أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - توفيق أبو شومر - أسرار قوة الحكومات العربية !














المزيد.....

أسرار قوة الحكومات العربية !


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 2864 - 2009 / 12 / 21 - 16:24
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


إليكم هذا السؤال:
كيف تصبحُ الدولُ قوية ومؤثرةً في عالم اليوم ؟
وهل تعود القوة والمنزلة والتأثير إلى حجم سكانها ؟
أم انه يعود إلى موقعها الجغرافي ؟
أم انه يرجع إلى جيشها وسلاحها وكفاءتها في العلوم والاختراعات؟
أم انه ناتجٌ من نواتج قدراتها البشرية النابعة من طريقة الحكم فيها ، فالحكومة الديموقراطية ، ليست كالحكومة الأتوقراطية والديكتاتورية ؟
أم أنه ناتج كفاءتها في دراسة سيكلوجية الشعوب الأخرى، وفهم طبيعة العالم ؟
أم انه يعود إلى قدرة الدول ذات المنزلة القوية والمؤثرة في بناء المؤسسات الحرة البعيدة عن سيطرة الدولة ؟
أم أن القوة تنبع من مصدر واحد وهو النفوذ المالي والتجاري ؟
أم أن دول الريادة والقوة أدركت بان عالم الألفية الثالثة عالم جديد، أقصى المفهوم التقليدي للثروة والعزة والجاه وغيَّرَه من نظام الثروات الطبيعية كالبترول والحديد والذهب وغيرها لتصبح الثروة الجديدة هي الثروة العقلية وما تنتجه من أفكار وإبداعات واختراعات في صورة الثروة الجديدة ، وهي ثروة بشرية فكرية إبداعية تسمى في عالم اليوم (السوفت وير) ؟
وقد يُرجع البعضُ منعة وقوة ومنزلة وتأثير الدول الكبرى إلى شيء آخر ؛ إلى قدراتها في امتلاك السلاح النووي والجرثومي ، وكفاءتها في تصنيع الأسلحة بأنواعها !
كل الاستفهامات السابقة منفردة أو مجتمعة تصلح أن تكون دليلا للبحث في هذا الموضوع الطويل الذي يحتاج إلى بيانات ودراسات طويلة !
غير أنني طرحتُ السؤال السابق تمهيدا لسؤال لاحق وهو:
ما مفهوم الدولة القوية والمنيعة ذات المنزلة الرفيعة في العالم العربي ؟
تختلف الدول العربية في فهمها الخاطئ للقوة ويختلف الفهم الخاطئ من دولة إلى أخرى !
فما تزال دولٌ عربية كثيرة تعيش في أحلام الماضي وتظن بأن الثروة والقوة والمنعة تأتي من باطن أرضها، ومن مخزوناتها البترولية والنفطية ، وتقيس ثروة بلدها بالقياس الكمي البحت وتقيس هذه الثروة بعمر حكامها وأسرهم ، وتدعي القوة والمنعة بهذه النتيجة الكمية .
وتظن بأنها من أغنى الدول بما تملكه من مصارف وبنوك ومبانٍ ضخمة وشوارع واسعة ووزارات ونظام صادرات وواردات وهي تنفق كل دخلها وثروتها (الباطنية) نسبة إلى باطن الأرض ! على شراء منتجات عقول الدول الذكية ذات المنعة والقوة ، بدون أن تطور منظومتها الفكرية في الوسط التعليمي والشبابي ، هذه الدول ما تزال تعيش في أحلامها ، وتشيع الديماغوجية بين أبنائها ، فتجعلهم يعيشون حياة الرفاه بكل معانيها، وتوفر لهم ما يؤثر سلبا على طاقاتهم العقلية ، ولا تحثهم على العمل والإنتاج ، هي دولٌ عربية تقيس عمرها الزمني بعمر حكامها وملوكها ورؤسائها !
وهناك دولٌ عربيةٌ أخرى ظنَّتْ واهمة بأن القوة والمنعة والتأثير لا يجيء إلا عبر نظام ديكتاتوري قمعي، يكبح الحريات، ويصادر حقوق الأقليات ويمتهن النساء ، ويشرّد الكفاءات الوطنية ، ويفرض على عقول أبنائه حظر التجول ، ويُسلمهم إلى إعلامٍ سلطوي مُضلِّل ، يقودهم إلى كهوفه المظلمة فيسلبهم قدراتهم الفكرية، ويحولهم إلى بشرٍ في هياكلهم وصورتهم فقط ، ولكنه يحولهم إلى وحوش مفترسة في قرارتهم وجواهرهم !
وهناك دول عربية أخرى قررت أن تشغل أبناء شعبها بأنفسهم ، وتجعلهم يظنون بأن عدوهم هو في وسطهم ، فجعلتهم يحتربون ويقتلون بعضهم بعضا ظنا منهم بأن الخير والشر والتقدم والرفعة ، والفقر والغني ، ومستقبل العالم كله مرهونٌ بالتخلص من منافسيهم داخل وطنهم ، وأن حياتهم مرهونةٌ بالقضاء على هؤلاء المنافسين من بني جلدتهم .
وهناك دولٌ عربية أخرى قرَّرتْ فتح حدودها أمام العمال والخدم من كل أقطار الأرض ومنحهم الجنسيات والإقامات ، وإغلاق حدودها في وجه إخوتها وأبناء عمومتها ، ورفض منحهم حتى تأشيرات الزيارة ، وطرد كثير منهم ، وكل ذلك لا لإنعاش الاقتصاد وإنجاز الأعمال كما تدعي هذه الحكومة أو تلك ، بل لتلجم أبناءها وتقعدهم عن العمل ، وتجعلهم يستسلمون للراحة والدعة فبعض دول العرب كونت شرطتها من غير أبنائها ، ومدراء المؤسسات والمكاتب من غير إخوتها ،فأصبح في كل بيت سائق أو أكثر وخادمة أو أكثر ، ومربية أو أكثر .
وكل ذلك لكي تأمن الدولة العربية شرَّ أبنائها المتمردين الطامعين في الانقلاب على الحكومة القائمة !

وهناك دولٌ عربية أخرى قررت أن تتغلب على ضآلتها وقلة شأنها ، فأرادت أن تكسب الرفعة بوسيلة رخيصة أخرى أكثر سهولة من كل الوسائل السابقة ، وهي أن تصبح ( دولة منفى) لمن ؟
لرؤساء أحزاب مطرودين من بلادهم العربية، أو لمجموعات إرهابية تحتضنها وتمنحها جنسية مؤقتة لتحارب بها منافسيها من الدول العربية ولتفرض على هذه الدولة إتاوة احتضانها للمتمردين على أنظمة تلك الدول وللمطاردين والمطرودين منها !
وهذه وسيلة رخيصة التكلفة سريعة التأثير ، وهي تشبه إلى حد كبير استعانة أحد الضعفاء بعصابة إجرام ليصبح الضعيف قويا ، ليس بقدراته الشخصية ولكن باستعانته بالعصابة ، فتحوله العصابة التي تعيش تحت كنفه من وضيع إلى وجيه بين قومه !
للأسف
فإن أكثر دولنا العربية تعمد إلى تلك الوسائل السهلة الحقيرة السابقة ، وترفض أن تكبرُ وتصبح قوية مؤثرة بهمم أبنائها ، وبطريقة حكمها ، وبقدرتها على استخدام ثروتها وتوظيفها في إنماء التعليم والبحث العلمي ، واستغلال طاقاتها الشبابية ، الفكرية والعضلية لتحتل موقعا متقدما بين الأمم القوية المؤثرة في عالم اليوم .



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسابقة البلع الكبرى
- الكوشير الإسلامي
- بشير وعاموس رواية فريدة
- رياضة داحس والغبراء
- من تجربتي مع صحافة الإنترنت
- عملاء خمسة نجوم
- تلحين نشرات الأخبار
- المعلقة النعلية
- فلسطين وطن الحروب والمعارك
- من قصص الإذلال في غزة
- طفولة بريئة جدا
- لماذا تكرهون ليبرمان؟
- فلسطينيو الرياستين والوزارتين
- بطلان من السويد بوستروم وبرنادوت
- انفجار الأبناء في وجه الآباء
- صديقي الأطرش العربي
- حردنة إسرائيل
- جودنرين وعربنرين
- إعلام صوت إسرائيل وإعلام العروبة
- استرجاع الذاكرة الفلسطينية


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - توفيق أبو شومر - أسرار قوة الحكومات العربية !