محمود المصلح
الحوار المتمدن-العدد: 2988 - 2010 / 4 / 27 - 11:43
المحور:
الادب والفن
الباب
لبابي ألف قفل ، وعليه ألف حارس ، فأنا سلطان المدينة بلا منازع ، في لحظات النزاع كان سؤال واحد يتردد
في عقلي ، من الخائن الذي سمح للموت أن يتسرب إليّ . أخذتني الغيبوبة رأيتني أهبط بثقلي كله إلى فوهة بركان
وقتها فقط عرفت أنه لم يكن هناك باب أو قفل أو حرس .
باب ثان
عندما ولجت الباب الأول ألفيت نفسي في خمارة طنوس ، عندما دخلت الباب الأخر وجدت باب جهنم وكتلة من النار ، حاولت أن ارتد وأنكص على عقبي كان الباب قد احترق ولم يعد هناك من أبواب .
باب من حديد
لم أصدق أنني تمكنت من الهرب ، كانت كلاب الفجر الضالة قد اعتادت أن تلاحقني ، بعض الأحيان كانت
تتمكن من جزء بسيط مني ، في الأسبوع الماضي تمكنت من تمزيق قميصي ، اليوم تمكنت من الهرب ، لم أصدق
ذلك إلا حينما أغلقت الباب خلفي ، للفاجعة كان باب القبر .
باب شفاف
مضى وقت وانا مشرد بلا بيت ، كنت نزيل دائم عند رجال الجنرال القزم ذو الأوسمة الكثيرة ، بتهمة أنني بلا
منزل ، جاء في الأدعاء العام أنني ظاهرة غير حضارية ، تشوه منظر الوطن، ولما شكوت وتظلمت من قلة ذات اليد ، اضافوا إلى لائحة الأدعاء أنني متسول ، وأنني ناكر للنعمة ، عديم الوفاء ، كان بنطالي في هذه الأثناء يكاد
أن يكشف عن عورتي ، تبرعوا لي ببنطال جديد ، ومسكن جديد ، لأكتشف بعد حين أنني في صندوق زجاجي
ولم تخفى مني خافية عليهم ، آسى ما آساني عندما تخيلتهم وهم ينظرون إلى عورتي .
#محمود_المصلح (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟