أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد سيد رصاص - اختلاف صورة(السلف الصالح)عند الاسلاميين















المزيد.....

اختلاف صورة(السلف الصالح)عند الاسلاميين


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 2829 - 2009 / 11 / 14 - 08:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كان مفهوم(الزمان الاسلامي)من أهم مواضيع الإنشغال عند الاسلاميين منذ نشأتهم في عام1928عندما أسَس الشيخ حسن البنا تنظيم(جماعة الإخوان المسلمين)،وإذا أراد المرء الدقة فإن رؤيتهم للحاضر والمستقبل تنبع وتنبني على تلك الرؤية الموجودة عندهم حيال التاريخ الاسلامي:من هنا أتى مصطلح(السلف الصالح)عند الاسلاميين،الذي هو بشكل أوبآخر يعبر عن رؤية للماضي يمثل فيها (السلف الصالح)مايمكن تسميته ب"الزمن- الأنموذج"،قبل حصول"الإنحراف"أو"الإنحطاط"،وهو شيء تشير الكثير من المؤشرات،في التاريخ الاسلامي،إلى أن حالة مسلمي العصر الحديث ليست غير مسبوقة،حيث أن"فكرة عهد مثالي،يبتعد عنا بصورة حتمية لامرَد لها كالزمن الذي يمر،قد عايشت الاسلام على الدوام...وسنجد عند ابن قتيبةت 276هجريةوعند الحسن البصريت110هجرية.....وكلما ارتقينا في الأدب الاسلامي،سنجد مجدداً هذا الإحساس بابتعاد تدريجي للسماء عن الأرض،ومامن أحد تكلم البتة عن التجدد،والجميع يتحدثون عن الترميم والإعادة"(عبد الله العروي:"الايديولوجية العربية المعاصرة"،دارالحقيقة،بيروت1970،ص122)،وقد كانت الحالة الأكثر تعبيراً عن ذلك متمثلة في فكر الإمام مالك(93-179هجرية)لماكان التزامه المتشدد بسُنة سالفيه من الصحابة والتابعين مرتبطاً بصراعه ضد(مدرسة الرأي)في الفقه عند العراقيين،وضد (علم الكلام)الذي بدأ بالظهور آنذاك،وهو أمر تكرر عند الإمام أحمد بن حنبل(ت241هجرية)ضد المعتزلة،وإذا كنا نجد حالة شبيهة شكلاً عند ابن حزم(ت456هجرية)إلاأنها هي مختلفة المضامين عن الحالتين السابقتين لماكان وقوفه ضد علم الكلام،بنسختيه المعتزلية والأشعرية،مبنياً ليس على "سُنة السلف الصالح"ولكن على(النبع)الممثل في(لحظة النبوة)بماأعطته من كتاب وسُنة،والتي يذهب إليها ابن حزم من دون وساطة أودلالة(السلف الصالح).
إذا أتينا إلى العصر الحديث فإننا نجد أن بلورة الرؤية الفكرية لمفكر مثل الشيخ محمد عبده لم تكن مبنية فقط على مقاربة لأزمة المسلمين الحديثين أمام قطوعي(الهجمة الغربية)و(التفوق العلمي-التقني الغربي)،وإنما أساساً على محاولة للتجديد اقتداءاً ب(السلف الصالح)وهي كلمة"لايستعملها محمد عبده بمعناها الحرفي كمرادف للجيل الأول من صحابة النبي وأتباعه،بل بمعناها الأعم......فكبار علماء الكلام في القرنين الثالث والرابع هجري،كالأشعري،والباقلاني،والماتوريدي=الماتريدي،هم أيضاً من السلف الصالح"(ألبرت حوراني:"الفكر العربي في عصر النهضة"،دار النهار،بيروت1968،ص184)فيما تقلَص ذلك عند تلميذه رشيد رضا ليكون"اسلام السلف الصالح هو اسلام الجيل الأول الذي عرف النبي"(حوراني:ص276).
في حالة الشيخ البنا نجد أن تحديد(السلف الصالح)يُترك مبهماً أثناء إشارته إلى أن(الإخوان)يفهمون"الاسلام كماكان يفهمه الصحابة والتابعون من السلف الصالح رضوان الله عليهم"("الرسائل"،دار الأندلس،بيروت1965،ص246)،وإن كانت عملية اسباغه لصفة الإسلامية على الدولة العباسية حتى سقوط بغداد بيد التتار عام656هجرية(ص209)،ثم قوله"أن تقوم للاسلام دولة وارفة الظلال قوية البأس.........تضم تحت لوائها معظم أممه وشعوبه......تلك هي دولة الأتراك العثمانية"(ص212)- توحيان بأن الشيخ البنا يقدم مروحة واسعة لمصطلح(السلف الصالح)رغم حديثه عن "عوامل التحللالتي.........أخذت تتسلل إلى كيان هذه الأمة القرآنية.....حتى مزقت هذا الكيان وقضت على الدولة الإسلامية المركزية في القرن السادس الهجري بأيدي التتار"(ص ص208-9)،ليكون تعداده لتلك العوامل بادئاً بالخلافات السياسية،ثم المذهبية،وبعدهما الترف،من دون أن يؤدي ذلك به لنزع صفة الإسلامية عن الدولة العباسية.
هنا،وفي تأسيس موازٍ للتيار الاسلامي ولكن مغاير،يقدم أبوالأعلى المودودي في عام1941،بكتابه "المصطلحات الأربعة في القرآن:الإله والرب والدين والعبادة"،رؤية مختلفة،ترى أن هناك في القرون التي أعقبت عصر النبي والصحابة "والتي تلت ذلك العصر الزاهر جعلت تتبدل المعاني الصحيحة لجميع تلك الكلمات،تلك المعاني التي كانت شائعة بين القوم عصر نزول القرآن،حتى أخذت تضيق كل كلمة من تلكم الكلمات الأربع عماكانت تتسع له وتحيط به من قبل............فكانت النتيجة أن تعذر على الناس أن يدركوا حتى الغرض الحقيقي والقصد الجوهري من دعوة القرآن"("المصطلحات الأربعة"،عن نسخة ألكترونية كاملة للكتاب متوفرة في عدة مواقع)،وهو ماتابعه سيد قطب في كتابه المفصلي"معالم في الطريق"(مكتبة وهبة،الطبعة الأولى،القاهرة1964)عندما قال بأن"وجود الأمة المسلمة يُعتبر قد انقطع منذ قرون طويلة"(ص6)،ليقوم بحصر(السلف الصالح) في الصحابة وحدهم عندما"خرَجت هذه الدعوة جيلاً من الناس- جيل الصحابة رضوان الله عليهم – جيلاًمميزاً في تاريخ الاسلام كله..........ثم لم تُخرِج هذا الطراز مرة أخرى"(ص13)،محدِداً أن"ذلك الجيل استقى إذن من ذلك النبع وحده=القرآن الكريم....ثم مالذي حدث؟.........اختلطت الينابيع!"(ص16)،وهو اختلاط يعتبره سيد قطب قد امتد إلى حدود أن"اختلط هذا كله بتفسير القرآن الكريم،وعلم الكلام،كما اختلط بالفقه والأصول أيضا........ً"(ص17).
أمام هذا التيار (أوالإتجاه الجديد الذي توَلد أوأوحت بجنينه كتابات المودودي وقطب)وقف المرشد الثاني لجماعة الإخوان المسلمين حسن الهضيبي من خلال كتابه المكتوب بالسجن،ببحر عامي1968و1969،والمسمى"دعاة لاقضاة"،وإن كان يلفت النظر في هذا الكتاب(الإستشهادات منقولة عن نسخة ألكترونية كاملة للكتاب موجودة بعدة مواقع)عدم الرد المباشر من الهضيبي على سيد قطب،وإنما أن يقفز للرد مباشرة على المودودي،وبالذات على تلك الفقرة المذكورة آنفاً،رغم أن من الواضح أن دوافع تأليف ذلك الكتاب عند الهضيبي كانت ناتجة عن ماأحدثه كتاب"معالم في الطريق"من حراك وانقسام في الوسط الإخواني داخل السجن وخارجه: يعتبر الهضيبي أن جميع من نطق بالشهادتين،ماضياً وحاضراً،هم مسلمون،انطلاقاً من أن"قول الرسول- صلى الله عليه وسلم – وفعله المعتبر شريعة لازمة........فقد قبِلَ الرسول....اسلام الناس الذين دخلوا في دين الله أفواجاً..............دون اجراء مايفيد ضرورة التأكد أن كل فرد منهم قد فهم من الشهادتين اللتين شهد بهما معلناً اسلامه معنى محدداً معيناً"،ثم يقول الهضيبي ببطلان"القول بإشتراط العمل" شرطاً لإكتمال الإيمان عند المسلم،وليذهب إلى البعيد،بالنسبة لاسلاميي الحاضر الراهن وفترة الهضيبي(1951-1973) وكذلك فترة البنا(1928-1949)،عبر استشهاده بكلمات الإمام النووي(ت672هجرية):"وأعلم أن مذهب أهل الحق ألايكفَر أحد من أهل القبلة ولايكفَر أهل الأهواء والبدع"،وبعد هذا يمتد إلى أبعد ،في رؤية ضمنية للتاريخ الاسلامي،عندما يرفض صحة حديث:"إن القدرية مجوس هذه الأمة" وكذلك حديث:"تفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة كلها في النار،حاشا واحدة فهي في الجنة"،قائلاً:"هذان حديثان لايصحان عن طريق الإسناد"،فيماتترافق رؤية سيد قطب حول(الإنحراف)و(الجاهلية)مع رؤية ضدية لعلم الكلام،والفلاسفة،وعلماء أصول الدين،وعلماء الفقه،وفي السياق نفسه يلفت النظر اجتماع الحنابلة ،ومعظم الأشاعرة،من جهة،وجميع الشيعة من جهة أخرى،على الأخذ بحديث"الفرقة الناجية"،بينما معظم أهل السُنة لايقولون بصحته.
من خلال ماسبق،هل نستعيد قول العروي بكتابه المذكور(ص119)لطرح التساؤل التالي:هل أصبح"تاريخ الاسلام تاريخ اختفاء كبير أوكسوف أومحاق،وتُنتخب فترة قصيرة تتفاوت طولاً حسب المؤلفين،ثم يُغطى الباقي بحجاب الخيانة الأسود"؟!!...........



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحولات الأحزاب:الأبواب المفتوحة بين الشيوعية والليبرالية
- السياسة الخارجية والوضع الداخلي
- الاسلاميون والجيش في باكستان
- انزياحات ألمانية انتخابية
- أولوية أفغانستان عند واشنطن
- من أجل نظرة ماركسية وعلمانية عربية جديدة للدين
- الفرقة الزيدية والحوثيون
- عن وسطية هاشمي رفسنجاني
- فراغات القوة الأميركية
- الاضطراب اليمني
- مفهوم يهودية دولة اسرائيل عند اتجاهات الحركة الصهيونية
- ايران:هل ستكون المآلات سوفياتية أم صينية؟
- إريتريا: تعويم دور دولة صغيرة ثم اغراقه
- واشنطن وتل أبيب: تاريخ الصدام
- الهند: اقتراع الديموقراطية الأكبر في العالم!
- دارفور:النزاع غير المنسي -
- مسار التحول اليميني الاسرائيلي
- وصول النزاع السريلانكي المنسي إلى مرحلة حاسمة
- إلى أين وصلت حروب ونزاعات منطقة البحيرات الإفريقية الكبرى؟.. ...
- الإمبراطورية والثقافة


المزيد.....




- حجة الاسلام شهرياري: -طوفان الاقصى- فرصة لترسيخ الوحدة داخل ...
- القناة 12 الإسرائيلية: مقتل رجل أعمال يهودي في مصر على خلفية ...
- وزيرة الداخلية الألمانية تعتزم التصدي للتصريحات الإسلاموية
- مراجعات الخطاب الإسلامي حول اليهود والصهاينة
- مدرس جامعي أميركي يعتدي على فتاة مسلمة ويثير غضب المغردين
- بعد إعادة انتخابه.. زعيم المعارضة الألمانية يحذر من الإسلام ...
- فلاديمير بوتين يحضر قداسا في كاتدرائية البشارة عقب تنصيبه
- اسلامي: نواصل التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة وفق 3 أطر
- اسلامي: قمنا بتسوية بعض القضايا مع الوكالة وبقيت قضايا أخرى ...
- اسلامي: سيتم كتابة اتفاق حول آليات حل القضايا العلقة بين اير ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد سيد رصاص - اختلاف صورة(السلف الصالح)عند الاسلاميين