أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عارف علوان - ما يشبه السيرة














المزيد.....

ما يشبه السيرة


عارف علوان

الحوار المتمدن-العدد: 2988 - 2010 / 4 / 27 - 08:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أن تكون حراً، يعني أن تقف على مسافة من الأحداث وتنظر إليها.
الضمير محرك جيد للالتزام، وبه تضبط قياس الأخلاق، ما لك وما عليك، تحت فحص نبض متوتر، في صعود وهبوط شديدين تجاه ما يحصل.
في السنوات الصعبة التي مرّ بها العراق (وهل هناك أخرى غير صعبة؟) تجنبت الولاءات، وكان الجميع منغمر فيها حتى الجنون. ومنذ عام 1958 شاهدت كثيراً من العنف، لم يجرني إلى فخاخه، ولا الأمل بالخلاص في المضاد منه، فبقيت على الهامش، أنظر بحياد إلى الامتيازات تأتي وتروح، متسلحاً بالصبر العنيد.
أصحو في الرابعة صباحاً، أعد القهوة وبعد رشفتين ثلاث أدخن، ثم تطوف في ذهني أحداث العالم، شريط طويل من الإثارات، يجذبك كل منها إلى دائرة الضوء التي تريد التحليق حولها: حروب، توترات، خلافات، مطامع، قمع، انتهاكات، إهدار حقوق، تحايل، أكاذيب، جوع، تشرد، حيثما تلتفت ستجد موضوعاً تكتب عنه، بكلمات قليلة، ومعاني كثيفة، تصلك إلى الموقف الذي تريد التعبير عنه.
وعندما أذهب إلى الأدب، وبيدي موضوعي، أكون في أفضل حال، فأصوغ شخصياتي، وأرسم لها النهايات، في خط بياني دقيق، يتصاعد حتى النقطة الأخيرة من النزاع، كما تفعل ربات القدر الاثينيات.
القرن العشرون شهد انهيار الفاشية، النازية، البلفشية، الخمير الحمر، ثم حزب البعث في بداية القرن الواحد والعشرين، كلها تقوم على تقديس العقيدة وتأليه الحاكم. البعث في سوريا مآله الانهيار هو الآخر لأنه يضع مصلحة العائلة وثراءها فوق الجميع، ويحيطها بالأحقاد إلى أن يختنق بها.
أما الدين فسيظل ينازع على مدار القرن، وتبقى الكنائس والمآذن في نهايته شواهد على فترة مظلمة استنارت بزيت تخلف العقل!
شجبت تقاليد أهلي، ثم تمردت عليهم وعشت وحدي في سن مبكرة، بعد فترة طويلة قال أحد الشباب أريد العيش مثلك، في الوحدة، أجبت أن الوحدة لا تطاق، يصعب على إنسان يريدها لذاتها ويحتمل قسوتها، إنها وسيلة لخوض معارك الضمير! انصرف الشاب، وكان متزوجاً، وله طفلان، وشعر أن الوحدة نوع مختار من العذاب.
يقال أن اليقين لا يوجد إلا في العلم، أما القناعات فترجحها الشكوك إلى أن يطيح بها تغيّر الحال، والزمن كفيل بإحالة التراب على ما يبدو عصياً منها. السنين بكتريا تقضم ثم تطمس الصروح العاليةّ، وتأثيرها الكاذب على النفس!
الأيديولوجية تكره الحرية، الأيديولوجية الحزبية والدينية، تمقت ما يمت للحرية بصلة، وتعوضان عنها بسرقة شعاراتها الصميمة، مثل الديمقراطية، وحرية التعبير، وحق الإنسان في الحياة، تلصقها بنفسها، وتتسمى بها، لكن عندما تواجه بمناقشة الفرد من داخلها، تخوّنه، تطارده، وتمحوه من الوجود، وتدعي أنه تجاوز الحد المسموح به، والحد المسموح به لا يعدو أن يكون غلاف حديدي تحصّن به معتقداتها الصارمة من الانتقاد، لأن في الانتقاد بداية التفكك!
في الحياة لا يوجد ربح وخسارة حقيقيين، نصارع ونشرب ونأكل ونجوع ثم تنطفئ ومضة النور التي فتحنا عينينا عليها، بلا أثر، ولا أمل مخادع، ويشكر من يأتي بعدنا الصدفة العظيمة التي أعطيت له، ولم نعرف كيف ننعم بها على الوجه الأكمل!
للمزيد راجع: http://www.arif-alwan.blogspot.com/



#عارف_علوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخلاف بين أوباما ونتينياهو حول مصير إسرائيل
- الرماد الذي غطى أوربا، وعلاقة الآلهة بالبراكين
- عثرة براون الجسيمة
- وفاء سلطان، والوهابية على الجانب الآخر
- هل اشترى القطريون ال CNN ؟
- الحفرة التي أنقذ الرئيس أوباما البشير من الوقوع فيها
- شيعة العراق، حكومتان فقط
- الجوامع والكنائس، الفنون والجدران الكئيبة
- سيرحل أوباما، وتبقى صواريخ إيران مسلطة على الخليج
- اصغوا الى عباس، ولا تستمعوا لغضب هنية الموعز به!
- هذه السيدة تجرح حين تردّ
- الكنيسة الكاثوليكية تهتز، والإسلام يختبئ
- الخلل الذي يسمح للإبادة بالصراخ بأعلى صوتها!
- أوباما يخرج الأرنب من القبعة
- المسؤولون الإيرانيون والكذب النووي من باب -التقية-
- صراخ نصر الله أيقظ 14 آذار من نومها
- إيران تهيئ مخالبها العربية لحرب تبعد بها الأنظار عن الداخل
- صفقة من فوق جثث زلزال هايتي
- قصيدة لبيروت كتبها العلامة السيد علي الأمين
- انظروا من يحرص على الدولة في مصر!


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عارف علوان - ما يشبه السيرة