أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عزام يونس الحملاوى - صناع الازمات














المزيد.....

صناع الازمات


عزام يونس الحملاوى

الحوار المتمدن-العدد: 2983 - 2010 / 4 / 22 - 15:38
المحور: القضية الفلسطينية
    


في كل دول العالم يوجد متخصصون لإدارة الأزمات يعملون على إيجاد الحلول لها, باستثناء فلسطين فهي الدولة الوحيدة من بين دول العالم المليئة بخبراء, بل بفنانين في صناعة الأزمات 0ولهذا فإن خبراؤنا والمسئولين عن الأزمة الفلسطينية الحالية يعتبروا عباقرة عصرهم في صناعة فن الأزمات, فلديهم القدرة علي اختراع الأزمة من لاشى وبدون سبب0 ومنذ الانقلاب وحتى اليوم ,وما نتج عنه من أزمات كثيرة غير مجدية ,أضرت بالقضية الوطنية دون اى فائدة يستفيد منها الوطن أو المواطن, بل خلف آثار عكسية وأضر بشعبنا وبالنسيج الاجتماعي ,وكرس مفهوم المصلحة الحزبية فوق المصلحة الوطنية, حتى ولو أدى الأمر إلى صناعة أزمات جديدة ,وبذلك أصبح خبراؤنا من أشهر صناع الأزمات في العالم0 والحقيقة أنه لا يوجد مبرر واحد مقنع, يقدمه صناع الأزمات حول ماقاموا ويقوموا به لشعب محتل, يواجه الاحتلال وبكل هذه الظروف الصعبة والمعقدة التى يعيشها على كافة الصعد, والغريب أن يغمض صناع الأزمات أعينهم عن هذا الضرر, وعن مخاوف الشعب من هذا الانقسام, وما سببه من يأس في نفوسهم دفعهم للخروج عن عاداتنا وقيمنا وأخلاقنا, مما زاد من تمزق نسيجنا المجتمعي 0 لذلك كان من المفترض وفى ظل وجود الديمقراطية والتعددية السياسية ووجهات النظر المختلفة للفصائل, كان يجب إن تكون الدوافع التى تعجل بهذه الفصائل وتدفعها إلى التنافس عبر أفضل البرامج والنشاطات من اجل خدمة الشعب وقضيته, وبهذا يصبح الاختلاف في وجهات النظر أمرا إيجابيا وذو فائدة, خاصة إذا ما تم وضعه في إطار وطني موحد, وتحت مظلة الثوابت والمصالح العليا للوطن والشعب, وليس تحت المصلحة الحزبية ,وتحت شعار لاصوت يعلو فوق صوت الحركة أو الحزب ,وجاهزون لصناعة المشاكل والأزمات من اجل ذلك. وكان من الممكن أيضا اعتماد الديمقراطية مبدأ للحوار , للتقريب بين مختلف وجهات النظر ,والخروج بموقف موحد يدعم من المحبة والتعاون وتعزيز العلاقات بين أطراف المجتمع السياسي والفصائلى ,والتى حتما ستصب في خانة المصالح العليا للقضية الوطنية, وتعمل على حل مشاكل وهموم الشعب 0ولكن ماحصل عندنا هو عكس ذلك, فكان السلاح هو الحكم والديمقراطية الذي لجؤا إليه لحل الخلافات,وكانت النتيجة صناعة أزمة كبيرة أضرت بالجميع بدون استتثتاء, مما دفعنا إلى جلسات حوار والوصول إلى ورقة مصالحة لم توقع حتى ألان, لنخلق أزمة جديدة دون اى مبرر0 أن هذه الأزمة القاسية التى نعيشها ألان, كان بالإمكان تجاوزها وإنهائها منذ بدايتها, ولكن صناع الأزمات عملوا على إشعالها, وخلق المزيد من المشاكل والأزمات, مما اثر بشكل مباشر وكبير على شعبنا, وحرم غزة من التنمية والتطور, وأصبح الحديث في ظل هذه الأزمة التى نعيشها كما أرادها صناع الأزمات خارج الزمن ,وتم دفن الكرامة والقيم والأهداف النبيلة في جوها الخانق ,وأصبح حاضر ومستقبل الوطن في عنق الزجاجة, وعلى فوهة بركان إذا لم توضع الحلول وتنتهي هذه الأزمة.هذه هي نتائج أعمال صناع الأزمات الذين يمارسون العمل السياسي على أساس برنامج الأزمات ,والذي يدخل الوطن في دوامة عدم الاستقرار والمناكفات السياسية, وتحويل الأمور البسيطة إلى أزمات كبيرة ,وهذا دليل على أنهم لم يستوعبوا كيف يمكن أن يكونوا معارضة في ظل وجود سلطة وجو ديمقراطي, لان برنامج ومهمة المعارضة ليس صنع الأزمات وإشعال الحرائق , بل مهمتها النقد البناء,ووضع البدائل, والوقوف مع كافة القوى والفصائل صفا واحدا وقت المحن ,وبعد كل هذا يدعون حرصهم على مصلحة الوطن ,وهم في الحقيقة حريصون على مصالحهم الحزبية والشخصية 0ورغم كل مابدر عن صناع الأزمات وفقدانهم لتعاطف الشارع الفلسطيني معهم, مازالوا يوهمون أنفسهم بان الشعب يدعمهم, رغم تأكدهم من تخلى الناس عنهم لسلوكهم وأهدافهم السيئة التى يسعوا إلى تحقيقها,ولذلك اختفى تأثيرهم السياسي من الشارع الفلسطيني ,و لهذا أصبحوا غير مهتمين بما سيحل علينا وعلى قضيتنا بقدر ماهم مهتمين بمصالحهم0لذلك بذلت الكثير من المساعي سواء من مصر أو من دول عربية أخرى من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن إنهاء الانقسام ,ومن منطلق حرصهم على خلق توافق وطني,يصون وحدة الشعب والقضية الفلسطينية لمواجهة العدو الصهيوني وأطماعه من خلال موقف فلسطيني موحد, والبدء في عمليات التنمية والاعمار في غزة ورفع الحصار لكن كل ذلك باء بالفشل0 إن تدمير لغة وثقافة الحوار ,وتقييده بشروط تعجيزية لارتباطات خارجية ومصالح ذاتية, يدل على عدم امتلاك رؤية سياسية واضحة ,وهذا يعمل على تدمير الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية, دون اى اعتبار لما قد يترتب على هذا النهج من انعكاسات سلبية على المصالحة والأمن والاستقرار والتنمية ,والتى تشكل العمود الفقري لعملية البناء والتطوير والازدهار0 إن عدم الوصول إلى المصالحة ليس بسبب مصالح وطنية, بل من اجل مصالح تنظيمية وإقليمية, والنتيجة المعروفة لمثل هذه المواقف يكون الإجهاض السياسي للمصالحة 0وهنا سيكون صناع الأزمات هم الخاسر الأكبر لعدم مشاركتهم في العمل الوطني مع باقي الحركة الوطنية, والمساعدة في حل قضايا وهموم الوطن كطرف اساسى في العملية السياسية , وسيكونوا قد وضعوا أنفسهم في أزمة جديدة, وأول من سيكتوي بنارها هم, صناع الأزمات, ولن يكون معهم اى ماكياج يجمل وجوههم, وستسجل أسماؤهم في الصفحة السوداء في كتب التاريخ ,أما إذا أرادوا أن يخرجوا من هذه الأزمة ويساعدوا على لم شمل الشعب الفلسطيني, فعليهم استبدال برنامجهم ببرنامج المصالحة ولم الشمل والبناء0



#عزام_يونس_الحملاوى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسرائيل وعمليات التطهير العرقي
- سيادة الرئيس شكرا ولكن
- انتبهوا000لقد دق جرس الانذار
- في ذكرى الارض000العرب تحارب بالكلام وإسرائيل تحقق الأحلام
- المطلوب لحظة مصارحة ومكاشفة جادة ومسئولة!!!
- الحركة الأسيرة الفلسطينية: ديمقراطية...وحدة وطنية... أكاديمي ...
- المتابعة العربية تفرط بالأراضي الفلسطينية والمقدسات الإسلامي ...
- ياشباب فلسطين000 أنقذوا مقدساتكم وتاريخكم وحضارتكم
- دور كندا في تصفية وكالة الغوث
- هل مهدت زيارة شعت لغزةالطريق للمصالحة؟؟
- الفاسدون وصناعة الفساد
- لمصلحة من؟؟ومن المستفيد؟؟
- ملاحظات على الفصائل الفلسطينيةالصامتةوالمعطلة
- جرائم لن تنساها الشعوب
- الانتماء والاخلاص وحب الوطن
- تاثير الاعلام ودوره فى تنشئة الطفل
- احلام الاغبياء وتطفل المجرمين
- اهمية تعليم الحوارودور التعليم والاعلام فى تحقيقه
- ابو عمار وذكرى الاستقلال....من المساعدات والخيمة الى المقاوم ...
- من سور برلين الى جدار فلسطين


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عزام يونس الحملاوى - صناع الازمات