(حصة بنت هلال)و(عاتكة بنت الفرات)

رشيد كَرمة

الحوار المتمدن-العدد: 2955 - 2010 / 3 / 25 - 18:47
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    

تحتقر المملكة العربية السعودية والكثير من الدول الإسلامية (المرأة) الأم والأخت والزوجة والبنت مع سبق الإصرار ,ذلك للوعي المتخلف الذي يلف هذه المجتمعات,والتي مابرحت تدعي بأنها تُكَّرِم المرأة ,فالمرأة عندهم وخصوصا في مملكة آل سعود يكاد يُربطُ إسمها بالممنوع ,فهي ستعاقب بأشد العقوبات أن تجرأت على قيادة العجلات فهذا ممنوع وكذا يمنع التجول لوحدها في الأسواق ناهيك عن المحذور إن هي تجاوزت المفاهيم القبلية والعشائرية المتخلفة والتي تكبل الجميع فما بالكم (بالعورة ) وهي ليست كذلك بالطبع ,أما مخالطة الرجال سواء كان في المدارس والجامعات فذلك ليس فقط ممنوعاً وإنما يعد تجاوزاً على الدين الإسلامي طبقاً لفتاوى رجال الدين الذين يستلوا تعاليمهم من الوهابية التي تعيق الحراك الثقافي ليس في المملكة وحدها وإنما في عموم دول الخليج, حد أن الغالبية العظمى من النساء السعوديات يبقين رهينة النقاب وهن داخل بيوتهن مع أشقائهن أو أولادهن,و يفرض عليها النقاب بأشد حالاته ,ومع هذه الأوامر البالغة الشدة والصارمة,والتي يحاول علماء الدين الإسلامي وخصوصا الوهابيون منهم إسباغ الصفة الدينية عليها فإن أصواتاً هنا وهناك تقف وتتصدى بشجاعة متناهية لما يلحق القهر و الحيف بالمرأة السعودية وغيرها,ليس بالمملكة وإنما خارجها أيضاً, فلقد حاولت إمرأة سعودية(حصة بنت هلال )أثناء مشاركتها بمسابقة شعرية ضمن برنامج أصبح مشهوراً كون جائزته (1,3 مليون دولار) من أصل أربعة ملايين دولار قيمة جوائز البرنامج أن تُلطِمْ علماء الدين والآخوندية السعوديون صفعةً قويةً عبرقصيدة شعر نبطي نالت على إثرها الجائزة, ولقد نوهت الشاعرة قبل إلقائها وهي تغطي نفسها بنقاب من أعلى رأسها حتى أخمص قدميها, بأن القصيدة وما تحويه بحاجة إلى شئ من الشجاعة نظراً لفتاوي علماء المسلمين الذين حاولوا ويحاولوا بشتى السبل إفتراس الناس الذين يطمحون للحياة والسلام. ولقد أثارت قصيدة الشاعرة (حصة بنت هلال) جدلاً واسعاً في أوساط رجال الدين،وأتباعهم المتشددين, وأخذ عدد من الشعراء (الوهابيين)والذين يتمتعون بعمى البصيرة بالرد شعراً على قصيدتها، بكثير من الاستهجان والانتقاد، في حين أصدر البعض فتاويهم الإرهابية وأطلقوا العنان لخيالهم المريض ,وأفتوا بهدرِ دمها.ومما جاء في قصيدتها النبطية:
شفت شر يتوايق* من عيون الفتاوي.. في زمانٍ حلاله ملقحينه حرام
عن وجوه الحقايق لارفعت الغطاوي** .. بان مسخٍ تخفّى تحت ستر اللثام
وحشي الفكر ساخط بربري ٍعماوي*** .. لابس الموت لبس وشد فوقه حزام
في حزوم السياسة يرعب الناس عاوي****... يفترس كل نفس ٍ طامحه للسلام
لاذ صوت الشجاعه وانزوى الحق ثاوي*****.. يوم عند المصالح ذل حر الكلام
وتأتي صفعة(حصة بنت هلال) متممة لركلة أختها( عاتكة بنت الفرات******) حيث خرجت إلى بعض بوادي البصرة في زمن الشاعر الفرزدق, فلقيت بدوياً معه سمن فقالت له: أتبيع هذا السمن ؟فقال:نعم.قالت:أرناه ففتح نِحيّاً*******فنظرت إلى ما فيه ثم ناولته إياه,وقالت: إفتح آخر ففتح آخر,فنظرت إلى ما فيه ثم ناولته إياه,فلما شغلت يديه أمرت جواريها فجعلن يركلن في أسته******** وجعلت تنادي :يالثارات ذات النحيين, أرادت بذلك أن هذا لم يفعله أحد من النساء برجل, كما يفعله الرجل بالمرأة, وإنها ثأرت للنساء ثأرهن من الرجال بما فعلتهُ .
*****************
الهوامش :
*يتوايق:تظهر ملامحه... ** الغطاوي :من الغطاء " الحجاب"... ***عماوي : من العمى عن حقائق الحياة...**** عاوي: من العوى" صياح الكلاب".....***** ثاوي :مكث في مكانه
****** (عاتكة بنت الفرات) كان أبيها فقيهاً مُحدثاً من التابعين, وهي عاتكة بنت الفرات بن معاوية البكائي وأمها الملاءة بنت زرارة بن أوفى الجرشية.
******* النحي : الزَّق, أو جرة الفخار وما يحفظ السمن
******** أسته : أست الرجل عجيزته, أو دبره.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل