أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سلام ابراهيم عطوف كبة - الارهاب يطال اكبر واجمل مترو انفاق في العالم















المزيد.....

الارهاب يطال اكبر واجمل مترو انفاق في العالم


سلام ابراهيم عطوف كبة

الحوار المتمدن-العدد: 2960 - 2010 / 3 / 30 - 09:02
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


المترو Metropolitain وسيلة نقل حضري تستخدم قطارات تسير على سكة حديد لنقل المسافرين بأعداد كبيرة،مساراتها انفاق ارضية تتخللها مقاطع على سطح الارض اغلبها جسور.اول مترو هو مترو انفاق لندن 1863،وفي 1890 دشن مترو لندن اول خط مكهرب مما سمح بالقضاء نهائيا على مشكله التهوية التي تسببها القاطرات البخارية،وتمت كهربة كل الخطوط في مترو لندن خلال 10 سنوات.ومن اوائل محطات المترو الاوربية مترو اسطنبول في 1871،ومترو بودابست 1896،ومترو باريس في 1900.الا ان محطات مترو الأنفاق في موسكو تعتبر من اكبر واجمل المحطات في العالم،انها بحق قصور تارخية تحت الارض،وتتميز بسعرها المعقول و دقة مواعيدها.ولا يفتخر الشعب الروسي وشعوب الاتحاد السوفييتي وحدهم بمترو موسكو،بل هو مصدر اعتزاز لشعوب العالم ولكل من زار موسكو،بعد ان بات المكان المناسب لمواعيد الاحبة والعاشقين!ويبلغ طول شبكة قطارات انفاق موسكو اكثر من 300 كيلومتر،يستخدمها نحو تسعة ملايين شخص يوميا،ويتزاحم الركاب في عربات القطارات القديمة للتنقل عبر 12 خطا للمترو موزعة على 180 محطة مزينة بأحجار فاخرة ورسوم عديدة وبعض المرمر.
لم ينجو هذا المعلم التاريخي من الهجمات الارهابية(حزيران 1996،و8/8/2000،وانفجار قنبلة عام 2004 تسببت في مقتل 40 شخصا واصابة مائة جريح في محطة زاموسك- فوريستكايا).وكانت هجمات 29/3/2010 الانتحارية الاعنف!وتتزامن هجمات الاثنين 29/3 مع المعاهدة الجديدة بين موسكو وواشنطن لخفض الاسلحة الاستراتيجية في مخزون البلدين!
الارهاب الدولي في موسكو تقف وراءه اصوليات نشأت بتقاليد دينية متنوعة وتواريخ اقليمية اثرت في صيرورتها بحكم سيادة الافكار الاجتماعية المحافظة والآراء الارثوذكسية والمواقف الغيبية والوهمية الخرافية،اصوليات تبرر النكوص الى الماضي وتقديسه ونفيه وتفريغه من محتواه بدعوى تجاوزه والانتقال من اصولية مقنعة الى اصولية سافرة،تعبيرا عن الموقف الجامد الآيديولوجي الرجعي الذي يتحجم مع اطلاق العنان للفكر وتحريره من اسر الادلجة والسير الواقعي بعيدا عن التصورات السابقة!
الاصوليات هي نزعات ضيقة وطائفية متزمتة ومتعصبة ومنغلقة على نفسها ترفض التسامح والتغيير وروح العصر،وبرامجها قصاصات من نصوص وتراثات غير واضحة المعالم تجهر في السيطرة على المجتمع بالقوة والعنف وتأسيس معسكرات الجهاد الموحدة وجبهات المغامرة العالمية،وينتظم اعضاءها في مؤسسات ذات طابع معولم وبراغماتي تكتمي هرمي مع الخضوع التام والمطلق للزعيم النبي القديس(المنظمة الصهيونية العالمية ومنظمة القاعدة والماسونية والتنظيمات الشيشانية..)،وبالتالي هي نزعات سياسية وفكرية متطرفة لا تختلف بحال عن الفاشيات والدكتاتوريات الشمولية والصداميات،ومؤسسة خارج اطار المؤسسات والبنى الهرمية الدينية وعلى الضد منها.وهذه الاصوليات تؤمن بالقتل والتدمير تحت حجة الجهاد في سبيل الله،ولا تتورع في قتل المفكرين والاطفال والشيوخ والنساء ورجال الدين والابرياء،وتستخدم الانترنيت والتكنولوجيا المتقدمة والسلاح وتمتلك المصادر التمويلية الغنية والانفاق السخي والخبرة الاعلانية،وتهيمن عرفيا في مناطقها الجغرافية.هذه الاصوليات تقيم لأعضاءها المهرجانات المشبوهة ودورات التدريب على السلاح الثقيل والرماية،وترتبط مع بعضها البعض بعلائق التنسيق لمزيد من القتل واشاعة الارهاب.وهي تستجيب لفترات التراجع والارتداد السياسي العام والظروف المعيشية الصعبة وشيوع الفساد وبالاخص الفساد الاداري،وتستهدف تحويل الشعوب الى عناصر سلبية وخاصة الفقراء والمهشمين،وهي انعكاس لحياة التعاسة والخيبة والاخفاق!
لقد اسس بن لاذن العديد من شركات المقاولات والاستثمار والتجارة منها"وادي العتيق،الهجرة،طابا"،وتعاون مع اليهود الروس لاستحصال المواد الكيمياوية والنووية والبايولوجية،وتوزعت شبكاته في كل انحاء العالم،ويتعاون اليوم مع اشقاءه في الشيشان.وتوظف المخابرات المركزية الاميركية هذه الاصوليات لخدمة مآربها داخل اميركا وخارجها!بعد ان هللت لتفكك الاتحاد السوفييتي عام 1991،وجاهدت على تشويه التاريخ الوطني البطولي لشعوبه،وتصويره بشكل كاريكاتيري انتصارا للكوسموبوليتية التي تتصف بها الجماعات المعادية للتطور الاجتمااقتصادي المستقل،ونظام القطب الواحد عالميا!
لم ير مصطلح الارهاب ولاحقته ism أي terrorism النور الا في اعقاب الثورة الفرنسية عام 1789 والنهضة الاوربية الحديثة،وتحديدا في عهد روبسبير اعوام 1793- 1794 للدلالة على سياسة العنف التي تمارسها الدولة تجاه طبقات المجتمع والفئات الاجتماعية باسم الشرعية القائمة او الجديدة!وهذا الفهم قريب جدا من فهمنا المعاصر للارهاب الا وهو العنف السياسي اي الرعب والتخويف الذي تقوم به دولة او مؤسسة او منظمة او شخص او افراد وجماعات لتحقيق اغراض او اهداف محددة!وتناصر الأمم المتحدة التحديد القانوني للارهاب باعتباره كل فعل عنف سياسي موجه حصرا ضد المدنيين والمدنية والمجتمع المدني مهما كانت الشرعية التي يتذرع بها!وعليه الارهاب هو كل اعتداء على الحياة البشرية،والملكية على تعدد جوانبها،والأحوال على وجه يخالف احكام القانون الدولي بمصادره المختلفة بما في ذلك المبادئ العامة للقانون التي حددته المادة 38 من النظام الأساسي لمحكمة العدل الدولية.وتعتبر السلطات ارهابية وراعية للعنف السياسي عبر اشاعة الرعب ومصادرة الحريات السياسية واهدار حقوق الانسان بأجهزتها القمعية الموسعة واتباع أساليب القمع النفسي الحديثة القائمة على تكتيك الفزع والصدمة المفاجئة لشل تفكير الخصم والتمرس في مضمار صناعة تضليل العقول.
مع تغيير الدلالة اللغوية للارهاب ليصير يدل مع بداية القرن التاسع عشر على استراتيجية العنف السياسي الموجه ضد الدولة نفسها من قبل الجماعات الخارجة عنها من مواقع متطرفة!الا ان المفهوم تطور وتطورت الظاهرة مع التطور الآيديولوجي الحديث والتقدم الاجتمااقتصادي في المعمورة.ويعكس الارهاب الاضطراب السياسي في العصر الحديث!وشهد العالم صراعات ارهابية دولية كجزء من صيرورة الارهاب الدولي العام!الارهاب ليس عملا جماهيريا بل فعل من مجموعات منغلقة ومنعزلة من الافراد يستطيعون به الاحلال بالاستقرار والتوازن الامني القائم عبر الاستفزاز والطرق غير الاخلاقية والتهريب غير القانوني والتزوير والتهديد باستخدام العنف واستخدامه فعلا،وبالغش على اختلاف انواعه ونشاطه السوقي الاسود،كل ذلك من سمات المافيا والعرابين القدامى والجدد.وهو كل عمل سياسي يؤدي الى اساءة مادية ومعنوية لاناس ابرياء تكمن وراءه اهداف وجماعات وحتى منظمات ودول،وموجه ضد ابرياء لا حول لهم ولا قوة في الصراعات القائمة ويقوم على نسق مبرمج!
نفهم الارهاب ثمرة للتوتر السياسي القائم،والانحطاط المؤسساتي بسبب ازمات الشرعية والمشاركة والازمات المعيشية والاقتصادية والتخلف والضغوطات الخارجية وخرق السيادة الوطنية.وتذكرنا المرجعيات الفقهية والسياسية التي تصدر فتاوي القتل وهدر الدماء والتضحية بالارواح بسبب العماء العام،تذكرنا بكهنة القرون الوسطى واجراءات محاكم التفتيش وفتاوى السلاطين والخلفاء المستبدين.
لا تنسى البشرية ابدا موسكو اكتوبر السلام والحرية،الانعطافة الجذرية والمنار الهادي في تاريخ العالم العاصف،وشعبنا العراقي الذي يختبر يوميا الارهاب البعثي والاصولي يتضامن كليا مع الشعب الروسي وشعوب الاتحاد السوفييتي ورابطة الدول المستقلة في مقارعتها الارهاب الاصولي!الارهاب الذي يصب في خانة ودروب تشويه ثورة اكتوبر 1917،ومحاولة تزييف الجوهر الطبقي للعمليات السياسية وبذر مشاعر اليأس والعبثية ازاء الجهد الاجتماعي النشيط في النضال ضد الاحتكار والعولمة الرأسمالية!ولتبقى المعالم التاريخية والحضارية في العالم بمنأى من الهجمات الارهابية الجبانة!



#سلام_ابراهيم_عطوف_كبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وفيق السامرائي و الشيوعيون
- الأزمة المستفحلة لشركات الاتصالات في العراق
- هل تعيد انتخابات آذار 2010 انتاج الطائفية السياسية في بلادنا ...
- الحزب الشيوعي العراقي والعربنجية
- اللعنة على عروس المنحرفين
- خليل مصطفي مهدي وصمت الرحيل القاسي
- حول انتخابات نقابة المهندسين العراقية القادمة
- على الدباغ وبراقش والتبعات الكارثية
- الحزم والتعقل سلاح البيشمركة لمواجهة الارهاب في بلادنا
- كركوك والفساد السياسي
- الاتصالات والشركات الترهات في العراق
- العقود النفطية الجديدة والامن الاقتصادي في بلادنا
- حقوق الانسان..مساهمة في كشف الاستبداد الديني في العراق
- يمنحوهم المخصصات ويستقطعونها منهم بأثر رجعي!
- الارهاب الابيض في عراق المستقبل المجهول..مساهمة في مكافحة ال ...
- ديمقراطية البقاء للأقوى في العراق
- انتخابات عام 2010 واعادة انتاج الطائفية السياسية في العراق
- فن تفتيت الحركة الاجتماعية والسيطرة عليها واحتكارها
- الشبيبة والمعالجة الواقعية لأزمة الرياضة العراقية
- المواطن والشركات المساهمة في العراق


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سلام ابراهيم عطوف كبة - الارهاب يطال اكبر واجمل مترو انفاق في العالم