أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - توفيق أبو شومر - مرض زوجة الابن














المزيد.....

مرض زوجة الابن


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 2964 - 2010 / 4 / 3 - 09:30
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


قال لي صديقٌ يطلب النُّصح:
تمردتْ زوجتي على إهانات أبويّ لها طوال اليوم، ورفضت أن تعيش ذليلة مُهانة ، تتعرَّض لكل أشكال العذاب اليومي، فهم يسبونها ويهددونها بالضرب والطرد إذا أخطأت وإذا لم تُخطئ، هاأنا هجرتُ البيت أيضا ولا أعود إلا في ساعات المساء الأخيرة، ، صدقني إن والدتي سعيدة بقرار زوجتي ترك البيت .
حاولتُ أن أُحصي لزوجتي خطأ واحدا في حقهم فلم أجد، فماذا أفعل هل أتمرد أنا أيضا عليهما وأغضبهما بالانحياز لها ؟
أم هل أطلقها وأريحهما منها ؟!
لقد طفح الكيل عندي وعندها، فلم نعد نحتمل المزيد من البؤس والشقاء والعذاب، كما أن أبويّ يدفعان ابنتينا للتمرد عليّ وعليها، فهما يربيان البنتين وفق رؤيتهما، وحينما تتدخل زوجتي يقمعانها بعنف.
قلتُ:
الآباء يا صديقي أقسامٌ :
القسم الأول، هم آباءُ العزَّةِ والعصمة، وهم الذين يورِّثون أبناءهم ثروة لا تقدر بكل كنوز الأرض، وهذا القسم من الآباء يخلُد بعد الموت ويَترك ذكرى عطرة في عقول الأبناء والأحفاد لا يزيلها الموت، وهؤلاء في الغالب الأعم ليسوا من ذوي الثروات والعقارات وأصحاب الملايين ،فقد يكونون فقراء معدمين ماديا ، ولكنهم أثرياء عقليا وفكريا،كما تحكي هذه الرواية قصة أحدهم عندما سُئل يوما عما ينوي أن يتركه لأبنائه من بعده فقال:
لن أترك لهم ميراثا ماديا، فهم إن كانوا أوفياء مخلصين عاقلين، فهم يستغنون بعقلهم ووفائهم عن ثروتي، فهم قادرون على بناء ثروة كبيرة بعقولهم وإخلاصهم .
أما إذا كانوا أشقياء غادرين أذلاء فاسدين، فإنهم سيبددون ثروتي ويلعنوني في قبري !

أما القسم الثاني من الآباء فهم آباء الثروات المادية التي اكتسبوها بالوراثة، لا بجهودهم الشخصية، ويتصفون بأنهم يكثّرون من الأبناء ومن الزوجات ويدللون ويُمتِّعون ، يجمعون حولهم عبيدا لا أبناء ليحفظوا الثروة وجاه الآباء .
أما أبناؤهم فيطيعونهم في حياتهم طمعا في أخذ نصيب وافر مما يتركون ، وأكثرهم في الحقيقة يستعجلون موت الآباء لينعموا بما خلفوه من ثروة وإن أظهروا الجزع عليهم في لحظات حياتهم الأخيرة، وهذا النوع من الآباء غالبا يقصرون في حقوق أبنائهم فلا يعلمونهم، حتى لا يبتعدوا عن حراسة أموالهم ، فيصبح أبناؤهم أغبياء متخلفين، مما يؤثر على أبناء الأبناء غير عابئين بالقصة التي تُروى عن الخليفة الذي سأل طفلا فقيرا ذكيا :
أتودُّ أن تكون لك ثروةٌ وأنك أحمق ؟
فقال: لا
فسأله الخليفة ولمَ ؟
فأجاب:
أخاف أن يجني عليّ حمقي فيذهب مالي ويبقى حُمقي !
أما القسم الثالث الأكثر شيوعا، هم آباء القطيع ، فهم كرعاة الإبل والضأن ، يُربون القطيع ويعلفونه ويسمنونه ليحلبوه ، ثم يذبحوه على موائدهم .
وهؤلاء يتمنون أن يكون قطيعهم من الذكور لا من الإناث، وهذا النوع يختلف عن النوع الثاني في أنه لا يملك ثروة كبيرة ، بل هو قطيع يربيه الأب لجلب ثروة له عندما يعجز هو عن جلب الثروة، ويصبح كالأسد الذي هرم، وأصبح يأكل مَن حولَه، حتى ولو كانوا أبناءه، وهذا النوع من الآباء يستخدم قطيع الأبناء ليُفصَّل من جلودهم عباءات الوجاهة والحظوة والمنزلة الرفيعة، ويصنع من عضلاتهم أسلحة في وجه مبغضيه وحاسديه، ويكدس قطيع أولاده حوله، ويعتبر استقلالهم عنه تمردا على السلطة الأبوية العليا، ولا يسمح لهم بالاستقلال، حتى ولو كانوا سيقتدون به عندما ترك والديه وانفصل عنهما، وهو يودُّ أن يرى أولاده وأحفاده دائما جاهزين لمعركة، رماحهم بلا كنائن، وسيوفهم بلا أغماد ، وكأنهم جنود كتيبة.
هؤلاء لا يؤمنون بأن الله خلق الأبناء مختلفين في صورهم عن آبائهم لحكمة يريدها وهي أن يختلف الآباءُ عن الأبناء.
وهذا القسم من الآباء يُزوِّجُ الأبناءَ من فتياتٍ غالبا يختارونها هم، فيكونون هم الأزواج الحقيقيين، وليس الأبناء ليُثبتوا للحاسدين من الجيران والمقربين قدرتهم على تزويج أبنائهم وقدرتهم على الإنجاب!
حتى أنني سمعتُ أحدهم يقول لي وهو يدعوني لخطبة ابنته:
لقد أخذتْها أختي !!
ضحكتُ من قلبي على هذه الإجابة الغريبة ، ولكنها إجابة صادقة، فالزوج الحقيقي، ليس ابن العمة، ولكن الزوج الحقيقي هو العمة نفسها فهي التي سوف تُقرر مصيرها، في الأسرة لا زوجها!
وبعد أن تنتهي أيام الفرح، وهي أيام قليلة عند هذا النوع من الآباء، يستيقظ الآباء بعد غفوة أيام الفرح الأولى فزعين على وقع حقيقة مريرة، وهي أن الوافدة الجديدة ستسرق منهم فلذة كبدهم وخادمهم ومعيلهم وحارسهم الشخصي (الابن) ! فيشرعون في استعادة ابنهم من براثن الغول الطارئ (العروس)، فهم لا يستوعبون أن أسرة جديدة سوف تتكون !
وسرعان ما يشرعون في نسج حبل مقصلة للدخيل الجديد ( العروس) ، فيشرعون في إذلال الوافد الجديد الذي ينافسهم في حبهم لأبنائهم. ويتفنون في إيجاد الذرائع لتوريطها أو إقصائها من حياتهم، بادعاء أنهم يسعون لمصلحة الابن.
وتعيش العروس بين خيارين قاسيين، إما أن تحتمل المذلة وتقنع بما فُرض عليها، أو أن تتمرد وتدفع ثمن تمردها !
ويزداد الأمر سوءا إذا سكن الابن من أبويه في محيط ضيِّقٍ واحد عندئذ تكثر المشكلات والمشاحنات، وكثيرٌ من الآباء من هذا النوع يصابون بمرض (زوجة الابن)، فهم لا يسعدون إذا كان الزوجان سعيدين، ويرتاحون إذا أحسوا بأن الزوجين في مأزقٍ، وقد يصل مرضهم إلى الحد الذي يفرحون فيه عندما ينفصم عرى الأسرة الصغيرة، ليعود الابن ذليلا صاغرا إلى والديه.وقد يصل بهم المرض لدرجة أنهم يسعدون إذا ضرب الابن زوجته، لأنه عندئذِ يصبح في نظرهم رجلا من صلب رجل ! فالرجل الذي لا يضرب زوجته ليس رجلا!
ليس هناك حلٌ لمشكلتك سوى الابتعاد عن محيط الأسرة الضيق، حينئذ تستعيد زوجتُك توازنها ، وتحسّ بالمسؤولية، وتصبح محبوبة عند والديك وابنتيك أيضا!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تهنئة فلسطينية بعيد البيسح
- قهقهوا من فضلكم
- مرض الأنيميا الثقافية
- جناية الفن الرخيص على أبنائنا
- من فقه إذلال النساء
- خليل التفكجي والأحزمة الاستيطانية الناسفة
- الكذب اكبر مصادر الدخل في العالم
- البخل العربي
- فايروسات الخفافيش في الإنترنت
- فقط في غزة
- رعب الرقم 25
- لماذا سمي معبر رفح فيلادلفي ؟
- تخريفولوجيا
- مملكة الحواجز والجدران
- عرب أثمن الساعات وأرخص الأوقات
- من غرائب الأخبار في إسرائيل
- أسرار قوة الحكومات العربية !
- مسابقة البلع الكبرى
- الكوشير الإسلامي
- بشير وعاموس رواية فريدة


المزيد.....




- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - توفيق أبو شومر - مرض زوجة الابن