أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - زينب الغنيمي - مسلسل - صرخة حجر-














المزيد.....

مسلسل - صرخة حجر-


زينب الغنيمي

الحوار المتمدن-العدد: 2976 - 2010 / 4 / 15 - 01:37
المحور: القضية الفلسطينية
    


يبدو أن شعبنا الفلسطيني كان ينقصُه جراحاً فوق جِراحه ، ووجعاً إضافياً فوق أوجاعه ، لذا لم يكتفِ المزايدون بمشاهدة ما حلّ بنا من مصائب وويلات وحروب وعدوان مستمر من قبل الاحتلال الإسرائيلي ، وانقسام سياسي داخلي قصم ظهورنا وجعل نصف الشعب معزولا عن نصفه الآخر وبالعكس ، وأصبح شعبنا وقضيته كما اليتيم يجتهد المزايدون للتسابق على تبنّيه تارةً للتسوّل باسمه و تارةً للمتاجرة بيُتمِه وتشرّده لتزداد حقائبهم امتلاءً وكروشهم انتفاخاً وكي تتشدق أوداجهم بمواقف سياسية تزعم مساندتنا ودعمنا ، وهذه المواقف في جوهرها مكاسب لهم ولدولهم ، هذه المرارة يعيشها شعبنا منذ سنين عدة ويتحمّل هذا العلقم ويحاول أن يقاوم لعلّ بصيصاً من أمل يأتي من هنا أو هناك كي يفيقَ ذات صباح وقد أزيحت هذه الغمّة.
وفي هذا السياق فاجأتنا قناة إم بي سي الرابعة بمسلسل تركي مدبلج سوّقت له قبل عرضه جيداً لدرجة أن كل من سمع باسم المسلسل " صرخة حجر" كان بشوق لمشاهدته ، وكانت صدمة المشاهدين الفلسطينيين كبيرة منذ الحلقة الأولى لأن هذا المسلسل الذين يدّعي أنه يروي حكاية نضالهم أساء لهم ولتاريخهم النضالي ولقيمهم الاجتماعية ، وهو أقلّ ما يُقال فيه أنه عملٌ رديءٌ بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى ، رديء شكلاً وموضوعاً ، يجعل المرء يتمنى وهو يشاهده أن يقفز داخل التلفاز ليمنع استمرار عرض المشاهد التي صوّرت المناضلين والمقاومين كأغبياء ودمى تُحرّكهم قيادة سياسية تركية عليا تملك بيدها خيوط اللعبة كاملة .
يعلم الفلسطينيون جيدا أن هناك تدخّلات عربية وإقليمية تعبث بمقدراتهم وتتقاذف قضيتهم مثل كرة قدم أحيانا تحطّ في شبكة أولئك وأحيانا في شبكة هؤلاء ، ولكن لم تتدحرج كرة القضية الفلسطينية أبدا إلى شبكة المرمى التركي ، لأننا نعلم والتاريخ لا زال حاضراً أن تركيا لم تكن يوما حاضنة جيدة للقضية الفلسطينية بقدر ماكانت الأقرب دائما في علاقتها السياسية مع إسرائيل.
أمّا إذا تمّ إنتاج هذا المسلسل لتسويق موقف سياسي جديد لتركيا في محاولة يائسة منهم للتكفير عن إهمالهم الطويل في دعم القضية الفلسطينية فإننا نقول لهم لقد أخفقتم ، وبهذا العمل الرديء لم يعد ممكنا تفسير موقفكم بأنه إهمال بل هو إساءة قصدية وعمدية لنضالات شعبنا الفلسطيني ، حيث لا نقبل المتاجرة بدماء أطفالنا الشهداء لأن الدعم التركي لم يرتقِ للأسف لثمن أكفانهم ، وليس كما ادّعى المسلسل وبشكل وقح أن دعم تركيا وصل إلى حد قيادة عمليات المقاومة وأنها صدّت العدوان الأخير على غزة من استانبول .
مغالطة في المكان والزمان:
إن أكبر دليل على كذِب هذا الإدعاء المغالطات الخطيرة التي وقع فيها المسلسل والتي قدّمت للمشاهدين الذين لا يعرفون الخارطة الجغرافية للأرض الفلسطينية والخارطة السياسية معلومات كاذبة ، فمثلا لا يوجد لقطاع غزة المحاصر وخصوصا أثناء الحرب أيّ منافذ مفتوحة مع أية حدود عربية أو مع الأراضي المحتلة عام 1948 ، حتى الأجانب والمؤسسات الدولية لم يكن يسهل دخولهم من وإلى القطاع ، فكيف كان يتنقل السياسيون الأتراك والفلسطينيون (الفتيات وبعض أفراد المقاومة) بسهولة وصلت إلى حد العبور بسيارة إلى تركيا ؟! ، أما نحن الذين نعيش في قطاع غزة الذي يلفّه سياج الأسلاك الشائكة التي لا يعبر منها فأر نستغرب كيف كانت تتنقل الفتيات ( كوثر وياسمين) لتصل إلى حد الوصول لبيت الجندي الإسرائيلي بسهولة وثم تعودان أدراجهما إلى معسكر المقاومة وكذلك الحال مع (مريم)، ومتى وكيف كان الجنود الإسرائيليون أثناء العدوان الأخير ( زمن قريب) يتجولون في شوارع قطاع غزة راجلين وبسيارات عسكرية في بداية المسلسل ( مشهد قصف مزارع وأنفاق رفح) ، لتصبح نفس المنطقة وذات الأشخاص الذين يجري الحديث عنهم كأنهم يعيشون في منطقة أخرى لا نعرف في أي بقعة من هذا الوطن الفلسطينيي ، وكيف وصلوا جميعا إلى المحكمة العسكرية في إسرائيل .
الكثير من النقد للتفاصيل التي طرحها المسلسل في كل حلقة من حلقاته على المستوى الفني والمضمون السياسي والاجتماعي تستحق التوقف أمامها والتي لا يمكن قبولها على أنها تنتمي إلى رمزية العمل الفنّي ، ولا يكفي أن يوصف هذا العمل بالرداءة بل إننّا نُشكّك في نوايا من قاموا بإنتاجه .
ونستغرب كيف سمح الممثلون العرب ، الذين سبق وأنتجوا أعمالا وطنية راقية ، كيف سمحوا لأنفسهم بالقبول بدبلجة هذا المسلسل مقابل حفنة من الليرات التركية ، لذا عليهم أن يتبرأوا من هذه الإساءة التي وجهوها للشعب الفلسطيني.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قرارات المتنفذين في الحكومة بغزة إلى أين؟؟؟
- هُم وهنّ القديم الجديد
- لفرح في يوم فرحها


المزيد.....




- ليس إرهابيا.. الكشف عن دافع منفذ هجوم الطعن في فنلندا
- حماس تسلّم الوسطاء ردّها على مقترح وقف إطلاق النار
- حرائق ضخمة تدفع السلطات إلى إخلاء قرى في محافظة اللاذقية
- قرقاش: لا مخرج من أزمات المنطقة بالحلول العسكرية
- مصادر: رد حماس على مقترح غزة -مبهم-
- تقرير إسرائيلي يكشف -العقبة الرئيسية- أمام اتفاق غزة
- مصادر مصرية: رد حماس تضمن فتح المجال أمام مفاوضات غير مباشرة ...
- رد فعل أولي.. كيف تفاعلت إسرائيل مع رد حماس على مقترح غزة؟
- فيديو.. عشرات القتلى والمفقودين بعد فيضانات مدمرة في تكساس
- ترامب يوقع مشروع قانونه -الكبير الجميل-.. والقاذفات B-2 -الش ...


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - زينب الغنيمي - مسلسل - صرخة حجر-