الكويت ...قزم توهم نفسه عملاقا !!

لؤي الخليفة

الحوار المتمدن-العدد: 2991 - 2010 / 4 / 30 - 21:41
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    

يبدو ان الكويت ستبقى العقدة المستعصية عن الحل في الملف العراقي الشائك لسنوات عدة قادمة , وهذا بالتأكيد لن يكون في مصلحة البلدين ... فالعراق الذي يحاول ان ينفض عنه غبار الماضي المؤلم , نرى ان الكويت وبعض من دول جوار السوء ممن ابتلينا بهم , يسعون الى ذر ذلك الغبار فوق رؤسنا ثانية .
ان للعراق ست من دول الجوار , اربعة منهم جار غدر وخيانة وارسال اسلحة القتل والارهاب , ولو نظرنا قليلا الى الوراء , فلا نجد سوى دمار ايراني - سوري يصدر يوميا الى العراق, وتأمر سعودي كويتي ما توقف ابدا , والدول هذه تسعى الى ذلك من منطلقات انانية ذاتية مصلحية وكذلك امنية . هنا لايسع المجال للحديث عن كل هذه الدول وما قدموه لابناء الشعب العراقي من عمليات غدر , كما ان الحياة القاسية التي مر بها العراقيين علمتهم ان يضعوا الماضي خلفهم ولا يلتفتوا اليه , غير ان بعض التصرفات غير المسؤلة من قبل البعض تجاهنا يجعلنا نقف في اماكن طالما سعينا ان نظل بعيدين عنها , فبالامس القريب وفي عملية غير مسبوقة احتجزت السلطات البريطانية وبدعوى كويتية احدى طائرات الخطوط الجوية العراقية في مطار لندن , الامر الذي يدلل على ان الكويت ستبقى ذلك الناب المؤلم الذي لن ينفع معه سوى القلع , ويبدوا ان الكويتيين لم يستوعبوا الدرس لحد الان , ولن يستفيدوا او يتعضوا من احداث الماضي , وهم ماضون لسبب او دونه في استفزاز الرأي العام العراقي , ومن يشك فيما اقول فما عليه سوى الاستماع الى بعض اعضاء مجلس الامة الكويتي , وخاصة اصحاب اللحى , وما يدور في اروقة هذا المجلس , وعطش البعض الذي لن يرويه حتى لو شرب دماء العراقيين جميعا .
قد يكون للكويتيين بعض الحق في عدم تفهم الموقف العراقي والمضي الى مثل هذه المواقف , لكنهم يبدو انهم لا يريدون ولاينظرون الى الامور بشكل موضوعي بل يغمضون اعينهم عنها ... فالعراقيون يوم غزا صداما الكويت كانوا اشد الما وقلقا على الكويت وشعبه من الكويتيين انفسهم , غير ان احدا منهم لم يستطع ان يفعل شيئا , ذلك ان الطاغية كان طاغية , واعتقد ان هذا الوصف كاف ولا يريد مزيدا من الايضاح , وان الكويتيين والاخرون من دول الجوار والعالم اجمع يعرف يعرف ذلك جيدا ... لقد سار الجيش العراقي الى الكويت محتلا رغم انفه وما كان راغبا او ان يقوم بمثل هذا العمل الاجرامي المشين والذي كان اشد ايلاما من الغدر والخيانة , وخاصة انه ضد اناس لانعتبرهم سوى اخوة لنا وابناء وطن واحد , نريد لهم التقدم والخير كله .
ان ما كان اشد قسوة من هذا العمل الاستفزازي هي التصريحات التي اطلقها احد اعضاء مجلس الامة والتي لم تكن وقحة فحسب بل كانت تحمل في طياتها , كثير من الحقد الدفين ولؤم لا نهاية له , ولا اريد ان اعيد ماقاله هذا (( العضو )) الذي ما انفك يردد ... لن ننسى ... كيف ننسى ... لماذا ننسى ... وهيهات ان ننسى ... والكلمات هذه توضح ما كان يعنيه ...الا انني هنا احرص ان اذكر هذا النائب وغيره من رفاقه من هواة عدم النسيان ... اتريدون من الشعب العراقي ان ينسى ان الكويت قضاء سليب كان تابعا لولاية البصرة ... اننسى ما قدمه مسؤليكم من دعم مادي للطاغية وبالتعاون مع بعض اشقائهم العرب , ودورهم اللعين في اشعال حرب الثماني سنوات ومقولتهم الشهيرة منا المال ومنكم الرجال ... (( للعلم ان ذلك الدعم تحول الان الى ديون )) ... تريدون ان ننسى دوركم في غزو واحتلال العراق ... ام تريدون ان ننسى دوركم القذر والذي كان اشد فتكا من جرائمكم السابقة , يوم نهبتم الاف القطع الاثرية من المتاحف العراقية ... اننسى ما فعلتموه وفي غفلة من الزمن بتجاوزكم على حدودنا ومياهنا الاقليمية ...
اية اموال هذه التي تطالبون بها ؟ , انتم من عليه ان يدفع للعراق , واعلموا انه حتى لو دفعتم كل ما تملكون من ذهب وفضة ومزارع واطيان ... فلن تعوضوا قطرة دم سالت لاي عراقي , وان ما يجب معرفته , سواء من الكويتيين اوغيرهم من جوار السوء , ان العراق لم يعد يخاف شيئا , فالعشرات من ابنائه يموتون يوميا , والبلد بجهودكم وبالتعاون مع الطاغية اعدتموه الى عصور خلت , واثاره نهبت وحضارته اهينت ... ولم يبقى حجر فوق حجر كما اردتم , وقد دمرت بسواعدكم كل شيء , فلا توغلوا اكثر ولا تستغلوا الظروف السيئة التي يمر بها العراق فالغد لن يكون كاليوم ابدا ... وانتم اضعف من ان تصفعوا مرة اخرى .

#لؤي_الخليفة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل