أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رشيد كَرمة - حلبجة القصبة الحزينة














المزيد.....

حلبجة القصبة الحزينة


رشيد كَرمة

الحوار المتمدن-العدد: 2945 - 2010 / 3 / 15 - 23:54
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


حلبجة المدينةُ الحزينة ..
رشيد كَرمة
يقف (العالم)كل عام بأسرهِ بما فيهم المواطنون الأمريكيون و اليابانيون على حد سواء, ومعهم قوى السلام العالمي, والشخصيات الفكرية والسياسية’ والعلماء والأدباء والفنانين مندهشاً وحزيناً ومتأملاً الآلآم لما حَصَلَ من دمارفي مدينتي هيروشيما وناكازاكي المدينتان اليابانيتان اللتان ضُربتا بالسلاح النووي المحرم دوليا نهاية الأربعينات من قبل الولايات المتحدة الأمريكية,ويقف الشعب الكوردي اليوم, هذا الأخ التأريخي لنا في كوردستان العراق,و في أنحاء متفرقة من كوردستان تركيا وإيران وسوريا ولبنان ومعهم الملايين من قوى الخير و التقدم عرباً, وتركماناً,وأوربيون,وآسيويون ومن أمريكا اللاتينيةً, وأفريقيا, وغيرهم دقائق معدودات من الحداد,على أرواح من قُتِلوا غدراًً بواسطة السلاح الكيمياوي الذي تم بأوامر من الدكتاتور المقبور (صدام حسين)وجلاوزته.في دقائق الحداد سيختلي المرء رجلاُ أو إمرأة بنفس المشاعرالإنسانية الطبيعية الدهشة والحزن والألم.تقول:(آنا آخموتوفا*)
سيكسو الصدأ الذهب,,,,,ويتحول الفولاذ إلى رماد,,, ويتفتت الرخام
[كــــــل شئ يستعد للمــــــــوت]
"الحزن وحده سيظل حـياً لأنه يحتضن الكلمة السامية"
في 16 آذارمن عام 1988 وفي ظلمة ليل الغربة الطويل , تناهى لنا صوتٌ واهٍ وأنا في رفقة صديق كوردي في منفاً بعيد عن الوطن, كنا نفترش التراب,وتلفنا أسمالٍ باليةٍ, الخبر يقول بأن قصبة حلبجة,قد قصفت بغاز الخردل,هرعنا إلى راديو ترانسستركان يصطحبنا , وتسمرنا معاً للرعب والهول من خطر السلاح الكيمياوي من جهة,ومدى صحة الخبر,وكيفية تداوله من طرف وسائل الإعلام المسموعة عبر الأثير من جهة أخرى,ألا أن العالم كان أصماً وأبكماً أو الحقيقة, وللدقة في التشخيص كان مصاباًبلوثةٍ في صميم الضمير,بل أن بعض المحطات العالمية لم تكتف بالصمت بل راحت تنفي إقدام(حزب البعث العربي الإشتراكي من خلال قيادته المؤمنة بالإسلام)على ذلك الفعل الشنيع,وبعد أن تبين الخيط الأبيض من الأسود,سارعت قوى المعارضة العراقية للتنديد وكشف ملابسات الجريمة التي راح (ضحيتها)الآلاف في غضون دقائق,ومن هنا تبدو المقارنة بين ضمير واعٍ وأصيل كالذي تمتع به اليساريون والديمقراطيون العراقيون ومنهم الراحل المفكر(ابوالحسن_هادي العلوي_)وبين من لم يمتلكوا نتفة ضمير, وإن إمتلكوها فهي ملوثة بكل خراب الدنيا ومفاسدها, كتب فقيد المشاعية في العراق (هادي العلوي): " أيها الطفل الكردي المحترق بالغاز في قريته الصغيرة، على فراشه أو في ساحة لعبه، هذه براءتي من دمك أقدمها لك، معاهداً إياك ألا أشرب نخب الأمجاد الوهمية لجيوش العصر الحجري، ولا أمد يدي إلى واحد من أنظمة العصر الحجري، أقدمها لك على استحياء ينتابني شعور بالخجل منك ويجللني شعور بالعار أمام الناس أني أحمل نفس هوية الطيار الذي استبسل عليك وليت الناس أراحوني منها حتى يوفروا لي براءة حقيقية من دمك العزيز أنا المفجوع بك، الباكي عليك في ظلمات ليلي الطويل، في زمن حكم الذئاب البشرية الذي لم نعد نملك فيه إلا البكاء. إقْبَلَّها مني أيها المغدور, فهي براءتي إليك من هويتي. "لقد فسر البعض كما هي عادتهم البراءة بما يحلوا لهم,ويوم أقمنا الذكرى الأولى للجريمة قرأت بالنيابة عنه (البراءة), وأنا واثق من برائته لفعل الشرمعلناً ومشاطراً إياه برائتي من أن الطيار العربي العراقي الجنسية ربما هو ليس أنا ولم يمثلني في قيمي وفكري الذي أهتدي وأعتد به .وراسلت الفقيد وكتبت تفاصيل فقرات الذكرىوالتي نشرت حينها في جريدة الغد الديمقراطي وغيرها من الصحف,وأمس حيث أقيمت ذكرىالمجزرة الصدامية_ و التي حضرتها عدة أطراف كوردستانية في مدينة بوروس _مملكة السويد_ ومنهم الرفيق (هيوا رشيد )من قائمة التغيير,تُليت كلمة الهيئة الإدارية للنادي العراقي في مدينة بوروس,والتي نالت إستحسان الحضور,ولقد ألقى الكلمة الإستاذ (عبد الرحمن سردار)بالنيابة عن الهيئة الإدارية, ومما جاء فيها:لم يكن الدكتاتور المقبور(صدام حسين)عدواً للشعب الكوردي وحسب بل أنه أمعن قتلاً وإبادة للعرب قبل غيرهم,ولايمكن فصل معاناتنا عن أهلنا الكورد,فشهداء حلبجة هم شهدائنا, وسوف لن ننسى الدماء العربية التي سفكت في جبال ووديان وسهول كوردستان والتي إختلطت مع الدم الكوردي ,نحن في قارب واحد, ونطمح في تغيير الوعي القائم على القبيلة,والعشيرة والتحزب.والديمقراطية تحتاج فيما تحتاج الى دراسة وافية للواقع الحالي,نتضامن مع حقوق الشعب الكوردي,ونتطلع الى بناء مجتمعنا بروح حضارية تسوده قيم السلام والمودة والتآخي بعد أن تعرضنا ونتعرض جميعا لأمتحان صعب,من طرف قادة الإرهاب وزمرهم بأسماء وأزياء شتى, المجد لشهدائنا والخزي والعار للقتلة, ستنتفض مدن الجنوب العراقي بإهوارها,وضفاف أنهارها ضد الظلم,وضد الإبتزاز, وضد التخلف بسواعد وهمة المتعلمين. وستنتفض حلبجة من أحزانها بفعل التغييروضرورته.
الهوامش
* آنا آخموتوفا :أبرز الشاعرات الروسيات في القرن العشرين,أحبت وتتلمذت على شعر وفكر الشاعر بوشكين,وأطلعت عن كثب على شعر مايكوفسكي,ولدت عام 1889 حزيران وتوفيت عام 1966 آذار .كتبت في سيرتها الذاتية مايلي: أنني لم أكف عن نظم الاشعار. فأنني اجد فيها ارتباطي بالزمن وبالحياة الجديدة لشعبي. انني كنت حين اكتبها اعيش في تلك الايقاعات التي ترددت في التاريخ البطولي لبلادي. انا سعيدة لكوني عشت في هذه الاعوام وشهدت احداثا لا نظير لها".

السويد رشيد كَرمة 15 آذار 2010



#رشيد_كَرمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة العراقية تغني
- الحلال والحرام في ديار الإسلام
- تحية لكن في عيدكن المبهج والشاق
- علامة الصح وعلامات الخطأ
- قبل 24 ساعة من الإنتخابات العراقية( الشيوعيون العراقيون)موقف ...
- قبل 48 ساعة من الإنتخابات
- قبل 72 ساعة من الانتخابات
- المؤتمر السنوي العام للنادي العراقي في مدينة (بوروس)
- حزب التحدي والتراث الخالد
- وحدة الجهد ضرورة ملحة
- التجريب والتخريب


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رشيد كَرمة - حلبجة القصبة الحزينة