أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رشيد كَرمة - الحجامه بقفا اليتامى














المزيد.....

الحجامه بقفا اليتامى


رشيد كَرمة

الحوار المتمدن-العدد: 2967 - 2010 / 4 / 6 - 02:07
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



جمعتني, ليست الصدفة التي نتكأ عليها أغلب الأوقات , ولكن الضرورة فيما تقتضي أواصر المحبة والألفة بين المخلوقات ومنها نحن معشر البشر لجنود مجهولين ينتمون لطبقة العمال قلباً وقالباً, طبقاً للمثل الحكيم والشائع , و(حمودي) واحدا من هؤلاء,وهو من جَردَ لي السنوات الستين والنيف من عمره , بعد أن أسقط السنوات العشر الأولى من حياة الطفولة,وما عداها فهي المعاناة والغربة في المنفى ليس إلا ..أصغيتُ إليه وهو يستذكرالعراق,زمناً ومكاناً, ومجتمعاً,بكل تفاعلاته, فلقد إنتمى للشيوعيين العراقيين دون أن ينتظم في صفوفهم أو يحضر إجتماعاتهم أو يسمع ما يقرره الرفاق!! , فهو بحكم عمله كـ(ميكانيكي سيارات)يستقبل الكثيرون ومنهم الشيوعيون العراقيون من هنا أحب بل عشق الحزب الشيوعي العراقي دون الولوج في حيثيات التنظيم وما يتطلبه من حضور ومناقشة ورسم لسياسة آنية ملحة ومستقبلية مرتجاة, فلقد عاش من جراء هذا "الهوى" المنافي في إيران وسوريا واليمن وهنكاريا وبلغاريا والسويد,تاركاً زوجةً أمينةٌ عفيفة , وبنات فاتنات(بان وهديل ) دون أن يكون له دورٌ فيما صار وجرى , وفيما يُخطَطُ و يُرسَم , رغم إطلاعه عن كثب ما وراء الكواليس ,وما تركته التكلات الفئوية والمصلحة الشخصية, وأجتهاداتٍ فوريةٍ ,و ميولٍ يمينيةٍ ويساريةٍ,ونزاع ليس له أول وليس له آخر, وحساباتٍ ومساجلاتٍ كالتي فتكت وأضرت الحزب الشيوعي العراقي ومع هذا فهو مساهم حتى هذه اللحظة في التبرعات والعطاء,ورفد المسيرة ولقد غطى أبواب ورشة عمله في السويد بملصقات قائمة (إتحاد الشعب).حدثني مُتألماً عن إنتهازيين,ووعاظ, وتجار يتمسكنوا و يتنسكوا بالدين والآخرة !,إنتقلوا إلى مواقع بديلة بتطرفٍ واضح,ومصلحة نفعية ٍ أوضح وأخذوا المتاجرة بالدين متسلحين بتأويلات ما يسمح به القرآن كحَّمالَ أوجهٍ ,وبفتاوٍ ما أنزل الله بها من سلطان قطعاً ,إدّعوا بالصنعة وهم عنها بعيدون مستغلين بساطة الناس وحاجتهم ,يقول (حمودي):رافقت بعضهم في مشوار عمل في إحدى الدول الأوربية وكان منهم رجل(......) خمسيني مُشوه الخِلقةِ والخُلقِ والبدنْ,غارقٌ في الخرافةِ والدجل, قد رشيَّ رجلاً (سيارة حديثة)كي يتزوج شقيقته(......) ذو الأربعة عشر ربيعاً , وقد أُرْغِمََت من فيض ما يحصل عليه من معونة ماليةٍ ومساعدةٍ إجتماعيةٍ لدولتين أوربيتين_متجاورتيين _كافرتين_ "حسب إعتقاده طبعاً", كلاجئ سياسي في دولة ولاجئ إنساني في دولة أخرى ,فؤجئت بالرجل أن جثا على ركبتيه في ساحة مكتظة بالسكان والمارة وسط العاصمة الرومانية , وبدء الصلاة الإسلامية , سألته عن مغزى مافعلْ : قال: يجب أن نوقظ الناس ونُعلِمهمْ أننا هنا !؟ وما أن سرنا مشياً على الأقدام حتى بدء الرجل بقصدٍ يسحق الأزهار والورود المنتشرة في جانبي الطريق بحقد واضح, إستفهمت منه لماذا هذا ؟ قال : الشرع يقول يجب أن نؤذيهم, ولدي فتوى من المرجعية الرشيدة ْ!!!وزاد بان كل ما يسرق من هؤلاء حلال!!!أنهم النجاسة بعينها.ولم تنفع, يقول محدثي: كل إحتجاجاتي و الدلائل التي تشير إلى خطأ وجوده في أوربا,وبأن هناك إشكال شرعي على هذا !!!!!!بل أنني كنت شاهد لحادثة اذهلتني , إذ أَقسمَ اليمينْ على شئ وهو لم يفعله وعندما عاتبته على القسم رد علي قائلاً: قلت شئ وضمرت في سري شئ آخر؟؟وأتعامل مع الناس بهذه الطريقة أوافقهم الرأي وأنا خلاف ذلك,وأخالفهم وأنا متفق معهم ؟؟؟؟
يقول (العباس بن رستم*) كان (ابو العتاهية**) مذبذباً في مذهبه, يعتقد شيئاً فإذا سمع طاعنا عليه ترك إعتقاده إياه وأخذ غيره.قال: حدثني (ابو الشمقمق***) أنه رأى أبا العتاهية يحمل زاملة المخنثين**** فقلت لهُ: أمثلك يضع نفسه هذا الموضع مع سِنكَ وشِعركَ وقَدركْ؟ فقال: أريد أن أتعلم كيادهم,وأتحفظ كلامهم.,وقال(بشر بن المعتمر) يوماً لأبي العتاهية: بلغني أنك لما نسكت(ويعني تعبدت لله) جلست تحجم اليتامى والفقراء للسبيل,أكذلك كان؟ قال: نعم..قال له: فما أردت بذلك؟قال: أردت أن أضع من نفسي, حسبما رفعتني الدنيا.وكنت أحجم اليتامى والفقراء خاصة.
فقال له (بشر): دعني من تذليلك نفسك بالحجامة,فإنه ليس بحجة لك أن تؤديها وتصلحها بما لعلك تفسد به أمر غيرك.... أحب أن تخبرني : هل كنت تعرف الوقت الذي كان يحتاج فيه من تحجمهُ إلى إخراج الدم؟ قال: لا. قال: هل كنت تعرف مقدار ما يحتاج كل واحد منهم إلى أن يخرجه على قدر طبعه,مما إذا زدت فيه أو نقصت منه ضر المحجوم. قال: لا
قال (بشربن المعتمر)"فما أراك إلا أردت أن تتعلم الحجامة على اقفاء اليتامى".
وهكذا هم شلة من يتنسكوا ويعظوا ويبتزوا ويزوروا في هذا الزمن الأغبر,
زمن (تعلم الحجامة بروس اليتامة) هكذا يلفظها أهل العراق.
الهوامش :
*(العباس بن رستم ) من محدثي الزمن العباسي.
**( أبو العتاهية) لقبٌ غلب عليه ,وإسمه إسماعيل بن القاسم بن سويد بن كيسان مولى عنزة وكنيته (أبو إسحق)وامه (أم زيد) بنت زياد المحاربي مولى بني زهرة,ومنشؤه بالكوفة,قال الخليفة ( المهدي )يوما (لأبو العتاهية): أنت إنسان متحذلق مُعتّه, فإستوت له من ذلك كنية غلبت عليه دون إسمه.
***( أبو الشمقمق)شاعر هجاء من أهل البصرة عاصر (بشاربن برد,وأبو العتاهية) ومن شعره
" هيهات تضرب في حديدٍ باردٍ............ إن كنت تطمع في نوالِ سعيدِِ "
**** (زاملة المخنثين) جاء في لسان العرب وصحاح اللغة الزاملة : البَعير الذي يُحْمَل عليه الطعامُ والمتاع.:أوالدابة التي يُحْمَل عليها من الإِبل وغيرها. وجاء أيضاً: الزامل من يزمل غيره, أي يتبعه, وجاء أيضا الدثار من الملابس كما في القرآن : قم يايها المزمل. والمخنث: الذي لا يخلص لذكر وأنثى.
المصادر جميعها من قاموس اللغة وكتاب الأغاني (لأبو الفرج الأصفهاني )



#رشيد_كَرمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لعيد ميلادك
- للسينما لغة خاصة
- (حصة بنت هلال)و(عاتكة بنت الفرات)
- إيران المستفيدة
- المستحيل 2
- مؤتمر جمعية المرأة العراقية ,, لَكّن التحية والتقدير
- المستحيل(1)
- خداع ما قبل وبعد الإنتخابات العراقية!
- حلبجة القصبة الحزينة
- المرأة العراقية تغني
- الحلال والحرام في ديار الإسلام
- تحية لكن في عيدكن المبهج والشاق
- علامة الصح وعلامات الخطأ
- قبل 24 ساعة من الإنتخابات العراقية( الشيوعيون العراقيون)موقف ...
- قبل 48 ساعة من الإنتخابات
- قبل 72 ساعة من الانتخابات
- المؤتمر السنوي العام للنادي العراقي في مدينة (بوروس)
- حزب التحدي والتراث الخالد
- وحدة الجهد ضرورة ملحة
- التجريب والتخريب


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رشيد كَرمة - الحجامه بقفا اليتامى