أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - محمد سيد رصاص - قراءة سوسيولوجية لنتائج الانتخابات البرلمانية العراقية















المزيد.....

قراءة سوسيولوجية لنتائج الانتخابات البرلمانية العراقية


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 2962 - 2010 / 4 / 1 - 10:12
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


يخاف العرب (اليساريون منهم بالذات)من مواجهة حقيقة حراكات سياسية،أوانتخابية،تعكس،كمرآة،صورة تفارقات طائفية،أومناطقية،أوإثنية في مجتمع معين مع محمولات اقتصادية- اجتماعية هي – أي الأخيرة – أساس ورافعة كل حراك سياسي مهما كانت صورته أوشكله،ليتم التعبير عنها سواء من خلال أيديولوجيات حديثة أوتقليدية،مع أن هذا الشيء كان موجوداً(ومازال إلى حد "ما ")في أوروبة الغربية،وحتى عندما تمَ انشاء أول حزب ماركسي، وهو حزب العمال الاشتراكي – الديمقراطي الألماني في عام1875،فقد كان ناتجاً عن اندماج بين جناحين،أحدهما هو المسمى بجناح(الإيزيناخيين)المحصورة عضويته ضمن منطقتي بافاريا وفورتمبرغ الكاثوليكيتين الجنوبيتين والذي كانت تمتزج عنده نزعة العداء لبسمارك وللبروسيين مع نزعات كانت تميل لوحدة ألمانية شاملة تشترك فيها النمسا الكاثوليكية،والثاني هو جناح(اللاساليين)الذي أيَد زعيمه فرديناند لاسال منذ عام1863 مشروع بسمارك لتحويل اقليم بروسيا(البروتستانتي في الشمال والشرق)إلى"الإقليم- القاعدة"للوحدة الألمانية.
تجسَدت هذه المخاوف العربية عبر اتجاهات في الرؤية،لم تستطع أن ترى مايجري في عراق مابعد9نيسان2003،لتعتبر أن مايحصل هو مجرد "انحراف طارىء" سببه الإحتلال الأميركي،مع أن مجرى العراق – وهذه حالة عراقية خاصة ليس لها مواز عربي مشابه،حتى في لبنان- لم يخرج عن هذا السياق عموماً منذ عام1921،وإن كان الفرق،عن السنوات السبع الماضية،أن طرق التعبير عن التفارقات العراقية ذات المضمون الاقتصادي- الاجتماعي الممزوجة بأشكال طائفية أومناطقية أوإثنية قد كانت عبر أيديولوجيات حديثة،ماركسية أوقومية عند العرب والأكراد،وهو شيء لاحظه حنا بطاطو في كتابه عن العراق.
تغيَرت هذه الصورة العراقية بدءاً من يوم سقوط بغداد بيد المحتل الأميركي في 9نيسان2003،ليظهر مشهد جديد بوضوح في انتخابات 15كانون أول2005للبرلمان العراقي لماكانت الإنقسامات السياسية التي أظهرتها الإنتخابات انعكاساً كبيراً لصورة الإنقسامات الطائفية والإثنية عبر الكتل الفائزة في ذلك البرلمان،إلى درجة أن القائمة الوحيدة التي كانت عابرة للطوائف،وإلى حد أقل الإثنيات،كانت القائمة التي رأسها الدكتور أياد علاوي والتي لم تستطع أن تنال أكثر من خمسة وعشرين مقعداً من مجموع مقاعد البرلمان البالغة 275مقعداً.
تعدَلت هذه الصورة في انتخابات مجالس المحافظات بيوم31كانون ثاني2009،والتي أجريت بكل المحافظات ماعدا محافظات الشمال الكردي الثلاث إضافة لكركوك:أعطت تلك الإنتخابات صورة لمجرى بداية تفكك الكتل الطائفية،إما بإتجاه وطني عام،كماحصل عند السنَة العرب من خلال الإبتعاد عن السُنيَة السياسية التي مثلَها الفرع العراقي لجماعة الإخوان المسلمين مجسداً في(الحزب الاسلامي) وجبهته المسماة(جبهة التوافق) نحو تأييد قوى وطنية مثل"القائمة العراقية الوطنية"بزعامة الدكتور علاوي أو"تجمع المشروع العراقي الوطني"بقيادة صالح المطلك أو"قائمة الحدباء"ذات الإتجاه العروبي في الموصل،أوبإتجاه مسارات اقترابية من سلطة نوري المالكي لأخذ مشاركات أومغانم في تلك السلطة كماعبِرت عن ذلك قوى"الصحوات" أوقوى أوشخصيات عشائرية مثل (آل أبوريشة). في الصورة المقابلة،كان انشقاق"الإئتلاف العراقي الموحد"،الذي مثَل الأحزاب والقوى الشيعية ببرلمان2005،متجسِداً في نزول أطرافه منفردين بتلك الإنتخابات حيث حصلت منفردة قائمة"ائتلاف دولة القانون"بزعامة المالكي على أعلى أصوات بغداد والمحافظات الجنوبية والوسطى .
أخذ هذا المجرى،الذي بدأت ارهاصاته في انتخابات2009،أبعاده في انتخابات برلمان7آذار2010(325مقعداً): كان أكبر المؤشرات على انقلاب الصورة العراقية لعام2005عبر انتخابات2010متمثِلاً في وصول قائمة عابرة للطائفتين السنَية والشيعية إلى المرتبة الأولى بالأصوات والمقاعد،ليدل فوز قائمة"العراقية"بزعامة علاوي والمطلك وطارق الهاشمي المنشق حديثاً عن(الحزب الاسلامي)،على اتجاه العراق من الطائفية إلى الوطنية الجامعة. لم يأت هذا فقط من اكتساح"العراقية" لأغلب مقاعد المحافظات ذات الغالبية السنيَة العربية والتي تخلَت عن(الإخوان المسلمين)و"الصحوات"،وإنما أيضاً من أخذها لمقاعد في المحافظات الجنوبية والوسطى بلغت(12)من مقاعد تلك المحافظات البالغة119مقعداً،إضافة لتبوأها المركز الأول بين أصوات محافظة كركوك حيث تركزت قاعدتها بين العرب شيعةً وسنَة،وهو الأمر نفسه في محافظة ديالى المتنوعة طائفياً حيث أخذت ثمانية من مقاعد المحافظة الثلاثة عشر،كماأن حجم الأصوات والمقاعد التي أخذتها هذه القائمة في بغداد يدُل على أنها كانت عابرة للطائفتين في العاصمة.هنا،يلفت النظر أن عروبيين شيعة وسٌنَة ووطنيين عراقيين هم القوة الدافعة لهذه القاطرة.
كان ثاني تلك المؤشرات متمثِلاً في فوز قائمة"ائتلاف دولة القانون" بزعامة المالكي بأكثرأصوات ومقاعد المحافظات الجنوبية والوسطى وبأكثر مقاعد"بغداد الكبرى"،حيث مثَل (حزب الدعوة)،منذ تأسيسه في عام1959على يد السيد محمد باقر الصدر،القوة الأكثر اعتدالاً بين الأحزاب والقوى الشيعية العراقية،وإذا أردنا مقارنة حراك القوى،بين انتخابات2009و2010،فقد زادت قوة (حزب الدعوة)وائتلافه عن العام المنصرم في المحصلة العامة تجاه مجموع منافسيه المؤتلفين منذ آب الماضي في "الإئتلاف الوطني العراقي"(=الذي يمثِل آل الحكيم والصدريون و"تيار الإصلاح"بقيادة الدكتور ابراهيم الجعفري و"حزب الفضيلة") حيث حافظ على أرجحيته تجاههم في محافظتي بغداد والبصرة فيما قلب أرجحيتهم مجتمعين في محافظات النجف وكربلاء وبابل(مركزها مدينة الحلة)والمثنى(السماوة)وواسط(الكوت)،فيماظلوا أقوى مجتمعين من قائمة المالكي في ميسان(العمارة)وذي قار(الناصرية)والقادسية(الديوانية).
حصل ثالث تلك المؤشرات في الوسط الكردي،حيث برزت قوة معتدلة منشقة عن حزب جلال الطالباني هي قائمة"التغيير"بقيادة أنوشروان مصطفى،هي أكثر اعتدالية من الحزبين القوميين للبارزاني والطالباني وأكثر ميلاً للإندماج في المحيط العراقي العام،وقد كان نيل هذه القائمة مع الاسلاميين الأكراد في"الاتحاد الاسلامي"و"الجماعة الاسلامية"،لأصوات أكثر من مجموع أصوات حزبي البارزاني والطالباني في محافظة السليمانية ثم على ثلث أصوات المصوتين في محافظة إربيل،تعبيراً عن بداية ارهاصات لاندماجية وطنية يتجه نحوها أكراد العراق مادام المعتدلون في"التغيير"،والاسلاميون،يمثلون وجهاً أكثر انفتاحاً من القوميين المتصلبين في حزبي البارزاني والطالباني،وهو مايعبر عنه،ولوعبر التعاكس،فوز حزب الطالباني بكل المقاعد التي نالها الأكراد بمحافظة كركوك ذات الوضع المضطرب بين العرب والأكراد،الشيء الذي ينطبق على المقاعد التي فاز بها الأكراد في محافظة الموصل والتي ذهبت إلى"التحالف الكردستاني" الجامع للبارزاني والطالباني.
يمكن القول،في المجمل،بأن انتخابات برلمان2010قد أعطت مؤشراً مفصلياً على بداية دخول العراق في قطوع جديد،تنهي بلاد الرافدين من خلاله مرحلة التفجر الداخلي التي أعقبت سقوط نظام حكم قومي عروبي متصلب ،حيث كان عنوان هذا التفجر سلطة نصَبها الأميركي،كانت مؤلفة من تحالف رباعي لحزبين اسلاميين شيعيين(="المجلس الأعلى للثورة الاسلامية"بزعامة آل الحكيم و"حزب الدعوة")مع حزبين قوميين كرديين،وقف في مواجهتها بين عامي 2003و2006اسلاميون سُنَة امتدوا من(الحزب الاسلامي)حتى "تنظيم القاعدة"ومابينهما. يبدو،الآن،أن بداية الإنفراج الداخلي العراقي ستكون حصيلة لضعف الاسلاميين المتشددين،عند الشيعة والسُنَة العرب،مع تآكل قوى القوميين الأكراد المتصلبين،بالتوازي مع ازدياد قوة العروبيين المعتدلين والاسلاميين الشيعة المعتدلين مع اعتدالية جديدة عند قوة كردية ناشئة مضافاً لها تنامي قوة الاسلاميين الأكراد الذين هم الآن الأكثر انفتاحاً على المحيط غير الكردي .
هل يدل كل هذا على بداية خروج العراق من النفق ؟.............



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما يشبه الحاج أمين الحسيني...
- أوباما وناتنياهو:تفارق في النظرة إلى المنطقة
- العلمانية والدين
- العملية السياسية في ظل الاحتلال:العراق نموذجاً
- نمط جماعة الإخوان المسلمين في الخلاف والانشقاق
- هل هو مجرد اتفاق سوداني آخر يوقعه البشير؟ ..
- هل ستتكرر سابقة المراجعة الجنبلاطية في المعارضة السورية ؟...
- واحد وثلاثون عاماً على الثورة الايرانية
- اليمن:العوامل المتغيرة في تكوين الأهمية الاستراتيجية
- أوباما خلال عام
- النموذج المعاصر للإحتلال
- الكتابة السياسية والمستقبل
- الصحافة الإلكترونية وواقع الإعلام العربي - بمناسبة الذكرى ال ...
- طهران – أنقرة والجوار العربي
- - لماذا يُتهَم أردوغان ب-الأمركة-؟ -
- اختلاف صورة(السلف الصالح)عند الاسلاميين
- تحولات الأحزاب:الأبواب المفتوحة بين الشيوعية والليبرالية
- السياسة الخارجية والوضع الداخلي
- الاسلاميون والجيش في باكستان
- انزياحات ألمانية انتخابية


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب بنيويورك
- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - محمد سيد رصاص - قراءة سوسيولوجية لنتائج الانتخابات البرلمانية العراقية