أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بشرى العزاوي - المرأة ما تزال تعاني قسوة الرجل














المزيد.....

المرأة ما تزال تعاني قسوة الرجل


بشرى العزاوي

الحوار المتمدن-العدد: 2995 - 2010 / 5 / 4 - 16:05
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


خُلقت المرأة ووجدت نفسها في مجتمع قاسي ومنعزل لا يعرف قيمتها الحقيقية, وجدت نفسها مملوكة لعادات وتقاليد موروثة منذ القدم ,ومفروضة رغماً عنها تمنعُها من إيجاد نفسها في كثير من مجالات الحياة المختلفة و أثبات دورها في المجتمع, تُقيد حركتها وتجعلها تدور داخل دائرة تلك العادات اذا خرجت منها عوقبت اشد العقاب .
وهنا الأسئلة تطرح نفسها لماذا تحرم المرأة الكثير من حقوقها ؟
ولماذا السيادة تكون دائما للرجل ؟وما الفرق بينهما ؟
أسئلة تتلاطم فيما بينها كالأمواج, ولم تجد سوى أجوبة اقترنت بماضي ظُلِمت فيه المرأة واضطُهدت ولا مبررات لذلك ,أن المرأة كانت في زمن الجاهلية مهمشة ودورها يكاد ان يكون معدوماً,وكانت تباع وتشترى في سوق النخاسة ,وتدفن وهي تتنفس الحياة ,لكن بعد ظهور الإسلام أعلنت عدالة الله في خلقه ,وكُرمت المرأة بمساواتها مع الرجل ورفع من منزلتها ,لكن بقيت رغم ذلك عادات مرسخة في عقول الكثيرين ,ولم تسطع الحياة العصرية التقليل من حدتها ,حيث ما زالت تعاني من ظلم المجتمع لها,وخاصة مجتمع الرجال ,إذ لا يخفى على الجميع كيف يتعامل بعض الرجل مع المرأة داخل العائلة نفسها أو خارجها.
إذ تبدأ سطور معاناتها من داخل الأسرة ,حيث نرى الكثيرين من الرجال لا يعطي الاحترام الكافي لزوجته ,وخاصة إذا كانت غير متعلمة ولم تحصل على شهادة علمية , والكثير منهم عندما ينادي زوجته يناديها باستنكاف ولا يذكر اسمها أبدا ولا يسميها بأم فلان ,وكأنه يريد بذلك التقليل من احترامها ويزيد من قوة شخصيته, والمسكينة من خوفها تأتي مسرعة تلبي طلباته دون نقاش او اعتراض.
ومن واقع مجتمعنا الأليم أيضا عندما يخرج الرجل برفقة أصدقائه تراه مرحاً والابتسامة لا تفارق شفيته, لكن عندما توطأ قدماه عتبة البيت ظهر بمظهر أخر فتراه كئيباُ كأنه في عزاء ,وصامت لا يتحدث,وان تحدث مع زوجته ينقلب الحديث بعد ثواني إلى مشاجرة يبديها هو ويشعلها في البيت.
إما إذا رامت الزوجة الخروج معه فان عليها ان تكتب عريضة تقدمها لجنابه الكريم وبعد معاناة تحصل على الموافقة, وحينها يكون مرغماً على الخروج ,ونراه يمشي بضع خطوات إضافية ,ويترك الزوجة التي لا تستطيع اللحاق به لكبر خطواتهِ خلفه, وان شاءت الصدفة ورأى صديقه فنراه يرتبك ,وينتابه الضيق لكون زوجته معه ,و إذا كانت غير فاتنة فانه سيبرر ذلك ويقول أهلي قد جبروني عليها, وتزوجتها لكي أرضيهم, هذا ما ينطق به الكثيرون وخاصة اذا شاءت الظروف وتعرف على فتاة ترضي غروره ,ويقنعها أن زوجته ظالمة , وانه مجبور بالعيش معها فيبدأ قصة حب يسلي بها نفسه, ونلاحظ كثيرا ما يرسل زوجته وأطفاله إلى بيت أهلها كي يختلي في المنزل .
هذا الرجل الأناني الذي لا يفكر بالمرأة كإنسانة ,وليست كقطعة أثاث يقتنيها متى شاء ويرميها متى يشاء, فالبعض سهل عليهم الطلاق والزواج بأخرى ,بخلق أعذار كثيرة لينتهي إمام أنظار المجتمع انه على حق ويدين زوجته ,ولا يضع حلولاً يسعى لتحقيقها, ولإدامة زواجه ,ولا يرى صعوبة في طلاقها لان العصمة بيده, وبالتالي المرأة هي الضحية الأولى والمتضررة من ظلم وقسوة عادات وتقاليد المجتمع.
وبالمقابل نرى شهامة البعض في كثير من المواقف التي يمر بها أصدقائه ,وأقربائه ,إما إذا تعرضت زوجته إلى نكسة مرضية نراه لا يهتم لأمراها ,وأحيانا يطلب من أخيه ان يوصلها الى اقرب عيادة, او يخولها بالذهاب وحدها برفقة احد الأطفال ,او يوكل والدته للاهتمام بها ,ويتناسى انها مسؤولة منه .
ان بعض الرجال يتعدى على حريتها الشخصية بمنعها من متابعة بعض المسلسلات,وخاصة التركية منها مبرراً إن تلك المسلسلات تفسد من أخلاقية المرأة ,وتجعلها تتمادى على زوجها ,لكن بحقيقة الأمر يعود إلى وجود نقصا بشخصيته ,وعدم ثقته بنفسه ,وأحيانا تتفاقم المشكلة وتنتهي بالطلاق إذا اشتدت غيرة البعض منهم,مثلما حدث عند عرض مسلسل نور ومهند .
و لكونه رجلاً ذلك لا يعطيه الحق بفرض سيطرته على زوجته سيطرة تامة ويتعدى على حقوقها ,فنرى البعض يمنع زوجته من زيارة أهلها وهذا لا يصح شرعاً وقد تطول الفترة لسنة او أكثر ,او فقط تكون بالأعياد , وماعلى الزوجة الا الخضوع لهذا القرار القاسي ,وبذلك تكون مجبورة على تنفيذهِ خوفا من عواقب غضب زوجها ,وحفاظا على ديمومة زواجها.
إن ما ذكرته إلا الشيء القليل من الذي شاهدته او لمسته في بعض العوائل وان معاناة المرأة اكبر بكثير من ذلك, وحضرة جناب الرجل لا يعطيها حقها وهي باعتبارها نصف المجتمع ولولاها ما خلق الرجل ,لكنه للأسف حقوق المرأة باتت ان تكون معدومة .



#بشرى_العزاوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سبع سنوات مضت والعراق مازال يدفن ضحاياه
- أنفلونزا البطالة تعصف بالشباب العراقيين
- ازدياد التسول بطرق حديثة والحكومة لم تجد حلا للتقليل من هذه ...
- عراقيون يُقتلون....وسياسيين يتقاتلون على الكراسي


المزيد.....




- أول امرأة ترأس شبكة DW - انتخاب باربارا ماسينغ مديرة عامة جد ...
- اليوم العالمي للاجئين: سودانيات بين الاغتصاب والاستغلال في ل ...
- علماء يعيدون تشكيل وجه امرأة عمرها 10500 عام باستخدام الحمض ...
- كانت على عمق 30 مترًا.. هكذا تم إنقاذ امرأة فُقدت لأيام في و ...
- اعتذار متأخر لأمي: عن البؤس كيف يصير وصمة عار
- ليس مجرد مشكلة إنجابية!.. العقم لدى النساء قد يكون جرس إنذار ...
- قانون العمل الجديد واتفاقية 190 .. هل يمهد القانون الطريق لل ...
- ترامب يحرج لاعبي يوفنتوس بسؤال غريب عن النساء (فيديو)
- المرأة الفلسطينية تحت النار.. انتهاكات ممنهجة وجرائم ضد الإن ...
- دراسة: النساء العاملات ليلا أكثر عرضة للإصابة بمرض مزمن


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بشرى العزاوي - المرأة ما تزال تعاني قسوة الرجل