|
الغريزة الجنسية وحدودها المعقولة
ناظم الزيرجاوي
الحوار المتمدن-العدد: 2887 - 2010 / 1 / 13 - 21:54
المحور:
العلاقات الجنسية والاسرية
إن الشهوة الجنسيةهي من أقوى الغرائز والميول التي منحت للإنسان بحكمة إلاهية، فإذا ما تم تعديلها هذه الغريزة الجامحة بشكل صحيح ، وتم إشباعها في مكانها المناسب ، فإنها توفر للإنسان لذة ما بعدها لذة ،. أما إذا أفلت لجامها وسمح لها بالتمرد والطغيان متجاوزة حدود المصلحة ، فإنها ستسبب في مفاسد عظيمة لايمكن تحاشيها تؤدي بالإنسان إلى الشقاء والسقوط . وإذا ما حجم الإنسان غريزته الجنسية ، واستعملها في مكانها وضمن إطارها فلن يكون ثمة تضاد بينها وبين بقية غرائز الإنسان ورغباته ، ويصبح بمقدورالإنسان استعمال غريزته الجنسية وإشباع سائر ميوله الفطرية . ولكن إذا لم يعمل الإنسان على تعديل غريزته الجنسية وأراد أن يستعملها بحرية وبالطريقة التي تحلو له ، عندها سيبدأ صراع الرغبات والغرائز ، وبما أن الغريزة الجنسية هي أقوى الغرائز لدى الإنسان فلا شك أن هذا الصراع سينتهي لصالح هذه الغريزة وضد غيرها من الغرائز الفطرية للإنسان . إن الإنسان يميل بفطرته الإنسانية إلى الصدق والحقيقة والأستقامة والعدل والإنصاف وأداء الأمانة والوفاء بالعهد وغير ذلك من مكارم الأخلاق . وتنسى هذه الرغبات الإنسانية الفاضلة من الضمير الأخلاقي والإلهام الإلهي . وقد خلق الله سبحانه وتعالى هذه الرغبات النبيلة في ذات الإنسان ليعمل بها ويبني حياته على أساس متين من الصفات الحميدة ، ليكون إنسانا ً حقيقيا ً يسير نحو الكمال والسعادة . ولكن هذه الشهوة أو الغريزة إذا لم يتم تعديلها ، وأخذت تعصف متمردة ً في ذات الإنسان ، وبدأت الدوافع الجنسية تدفع للعمل على إ شباعها ، فإن ذلك سيساهم في كبت سائر الرغبات والميول الإنسانية والأخلاقية في ضمير ، مما قد يدفع إلى الكذب والافتراء وخيانة الأمانة والنكث بالعهد والجريمة وغير ذلك من الرذائل والأثام ، إرضاءً لنزواته وغرائزه العابرة ، محطما ً ركنين مهمين في الحياة ، الفضيلة والسعادة في حياة الانسان.. . إن الشخص يميل بطبيعته إلى عزة النفس والنبل ، ولا يرضى بأدنى إهانة أو تحقير . وهذا الدافع الطبيعي هو الذي يدفع به للعمل من أجل إحراز شخصيته وعزة نفسه في المجتمع ، وهو الذي يحول دون خضوع الإنسان للذل والهوان . ومن هنا ، فإن الإنسان الذي يعجز عن تعديل غريزته الجنسية والسيطرة على شهواته ، يبدو من المستبعد أنه يقدر على إرضاء رغبة عزة النفس والنبل لديه ، لأن الشهوة العاصفة والمتمردة والمتحررة من كل قيد ، لن تأتي إلا بالفضيحة وهدر الكرامة وهذا ما لا يتفق مع العزة والشرف والكرامة . من المؤسف أن الغريزة الجنسية من القوة بمكانها بحيث انها إن لم يجر ِ تعديلها ، وبدأت بطغيانها وتمردها ، فإن ستؤدي إلى كدور العقل وتدفع بالإنسان إلى القيام بأعمال جنونية وخطيرة ..
#ناظم_الزيرجاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحرية والمجتمع
-
موت سقراط المحتوم
-
لماذا نكتب ..؟
-
الى آخر نقطة في العالم
-
تعارض الوجدان والغرائز
-
مصدر العلم والمعرفة
-
الحرية الفطرية
-
الفلسفة والمجتمع
المزيد.....
-
“800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم
...
-
البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
-
مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة
...
-
“سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف
...
-
إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى
...
-
هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
-
اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر
...
-
“الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت
...
-
جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
-
لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو
...
المزيد.....
-
الجندر والجنسانية - جوديث بتلر
/ حسين القطان
-
بول ريكور: الجنس والمقدّس
/ فتحي المسكيني
-
المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم
/ رشيد جرموني
-
الحب والزواج..
/ ايما جولدمان
-
جدلية الجنس - (الفصل الأوّل)
/ شولاميث فايرستون
-
حول الاجهاض
/ منصور حكمت
-
حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية
/ صفاء طميش
-
ملوك الدعارة
/ إدريس ولد القابلة
-
الجنس الحضاري
/ المنصور جعفر
المزيد.....
|