزائر بسكانه واتخذها موطنا ، أسلم وأدى فريضة الحج ، له إبداعات جديرة بالمشاهدة تصور حياة الجزائريين وعاداتهم وتقاليدهم ، شيد له محبوه متحفا بمدينة بوسعادة التي دفن بها إلى جوار صديق دربه سليمان بن ابراهيم وزوجته ، خلد الجزائر بلوحات فنية قل نظيرها ، وأبدع في رسم الكعبة والمناطق المقدسة أثناء أدائه فريضة الحج . [12] ميشال جونار (michel JONNART )من أثرياء فرنسا الشمالية ، خريج كلية الحقوق ، مولع بالجزائر بعد زيارته لها شابا ، عينه قامبيطا حاكما عاما على الجزائر عام 1881 ، تقلد بعدها مناصب عدة في السياسة والثقافة ، والوزارة ، عينه روسو حاكما عاما للمرة الثانية سنة 1900 وتنحى بعد عام لظروف صحية ، وأعيد تعيينه على رأس الجزائر حيث طال حكمه هذه المرة من1903/1911 ، وهي الفترة التي شهدت فيها انجازات معتبرة أعادت للجزائر جزءا من مجدها المنسي الغابر ، شجع البحث التاريخي الجزائري ، وتأسس في عهده معلمين حضاريين بسمة محلية أصلية هما البريد المركزي ، والمدرسة الثعالبية . [13] فيكتور سبيلمان (VictorSPEILMANN/ 1866/1936) ، من إقليم الألزاس ، عان ما عنه الجزائريون ، كتب في مجلة ( صرخة الجزائر ) ، ثم بعدها في جريدة الإقدام مساعدا للأمير خالد الجزائري، وأحد الذين صاغوا مجدالأمير بعد نفيه ، بإطلاق صرخته المدوية ( أعيدوا لنا أميرنا …. أعيدوا لنا سعد زغلول باشا.) . له مذكرات عنونها ب/ [ نصف قرن جزائري] . [14] Barrucand victor. أديب فرنسي إنساني ، سخر قلمه وأدبه لخدمة قضايا الجزائريين ، أطلق عليه الإستعمار صفة ( محب العرب) ، الأرابوفيلي .
#الطيب_آيت_حمودة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأمازيغ والجبروت الأموي .
-
التسونامي الإلكتروني .. بين المطاوعة والتطويع.
-
الأمازيغ الذين تربعوا على عرش الفراعنة ؟، وقهروا اليهود ؟.
-
الإديولوجية القاتلة في شمال افريقيا.
-
جدل حول تسمية / المغرب العر بي؟ أم بلاد تمازغا ؟
-
يوسف بن تاشفين والمعتمد بن عباد، صراع عقيدة أم صراع منفعة ؟
-
الإسلام... دين وحدة أم فرقة ؟
-
يزيد زرهوني العلماني ،في صراع مع السلفيين
-
زكية الضيفاوي ... أو نضال المرأة التونسية.
-
التيهان بين العروبة والإسلام .
-
هل العرب أحسنوا تمثيل الإسلام ؟
-
فتنة قرطبة الأندلسية. 403 هج/1013م ، هل هي فتنة أمازيغية أم
...
-
جريمة فرنسا النووية في الجزائر.
-
خراب القيروان!!!
-
عقبة بن نافع الفهري (بين القيل والقال والحقيقة والخيال).
-
انتشار الإسلام في شمال إفريقيا ( بين الفتح والغزو).
-
عقيدة الولاء والبراء بين الشريعة والحياة .
-
الأمويون صناع المذهب الجبري .
-
عروبة شمال إفريقيا في الميزان .
-
الأمير عبد القادر الجزائري بين العلم والدين .
المزيد.....
-
-ميت غالا 2025-.. ما تحتاج إلى معرفته عن أكبر ليلة في عالم ا
...
-
مجزرة كشمير.. كواليس ما يدور بذهن القيادة الباكستانية عن هجو
...
-
الأردن.. وفاة 4 أطفال بحريق سكن مسجد والأمن يكشف تفاصيل
-
بيدرسن: ندعو إسرائيل إلى وقف هجماتها على سوريا فورا وعدم تعر
...
-
محكمة أميركية تصدر حكمًا بالسجن 53 عامًا على قاتل الطفل الفل
...
-
السر المقدّس: لماذا بنى المصريون القدماء الأهرامات؟
-
بوتين يعترف بوجود -رغبة بتوجيه ضربة- لكنه يقاومها
-
الحوثيون يعلنون قصف إسرائيل: كل الأمة ستتحمل تبعات الصمت عما
...
-
أوليانوف: رفض أمريكا والاتحاد الأوروبي التوسط في الأزمة الأو
...
-
الجيش الباكستاني يعلن نجاحه في اختبار صاروخ أرض-أرض بمدى 450
...
المزيد.....
-
عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية
/ مصطفى بن صالح
-
بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها
/ وديع السرغيني
-
غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب
/ المناضل-ة
-
دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية
/ احمد المغربي
-
الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا
...
/ كاظم حبيب
-
ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1)
/ حمه الهمامي
-
برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب
/ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
-
المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة
/ سعاد الولي
-
حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب
/ عبدالله الحريف
-
قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس
/ حمة الهمامي
المزيد.....
|