أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - أوباما خلال عام














المزيد.....

أوباما خلال عام


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 2890 - 2010 / 1 / 16 - 09:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تطل أمور القطب الواحد للعالم أكثر من عقد ونصف من الزمن لكي يدخل في المأزق بدءاً من النصف الثاني من عام2006،فيماظلت الإمبراطورية الرومانية منفردة لقرنين ونصف بعد وصولها لوضعية القطب العالمي الأوحد إثر انتصار الرومان على المصريين في معركة أكتيوم عام31قبل الميلاد حتى أتى الساسانيون الفرس عام229ميلادية ثم حدث انقسام الرومان بين دولتين شرقية وغربية عام395.من جهة أخرى،فإن الإمبراطوريات التي كانت تواجه منافسين،وهي في مركز القوة العالمية الأولى،قد عاشت فترة أطول من الإستقرار وهي على قمة العلاقات الدولية،مثل البريطانيين منذ مؤتمر فيينا عام1815،الذي كرَس نتائج الهزيمة النابليونية،حتى نهاية الحرب العالمية الأولى التي أظهرت اهتزاز زعامة لندن للعالم.
هنا،كانت الأمور سلسة أمام واشنطن إثر هزيمتها لموسكو في الحرب الباردة(1947-1989)ثم انهيار الدولة السوفياتية عقب سقوط "كتلتها الشرقية"،ولم يواجه الأميركان عقبات تذكر في محطات بغداد1991وبلغراد1999،فيمااستطاعوا كسب مواطىء نفوذ كبرى في افريقية السوداء حيث كان الفرنسيون حتى تاريخه،وورثوا أغلب مواضع موسكو في القفقاس- آسية الوسطى،وكل مواقعها في أوروبة الشرقية ،وكسبوا الهند حليفة موسكو السابقة،ونجحوا في اغواء الصين بمكاسب اقتصادية مقابل سكوتها أومساعدتها في تمرير ماتريده واشنطن في هذا المكان أوذاك.
تغيَر مجرى هذه الأمور خلال السنتين الأخيرتين من عهد بوش الإبن:لم تستطع حرب تموز2006،التي قالت عنها الوزيرة رايس أنها"آلام مخاض ولادة الشرق الأوسط الجديد"، تولِيد ذلك الجنين في شرق المتوسط بعد أن تعثرت ولادته لثلاث سنوات في بلاد الرافدين.هذا استتبع بروز قوى اقليمية فاعلة في المنطقة،لم يعد بمقدور واشنطن تجاهلها (= دمشق وأنقرة،كماجرى تجاههما أثناء غزو العراق)أواغوائها بالتحالف بدل الصدام مع واشنطن لفرض أجنداتها الإقليمية(= طهران في أفغانستان2001وعراق2003 قبل أن تنطلق لاستئناف برنامجها النووي في آب2005)،كمااستتبع أوضاع داخلية في مواضع عديدة من المنطقة،مثل لبنان وغزة وأفغانستان والصومال واليمن، لم تكن لصالح الولايات المتحدة. أيضاً،إن هذا الوضع العالمي المستجد،والبادىء في منطقة الشرق الأوسط، قد بدأت ارتداداته بالظهور في مناطق أخرى من العالم ،مثل جيورجيا التي أرادت موسكو من خلالها في شهر آب2008اظهار بوادر استيقاظها كقوة كبرى على الأقل في محيطها الإقليمي،وهو ماحصل شيء مماثل له بعد أشهر من روسيا تجاه أوكرانيا ولكن ليس عبر وسائل عسكرية،إلى أن أتت الذروة عبر الأزمة المالية-الاقتصادية العالمية البادئة في أيلول2008من سوق وول ستريت بنيويورك،في المركز الإقتصادي للإمبراطورية الأميركية التي أتت حروبها المتعددة بالعقدين الماضيين من ادراكها لتفوق قوتها العسكرية،وتلك السياسية،على وزنها الاقتصادي العالمي،ومن محاولتها انشاء أوضاع اقتصادية عبر الحروب،في مناطق مصادر الطاقة العالمية وممراتها،تتيح تعديل ذلك الوضع.
جاء باراك أوباما على هذه الخلفية السابقة كلها:خلال السنة الفائتة من عمر الإدارة الأميركية الجديدة ظهرت معالم سياسات مغايرة لماكان في عهد بوش الإبن،كان أبرز ملامحها عدم تجاهل القوى العالمية الكبرى والسعي إلى مشاركتها في تنفيذ ماتريده واشنطن،مثلما جرى في قمة(الناتو)بنيسان الماضي عبر تكريس حلف الأطلسي بوصفه القوام الأساس لقوة(إيساف)في أفغانستان،أوايتاح الأميركان لحيز لم يكن مسموحاً أميركياً بالسابق أن تأخذه باريس في قضايا محددة،مثل موضوع الصراع العربي الإسرائيلي.أيضاً،كان واضحاً عدم اتجاه واشنطن نحو اتخاذ جيورجيا وأوكرنيا كمواضع مناوشة ضد موسكو إذا لم يكن العكس عبر القبول الأميركي بوقائع عام2008التي لم تكن لصالح حلفاء واشنطن في البلدين،حتى وصلت الأمور للذروة في خريف2009عندما كان تخلي أوباما عن خطة الدرع الصاروخي من أجل ارضاء موسكو ولوعلى حساب اغضاب الحلفاء في وارسو وبراغ في طريقٍ لكسب موقف ملائم للأميركان من الكرملين في موضوع الملف النووي الايراني. في طابق آخر ،امتد هذا السياق عند الأميركان نحو اعتمادٍ على قوى اقليمية كبرى كمشاركين لواشنطن في مناطق محددة من العالم أومقاولين في قضايا محددة لصالحها،مثل جنوب افريقية التي راعت الولايات المتحدة مصالحها ومصالح حلفائها(=أنغولا والكونغو الديمقراطي والرئيس الزيمبابوي موغابي)في نزاعي شرق الكونغو وزيمبابوي،فيماتبقى تركيا مثالاً كبيراً على ذلك ولوأن دور أنقرة ليس محصوراً أميركياً في منطقة الشرق الأوسط بل يمتد نحو منطقتي القفقاس- آسية الوسطى والبلقان.
يمكن القول،إذاجمعنا قطع هذه السياسات الأميركية الجديدة لبعضها البعض،بأنها تشكل معالم تقترب من تكوين استراتيجية جديدة. هذا يختلف عن سياسات كارتر،الآتي عقب الهزيمة الفيتنامية،والذي كانت سياساته بدون استراتيجية واضحة لتتسم بالتخبط وانعدام الرؤية الواضحة ونقصان الفعالية ،وليشهد عهده هزائم أنغولا1976وإثيوبيا1977وايران شباط1979 ونيكاراغوا تموز1979.أيضاً،تختلف هذه الإستراتيجية عن سياسات رئيس الوزراء البريطاني نيفيل تشمبرلين ،في مؤتمر ميونيخ(أيلول1938)،لماكان بدون استراتيجية أمام هجومية هتلر التوسعية مقتصراً على سياسة"منع الحرب"ولوكان ثمن ذلك التخلي عن تشيكوسلوفاكية للألمان،الشيء الذي لم يفعل أكثر من إثارة الشهية عند هتلر،ماقاد إلى "الفصل البولوني"والحرب العالمية الثانية بعد عام من ذلك المؤتمر.
رغم هذا،فإن هذه الإستراتيجية الأميركية الجديدة تشكو من فقدان البعد الأيديولوجي، ،وهو بعد موجود عند كل امبراطورية ذات مشروع ، كماكان الأمر عند"المحافظين الجدد"وأيديولوجية "الليبرالية الجديدة" التي كانوا يحملوها:ماذا يعني هذا على صعيد مستقبل الإمبراطورية الأميركية؟.........




#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النموذج المعاصر للإحتلال
- الكتابة السياسية والمستقبل
- الصحافة الإلكترونية وواقع الإعلام العربي - بمناسبة الذكرى ال ...
- طهران – أنقرة والجوار العربي
- - لماذا يُتهَم أردوغان ب-الأمركة-؟ -
- اختلاف صورة(السلف الصالح)عند الاسلاميين
- تحولات الأحزاب:الأبواب المفتوحة بين الشيوعية والليبرالية
- السياسة الخارجية والوضع الداخلي
- الاسلاميون والجيش في باكستان
- انزياحات ألمانية انتخابية
- أولوية أفغانستان عند واشنطن
- من أجل نظرة ماركسية وعلمانية عربية جديدة للدين
- الفرقة الزيدية والحوثيون
- عن وسطية هاشمي رفسنجاني
- فراغات القوة الأميركية
- الاضطراب اليمني
- مفهوم يهودية دولة اسرائيل عند اتجاهات الحركة الصهيونية
- ايران:هل ستكون المآلات سوفياتية أم صينية؟
- إريتريا: تعويم دور دولة صغيرة ثم اغراقه
- واشنطن وتل أبيب: تاريخ الصدام


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - أوباما خلال عام