أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - ناظم الزيرجاوي - فتح انهر الغرائز الجارف














المزيد.....

فتح انهر الغرائز الجارف


ناظم الزيرجاوي

الحوار المتمدن-العدد: 2986 - 2010 / 4 / 25 - 22:41
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


إن الاشباع المطلق للرغبات والميول الغريزية يولد نوعا ً من اللذة ، لكنها غالبا ً ما تكون مصحوبة بالآم سببها العالم الخارجي المعارض .
ولا يمكن أن ننكر أن المدنية قد أساءت التعامل مع الدوافع الغريزية ، ولكن هل يعتبر هذا سببا ً كافيا ً لأن ندين المدنية ؟
يجيب( فرويد ) ..
إن من يتمنى إلغاء المدنية ليس سوى إنسان ناكر للحق جاهل ، لأن ما يبقى لنا بعد زوال المدنية هو الطبيعة ، وتحمل الطبيعة أصعب بكثير من المدنية .
وبديهي أن الطبيعة لا تطالبنا بالحد من غرائزنا ، بل تترك لها كامل الحرية ، ولكن لها أسلوبها الخاص في تحديدنا .
فالطبيعة تسهم في فناء الإنسان عن طريق الظلم والقسوة والعنف الذي يمارسه بحق نفسه وبحق الآخرين وأحيانا ً تكون هذه الممارسات إرضاء ً لغريزته.
إذن ، بسبب هذه الإخطار اقتربنا من بعضنا البعض وساهمنا في بناء المدنية .
لقد ساهم الإنسان تدريجيا ً في إيجاد المدنية وذلك هربا ً من مخاطر الطبيعة وويلاتها التي لا تعد ولا تحصى ، لكنه غير مقتنع بها ، لأنه يتألم ويقاسي بسببها ، وأحيانا ً يسأل نفسه، أليس من الأفضل أن أهجر المدنية وأعود إلى حياتي البدائية ؟ ، وهنا يرى نفسه عاجزا ً عن العودة ، حتى وإن استطاع فإنه من المحتمل لا بل من المؤكد أنه سيفكر يوما ً بالهرب ثانية من الطبيعة وقساوتها وسيشتاق إلى تشكيل مجتمع متحضر كالذي شكله إسلافه قبل آلاف السنين .
لم يناهض أنصار الحرية المطلقة أساس المدنية وقوانينها التي تقمع جزءا ً من غرائزهم وميولهم الطبيعية فقط ، وإنما يناهضون أيضا ً كل نظام ديني أو وضعي يعتمد قوانين المدنية ، ويعتبرونه أساس شقائهم وتعاستهم .
فهؤلاء يعتقدون أن قوانين المدنية إذا ما ألغيت تماما ً وتم حل الحكومات والأنظمة ، يمكن لطبيعة الإنسان أن تحل محلها معتمدة على قوة العقل وتوجيهاته في ضبط الأوضاع وتسيير الأمور ، بيد أن أصحاب النظرة الثاقبة ، من العلماء يعتبرون أن هذا الاعتقاد ليس سوى سراب ، لأن القوانين الاجتماعية إذا ما ألغيت فإن الغرائز والرغبات الجامحة ستمسك بزمام الأمور سالبة العقل أي قدرة على التفكير .
ومن هذا المنطلق تراجع الكثير من أصحاب هذه العقيدة الخاطئة عن تصوراتهم الوهمية وعادوا وأكدوا ضرورة المدنيية وقوانينها .
يقول (ويل ديورانت ) كان غودوين واثقا ً من أن طبيعة الإنسان التي تتغلب عليها الفضيلة بالفطرة قادرة على ضبط الأوضاع دون حاجة لمساعدة القانون ، وأن القدرة العقلية والخلقية للإنسان ستنمو وتتفتح بشكل مذهل لم يسبق له مثيل إذا ألغيت كل القوانين .
أن المجتمع يقوم على حقيقة الإنسان وطبيعته وليس على تصوراتنا وأوهامنا التي لن تؤثر سوى إخفاء طبيعة الإنسان عن الإنسان نفسه وعن العالم .
إن الإنسان بطبيعته أشبه ما يكون بالحيوان مهاجم معتد ٍ مستعد للقيام بأ ي عدوان أو ظلم بحق الآخرين إشباعا ً لغرائزه وميوله .
فالإنسان ومن أجل بلوغ مبتغاه يرغب في استخدام كل قواه بحرية كاملة ، يهاجم الضعيف ليقتله أو يجعله عبدا ً ذليلا ً مطيعا ً له .
أن فلسفة الحرية لا تخلو من المساوئ ، لأنها على الأقل لا تأخذ بعين الاعتبار عدوان القوي على الضعيف .
وهذا الظلم الذي نتهم الحكومات بارتكابه لبان لنا أضعافا ً مضاعفة لو لم يكن هناك حكومات ، ولزاد الهرج والمرج ، ولتضاعفت الآلام والمعانات .
إن المدنية جاءت على الأقل بنظم وقوانين تحد من سلطة القوي على الضعيف . والضعف الذي يسود القوانين الدولية مردَه
استمرار الاعتداءات والتجاوزات بين البلدان القوية ، أما البلدان الضعيفة فهي من أنصار الفضيلة .
قال (سقراط) إذا كنت تظن وأنت تعيش بين الناس أنه من الأفضل أن لا يكون هناك حاكم أو محكوم في المجتمع ، فإنني أرى أن القوي في مثل هذا المجتمع سرعان ما يتعلم كيف يستعبد الضعيف .



#ناظم_الزيرجاوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القدرة اللامتناهية
- التخلف الثقافي العربي
- الغريزة الجنسية وحدودها المعقولة
- الحرية والمجتمع
- موت سقراط المحتوم
- لماذا نكتب ..؟
- الى آخر نقطة في العالم
- تعارض الوجدان والغرائز
- مصدر العلم والمعرفة
- الحرية الفطرية
- الفلسفة والمجتمع


المزيد.....




- هذه الأطباق تثبت أن الخضروات ليست مملة.. إليك 7 من أشهى سلطا ...
- منها دول عربية.. قائمة الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب
- -وسط الرعب هناك أمل-.. جراح أوكراني يجازف بحياته أثناء هجوم ...
- إسبانيا: إصابة خمسة أشخاص في مواجهات بين عناصر يمينية متطرفة ...
- دون استقلال تام.. فرنسا تتفق مع كاليدونيا الجديدة على منحها ...
- ما هي الدول التي تمتلك الأسلحة النووية؟ وكيف حصلت عليها؟
- قصف إسرائيلي يدمّر نقطة مياه في النصيرات ويُسقط عشرات الضحاي ...
- إسرائيل تتوغل في القنيطرة وتحرق أراضٍ زراعية بمحاذاة الجولان ...
- خريطة إعادة التموضع.. إسرائيل تخطط لغيتو برفح يشبه معسكرات ا ...
- الجزيرة ترصد الأوضاع بعد مجزرة مخيم الشاطئ


المزيد.....

- اليسار بين التراجع والصعود.. الأسباب والتحديات / رشيد غويلب
- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - ناظم الزيرجاوي - فتح انهر الغرائز الجارف