أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال غبريال - حكاية -عبد المعين-














المزيد.....

حكاية -عبد المعين-


كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)


الحوار المتمدن-العدد: 2990 - 2010 / 4 / 29 - 01:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


للشعب المصري تاريخ مرير مع السيد/ عبد المعين، الذي قال فيه المثل الشائع "جبتك يا عبد المعين تعينني، لقيتك يا عبد المعين عايز تنعان"!!.. بالتأكيد لخيبة أمل الشعب المصري التاريخية في عبد المعين أكثر من سبب، ويستحسن أن نحاول التعرف على هذه الأسباب، حتى نتلافى خيبات الأمل في المستقبل، فنحسن اختيار "عبد المعين"، أو نكف عن طلب "عبد المعين" من الأساس، وبدلاً من ذلك يجعل كلاً منا من نفسه "عبد المعين"، فيصلح ما تحت قدميه وفي متناول يديه، وعندها قد نجد أن الأحوال قد تحسنت تلقائيًا، دون لا "عبد المعين" ولا يحزنون!!

لنبحث الأمر منطقيًا، فبالمنطق وحده يمكن أن تستقيم حياتنا، وبدونه سنظل نتخبط في العشوائية، لننتقل من فشل إلى فشل، أو بالأحرى نظل مكاننا في الوضع "محلك سر"، الذي لابد وأن يؤدي إلى مزيد من الغوص في مستنقعات تخلفنا مترامية الأطراف.

قبل أن نختار "عبد المعين" ونحدد صفاته، لابد أولاً أن نعرف ماذا نريد منه بالتحديد أن يفعل، فالمهمة المطلوبة هي التي تحدد شخصية ومواصفات "عبد المعين" وليس العكس، ولكي نعرف المطلوب ينبغي أن نحدد حالتنا أو "حوستنا" وخيبتنا بدقة.. تلك هي نقطة البداية الحقيقية، وأي غلط أو مغالطة في توصيف معالم حالتنا، والعوامل التي تبقينا فيما نرزح فيه من فشل وبؤس، لابد وأن تؤدي بالتعبية إلى فشل كل ما نبنيه عليها بعد ذلك، فما هي حالتنا بالتحديد، تلك التي نريد تغييرها إلى حالة أفضل؟

بصفتي أحد الموروطين والباحثين عن "عبد المعين" المناسب، سأحاول قدر استطاعتي تحديد جذور ما نعاني منه، وليس فقط الثمار الناجمة عن تلك الجذور، أي مسببات المرض الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، وليس فقط أعراضه، لأن الأعراض لا يمكن أن تزول إلا بزوال مسبباتها:
- ضعف إنتاجية الفرد المصري، وبالتالي انخفاض نصيبه في الدخل القومي، وانخفاض مستوى معيشته، وتدني مستوى الرعاية الصحية.

- البيئة المصرية تساعد على استشراء الفساد، ليس بالدرجة الأولى لوجود من يطمعون في تحقيق ثروات عبر نهب المال العام، فهؤلاء موجودون في كل الدول، ولكن أيضًا لأن الجهاز البيروقراطي (المكون منَّا جميعًا) يضيق الخناق على الشرفاء، ويفتح الطريق واسعاً للمتلاعبين واللصوص.

- تعجز الدولة عن السير باستقامة لتحديث الاقتصاد المصري، ليتوافق مع الاقتصاد العالمي، بسبب ما تثيره الصفوة اليسارية من ضوضاء وممانعة، تجعلنا عاجزين عن اتخاذ قرارات لازمة وحاسمة للانتقال من الاقتصاد الشمولي الموجه البائد، إلى اقتصاديات السوق بكامل مواصفاتها العالمية.

- تدهور مستوى التعليم، وما يترتب عليه من تدني مؤهلات وصلاحية الشباب للانخراط في سوق العمل المنتج، سواءً المحلي أو الإقليمي والعالمي، وما يترتب على ذلك من بطالة وانخفاض إنتاجية الفرد والمجتمع.

- تعاني مصر من شيوع ثقافة عنصرية معادية للعالم وللحضارة، تجرم الفن والفكر وتخنق الإبداع وتضطهد المرأة والأقليات، وتتسبب في أزمات وجرائم طائفية، تعجز الدولة عن وضع حلول حاسمة لها، لوجود تنظيم محظور ومخرب، تعجز الدولة عن مواجهته بجدية، سواءً لعدم إخلاص المسؤولين لمهامهم، أو لاستشراء أتباع ذلك التنظيم ومناصريه في كافة مؤسسات الدولة والمجتمع.
هذه هي أبرز الإشكاليات المصرية، والتي من أجل إيجاد حلول لها نبحث عن "عبد المعين"، الذي لابد وهو يقدم لنا أوراق اعتماده لنوقعها، أن يرفق بها الحلول العبقرية التي يأتي بها إلينا، والتي تجعلنا نتحمس ونواجه الأهوال، من أجل سحب أوراق ومقدرات حياتنا، من يد من يمسكون بها الآن، لكي نعطيها لعبد المعين وصاحبه، بعد أن نتأكد أنهم بالفعل الأجدر بتحقيق ما لديهم من تصورات لحل مشاكلنا، خاصة وأن الممسكين بزمام الأمور حاليًا، يدعون أنهم يفعلون أقصى ما يستطيعون لحل تلك المشاكل.

مع التقدير بالطبع لمجرد تأسيس آليات معقولة وعملية ونزيهة لتبادل السلطة على المستوى السياسي الأعلى، وما لابد وأن يترتب على ذلك من تطوير لسائر المستويات الأدنى، إلا أن هذه مجرد نقطة واحدة ضمن مئات العوامل التي نحتاجها.. تبادل السلطة لا يمكن أن يكون هدفًا شعبيًا ولا وطنيًا في حد ذاته، ما لم يترتب على هذا التبادل تغيير حقيقي إلى الأفضل، وليس بالطبع بابًا متسعًا للانحدار إلى الأسوأ!!

الآن نتساءل: هل لدى "عبد المعين" تصور لحلول جديدة ومبتكرة لمشاكلنا، لم يسبق أن جربها القائمون على أمورنا الآن؟.. وهل أصحابه الذين من المتوقع أن يصلوا معه إلى السلطة، هم من يتبنون في مواقفهم الوطنية تلك الحلول؟!!

ربما كان لدى "عبد المعين" بالفعل حلول مبتكرة على الأقل بالنسبة لأفق رؤية الطغمة الحاكمة، فإن كان الأمر كذلك حقيقة، فلماذا لا يعلنها لنا؟.. وإن لم يكن لديه جديد مختلف، فلماذا يتصدى لما هو على جهل به؟!

هل يكون كل ما يأتينا به "عبد المعين" هو المجموعة المصاحبة له الآن؟.. هل جاء حقًا لكي يصل بهؤلاء إلى السلطة؟!.. إن صح هذا، ألا يكون بذلك قد جاء ليعجل بوصولنا إلى كارثة، كنا نأمل ولو في تأجيلها لبعض الوقت، ربما يجد جديد ينقذنا من هذا المصير؟!!

مع احترامنا الشخصي والإنساني لكل إنسان ولكل المصريين.. المسألة ليست فقط مسألة أشخاص، وإنما بالأساس مسألة رؤى ومواقف.. لذا نعيد تساؤلنا السابق بصيغة مختلفة: هل رؤى ومواقف المحيطين "بعبد المعين" الآن كفيلة بحل الإشكاليات المصرية التي أوردناها عاليه، أم هم عامل أساسي في تلك الإشكاليات، بحيث لو "انشقت الأرض وابتلعتهم"، لخفت إلى حد كبير معاناة مصر والمصريين؟!!

يستحسن بي في هذا المقال على الأقل ألا أعيد إجابة ذات السؤال، خاصة وأنني قد سبق لي الإجابة عليه في العديد من المقالات.. سوف أترك القارئ ليستنتج لنفسه بنفسه، فالأمر جد لا هزر فيه.. من الحماقة التي لا نتصور أن الشعب المصري من الممكن أن يرتكبها، أن يخوض كفاحًا للخروج من دائرة فساد ودجل واستبداد سياسي، ليدخل دائرة مماثلة، تشي جميع الملامح بأنها ستكون أكثر وبالاً عليه وعلى مستقبل بلاده وأولاده!!



#كمال_غبريال (هاشتاغ)       Kamal_Ghobrial#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البرادعي والجماهير سابقة التجهيز
- دائرة الإيمان وما حولها
- ماذا تريد جريدة المصري اليوم؟
- مفهوم المواطنة على المحك
- خربشات طفولية- 2
- الديموقراطية منهج حياة
- كن ليبرالياً ودعني أقتلك
- العنف المقدس وإرهابي طائرة الرئيس
- بيان للتوقيع من علمانيين مصريين
- خربشات طفولية- 1
- بيان علمانيين أقباط- مازال مفتوحاً للتوقيع
- أجنحة الغياب- قصة قصيرة
- تغيير أم صراع على السلطة؟
- عندما يتناقض الدستور
- ثقافة الصدام المنقرضة
- البلطجة باسم الإله
- نحن والوطن
- الإخوان واستراتيجيتهم الحربائية
- -عنزة ولو طارت-
- هل نعشق الحرية؟


المزيد.....




- أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- بسبب محتوى منصة -إكس-.. رئيس وزراء أستراليا لإيلون ماسك: ملي ...
- شاهد: مواطنون ينجحون بمساعدة رجل حاصرته النيران داخل سيارته ...
- علماء: الحرارة تتفاقم في أوروبا لدرجة أن جسم الإنسان لا يستط ...
- -تيك توك- تلوح باللجوء إلى القانون ضد الحكومة الأمريكية
- -ملياردير متعجرف-.. حرب كلامية بين رئيس وزراء أستراليا وماسك ...
- روسيا تخطط لإطلاق مجموعة أقمار جديدة للأرصاد الجوية
- -نتائج مثيرة للقلق-.. دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال غبريال - حكاية -عبد المعين-