أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جان كورد - كفى صمتاً...أم كفى كلاماً!














المزيد.....

كفى صمتاً...أم كفى كلاماً!


جان كورد

الحوار المتمدن-العدد: 2973 - 2010 / 4 / 12 - 21:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


‏12‏ نيسان‏، 2010
من القصص الأسطورية الرائعة التي قرأتها مؤخراً، قصة "الأمل" للكاتبين باول وكارين آندرسون، التي تروي عن مخلوقات غير بشرية، تقوم باختطاف اطفال البشر وهم في المهد، فتأخذهم إلى عالمها السري تحت الأرض، لتربي تلك الأطفال تربية قاسية تعتمد على التعذيب المستمر والانضباط الشديد، وتعلمهم لغتهم الأم بحد أدنى، وشيئاً من لغة هذه المخلوقات (الكوبولد)، بحيث لايستطيعون فهم اللغتين بما فيه الكفاية، فلا تتطور معارفهم ولا يتمكنون من تعميق الحوار بينهم، أو تنمية ذائهم، وعندما تصل قامة أحد المخطوفين إلى حد ما طولاً، يقام احتفال خاص به ويتم توديعه للعودة إلى"العالم الأخضر" الذي يسمعون من (الكوبولد)عنه الأساطير، وكأنه في مكان آخر بعيد عنهم جداً، فيزداد التنافس بين الأطفال حتى ينمو كل واحد منهم عن طريقة ممارسة الألعاب والأعمال الشاقة بسرعة، ليتسنى لهم رؤية ذلك "العالم الأخضر"...ولكن أحدهم يكتشف بعد الفحص والتمحيص والمتابعة والمراقبة أن الذي يتم توديعه من قبل (الكوبولد) لايخرج إلى عالم النور والحياة في الحرية مطلقاً، وانما يقاد إلى المقصلة ويتم تقطيع أوصاله وتقديمه لحماً طازجاً في وليمة فاخرة...
هذا الاكتشاف الرهيب يدفعه إلى اتخاذ قرار للخروج من تلك الأزمة ولانقاذ حياة الآخرين الذين لايعلمون الحقيقة...
هل سيصدقه أقرانه إن قال لهم الحقيقة؟ هل سيخبرون عنه لدى سلطات (الكوبولد) الوحشية لينالوا لديهم بعض الرضا، ويقللوا بذلك من التعذيب الممارس عليهم، وليحصلوا على وجبة من الطعام الذي هم في جوع مستمر إليه؟...
وفي النهاية، حيث يرى الموقف خطراً جداً، والمسألة مسألة حياة وموت، ليس بالنسبة إليه فحسب وانما لكل أولئك الصغار المخطوفين، يقرر أن لايتكلّم وانما يقوم بعمل ما من أجل حريته وحرية من يعيش معه في ذلك السجن...
وهكذا هو حال شعبنا السوري في ظل (الكوبولد) البعثي، حيث يتعرّض كل يوم إلى مزيد من المآسي في حياته، والمعارضة هي كذلك الصبي الذي اكتشف الجريمة ولايدري ماذا يفعل...
والأمر الأشد مرارة هنا، هو أن النظام يحسّن من جبهته ويقويها بدعامات عربية، ويحاول استعادة مكانته اللبنانية عن طريق دق الأسافين بين القوى الوطنية، واستخدام جزرة كبيرة لاقتناص فصائلها الواحدة تلو الأخرى، كما فعل الرئيس الراحل أثناء الحرب اللبنانية وقبلها، ويزيد من تعتيم القبو السوري باسدال المزيد من ستائر "البروكسي" الاعلامية، وبارهاب تجاه الأصوات الحرة، والقاء مزيد من القصص الأسطورية عن "الازدهار" باستخدام كبار القصصيين والمطربين العطريين والشعبانيين وبعض الفلاسفة والملالي، لكي لايدرك أحد ما حجم المآسي، وينقاد بسهولة مغمض العيون باتجاه المقصلة، التي يظن الطريق إليها طريقاً إلى الحرية والديموقراطية والتقدّم الحضاري... في حين أن جبهة المعارضة بمختلف أليافها والوانها تبدو وكأنها لم تتخذ قرارها بعد. فهل ستهب مثل ذلك الصبي لايجاد وسيلة لانقاذ الشعب بها من مقصلة النظام أم ستكتفي بالكلام...ومزيد من الكلام.
ما يضحكني هنا هو أن تقول معارضة قيرغيزيا بجراة لامثيل لرئيس الجمهورية:" يالله بره...أنت لاتصلح للحكم!"، في حين تحاول فصائل سورية معارضة اختلاق الأعذار للنظام، ووصفه ب"صاحب الموقف الشجاع تجاه غزّة"، رغم أن إفلاسه لايقل عن افلاس أي حكم دكتاتوري وفساده أعظم من فساد أبشع نظام فاسد في العالم كله...فلو كان النظام شجاعاً حقاً لاتخذ ذات "الموقف الشجاع" من "الجولان واسكندرون" اللتين هما أولى بالاهتمام من "غزة" لأنهما جزءان من الأرض السورية، كما كان النظام يقول لنا في المدارس والمصانع والثكنات...
ولذا أقول بأن شعار "كفى صمتاً" لا يطابق تماماً الحال المزرية التي عليها واقع شعبنا السوري، وانما يجب طرح هذا الشعار كبديل "لايكفي كلاماً!"، وهذا يعني اتخاذ قرار للانتهاء من مقصلة النظام التي صنعها بقوّة الفكر البعثي الظلامي، وللانطلاق بالشعب المأسور إلى "العالم الأخضر" عالم الحرية والحياة الكريمة للإنسانية.



#جان_كورد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا الخوف من فيدرالية كوردية؟ (2)
- لماذا الخوف من فيدرالية كوردية؟ (1)
- المجتمع الدولي واللغز السوري
- التملّق السياسي لنظام -غير ديموقراطي- جريمة بحق الانسانية
- حتى لا تذبل الديموقراطية في القلوب
- نظام دمشق والانتخابات البرلمانية العراقية
- هل الكورد السوريون أيضاً بحاجة إلى (گوران – التغيير)؟
- حتى لاتنتكس التجربة الديموقراطية في كوردستان
- كي لا تُجرَحَ الديموقراطية !
- وقفة مع السياسة الألمانية
- إذا كان طباخنا الأستاذ حسن عبد العظيم نبقى بلا مرقة
- ماذا وراء التهديدات المتبادلة بين دمشق وتل أبيب؟
- البعثيون ولعبة توم وجيري
- سوريا والمبادرة التركية لحل المسألة الكردية
- هل يخرج البعث من النفق؟
- همسة عتاب للأستاذ غسان المفلح...توضيح حول اللغة الشعاراتية
- نهج التناقض في التعامل بين الحلف الايراني - السوري والمجتمع ...
- مقدمة لمشروع الحكم الذاتي الكردي في سوريا - 3
- مقدمة لمشروع الحكم الذاتي الكردي في سوريا - 2
- مقدمة لمشروع الحكم الذاتي الكردي في سوريا


المزيد.....




- فر عبر سياج ليسقط بحفرة عميقة.. قصة إنقاذ حصان هارب من مزرعة ...
- أول تعليق من بوتين بعد قمة ألاسكا مع ترامب
- -حد يبلغ الصغار-.. علاء مبارك يعلق على فيديو لمسؤول فلسطيني ...
- الجزائر: عشرات القتلى والجرحى بحادث سقوط حافلة ركاب وتبون يع ...
- ما أبرز ما حدث في قمة ألاسكا بين ترامب وبوتين؟
- فيضانات مفاجئة في باكستان تقتل المئات، والأمطار تعيق إنقاذ م ...
- -رفع العلم الإسرائيلي- خلال احتجاجات في السويداء، وممر بصرى ...
- -سنسعى لزيادة الضغط على إسرائيل-.. رئيسة وزراء الدنمارك: نتن ...
- سياسي ألماني بعد قمة ألاسكا: أوروبا مطالبة بتحمل مسؤولية أمن ...
- فرنسا تدين -بأشد العبارات- موافقة إسرائيل على مشروع استيطاني ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جان كورد - كفى صمتاً...أم كفى كلاماً!