أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمود المصلح - صيد الخاطر 5 ..,وأنا شو دخلي؟














المزيد.....

صيد الخاطر 5 ..,وأنا شو دخلي؟


محمود المصلح

الحوار المتمدن-العدد: 2976 - 2010 / 4 / 15 - 12:55
المحور: سيرة ذاتية
    


في موقف سيارات الاجرة ، حافلات كبيرة وصغيرة ومتوسطة ، وازمة خانقة في كل اتجاه ، الناس في هرج ومرج ، والباعة ينتشرون في المكان بشكل عشوائي كالعادة .. الريح تعوي فوق الصفيح وتثير غبارا خماسينيا مؤذيا ..كنا نقف في طابور طويل ننتظر قدوم الحافلة التي غالبا ما كانت تأتي محملة بالركابعلى الطريق ، فما ان تقف ينزل من ينزل ولما يحاول العبض الصعود اليها يجد أن لا مجاللراكب واحد .. حيث يكون السائق قد حمل من حمل .. والكنترول حجز ما حجز من مقاعد .. ويبقى الناس في الموقف لساعات حتى تتلاشى الازمة فيصعد من لا يقدر على الفوضى او الصعود من النافذة أو من باب السائق بمساعدة الكنترول الذي يمثل مسؤولا كبيرا في الموقف والحافلة .
في ظل هذه الفوضى العامة الطامة ، وعلى جميع الخطوط ، وبما تمثله لما نحن عليه ، وعلى جميع الصعد ، كان ثمة طفل صغير يبيع العلكة ، يتجول بين الركاب ، ينزلق من حافلة الى اخرى ، ومن طابور الى اخر .. ومن شاب الى فتاة .. اثناء تلك الحركات وهذه الفوضى سقط باكيت العلكة وداسته الاقدام .. فسقط الولد على الارض يحاول ان يلم ما يمكن لمه ويجمع شتاته .. فما افلح وما نجح .. واخذ يبكي بكاء مرا وكانه فقد وطنه او كاد ( اذا لم يكن قد فقده بعد ، لانه ربما لم يحس انه له وطن بعد ) ...
الغريب أن الناس كانت تقف في الطابور ببلاهة وبلادة وكسل ونزق .. وكأن الولد من كوكب أخر .. أو كأن البكاء موسيقى خلفية لمسلسل تركي حزين .. لم يتحرك احد .. لم ينطق أحد .. لم يبادر أحد .. لم يتالم أحد ..واستمر الولد على ما هو عليه .
ذهبت اليه ، قرفصت بجانبه .. سألته ..فأكتشفت أن الولد يتيم ..وأنه يبع العلكة لزوجته ابيه .. ,انها ستعاقبه أن لم يعد بالمبلغ كاملا وما تبقى من العلكة .. كان ثمن ما تبقى من العلكة مبلغا تافها جدا .. نقدته اياه ..والالاف العيون ترمقني وكأنني من كوكب أخر ..
كم احسست أنني من كوكب أخر كما زعم أحدهم في رده علىمقالة من مقالاتي .. وهو يرحب في على كوكب الارض ..
تقتلني حالة البلادة والبله والانشداه التي تعمنا ..تصدمني حالات الانكسار امام جبروت الحياة اليومية ، واستغرب حالات عدم المبالاة التي تسيطر على حياتنا ..وتحلينا الى كائنا طوطمية بلا هوية بلا اهتمامات وحتى بلا رغبات .
تنبهت الى طلابي في المدرسة تفحصت ودققت في هواياتهم واهتماماتهم وميولهم ومواهبهم في استبانة وزعتها عليهم .. وكنت ارجو من وراء ذلك ان اوزعهم على اندية مدرسية تقوم على تنمية تلك الهوايات والميول والمواهب .. صدمت وتعجبت اي جيل هذا الذي نبيي ونعلم ونعلق عليه الامال العريضة .. صدمت وانا أتوقع ان اجد لهم ميول وهوايات واهتمامات واسعة الطيف عريضة متنوعة .. قد تجعل من المدرسة مكانا أكثر متعة ومتنفسا لهم ..صدمت وانا اجد ان الكثير من بلا هواية وبلا ميول ..وترك خانة الهواية والميول والموهبة فارغة .. كانت نسبة 95 % ممن قام بعبئتها منهم تميل نحو كرة القدم .
كنت اتمنى ان اجد منهم من يميل نحو التصوير الضؤي أو من يميل نحو التشكيل او النحت او البحث العلمي او الرسم او الغناء او الرقص أو التمثيل او جمع الطابع او المراسلة بالبريد العادي فضلا عن الالكتروني أو من يميل نحو الرحلات الاسكتشافية ..او اصلاح بعض الالات أو ...
شيء يميت القلب اكثر مما هو ميت ، ويقتل اكثر مما هو مقتول ..
وانا شو دخلي .. م الي خص ..وحل عني ........



#محمود_المصلح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القاع مفتوح ..اهلا وسهلا
- يوميات .. الصين
- لهم ثلاثة عيون .. ونحن بلا عين
- الاتحاد السوفيتي ...ذكريات قديمة
- صيد الخاطر 5 اسواق البالة ..
- بغاء ومتاجرة بالجنس ... بصورة شرعية
- الحمار والفيل
- قبول الاخر فن لم نعرفة بعد ...
- هلوسات معمر القذافي .............
- صيد الخاطر 4
- صيد الخاطر 3
- صيد الخاطر 2
- صيد الخاطر 1
- اوجاع منسية
- صلاة الفجر
- القدس بوصلة الخير في الدنيا
- الضيف .. ضيف الله
- طقوس الكتابة2
- طقوس الكتابة 1
- طقوس الكتابة


المزيد.....




- ريانا تتألق بإطلالة زرقاء ناعمة في فستان مستوحى من أزياء الس ...
- لماذا قد يُلوث هاتفك المحمول القديم تايلاند؟
- إسرائيل تريد التطبيع مع سوريا ولبنان لكنها -لن تتفاوض- بشأن ...
- رواية -نديم البحر- لحكيم بن رمضان: رحلة في أعماق الذات الإنس ...
- مصر.. تحذير السطات من ترند -الكركم- يثير الانتقادات!
- شاهد.. ملاكم يتعرض لصعقة كهربائية أثناء احتفاله بالفوز
- غزة وتشكيل لوبي عربي في سلم أولويات مؤتمر الجاليات العربية ب ...
- قصف هستيري على غزة يعيد مشاهد بداية العدوان الإسرائيلي
- ترامب: الولايات المتحدة لا تعرض على إيران شيئا
- إذاعة صوت أميركا.. من الحرب العالمية الثانية إلى عهد ترامب


المزيد.....

- كتاب طمى الاتبراوى محطات في دروب الحياة / تاج السر عثمان
- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمود المصلح - صيد الخاطر 5 ..,وأنا شو دخلي؟