أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - سلام ابراهيم عطوف كبة - ابراهيم كبة وتحديات الكفاح في سبيل المستقبل الافضل للانسانية















المزيد.....



ابراهيم كبة وتحديات الكفاح في سبيل المستقبل الافضل للانسانية


سلام ابراهيم عطوف كبة

الحوار المتمدن-العدد: 2991 - 2010 / 4 / 30 - 01:28
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


"الى كهلان عبد المجيد احمد وكتبة الصحف الصفراء"
تغطي الثقافتان القومانية البائسة والدينية الطائفية اليائسة التي تنخر بمجتمعاتنا سرطانا وكابوسا وارهابا دمويا المسيرة الوطنية التحررية للشعوب،وحاضر ومستقبل العراق بدخانها الاسود المقيت لتترنح الموضوعية تحت السياط وتئن من ضربات اللاموضوعية وليجر تمزيق النسيج المنطقي للأحداث كي لا تمسك الاسباب والمبررات فتهوي وتضيع في لجة غموض الصدفة والوعي.وهاتان الثقافتان العدوانيتان تذكرنا بدرجة الوحشية والعنف التي يمكن ان يصلها عقل الانسان متى كان معبأ بالأحقاد والجهل والتعصب والأطماع!لأنهما النقيض لثقافة السلام والثقافات المسالمة التي تحمل قيم التسامح والعدل والسلام لا العنصرية والعداء.وقد عودنا الاعلام الاصفر على اشاعة ثقافة الفكر الواحد والرأي الواحد والجمود والتهميش واحتقار المثقف!ثقافة الفساد وآليات انتاجه،ثقافة سيادة عبادة الفرد وتأليه الطغاة،ثقافة وديمقراطية القطيع والرعاع،ثقافة وديمقراطية الولاءات دون الوطنية،ثقافة وديمقراطية"حاضر سيدي ومولاي"،ثقافة الامة الواحدة والرسالة الخالدة،الثقافة التوتاليتارية الشمولية،الهجينية الانتقائية النفعية والممهدة للثقافة الفاشية!
الاعلام الاصفر،كصحيفة المشرق العراقية الصادرة في بغداد والتي يديرها غاندي محمد عبد الكريم الكسنزاني،يلفق الاكاذيب ويدعم حججه بها وفق شعار غوبلز"اكذب..اكذب..حتى تصدق نفسك!".وهو بذلك يريد اشاعة ثقافة اليأس والخنوع،بينما نريد اشاعة ثقافة الأمل والاحتجاج والنزاهة والثقافة المطلبية،ذلك البصيص من الضوء في آخر النفق الذي سيتحول يوما الى نور يضيء روح الاحتجاج على الباطل والمطالبة بالحق والسعي الى خير الانسان.ولا تنفع طفيلية الاعلام العراقي الصعلكة السياسية لأنها فقط ترويح عن النفس وتنفيس للاحتقان السياسي والتلذذ بلمس احلى الكلام،ياسلام!الثقافة العراقية التي قادها علماء وساسة وادباء عراقيون نار على علم لا ترتضيها اخلاقيات البعث!ومنها اخلاقيات صحيفة المشرق!
في تاريخ 12/2/2010 نشرت في المواقع الانترنيتية دراسة معنونة"الحزب الشيوعي العراقي والعربنجية"هاجمت بها صحيفة المشرق التي درجت على مهاجمة الحزب الشيوعي بمناسبة ودونها!وفي كل اعدادها اليومية!وتطرقت الى ما كتبه المرتزق محمد حسن الجابري في مقالته"العربة البريطانية ودورها السياسي في العراق"في عدد الجريدة 1728 ليوم 11 شباط 2010،ويتهم بها الحزب الشيوعي بالعمالة لبريطانيا والولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي والامم المتحدة معا!ويشوه فيها صورة الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم وثورة 14 تموز المجيدة!
بعدها بأيام نشرت المشرق دراستي"السيرة الذاتية للدكتور ابراهيم كبة"المنشورة في المواقع الانترنيتية دون علمي!تلتها نشر مقالة معنونة"ابراهيم كبة رجل السياسة والاقتصاد/رحلة التحول من الفكر اليميني الى الاشتراكية العلمية"للكاتب صلاح الدين سلمان.واخيرا بان المستور وانكشف الغطاء!ليطلع علينا كهلان عبد المجيد احمد بمقالة حول نفس الموضوع في عدد المشرق ليوم 29/2/2010،كلها اكاذيب وافتراءات تتعمد الاساءة للدكتور ابراهيم كبة.
بعد ان وضعت الحرب العالمية الثانية اوزارها،ومنذ عام 1947 اصبح ابراهيم كبة من اشد انصار الاشتراكية العلمية والاقتصاد الماركسي والمنهج المادي الجدلي في الموقف من الحياة وتقييم المدارس الفكرية جمعاء بما في ذلك انتاج الفكر العربي الاسلامي وخاصة انتاج ابن خلدون!وكان ابراهيم كبة من رواد حركة انصارالسلم في العراق التي تأسست مطلع خمسينيات القرن العشرين.لقد تأسست حركة انصارالسلم في العراق مطلع خمسينيات القرن العشرين وكانت باكورتها اللجنة التحضيرية لأنصار السلام تموز 1950،وقامت وزارة الداخلية عام 1951 بحظر نشاط جمعية انصار السلام واعتقلت محمد صالح بحر العلوم بحجة عدم اجازتها،وتشكلت لجنة السلم الوطنية عام 1953.عقدت حركة السلم مؤتمرها الوطني الاول في 22،23 /7/ 1954 في بغداد في دار احمد جعفر الجلبي ولتتعرض لملاحقة السلطات الملكية.
في دراسة غير منشورة للدكتور ابراهيم كبة تحت عنوان"الحياة الحزبية في العراق"نهاية اربعينيات القرن العشرين،يورد ان الطبقة المتعلمة عندنا بوجه عام،ويشمل ذلك حتى الطبقة التي تحشر نفسها بين فئة العلماء من خريجي الجامعات الأوربية،تفوتها بديهية التعويل في المقاييس العلمية على الموضوعية بل تتعداها الى مقاييس اخرى يمكن تقسيمها الى قسمين:أ- المقاييس الشكلية أي الاهتمام بالشكليات والوسائل العلمية دون الاهتمام(بالمضمون العلمي)اي تطابق المعارف الاجتماعية على الحقائق الاجتماعية الخارجية.ب- المقاييس الذاتية الشخصية.لكن ماهي اسباب هذا المزاج لدى الطبقة المتعلمة بوجه عام؟يجيب الدكتور كبة:انها المثالية..وقد ادت الحالة العقلية السالفة الذكر بأكثر افراد الطبقة المتعلمة الى نتائج كثيرة تتصل باتجاهاتها الثقافية والفكرية نذكر منها على سبيل المثال:
1. تعلق الكثير منها بالقومية وانتمائها الى الأحزاب والمنظمات الداعية لها باعتبارها الوسيلة الوحيدة لتوحيد الأمة،وقد ساعد على ذلك عدم فهم الطبيعة الطبقية للقومية البورجوازية ودورها التاريخي المرسوم،كما ساعد على ذلك الدراسات التاريخية المغلوطة المقررة في العراق(كما هو الحال في الوحدة الالمانية والايطالية..).
2. تعلق الكثير من افراد هذه الطبقة بالمبادئ الدكتاتورية والمعادية للسامية وسائر مفاهيمها ومستلزماتها الفكرية كمبادئ العنصرية ومبدأ الزعامة وتمجيد الروح العسكرية وتفسير التاريخ الفكري وتاريخ الحضارات على الأسس والاتجاهات القومية،وتسخير جميع المعارف والعلوم حتى الوطنية منها لخدمتها.وقد ساعدت على ذلك عدة عوامل محلية منها مثلا:التأكيد على دور الابطال في دراسة التاريخ العربي والتاريخ الأوربي الحديث في المدارس العراقية،انتشار المفاهيم الفاشية بسائر ضروبها وصورها نتيجة الانتصارات المؤقتة التي احرزتها النازية الالمانية كأحتقار الديمقراطية واحتقار الجماهير وانتشار الفلسفات الدكتاتورية..الى غير ذلك من الاتجاهات الفكرية التي استفحلت قبيل الحرب الماضية والتي كانت تعبر عن جنون البورجوازية الغربية من جراء توسع الشيوعية في العالم،عدم فهم الطبيعة الطبقية للحركات السياسية الحديثة وخاصة النازية الالمانية..وتوهم الكثيرين من الطبقة المتعلمة لدينا بأنها كانت حركة جماهيرية واعية لمحاربة العناصر الناشزة الداخلية والأخطار الداهمة الخارجية جريا وراء الدعايات الخاصة في هذا الصدد،تشجيع بعض رجال السياسة والمعارف في العراق لهذا الاتجاه وتلوين اكثر فروع الثقافة الاجتماعية المدرسة في المدارس بهذا اللون وانشاء المنظمات الاجتماعية التي تثبت هذا الطابع.
3. كراهية المبادئ اليسارية وخاصة الشيوعية!
وفي دراسة اخرى غير منشورة للدكتور ابراهيم كبة تحت عنوان"مقدمة حول التجارب الثورية"مؤرخة في 1/4/1967،يشير الى ان صياغة مايسمونه نظريات الثورة العربية هي ذات طابع تبريري واضح،وتهدف مباشرة لأسناد نظم الاحتكار السياسي وعزل القوى الاجتماعية الرئيسية في المسيرة التحررية،الا ان من اسباب انتشارها،بدون شك،هو جهل الكثير من الفئات التقدمية المخلصة لأغلب التجارب الثورية الكبرى في عالمنا الحديث،وذلك بسبب الطابع غير العلمي السائد في الفكر العربي المعاصر.ويضيف الدكتور كبة ان مثل هذه المنطلقات غير العلمية لابد ان تؤدي في الممارسة الى اخطر النتائج في اعاقة العمل الثوري وتحقيق وحدة القوى التقدمية.ونظرة عجلى الى الآراء والمقترحات الغريبة والمتناقضة التي تطرحها الفئات المختلفة التي تسمى بالقومية في هذا الصدد،سواء اكان ذلك فيما يتعلق بمعاييرها للقوى الثورية او الشروط التعجيزية الضيقة التي تشترطها لوحدة القوى(الانصهار،وحدة الفكر،وحدة التنظيم،وحدة الاداة الثورية،تقديم حساب عن الاخطاء...الخ)او فرض آيديولوجيا او قيادة معينة،او طرح اهداف خيالية للقاء القوى..الخ تكفي لأدراك خطورة مثل هذه الآراء.
اتسمت شخصية ابراهيم كبة بالحزم اللامتناهي والصرامة التي يشهد عليها القاصي والداني،العدو والصديق.وكتب محمد حديد في"مذكراتي/الصراع من اجل الديمقراطية في العراق،ص 330"انه وفقا لما نص عليه قانون الاصلاح الزراعي رقم 30 لسنة 1958 شكلت وزارة خاصة للاصلاح الزراعي،والف مجلس خاص للاشراف على تطبيق هذا القانون برئاسة رئيس الوزراء عبد الكريم قاسم،وعضوية وزراء المالية والداخلية والاصلاح الزراعي والزراعة،اضافة الى شخصيتين قانونيتين هما عبد الرزاق زبير واحمد جمال الدين،المطلعين على القانون والمعروفين باتجاههما اليساري.وكانت المرحلة الاولى من تطبيق القانون هي الاستيلاء على ما يزيد عن الحد الاعلى من الاراضي الزراعية المملوكة،ووضع اليد عليها.وكان هناك اتجاهان متضاربان بشأن تطبيق القانون.الاول اتجاه تسوده عوامل سياسية،يتمثل في القضاء على الاقطاعيين كطبقة،وتنظيم الجمعيات الفلاحية لغرض القيام بالمهام التي يقوم بها الملاك،خصوصا وان طبقة الاقطاع كانت العمود الفقري للحكم الملكي البائد،وينتظر منها ان تكون مصدرا للتآمر على الثورة التي تهددها.والاتجاه الآخر تسوده عوامل اقتصادية واقعية تتمثل في التريث بالاستيلاء على الاراضي الزراعية المملوكة لأجل تجنب الخلل والارتباك الناشئ عن فقدان الاستثمارات والاعمال التي قدمها الملاك في سبيل عملية الانتاج الزراعي،واستمرارها لتأمين حاجة البلاد من الغذاء المطلوب،ولأجل تجنب ما يعرقا التنمية الاقتصادية،وما يحدثه ذلك من أثر على النشاط الاقتصادي العام،وعلى الوضع المالي للدولة.وكانت هذه الاختلافات تظهر في مجلس الاصلاح الزراعي،وكان وزير الاصلاح الزراعي ابراهيم كبة ووزير الاقتصاد عبد اللطيف الشواف،والعضوان الآخران الى جانب الاسراع بالاستيلاء على الارض وطرد الاقطاعيين.ومما شجع هذا الاتجاه تنظيمات الحزب الشيوعي في الارياف التي غالت في مهاجمة الاقطاعيين بحيث ان قسما كبيرا منهم هرب الى المدن،بل وغيروا ملابسهم من الملابس القبلية الى الملابس المدنية،واستولت تلك التنظيمات على المكائن والآلات الزراعية،بل وعلى الدور السكنية....وقد سبب استمرار هذا الخلاف تذمر وزير الاصلاح الزراعي ابراهيم كبة الى ان حدا به الوضع الى تقديم استقالته من الوزارة التي اتهم فيها الحزب الوطني الديمقراطي بشخص ممثليه،محمد حديد وهديب الحاج حمود،بعرقلة تطبيق الاصلاح الزراعي لأسباب عزاها الى مصالح شخصية او طبقية...
كما اورد محمد حديد في نفس المصدر/ص 425- 426،ان وزارة الاقتصاد التي تولاها ابراهيم كبة قامت بدراسة العلاقات بين الحكومة وشركة نفط العراق ونقاط الخلاف الموجودة بينهما،واعدت تقريرا بذلك الى مجلس الوزراء الذي عقد على الفور اجتماعا لتدارس الموقف حضره رئيس الوزراء عبد الكريم قاسم ونائبه عبد السلام عارف ووزير المالية محمد حديد ووزير الاقتصاد ابراهيم كبة الذي كانت شؤون النفط تابعة لوزارته...وكان اول اجتماع عقد مع المدير العام للشركة يوم 20/8/1958 في مقر وزارة الاقتصاد بحضور ابراهيم كبة...ويتذكر حديد انه في ذلك الحين حضر مدير شركة النفط مستر سيرايت Searight R.G. لزيارته في بيته ببغداد للشكوى من تصلب ابراهيم كبة بشأن تعريق الشركة،متهما اياه باتخاذ موقف عدائي من الشركة،خصوصا في مسألة تعريق الموظفين،واحتمال عرقلة عمليات الشركة فيما اذا تغير الحال بصورة واسعة وسريعة مما يؤثر على انتاج النفط وعلى واردات الحكومة منه.
ان اطالة الفترة الانتقالية وتأخير تشريع الدستور الدائم وتسيير ماكنة الدولة على يد نفس الجهاز الاداري خريج المدرسة الملكية في قمع الشعب،دفعت كبة لتقديم استقالته اكثر من مرة وجوبهت برفض الزعيم عبد الكريم قاسم،وكان تاريخ تقديم استقالته الثالثة في 2/2/1960،ليتم اعفاءه من الحكم في 16/2/1960.ابراهيم كبة مهندس السياسة الاقتصادية للجمهورية العراقية الفتية بعيد ثورة 14 تموز 1958 المجيدة.في هذه الفترة شارك كبة بهمة في حركة انصار السلام والعمل الاكاديمي التدريسي والبحثي في جامعة بغداد،وارتبط تنظيميا بالحزب الشيوعي وكان من دعاة تشديد الصيانة الحزبية وارساء المركزية الديمقراطية على اسس وطيدة بحكم استقواء اعداء الشعب وبالاخص زمر البعث والرجعية!
دافع ابراهيم كبة عن ثورة 14 تموز امام المحكمة العسكرية اثر انقلاب 14 رمضان الاسود بنفسه،في وثيقة تاريخية فريدة من نوعها،نشرت فيما بعد في كتاب"هذا هو طريق 14 تموز/دفاع ابراهيم كبة امام محكمة الثورة"،وعزا الانقلاب عليها الى استشراء القوى الرجعية ومحاولة تزييفها جميع احداث التاريخ القريب،وتركيزها خاصة على تزييف احداث ثورة تموز المجيدة في جميع معطياتها وجوانبها المختلفة،وانبعاث جميع حملات الكذب والمسخ والافتراء!وحول محاكمته الى محاكمة للبعث والقومجية والرجعية وبرامجها الاقتصادية الانتقائية النفعية ليسحب البساط من تحت جهل وغباء وحماقة المدعي العام وما وجهه من اتهامات اعتباطية!وسيظل شعبنا يتذكر باكبار وقفته الشامخة في الدفاع عن ثورة 14 تموز ومكاسبها!ومما جاء في مطالعة المدعي العام العسكري راغب فخري امام المحكمة التي ترأسها عبد الرحمن التكريتي في محاكمة ابراهيم كبة يوم 4/2/1964 ان ابراهيم كبة كان من الفوضويين الخطرين المؤمنين بالنظرية الماركسية ونشر آرائه بصددها مهاجما جميع من نقد تلك النظرية واعداءها،وقد رد عليه الاستاذ معن العجلي باعداد متسلسلة في جريدة السجل!وكان كبة من الموقعين على المذكرة التي رفعت الى رئيس الوزراء في حينه حول سحب امتياز مجلة الثقافة الجديدة وفصل على اثرها من الخدمة لمدة خمسة اعوام،فقدم وجماعة معه من الاساتذة المفصولين بتاريخ 13/9/1954 مذكرة الى مجلس الوزراء حول فصلهم نظمت بالاسلوب المعروف عنهم،وقد طبع الف نسخة منها قام الفوضويون بتوزيعها في الطرقات.ورغم انه مما سبق له ممارسة مهنة المحاماة قبل انخراطه في اسرة التعليم فانه لم يعد الى تلك المهنة بعد فصله وانما فتح له مكتبة جوار كلية الآداب ليكون على اتصال بالوسط الطلابي.وكبة هو احد اعضاء جمعية مؤسسة في العراق(يقصد انصار السلم)رغم ان الجمعية المذكورة لم تمنح اجازة من السلطات الرسمية المسؤولة!!وفي نفس المحاكمة اورد الشاهد فائق السامرائي ان ابراهيم كبة اتصل مرارا في القاهرة اثناء ترؤسه الوفد الذي زار الجمهورية العربية المتحدة بصفته وزيرا للاقتصاد،بافراد ينتمون الى حزب غير مجاز يسمى حدتو(الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني والمرتبطة بالحزب الشيوعي المصري).
لم يساوم ابراهيم كبة على مبادئه اطلاقا وظل ماركسيا بافكاره ومبادئه ومنحازا بمواقفه الى جانب الطبقة العاملة والكادحين في العالم،وساهم في كشف تصرفات شركات النفط الاحتكارية العاملة في العراق الضارة بمصلحة الشعب العراقي ووقف الى جانب عمال النفط !ويرجع له الفضل في تشريع قانون رقم 80،كما يرجع له الفضل الاول في تشريع اول قانون للاصلاح الزراعي في العراق الذي حمل الرقم 30!وباشرافه ابرمت الاتفاقية العراقية- السوفيتية عام 1959 التي وضعت حجر الأساس للتطور الاقتصادي اللاحق ولتحويل الصناعة العراقية من مشاريع صغيرة متفرقة الى جيل متكامل من المشاريع الصناعية الاستراتيجية!
كان الاستاذ ابراهيم كبة من الد اعداء الفكر الرجعي بتلاوينه وخزعبلاته دون الوطنية او العابرة لها،وساهم في فضح الآراء والحنقبازيات الفكرية الروزخونية القومية والطائفية الصفراء،والتي كانت فاعلة في اجهاض ثورة 14 تموز 1958 المجيدة في وثيقة"الفكـر الرجعـي في العـراق"في 5/5/1967.ومما جاء فيها"ان انبعاث الفكر الرجعي في العراق الآن،لا يعود لأسباب فكرية خالصة تتصل بتشبثه بحجج جديدة مقنعة تستحق المناقشة،بل هو يعود في الأساس الى دوره القديم – الجديد كسلاح من اهم اسلحة الردة المستشرية في البلاد،والتي بدأت طلائعها في الواقع منذ السنوات الأخيرة للحكم القاسمي،وبلغت ذروتها عبر انقلابي شباط وتشرين،وذلك لاسباب موضوعية كثيرة اهمها تغير المواقع الطبقية بعد تموز،قيادة البورجوازية وبعض مراتب البورجوازية الصغيرة لحركة الردة،وتطلعها للسيطرة السياسية المطلقة في ظل الاستعمار الجديد واعتمادها على جبهة رجعية واسعة تضم اليمين الرجعي القديم(الإقطاع،البورجوازية العقارية الكبيرة،البورجوازية الكومبرادورية)والوسط الرجعي الجديد(البورجوازية الوسطى او الوطنية)وبعض مراتب البورجوازية الصغيرة المتخلفة المتقنعة بالأقنعة القومية والطائفية.ان الردة الفكرية،بقدر ما هي اداة من ادوات المعركة الاجتماعية،تعكس بنفس الوقت هذه المعركة وتنطوي على نفس منابعها وجذورها الطبقية والاجتماعية".
لم يزر ابراهيم كبة اي بلد عربي منذ عام 1962،وشخصيته الحازمة كانت سيفا مسلطا على جرابيع الاتحاد الوطني لطلبة العراق،تتلمذ على يديه الكريمتين جيل كامل،ونهل من علمه وافكاره النيرة الشئ الكثير،حيث بصماته ما زالت حية فينا من خلال ما تركه الراحل الخالد دينا في اعناقنا واعناق جيل باحثينا واكاديميينا!
واخيرا اؤكد انه لا يتجرأ حتى الد اعداء الاشتراكية على نكران تأثير ثورة اكتوبر الاشتراكية الكبير على مصير الانسانية لانها ايقظت الملايين من الناس والشعوب في العالم لخوض نضال نشيط في سبيل التقدم والعدالة الاجتماعية!.ويبدو ان كهلان عبد المجيد احمد يريد ان يزج نفسه بقوة في سعير الحملات الاعلامية المغرضة ضد الحزب الشيوعي والحركة الديمقراطية العراقية وتاريخها الناصع وكفاحها الذي لا يلين في معمعان الصراع الاجتماعي السياسي في بلادنا،وضد الاشتراكية العلمية!ويبقى السؤال ماالذي يميز كهلان عبد المجيد احمد في آراءه عن عبد الاحد بولص و حميد الشاكر و سالم حسون و فاروق سالم و رياض الحسيني و سمير عبد الكريم و محمد حسن الجابري وآخرين؟لا يوجد فرق،بل الجميع ينشط في اطلاق خيالهم الشيزوفريني واحلامهم في طمس الحقائق ومحاولات تشويه وعي الناس،محاولات التمشدق بالدين والأخلاق والتمويه والمخاتلة،نهج الدفاع عن الفكر الرجعي!ومن المستنقعات البعثية ينطلقون ويعودون،مخلدين اجدادهم البعثيون الفاشست.

بغداد
29/4/2010


ابراهيم كبة رجل السياسة والاقتصاد
رحلة التحول من الفكر اليميني الى الاشتراكية العلمية

كهلان عبد المجيد احمد
كاتب عراقي

نشرتْ جريدتكم الغراء بالعدد 1774 -السنة السابعة- الصادر في يوم الاربعاء 2010/4/14 العنوان اعلاه وفي نفس الصفحة مقال عن السيرة الذاتية للدكتور ابراهيم كبة اعقبه مقال ثالث لعدد جريدتكم الصادر في يوم الخميس 2010/4/15.
وعملاً بحرية النشر ارجو نشر تعقيبي على هذه العناوين وما ورد فيها من تناوش الاصوات من السياسيين الافذاذ مستقاً ذلك من مسايرة الاحداث والمعايشين لازمانها بصمود قومي لن اتخلى عنه الى الضفة الاخرى مهما كلف الامر ومهما كانت المؤثرات.
فالكاتب الفاضل -صلاح الدين سلمان- يعطي شهادة نجاح عالية للذين يغيرون افكارهم التي جبلوا عليها والمؤمنين بها لفترة من الزمن وغرفوا من مناهلها وعايشوا احداثها ويعطي الكاتب لنفسه هذه الدرجة ويطلقها دون ان يتصور ان المقابل لا يراه في مراة التاريخ فعندما يطلق العنوان بصراحة اللفظ (رحلة التحول) فكيف اجاز لنفسه هذا التعبير؟ وما هو الموقف امام المراقب بمراة التاريخ؟ وقوله على (شخصية التحول) وهذا المراقب ماذا يقول من الفاظ على مثل هذه الشخصية ومن غير المعقول ان نبرر الالفاظ التي نطلقها ونغمط الالفاظ التي يتربص بها المراقب ويطلقها معاكساً الالفاظ التي يمنحها الكاتب ويظلم نفسه ويظلم الشخصية التي يتحدث عنها ويمنحها القاب رحلة التحول ولم يكتف الكاتب المحترم من عرض هذه الشخصية في (رحلة التحول من الفكر اليميني القومي الى الاشتراكية العلمية) بل يسرد رحلة ثالثة له من الفكر اليميني القومي الى قوله: (حيث بدأ بالانفتاح على الفكر الاوروبي الليبرالي والمادي والاقبال على الاغتراف منه بشكل نهم بعد ان اتقن اللغات الانكليزية والفرنسية وبدأ بدراسة مؤلفات المدرسة الفابية في انكلترا وقد كان انتاجها الفكري ذا اثر بالغ في تفكيره واصبح مؤمناً بالاشتراكية كطريق لبناء المستقبل) وكل هذه المصاهرات الثقافية والفكرية والقانونية والاقتصادية انتهت الى ميلاد التحول الى الاشتراكية العلمية.. ويختم الاستاذ صلاح الدين مقالته بدعوة طبع تراثه الفكري والخزين المطوي ليكون في متناول هذا الجيل الذي حرم من معاصرته وهذه الدعوة ينطبق عليها المثل الذي يوصف به صيادوا الطيور بانهم يحملون سلاح لا ينسجم الرمي به مع العتاد المخزون للاستخدام. لان امهات الكتب العالمية المعدة سابقاً انهارت مفاهيمها امام هذا الجيل (فالتفسير المادية للديالكيتكية التاريخية) من مؤلفات كارل ماركس واصل العائلة وكتاب راس المال موضوعه باحجامها الثخينة على رفوف المكتبات علاها الصدأ والغياب ولا احد يذكرها بخير لانها خيالية التطبيق فدكتاتورية البرولتياريا لم تحكم الاتحاد السوفيتي طوال عمره الستين وانما غالبية القيادات من صفوف الجيش والاكاديميين ولم تصهر الطبقات الاجتماعية وفق نظرية (المجتمع الخالي من الطبقات) فهل الثروة العلمية والتراث الفكري الذي خلفه يعادل في مضامينه التراث العالمي اعلاه ليعاد طبعه وهل انه صاغ نظرية حديثة جديدة بالانتشار والتدريس ان مؤلفات المؤسسين للنظرية الاشتراكية العلمية لم تطبع اثارها منذعشرات السنين ولربما لم تطبع لان الدهر وناهيك عن تشدق قادة الكرمليين باقتناء سيارات المرسيدس الالمانية الصنع كسادة البيت الابيض ويهملون السيارات الروسية.
الدكتور ابراهيم وزير الاقتصاد في حكومة عبد الكريم قاسم بكر القره غولي اول رئيس وزراء بعد انقلاب 14/تموز/ 1958 العسكري الذي قاده عبد السلام محمد عارف الجميلي وفي هذا العهد تم تسليح الجيش العراقي بالسلاح الروسي ووزير الاقتصاد ابرم اتفاقية اقتصادية ولاول مرة في العهد الجمهوري مع الاتحاد السوفياتي عام 1959 والذي تم التعامل بالعملة الروسية (الروبل) ويتم التصريف والتحويل بموجبها والتعامل جرى وفق هذه العملة في الوقت كان الدينار العراقي اقوى من الدولار الامريكي ومن الباوند الانكليزي. ولم يكن الروس منصفين مع الدولة العراقية ولا مع الزعيم ولا مع السيد الوزير الذي فتح باب وزارته ونشاطها امامهم والذي استعان بدولة وحكومة الصداقة (اتحاد فدرالي صداقة سوفياتية) حيث ان غالبية المعامل والمعدات والمكائن التي ارسلت من الاتحاد السوفياتي بعد تنفيذ الاتفاقية هي من صنف (الستوك) مودرن قديم فسيارات مصلحة نقل الركاب المستوردة بموجب الاتفاقية كانت من صنع جمهورية (هنكاريا) وتحمل ماركة روسية (فالمحرك من منشأ) والماركة من ( منشأ اخر) وسرعان ما استخدمت في العراق وظهرت عيوبها ولم تستمر بالعمل فترة طويلة وكذلك بالنسبة الى معمل الخياطة في النجف ومعامل الاسكندرية وغيرها من المعدات المستوردة بموجب الاتفاقية الاقتصادية.
لقد وصلت هذه الانتقادات الى الحكومة التي يترأسها الزعيم الركن عبد الكريم قاسم كرئيس للوزراء ونوقشت في جلسة مجلس الوزراء المنعقد عصر يوم 1960/8/2 وكانت المناقشة حادة والمعروف عن الزعيم انه عصبي المزاج ويثور لابسط الاسباب مما اثارت حفيظته فغضب على الدكتور من خلال نقاش مجلس الوزراء مما حدا به ان يطلب منه ترك الجلسة ومغادرة الوزارة وحال خروج الدكتور من غرفة الاجتماع في وزارة الدفاع وركوبه السيارة متوجهاً للخروج من الباب النظامي الذي يبعد عن مقر مجلس الوزراء بمسافة طويلة وعند وصول سيارة الدكتور اوقفها الانضباط العسكري وطلبوا منه النزول واخذوا مفاتيح السيارة وقالوا بامر الزعيم تغادر الوزارة بدون السيارة ومشياً على الاقدام وفي 1960/8/16 صدر المرسوم الجمهوري بالاقالة وليس قبول الاستقالة وهذه هي اوصاف رحلة التحول من الفكر -القومي- اليميني الى الاشتراكية العلمية.
والان نتناول مقال الاستاذ (سلام ابراهيم عطوف كبة) المعنون (السيرة الذاتية للدكتور ابراهيم كبة) والذي يسرد مواقف الدكتور السياسية امام الحكومات العراقية المتعاقبة للحكم في العراق وكلها مواقف جيدة وجديرة بالتقدير ويعرج الكاتب على (مسألة الثورة الاجتماعية التي نضجت مستلزماتها الموضوعية اي ديناميكية الصراع الطبقي الاجتماعي وبالتالي السياسي) هذا حديث جيد جداً ومستق من التراث الفقهي لمنظري تراث الفلسفة المادية لكن الجواب ما الذي طبق من هذه النظريات التي سادت مدة خمسة سنوات من 14/ تموز/ 1958 والى 8 /شباط/ 1963 والاسئلة اين الدستور؟ اين مجلس البرلمان والانتخابات حكم عسكري صرف الدبابة والبندقية لغة الحكم الفردي والاوحد ثم الاوحد.
وينتقل الكاتب الى فقرة جديدة من السيرة الذاتية حيث يذكر ان الدكتور في 1968/8/2 قدم مذكرة بعنوان (نصحية للحكام الجدد من اجل حل سلمي لازمة الحكم في العراق) وهذا توجه ضمني لتعاون الدكتور مع الحكام الجدد وانه عاد الى تراثه القديم القومي اليمني الذي كان يتحلى به في صدر شبابه ويستمر الكاتب السيد سلام فيذكر : وفي بداية العام الدراسي 1968 تمت اعادته الى الجامعة لبناء على اعماله العلمية القيمة ) وبعد هذا العرض يشير الكاتب بتوجيه الدكتور رسالة ( الى مجلس قيادة الثورة) لعدم ترقيته الى درجة الاستاذية بسبب عدم اكماله المدة القانونية ومن عبارات الرسالة يذكر الدكتور : ( .. ولكنني اسال مجلس قيادة الثورة المحترم ابهذه الذهنية المسيطرة على بعضهم تريدون اصلاح التعليم العالي ؟ ويستمر الدكتور وانني لعلى يقين بان رسالتي هذه لن تذهب هباء وان المجلس المحترم سوف يبادر لتصحيح الاوضاع في الجامعة بما ينسجم مع السياسة العامة في تعزيز الفكر العلمي فيضع حداً لتقاليد كنه والجمالي السيئة الصيت ويقضي على عقدة مستعصية هي عقده مقاومة الاشتراكية . وان دلت معاني الرسالة فانما على نصيحة التعاون السياسي القومي هنا يقف القارئ ليطلع على صورتين الاولى ( كنه والجمالي ) والثانية ( الدكتور ابراهيم كبه ) الاشخاص الثلاثة اعلاه تكوينهم السياسي من الفكرة القومية حيث ثلاثتهم كانوا قوميين الاتجاه فخليل كنه من مؤسسي حزب الاستقلال في عام 1947-1946 الذي كان رئيسه محمد حسن كبه والسكرتير الاول كنه والثاني فائق السامرائي اما الجمالي فهو من اوائل المبشرين بالفكرة القومية في العراق ومؤسس المكاتب التبشيرية بالفكر القومي واتجهوا للتعاون مع النظام الملكي وفق اختيارهم لهذا الاتجاه وخدموا المجتمع العراقي بالقدرات التي كانت سائدة في ذلك العهد . والدكتور كبه ايضاً تحول من ناشط قومي ومن عائلة قومية في العراق والبلاد العربية الا انه اتجه نحو اليسار المعتدل ولم يرتبط باي تنظيم وما استطاع عمله من موقعه كوزير اقتصاد جلب على نفسه السلبية بالاتفاقية الاقتصادية العراقية السوفياتية والتي كانت سبب أقالته من الوزارة . والموقف السلمي الذي وقف بعده الزعيم عبد الكريم قاسم .
يامحرري الجريدة الاوفياء وباعكم الطويل في سرد الاحداث واعطائها صفة الجرأةوالصراحة والتقييم في عدد جريدتكم الغراء المرقم 1764 يوم السبت الموافق 2010/4/3 بالصفحة السابعة ركن (مدارات حرة ) للكاتب البليغ ( السيد شامل عبد القادر )بعنوان ( الكتلة الاكثر والتحدي الاكبر ) وفي السطر 23 من هذا الركن في معرض تقييم تأريخي للاستاذ (كنه) جاء فيه :
يقال نقلا عن المرحوم خليل كنه وزير المالية في العهد الملكي والذي شرع في ولايته ما يسمى جدول (ق) الخاص بالخدمة المدنية لموظفي الدول انه تحدى كل عباقرة العراق فيما جاء واحد منهم ونجح في تعديل مادة واحدة من مواد هذا الجدول الذي عاش بعد كنه عشرات السنين من دون أن يجرأ أحد على اصرار بديله او تعديله او حتى الاستغناء عنه .
وورد هذا التعليق للاستاذ (شامل ) في معرض رده على تفسير المادة (76) من دستور جمهورية العراق والتوسع الذي جرى على التفسير بالرغم من صلابة متن المادة (76) الدستورية فأجاب الاستاذ (شامل ) ويبدو لي ان المشرع الذي وضع المادة (76)هو الوجه الاخر للمرحوم (خليل كنه) عبقري المالية والمعارف العراقية قبل اكثر من نصف قرن .
واضيف أنا من متابعتي لتعزيز حديث الاستاذ شامل فأمامي الان كتاب الاستاذ كنه بعنوان ( العراق أمسه وغده ) والملحق الذي يحويه هذا الكتاب بعنوان (عراق الغد) فهو يعد ( منهاج نحو مجتمع موحد متعاون مبدع تسوده العدالة ) هذه الحاشية مثبتة على الصفحة الاولى من الكتاب نفسه الطبعة الاولى عام 1966 م ولم يستغن عنه اي سياسي في العراق يسعى لخدمة الوطن ان لم يعرف معلوماته من هذا ( المؤلف) فبحكم جيرتي ومعرفتي للرئيس الراحل المهيب احمد حسن البكر رحمه الله واسكنه فسيح جناته وكنا في محلة (علي الصالح ) المجاورة لمنطقة ( الطوبجي ) ورئيس الوزراء اللواء الركن ناجي طالب ادام الله في عمره وصحته لم يستغننا عن احتواء هذا الكتاب وهولاء الرؤساء محمودة سيرتهم في المجتمع العراقي لحد الان بل واصبح مصدراً للطلاب الجامعيين باعدادهم رسائل الماجستير والدكتوراه .
واضاف لاعمال ( كنه ) لمات ورد اعلاه هو معادلته للدينار العراقي في عام 1956 عندما اصبح وزيراً للمالية وسفرته الى سويسرا حيث كان هناك مؤتمر اقتصادي فعزز تقييم الدينار العراقي بالذهب والعملات الاجنبية النادرة كالدولار والباوند الانكليزي لان التعامل كان ارتباطه بالجنيه الاسترليني فقط . فهو اول وزير عراقي بل وسياسي يتطرق الى هذه المعادلة ويدفع من شأن العملة العراقية لتصبح عملة دولية تم بموجبها الاتفاقيات الاقتصادية . قبل خروج العراق من الارتباط الاسترليني في حكومة الزعيم الركن عبد الكريم قاسم . وبعدها قيدونا (بالروبل ) الروسي الذي أثقل العمله العراقية بالديون أما الدكتور فاضل الجمالي فهو عرين اصيل يتحدر من أسرة عربية وجذورها تمتد الى مكة المكرمة بالحجاز عاصمة العروبة والاسلام ومازال اجداده تحيط مساكنهم هذه المدينة الخالدة وهو من العناصر النزيهة ناهيك أيها المتتبع عن انه مقترن بامرأة امريكية الجنسية وهذا شأن خاص بأختيار الانسان شريكة حياته وللدكتور الجمالي الفضل في نشر الوعي القومي في الثلاثينات والاربعينات من القرن الماضي وهو من القوميين الاوائل الذين شجعوا على فتح المكاتب والمكتبات لاحتواء الشباب وعدم انحرافهم نحو التيارات الوافدة من وراء الحدود قبل تأسيس حزب الاستقلال القومي وحزب البعث العربي الاشتراكي وحركة القوميين العرب .
وانا شخصيا الرجل المتواضع والعبد الفقير الى الله احتفظ بمحاور شخصية مباشرة مع (الدكتور ابراهيم كبه رحمه الله وهو من العناصر القومية الجريئة في بداية تكوين الشخصية الفكرية والايديولوجية وعند رحلته الى النظرية الجديدة فهو عنصر نظيف وجيد ونزيه وعطوف مع البشر كله حتى انا في محاوراتي معه .
فالاولى كانت في العام الدراسي 1961-1962بالانتخابات التعليمية للجبهة القومية والتقدمية ومرشحها الدكتور عبد الستار الجواري وكان المركز الانتخابي لاساتذه الجامعة في اعدادية التجارة للبنات -الواقعة امام المقبرة الانكليزية التي تحوي اموات الجيش الانكليزي المحتل عام 1917 ويقع يمينها جدول الكرتتينه -الذي يسقي المقبرة والقادم من نهر دجلة من محلة العيواضيةمن الجهة اليسرى جسر القطار الحديدي الفاصل بين المدرسة وسفارة الجمهورية العربية المصرية في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وانا طالب في المرحلة الاخيرة من كلية الحقوق العراقية ومساهم في نشاط الدعاية الانتخابية وبيدي اوزع المنشورات التي تحوي اسماء المرشحيين والمرشحات واحمل (باجات) الجبهة التعليمية وتعليقها على صدر الناخب وعندما وصلت الى الدكتور ابراهيم والله حياني بكل ادب واستلم مني الباج بيده الكريمة وقال انا احترم القومي الشريف ولخاطرك سوف اضعها ولكن ارفعها لان الواقفين لايصدقون بذلك وامام هذه الشخصية الفقيرة الاخلاقية انحنيت امامه خجلا وسلمت عليه وانسحبت الى الوراء وعندها جاءت مفرزة من الشرطة بأمرة مدير شرطة الاعظمية المرحوم كاظم عبد المنعم الخطاب والذي كان طالبا معنا ومسكنه مجاور لدار والدي رحمه الله في (محلة علي الصالح) ومنع الدعاية .
والثانية :
في بداية السبعينات من القرن الماضي التقيت بسيادته في القاهرة عاصمة مصر العربية وكان يقتني كتبا من مكتبة كبيرة تقع في شارع (طلعت حرب) وهو اهم شارع داخل مركز مدينة القاهرة ويتوافد عليه كل الزائرين وبجانب هذه المكتبة يوجد مقهى كبير يرتاده الفقهاء والعلماء والباحثون وتقدمت للسلام والتحية عليه وكنت ضمن وفد اتحاد الحقوقيين العراقيين وبعد ان ذكرته بالموقف ضحك وحياني احسن تحيه وقال لي بالحرف الواحد ( ولك ياولدي انت اهواية جريء) ومسكني من يدي وجلست معه على اريكة مستقلة عن المقهى واسقاني القهوة العربية على حسابه الخاص . وصاحبني الفضول ووجهت له سؤالا فقلت له يادكتور من أين جاء لقب (كبه) فضحك واعتدل بجلوسه على الكرسي ووضع مؤلفاته على المنضدة الصغيرة قائلاً :انا اجدادي تجار قماش ونسيج ومن ضمن هذه التجارة كانت تأتي قطع النسيج على شكل كرة صغيرة تسمى (كبايه ) وجمعها (كبايات) وباللهجة الدارجة البسيطة تحولت الى لفظ (كبة) وهي ليست الكبة التي تباع في المطاعم .. وبعد دقائق قام من مكانه وسلم علي سلام يليق بمقامه وتمنى لي الموفقية وللعراق التقدم ولم يتفوه ولم يذكر اي احد بسوء .
وللتقيم التاريخي للعمالقة السياسيين في العالم ما يقول الكاتب سلام عما فعله ( غوربا تشوف) سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي ورئيس جمهوريات الاتحاد السوفياتي في (رحلة التحول الغورباتشوف )من الاشتراكية العلمية الى احضان الامبريالية العالمية وعلى يده تم تفيت الكيان السوفياتي وبنقل تمثال سيده (البنين )من ساحة الكرمليين الى دهاليز المتاحف الاثارية ويجري تشييع رسمي لرفات قيصر روسيا (اسكندر بطرس تيقولاي ) اخر امبراطور سقط في ثورة اكتوبر عام 1917 وافراد عائلة وبعيد اعتبارهم الوطني ويسمح لاحفادهم بالعودة الى موسكو العاصمة فهل يمنحه شهادة التبرير لهذا التحول من تجاه الاخر كما هو الحال لقادتنا المسؤولين في العراق والبلاد العربية .فنصيحتي للمؤرخين ان لايكتبوا وفق ما تشتهيه الانفس لان مرآة التاريخ ترصد الصورة على حقيقتها وانما يتوخون الكتابة بعدم اخفاء عيوب محبيهم واخفاء فضائل الاخرين ماداموا منحدر وفاض رافد واحد والسلام.



#سلام_ابراهيم_عطوف_كبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اذهب واشتكي اينما تشاء..هذا باب المدير العام..وذاك باب الوزي ...
- اذهب واشتكي اينما تشاء..هذا باب المدير العام..وذاك باب الوزي ...
- اذهب واشتكي اينما تشاء..هذا باب المدير العام..وذاك باب الوزي ...
- هادي الحسيني والشيوعيون والكوردايتي
- الدستور العراقي كفل لاتحاد الطلبة العام حقوقه المشروعة
- المفوضية والفساد الانتخابي والميليشيات الانتخابية!
- الارهاب يطال اكبر واجمل مترو انفاق في العالم
- وفيق السامرائي و الشيوعيون
- الأزمة المستفحلة لشركات الاتصالات في العراق
- هل تعيد انتخابات آذار 2010 انتاج الطائفية السياسية في بلادنا ...
- الحزب الشيوعي العراقي والعربنجية
- اللعنة على عروس المنحرفين
- خليل مصطفي مهدي وصمت الرحيل القاسي
- حول انتخابات نقابة المهندسين العراقية القادمة
- على الدباغ وبراقش والتبعات الكارثية
- الحزم والتعقل سلاح البيشمركة لمواجهة الارهاب في بلادنا
- كركوك والفساد السياسي
- الاتصالات والشركات الترهات في العراق
- العقود النفطية الجديدة والامن الاقتصادي في بلادنا
- حقوق الانسان..مساهمة في كشف الاستبداد الديني في العراق


المزيد.....




- في ذكرى 20 و23 مارس: لا نفسٌ جديد للنضال التحرري إلا بانخراط ...
- برسي کردني خ??کي کوردستان و س?رکوتي نا??زاي?تيي?کانيان، ماي? ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28 مارس 2024
- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - سلام ابراهيم عطوف كبة - ابراهيم كبة وتحديات الكفاح في سبيل المستقبل الافضل للانسانية