أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - بشرى العزاوي - أنفلونزا البطالة تعصف بالشباب العراقيين














المزيد.....

أنفلونزا البطالة تعصف بالشباب العراقيين


بشرى العزاوي

الحوار المتمدن-العدد: 2986 - 2010 / 4 / 25 - 11:49
المحور: حقوق الانسان
    


لا يختلف اثنان ان العراق مر بظروف صعبة ,وانقلبت فيه كل الموازيين منذُ دخول الاحتلال 2003 ,وازداد الطين بله,وكثرت معاناة الشعب, واستفحلت مشاكلهم التي تجاهلتها الحكومة ,وتحولت أحلامهم إلى كوابيس يتعايشونها كل يوم ,وانتشرت الكثير من الظواهر السلبية وتحولت إلى أمراض مزمنة ,ولم يستطع السياسيين النظراليها وإيجاد الحلول المناسبة للقضاء عليها .
أن صعوبات الحياة في تزايد ,وهموم الشعب تكبر يوم بعد يوماً ,وشباب تحولت طموحاتهم إلى سراب,وأصيبوا بمرض ايمكن تسميته بمرض البطالة لأنه بخطورته أشبه أنفلونزا الخنازير والطيور.
ان أنفلونزا البطالة مرض مستشري في العراق ,وازدادت معدلاته بعد 2003 وأصبح الأكثر انتشاراً في مجتمعنا من باقي الدول , في بلد يحوي ثلثي الاحتياطي العالمي من النفط ,وفي بلد يكثر فيه الأعمار...
أن من أعراض مرض البطالة "صعوبة إيجاد العاطل لقمة العيش ويسد رمقه ورمق عائلته ِ,ويقضي جميع أوقاتهِ في المقاهي لشرب الاركيلة ولعب الطاولي مع شباب تجمعوا لأنهم يمرون بنفس الظرف ,ومن أعراضه أيضاً يشعر المصاب بالملل والضجر نتيجة الروتين الذي يعيشه كل يوم ,لاهدف لديه ِ ولا دوام يستيقظ من اجله ِمبكراً,ولا من شيء , فتراه مكتئباً ,حاملا هموم الدنيا على كتفيه ...
أما أضرار البطالة فهي عديدة منها الشعور بالضياع ,وهذا الشعور سيدفع العاطل ليكون أكثر عرضة للانزلاق بدائرة الإرهاب وينصاع لتنفيذ متطلباتهم وتحقيق أهدافهم .
وإذا ماتقدم العاطل لخطبة إحداهن سيكون سؤال والد الفتاة كالعادة عن عمله؟فسيتلكأ الشاب بالإجابة وتكون غير مقنعة, لذا سيكون رفضه أمر طبيعي لعدم امتلاكه عمل يمكنه من توفير مستلزمات الحياة وتوفير الرفاهية وتلبية متطلبات الزوجة.
وان عبارة "عطال بطال" تؤثر على نفسية العاطل وتتولد لديه عقد نفسية يصُعب علاجها ,وسيشعر بخيبة أمل وهو حامل أفضل شهادة يفتقر إليها الكثيرون ,وان العوز يجبر البعض بالانحراف عن التقاليد وتربية العائلة فيلجأ إلى السرقة لسد احتياجاته, أو للاختطاف لطلب الفدية , وان البطالة تقود البعض للتدخين وتعاطي الكحول ظناً منهم أن هذا الفعل يساعدهم على نسيان مشاكلهم لبرهة من الوقت.
أما بالنسبة للخريجات اللواتي لم يجدن لهن وظيفة ,اكتفيا بالمكوث في البيت ,وأصبح حالهن كحال التي لم تكُمل مرحلة دراسية, وباتت المصابة بالبطالة تمارس أعمال البيت كل يوم بدون أمل يعانقها ,وتقضي أوقاتها بمشاهدة المسلسلات التركية ,تاركة ً ورائها ثقافتها ,يائسةً , تخيم عليها سحب الكئابة ,تزداد حسرتها للحصول على وظيفة كانت تحلم بها قبل التخرج .
أن الكثير من العاطلين حاولوا التخلص من هذا المرض الفتاك ,ونهضوا بأنفسهم ولم يستسلموا للظروف وبحثوا عن لقمة العيش متخذين بسطات على الأرصفة ,فنرى خريجين لم تعقهم شهاداتهم العالية ,ولم يستنكفوا من أي عمل شريف اتخذوه صنعة ,كصنعة الاسكافي ,وصباغ الأحذية ...وغير ذلك ليسترزقوا بالحلال ,فالعمل ليس بعيب.
لكن للأسف إن أمانة بغداد لم يعجبها الأمر ولم تتركهم في حالهم,بل منعتهم من الجلوس على الأرصفة بحجة إنهم متجاوزين وكسرت بسطياتهم لكي تنفذ شعارها (بغداد أجمل وأنظف) , وكأنها خليت من مهامها ولم يبق لها سوى هولاء ,وتجاهلت الكثير من التجاوزات وعملها الأساسي وهو رفع النفايات المتراكمة عند كل باب ومتنزه في كثير من مناطق بغداد فأين هم من ذلك ,إذا كانوا حريصين على نظافة مدينتهم كما يدعون.
ان علاج البطالة يكمن في كثير من السبل ,وان الحكومة هي الطبيب المختص الذي يعرف الدواء المناسب لهذا المرض الخطير الذي يهدد الكثير من العراقيين ,ويتمثل بإطلاق درجات وظيفية في كل الوزارات ,وان تكون التعيينات فيها على اساس الكفاءات لا على الواسطة .وعلى الحكومة ان تعمل على تشغيل الأيدي العراقية في كثير من المشاريع بدلاً من أيدي دول أخرى ,وان تؤمن بان مهارات وكفاءات العراقيين يفتقر اليها غير بلد,فان استغلت أثمرت ,فالوطن يحتاج لأبنائه لكي ينهض من جديد ,وان تساهم المنظمات الإنسانية والقنوات الفضائية بذلك ,لتقليل من حدة هذه المشكلة .



#بشرى_العزاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ازدياد التسول بطرق حديثة والحكومة لم تجد حلا للتقليل من هذه ...
- عراقيون يُقتلون....وسياسيين يتقاتلون على الكراسي


المزيد.....




-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - بشرى العزاوي - أنفلونزا البطالة تعصف بالشباب العراقيين