أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - قهقهوا من فضلكم














المزيد.....

قهقهوا من فضلكم


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 2955 - 2010 / 3 / 25 - 08:02
المحور: كتابات ساخرة
    


ضحكتُ كثيرا وأنا أقرأ خبرا طريفا نشرته صحيفة الأهرام القاهرية يوم 17/3/2010 يقول الخبر:
" ذبحتْ شركة مصر للطيران ثلاثة عجول تحت جناحي طائرة بوينغ 777 بعد نجاتها من حادث طفيف في رحلتها الثانية، وقد وُزعتْ اللحوم على عمال الشركة " (انتهى الخبر).
لم أضحك على الخبر السابق، بقدر ما ضحكت على تعليقات القارئين للخبر.
قال أحد الظرفاء تعليقا:
" أين الزار وسيدي الزناتي وشيوخ الطريقة الصوفية ، وهم يرددون الله الله الله حتى يُخرجوا العفريت الذي تلبَّس طائرة البوينغ ؟"
أما التعليق الظريف الثاني فقال:
" اصحوا لا بد من عمل حجاب للطائرة، وإشعال البخور تحتها ، بحيث تدور الطائرة حول البخور سبع مرات "!
وهناك قارئ ظريف آخر قال:
" اقترح تسليم حجاب مع كل تذكرة سفر " !
وأكملتُ الضحك وأنا أستمع إلى قصة مشابهة أخرى لرجل يعمل في قطاع المعلومات والكمبيوتر، ولا يتعامل مع الأشياء إلا بواسطة الإسطوانات الكمبيوترية والفلاشات، حتى أنه أرشف كل معاملاته في الكمبيوتر.
هذا الرجل أصيب بمرض في قدميه ، وفشل في إيجاد حلول طبية وأدوية لمرضه، لأن مفاصل قدميه لم تعد تقوى على حمل كتل الشحوم والدهون التي ينام بها ويسير بها، فتصلّبتْ مفاصله، وأخيرا قرر أن يلجأ إلى المشعوذين، فمنذ عامين وهو يتنقل طلبا للشفاء بين المشعوذين، ممن فاقموا مرضه وأضافوا له أمراضا جديدة ناتجة عن وصفاتهم وأخلاطهم.
حتى أن بعض زملائه ممن يزورونه صار يعلقون ضاحكين على حالة الانفصام التي يعاني منها، فهو علمي السلوك الظاهري، متخلف الروح قائلين:
لن تشفى إلا على يد شيوخ الأنتي فايروس:
(كاسبر سكاي)، أوالشيخ (نورتون)، أوولي الله (مكافي) فقط؟
ويقول له آخر:
ألم أقل لك إن الفايروس الذي أصابك لا يخرج إلا بعمل (فورمات) كاملة لبدنك!
وقال آخر :
يا أخي غيّر (الماذر بورد) وارتاح!
هكذا إذن تنتشر الخرافات والأباطيل بسرعة البرق في زمن التكنولوجيا فائقة السرعة ، وزمن أحدث اختراعات الدوائر الإلكترونية المدمجة التي حوَّلتْ بقايا البشر في الدول الزائدة عن الحاجة، إلى هياكل وآلات، لا يملكون من صفات البشر سوى الهيئات والأشكال.
إنه مرضٌ الألفية الناتج عن نقص(المناعة) الثقافية ، فالتكنولوجيا الخالية من التثقيف تقتل وتدمر البشر ، بل تُفجرهم من الداخل وتقتلهم يأسا وإحباطا.
فالتقدم التكنولوجي لم يواكبه أيُّ تقدم في التثقيف العقلي، بل أصبحت المنتجات الثقافية منتجات خطيرة على نظام العولمة التجاري، فارتفعت أسعارها، ولم تعد في متناول الفقراء، فقد أصبحت صناعة الكتب مثلا كصناعة مواد التجميل تهتم بالأغلفة، وتباع بأسعار خيالية.
وقد فسّر بعضهم تلك الظاهرة الشاذة، بأن التكنولوجيا السريعة قهرت شعوبا وأفرادا ودولا بسبب احتكار تقدمها وتفوقها، في الوقت الذي تعاني أمم وشعوب عديدة من القهر والذلة والانحطاط ، وتعيش على هامش العالم!
فالمقهورون من هذه التكنولوجيا ، وغير المستفيدين إلا من مظاهرها الخارجية الاستهلاكية ، يشاهدون كل يوم آلاف المخترعات الطبية مثل تغيير مفاصل العظام وعدسات الأعين والأسنان البورسلانية القوية، وتمكن الطب التكنولوجي من استبدال الأعضاء التالفة في الجسم، وتنمية جينات الخلايا التالفة، في الوقت الذي يعيش فيه المقهورون تحت رحمة أطباءٍ يعود آخر تاريخٍ لمعلوماتهم الطبية للقرن الثامن عشر، وهم مضطرون للاستسلام لعملياتهم ووصفاتهم الطبية العتيقة البائدة، هؤلاء يُجبرون إلى اللجوء للمشعوذين والدجالين في محاولة منهم للهروب من النفق الإحباطي المظلم ، إلى نفق آخر أكثر إظلاما وإحباطا.
وفسّر آخرون حالة التدهور الثقافية، إلى أن سلعة الشعوذة أصبحت من أهم مصادر الدخل في العالم، فهاهو الإعلام يقوم بنشر الشعوذة والخرافات في معظم أبواقه الفضائية.
وقد أشرتُ في مقال سابق إلى دراسة فريدة قدمها باحث مصري(محمد عبد العظيم)من مركز البحوث الجنائية خلص فيها إلى أن المصريين يُنفقون عشرة مليارات جنيه سنويا على الشعوذة.
ويبدو أننا نسير في نفقٍ يقودنا إلى عصور الجهالات السابقة عندما ظهرتْ خرافات وقصص من الشعوذة على شاكلة القصص التي ظهرت في عصور الظلام ومنها:
قصة أحد المشعوذين الذي أشفى فتاة جميلة مصابة بمرض الشلل ، فأمسك بيدها ، فوقفتْ الفتاة بفعل سحره وشعوذته وسارت معه على قدميها!
ولم يكن في زمن القصة إنترنت، فلو كان هناك إنترنت لعلق أحد الساخرين على الخبر وقال:
إلى أين ذهبا بعد ذلك ؟
وقصة المشعوذ الذي أشفى مريضا مصابا بالعمى، بعد أن مسح عينيه بقصيدة شعرية اسمها (نهج البردة) للشاعر شرف الدين البوصيري، ولا أعرف هل شفيت لأن القصيدة دينية في مدح الرسول، أم لأن للقصيدة قصةً طريفة تقول :
إن البوصيري نفسه كان يعاني من الشلل، حتى رأى الرسولَ في حلمه فقرأ عليه القصيدة التي تتكون من مائة وأربعة وسبعين بيتا من الشعر، ومسح النبي جبهته، فشفي في الحال ونهض من فراشه،
والأرجح أن اسم الشاعر هو البوصيري من البصر، هو الذي سبب الشفاء !!
فلو كان هناك إنترنت، لعلقتُ أنا على الخبر قائلا:
ماذا سيحدثُ لعيون الفتيات الجميلات التي تشبه عيونهن عيني زرقاء اليمامة، لو مسحنا عيونهن بمعلقة الشاعر الجاهلي (الأعشى)؟!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرض الأنيميا الثقافية
- جناية الفن الرخيص على أبنائنا
- من فقه إذلال النساء
- خليل التفكجي والأحزمة الاستيطانية الناسفة
- الكذب اكبر مصادر الدخل في العالم
- البخل العربي
- فايروسات الخفافيش في الإنترنت
- فقط في غزة
- رعب الرقم 25
- لماذا سمي معبر رفح فيلادلفي ؟
- تخريفولوجيا
- مملكة الحواجز والجدران
- عرب أثمن الساعات وأرخص الأوقات
- من غرائب الأخبار في إسرائيل
- أسرار قوة الحكومات العربية !
- مسابقة البلع الكبرى
- الكوشير الإسلامي
- بشير وعاموس رواية فريدة
- رياضة داحس والغبراء
- من تجربتي مع صحافة الإنترنت


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - قهقهوا من فضلكم