أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - فائز الحيدر - من مذكرات النصير الفقيد سلام الحيدر ، قاطع بشت آشان / مقتل الكلبة باشا















المزيد.....

من مذكرات النصير الفقيد سلام الحيدر ، قاطع بشت آشان / مقتل الكلبة باشا


فائز الحيدر

الحوار المتمدن-العدد: 2981 - 2010 / 4 / 20 - 22:44
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


من مذكرات النصير الفقيد سلام الحيدر
أعداد فائز الحيدر
الحلقة الثالثة
قاطع بشت آشان / مقتل الكلبة باشا

كان الكثير من الرفاق لا يودون الرفيق فاتح رسول ( أبوآسوس ) لتعصبه القومي ولتعامله الحــاد مع الرفــاق الأنصار العرب ، مما كان يثيــر الكثيــر من التســاؤلات والشكوى ، ويفسـح المجال للكثيرين للأساءة للحزب ولحركة الأنصار ككل ، وحتى الكلبة ( باشـا ) كانت تنبـح عليه كثيـرا" عندما يمـر من قرب فصيلنـا ذاهبا" في طريقه الى مقر الأقليم حيث كان سكـرتيرا" له في ذلك الوقـت . بحيـث لو كنا داخل القاعـة وسـمعنا نباح باشــا في الخارج ندرك أن ( أبوأسوس ) قد مر من قرب الفصيل .
كانت ( باشا ) كلبـة ذكيـة للغاية وقد أحبها الرفاق جميعا" يداعبونها وقت الفراغ ولا يسـتغنون عنهـا في أي وقـت ، كانت تلازم الرفـاق حتى في حراسـاتهم الليلة والنهارية وتســتقبلنا فرحة عنـد عودتنا من المهمات خارج الفصيل . كانت باشــا لا تحـب أيضا" القروي الذي يسكـن على التـله المشرفة على المقر ولا ندرك سر ذلك في البداية وتبين فيما بعــد أنه أحـد الجواسـيس وقام بدور قـذر اثناء الهجوم على مقراتنا في بشت آشان وعندها أدركنا سبب عدم محبة باشــا له.

في أحــد الأيام مر من جانب مقـرنا المستشـار السـياسي لفصيل الأقليم الرفيق ( فؤاد ) فشكى لــه ذلك القروي من الكلبـة باشـا ويعتقــد أنه شكى في وقت سـابق للرفيــق ( أبوأسوس ) أيضا" وبينما كنا نتابـع الحديث بين القروي والرفيـق فؤاد أصـابنا الذهـول بقيـام الرفيـــق فؤاد بســحب بندقيتـه ويوجـهها الى الكلبـة باشـا ليرميـها برشقـة سـريعـة مـن الرصاص أدت الى وفاتها في ثوان .
لا أعرف ماذا حصل للرفاق حينها وهم يشاهدون أعدام باشــا بهذا الشكل البشع وبدون سبب ، لقد أندفـع الرفاق مسرعين نحـو الرفيق فؤاد يودون قتله لولا تدخـل الرفاق فـي الأقليم لمنع ذلك وتشـابك الرفاق عربـا" وأكراد وكاد الأمر يصل لحد استعمال السـلاح وأتذكر الرفيق الشهيد ( مؤيد ) الذي ألتحـق بالثورة الفلسطينية في أواسط السبعينات في بيروت وكان شجــاعا" للغايـة ومقاتل بكـل معنى الكلمـة وهـو صديــق للحزب وألتحـق بصفوف الأنصار في نهاية عام 1982 وأستشهــد في معارك بشـت آشان وهو يحـاول أستعمال بندقيته والرفاق الأخرين يحاولون منعه من ذلك . لقد كان المشهد مؤلما" جدا" عندما كنا نشاهد ذلك القروي ( الذي حرض على قتل باشـا ) ينظر ألينا بأســتهزاء . جاء الرفيـق ( أبو أسوس ) كالعـادة بعــد فترة يعـطي الحكـم والنصائح والتأنيب ، وشكلت جنـة للتحقيق في الحـادث من رفاق عـرب وكرد برئاسة الرفيق ( أبو أسيل ) ، جردت اللجنة بعد الحقيق عدد من الرفاق من السلاح وسجــن رفيقان لمدة خمسة عشر يوما" .
كانت ليالي الشتاء الطويلة متعـبـة ومملـة ولا يوجد فيها شئ يسلينا ولم يستطع ضــوء الفانوس الخافـت أن يزيل عتمـة قاعتنا ، كان قسما" من الرفاق لا يسـتطيعون النوم من حركة القمل التي غزت أجسامهم فكانوا يتسلون بأصطياد القمل من ملابسهم ورميه في نار المدفئـة بينما كان الرفيق ( أبو نورس ) الذي قدم من استراليا بعد أن حصل على اللجوء فيها كان يمزح ويقول لقد تعودت على حركتها أنهما أثنتان ( بدرية وخيرية ) وأتذكــر أن الرفيـق ( أبو عامر ) المستشـار السياسي للفصيل قد أستعار شروالي لفترة حتى تجف بدلتــه ولكني لاحضـت بالصدفــة المئات من بيوض القمل في الشروال مما دفعني الى أحراقه .

في شهــر شبـاط نقـلت الى فصيل ســرية الدفاع الجوي وكان الرفاق يسمونه ( فصيل الرفيقات ) لوجود ثمان رفيقات فيه ، مشكلة كبيرة كانت تواجه النصير الكردي ( س ) الذي كان يصوم ويصلي ولا يستطيع أيقاظ الرفيقة التي تأتي بعده في مناوبة الحراسة . وللمهزلة دورها فقد تبين أن هذا النصير كان عنصرا" مندسـا" بيننا فكان ينقل الأخبار وظروف الموقع وتواجــد مواقع الدوشكــا والتشكيــلات الى الأحزاب الأخرى ، وعند وقوع رفاقنا في الأسر كان ينظر اليهم ويضحك باستهزاء .

كان الألتزام الضعيف والخــدر وعدم وجــود خبرة في العمل الأنصاري صفة ملازمة لمعــظم رفاق الفصائل ، وردا" على ذلك أقترح رفاق الســرية تكــوين حظيرة دوشكا متقدمــة على تلــة مرتفعـة وبجهــود عاليــة أكمل مقــر لهـا وأستكمل قوامــها وأخذت الحضيرة تقــوم بواجباتها اليوميــة ، وفي أحــدى الليـالي قام الرفاق في القيـادة بجولة أستطـلاعية مفاجئة لمعرفة مدى الأســتعداد القتالي عند الرفاق وزاروا أيضا" حضيرة الدوشـكا فوجدوا جميع الرفاق نائمون والمستشار السياسي الرفيق ( أبو عامر ) يتدفـــأ حول المدفئة ، كذلك هرب ثلاثة من الجحوش من سجن فصيل الأعلام بعد أن أستعملوا ملعقـة أكل في حفـر فتحـة بين الصخـور مكنتـهم من الفرار ولم ينتبـه الرفاق لهــروب الجحوش الا بعد فتــرة من الوقت كانت كافيــة لعبور فصائلنا المتقدمة ، وعلى أثر ذلك جرد الرفيق الحرس الفقيد ( أبو سناء ) من السلاح لمدة أسبوعين .
أضافــة الى هذه السـلبيات في العمل الأنصاري كانت تسـري بين بعض الرفاق رغبة تواقة الى التغيير وأشاعـة الديمقراطية والمتـذمرة من التنسيب المباشر لرفاق غير قادرين على تحمل مسؤلياتهم كالمستشارين السياسين وآمري الفصائل وأثبت العمل فشلهم وكان قسما" من هؤلاء الرفاق قد خاضوا عملا" أنصاريا" قبل ثلاث سنوات ويعتبرون أنفسهم أكثر أمكانية لشغل هذه المراكز وكان صدفة أن يتجمع هؤلاء في فصيل واحـد . وقبل معارك ( بشـت آشان) أجرت القيادة تغيرات لتضييق الخناق على ( اللبراليون أو الثرثاريون ) وأصبح الرفيق الشهيد ( حمـه سور ) آمرا" للفصيــل والرفيق ( أبو حازم ) مستشار سياسي له ، كان هؤلاء الرفاق يستمتعون بأغاني الرفيق البصــراوي ( فرقـد ) الذي كان ذو صوت جميل جدا" وهو يغني أغنيـة عـزيزعلي ( دكتور ...العلة منا ) لأنها تضرب على الوتر الحسـاس ، بعد فترة نقل معظم هـؤلاء الى مناطق أربيل والسليمانية ولكن لازمت هذه النزعة رفاق آخرين بعـد أحـداث بشت آشان طالبت التغيير حتى في قيادة الحزب .

في أيام الشتـاء قدّم عدد ن الرفاق محاضرات عدة فالرفيق سليمان يوسف أسطيفان ( أبو عامل ) قدم محاضرة حول الوضـع العسكري وذكرياته عـن الحزب أما الرفيق كريم احمد ( أبو سليم ) فقدم محاضرة حول لقاءه بالرفيق ( فـهـد ) وقدم الرفيق زهيـر الجزائري محاضرة حول الفاشية وقدم الرفيق ( أبو ليث ) مسرحية ( قرب الموقد ) بمشاركة عدد من الرفاق .
في شـباط / 1983 قام الحزب بأستضافة ممثلين من الحزب الديمقراطي الكردستاني والأتحــاد الوطني الكردستاني لحـل الخلافات التي نشبت بين الحزبين ، لقد كان الجو شــديد الـبرودة والرفاق يعـدون بهمة عاليـة الطعام لعشرات من أنصار وحرس ممثلي الحزبين ولكن كان هناك جانب مخفي لهذه العلاقات لايعلم عنها الحزب .
كان الرفاق ( أبو عادل ) و ( أبو أحلام ) يشرفون منذ شبـاط على الهيئات الحزبية للتثقيف بوجهـة حزبنـا حول العلاقات الجبهوية والتعرف على أراء الرفاق حول الموضوع ولكن المنطقة كانت تغلي والرفاق غافلين عن ذلك .

يتبع
نيسان / 2008



#فائز_الحيدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ذكريات النصير الفقيد سلام الحيدر ، قاعدة بشت آشان
- من ذكريات النصير الفقيد سلام الحيدر ، العبور الى كردستان
- لقطات من الذاكرة.... بائعة القيمر وضحة
- لقطات من الذاكرة..... الجدة بصرية
- لقطة... من داخل المستشفى
- في الذكرى الثلاثين لأعتقال الشهيد نافع عبد الرزاق الحيدر
- في ذكراه السادسة ، النصير سلام عبد الرزاق الحيدر / د . أبو ت ...
- إتحاد الطلبة العام وصالح المطلك
- محنة الصابئة المندائيين وإزدواج الشخصية
- هل تصدر المرجعيات الدينية فتوى تحرم قتل المندائيين
- من ينقذ الصابئة المندائيين من الأبادة الجماعية ؟؟
- الإعلام المندائي ... الواقع والطموح
- المثقفون والموقف من دعاة الثقافة
- على هامش إنعقاد المؤتمر الخامس لإتحاد الجمعيات المندائية في ...
- على هامش إنعقاد المؤتمر الخامس لإتحاد الجمعيات المندائية في ...
- المهرجان الدولي التاسع للشبيبة والطلبة ، صوفيا بلغاريا / 19 ...
- المهرجان الدولي التاسع للشبيبة والطلبة ، صوفيا بلغاريا / 19 ...
- المهرجان الدولي التاسع للشبيبة والطلبة ، صوفيا بلغاريا / 19 ...
- الثقافة العراقية ما بين فكر البعث والعمائم
- المثقف المندائي والتعصب ولغة الحوار


المزيد.....




- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - فائز الحيدر - من مذكرات النصير الفقيد سلام الحيدر ، قاطع بشت آشان / مقتل الكلبة باشا