أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - هل ستتكرر سابقة المراجعة الجنبلاطية في المعارضة السورية ؟...















المزيد.....

هل ستتكرر سابقة المراجعة الجنبلاطية في المعارضة السورية ؟...


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 2914 - 2010 / 2 / 11 - 22:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان سقوط بغداد بيد الأميركي، يوم9نيسان2003،مؤدياً إلى تحولات مفصلية بارزة في صفوف المعارضة السورية،كان من ضمنها تبديل القمصان الأيديولوجية والأخذ بتوجهات سياسية جديدة عند العديد من الأحزاب شملت مواضيع أساسية كان من ضمنها الموقف من واشنطن،ومن مشاريع التسوية للصراع العربي الاسرائيلي، والنظرة للمسألة الكردية في سوريا،إضافة إلى موضوع أساس وهو القبول غير المسبوق ( قبل عام2004) عند الكثير من المعارضين السوريين بدور"ما"للخارج في احداث التغيير الداخلي على غرار مافعلته المعارضة العراقية لنظام صدام حسين.
بدأت شرارة هذه التحولات عند الحزب الشيوعي السوري-المكتب السياسي وأمينه الأول الأستاذ رياض الترك،هذا الحزب الذي كان لثلاثة عقود سابقة من الزمن مدشِناً للتحولات المفصلية في صفوف المعارضة السورية،سواء في عام1972لماكان رائداً في اعطاء رؤية ماركسية استقلالية لمواضيع(الوحدة العربية)و(فلسطين)و(السوفييت)ماأثَر كثيراً على القوميين المتحولين نحو الماركسية في حركة القوميين العرب وحركة الاشتراكيين العرب،أوفي عام1978لماأنهى طلاق اليسار الماركسي مع مقولة(الديموقراطية)،وهو ماتبعه عليه اليسار القومي ثم الاسلاميون. والواقع أن دينامية هذه التحولات ماكان ممكناً أن تأخذ تلك القوة لو كان الحامل لها هو غير الرمز الأكبر للمعارضة السورية،ممثلاً في الأستاذ الترك،الذي عاد في الشهر الأخير من عام2003،إثر زيارة شملت القارتين الأوروبية والأميركية لشهرين،وهو على قناعة عبَر عنها آنذاك بأن هناك"رياح غربية ستهُب على دمشق"وأن "من الواجب ملاقاتها ببرنامج سياسي جديد"،ومعبراً عن قناعة بأن الماركسية كوعاء أيديولوجي"ليست ملائمة لذلك"،وهو شيء لم يكن يقوله عندما استقَل الطائرة غرباً من مطار دمشق قبل شهرين من الزمن،وإن كان قد أعطى ارهاصاً معيناً لذلك قبل أيام من بدء رحلته عندما صرح في مقابلة("النهار"-28أيلول2003،منشور نص أوسع في موقع"الرأي"باليوم التالي)بأن الأميركان نقلوا"المجتمع العراقي من الناقص إلى الصفر"،في رؤية تحوي جديداً لماجرى عبر غزو واحتلال العراق،لايمكن عزلها عن بوادر الصدام الأميركي- السوري الذي بدأت معالمه مع زيارة وزير الخارجية الأميركية كولن باول لدمشق بعد ثلاثة أسابيع من سقوط بغداد،فيماكانت المعارضة السورية ،ولثلاثة عقود سابقة، على يسار السلطة السورية في القضايا الوطنية والقومية.
تجسَدت هذه التحولات،خلال عامي2004و2005،في تأسيس الأستاذ الترك ل(حزب الشعب الديمقراطي)،ثم في انشاء ماسمي ب"اعلان دمشق"الذي ضم طيفاً واسعاً من الماركسيين المتحولين أيديولوجياً وسياسياً مع الأحزاب الكردية وجماعة الإخوان المسلمين وأيضاً الناصريون في (حزب الاتحاد الاشتراكي )الذين وافقوا على نص لايقول شيئاً عن فلسطين والعراق وأميركا واسرائيل ويخفِض علاقة سوريا بالعرب إلى مستوى منظومة عربية على طراز منظومة حلف وارسو ويعتبر الشعب السوري مجموعة من"المكوِنات"،هذا النص الآتي قبل خمسة أيام من"تقرير ميليس"(21تشرين أول2005) وفي ظل أجواء كان يقول فيها رموز"اعلان دمشق"في المجالس الخاصة بأن عمر السلطة السورية لن يتجاوز أشهراً،وهي الأجواء نفسها التي دفعت الأستاذ الترك في حديث تلفزيوني بالشهر التالي ل"الاعلان"للدعوة إلى استقالة الرئيس السوري وتشكيل سلطة انتقالية.
إذا أردنا تركيز هذه التحولات،مفهومياً،فيمكن القول بأنها أخذت شكلاً أيديولوجياً عند البعض في نوع من الوعاء لملاقاة تحولات سياسية كانت موضع مراهنات وفقاً لقراءة محددة عند أصحابها،فيماأخذت شكلاً سياسياً محضاً عند الناصريين السوريين وعند الاخوان المسلمين أثناء وجودهما في"اعلان دمشق"،بينما لم تتغير الأوعية الأيديولوجية عند المعارضة العراقية،بكل أطيافها،الاسلامية والشيوعية والكردية،أثناء ملاقاتها وابحارها وفقاً للرياح الأميركية الغازية والمحتلة للعراق،وإنما استمرت بأشكالها الأيديولوجية القائمة في متابعة ملاقاة العامل الخارجي لإحداث التحوُل الداخلي،حيث لم يكن هذا جديداً عند المعارضين العراقيين في عام2003 وإنما كان استمراراً لعملية المراهنة عندهم على الخميني في الحرب العراقية الايرانية أوعلى الجنرال شوارزكوف في حرب1991،ويلاحظ في هذا الإطار أن الوعاء الأيديولوجي الجديد للمتحولين السياسيين الآخذ شكل(الليبرالية الجديدة)كان يعطيهم شحنة للمتابعة السياسية على نفس الاتجاه ولوحتى للوصول إلى حدود بعيدة،مثل قول بيان(حزب الشعب)حول حرب تموز،في سياق نقده لحزب الله وعبر سياق يوحي بتحميله مسؤولية الحرب،بأن"مسألة الإفراج عن أسرى لبنانيين أوفلسطينيين في سجون الإحتلال لاتتناسب مع حجم الدمار والخراب الذي أحدثته هذه الحرب والأخطار التي يمكن أن تحملها للبنان وتجرها على المنطقة برمتها"(موقع"الرأي"،17تموز2006)،فيمارأينا الناصريون السوريون في موقف آخر من تلك الحرب،ثم رأيناهم ،هم وماركسيوا حزب العمل الشيوعي،يصطدمون مع الأستاذ الترك،خلال صيف وخريف2007أثناء التحضير لماسمي ب"المجلس الوطني لاعلان دمشق"،بسبب رفضه تضمين مشروع الوثيقة المقترحة للمجلس أي موقف مضاد أوسلبي من"المشروع الأميركي"،وهو شيء كان وراء تخطيطه لإقصائهم عبر انتخابات ذلك المجلس في يوم انعقاده(1كانون أول2007).
توضَحت،خلال أعوام2007و2008و2009،مآزق وانسدادات"المشروع الأميركي"للمنطقة،هذا المشروع الذي أخذ شكلاً أيديولوجياً- سياسياً عبر"مشروع الشرق الأوسط الكبير" 13شباط2004:لم تقتصر هذه المآزق والانسدادات على بغداد وكابول وإنما امتدت إلى غزة وبيروت،لتصل عبر ذلك إلى حدود ميل ميزان القوى لصالح(الاقليمي)=حلف طهران-دمشق-حزب الله-حركة حماس)على حساب(الدولي)=واشنطنفي منطقة الشرق الأوسط بأكملها.
انعكس هذا الشيء على مجمل السياسات العامة بالمنطقة،وامتد هذا بانعكاساته إلى واشنطن حيث لايمكن عزل انتخاب باراك أوباما عن ماجرى في المنطقة الممتدة بين كابول و شرق البحر المتوسط،فيمايمكن القول بأن حركة الملك عبدالله بن عبد العزيز باتجاه المصالحات العربية تعبر عن قراءة سعودية جديدة تتضمن ادراكاً لانتهاء المشهد الاقليمي الذي بدأ في يوم9نيسان2003ولضرورة تكوين وزن عربي لملء الفراغ الناتج عن التراجع و"استراتيجية الخروج"الأميركية من المنطقة بدلاً من أن تملأ هذا الفراغ القوتان الصاعدتان في طهران وأنقرة،وهو شيء عبَر عنه علناً الرئيس الايراني في استانبول قبل أشهر.
على الأصعدة المحلية،لايمكن عزل المراجعة التي أجراها الأستاذ وليد جنبلاط بكلمته يوم2آب2009عن قراءة جديدة لمتغيرات المشهد الاقليمي من قبله:لايلاحظ شيء من هذا على صعيد المعارضة السورية،لمراجعة جدوى وحصيلة تغيير القمصان الأيديولوجية وتلك المراهنات السياسية التي تمَت بالسنوات الست السابقة،والتي لم تنتج أكثر من طبخات سياسية محروقة ،لم تعط فقط طعاماً غير قابل للتناول وإنما أيضاً أحرقت الطنجرة وعموم المطبخ.
بدلاً من المراجعة، والجرأة عليها، طلع (حزب الشعب)مؤخراً ب"مشروع موضوعات" وبوثائق لمؤتمره القادم لاتقول شيئاً من المراجعة ،في نزعة هروبية إلى الأمام، فيمارأينا مراقب(الاخوان المسلمين)السيد علي البيانوني يجري شيئاً من المراجعة الضمنية عبر تغيير المواقف والمواقع.
السؤال الآن:هل ستحصل مراجعة جدية لأفكار ولسياسات ومراهنات ساهمت أساساً في تدمير مجمل المعارضة السورية؟..أم أن كل مراجعة مشروطة،عند السياسي،بمدى قوة قاعدته الاجتماعية،فيمالايستطيع ذلك الفاقدون للجذور في مجتمعهم أوالمعتاشون على الأوكسجين الخارجي؟...........



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واحد وثلاثون عاماً على الثورة الايرانية
- اليمن:العوامل المتغيرة في تكوين الأهمية الاستراتيجية
- أوباما خلال عام
- النموذج المعاصر للإحتلال
- الكتابة السياسية والمستقبل
- الصحافة الإلكترونية وواقع الإعلام العربي - بمناسبة الذكرى ال ...
- طهران – أنقرة والجوار العربي
- - لماذا يُتهَم أردوغان ب-الأمركة-؟ -
- اختلاف صورة(السلف الصالح)عند الاسلاميين
- تحولات الأحزاب:الأبواب المفتوحة بين الشيوعية والليبرالية
- السياسة الخارجية والوضع الداخلي
- الاسلاميون والجيش في باكستان
- انزياحات ألمانية انتخابية
- أولوية أفغانستان عند واشنطن
- من أجل نظرة ماركسية وعلمانية عربية جديدة للدين
- الفرقة الزيدية والحوثيون
- عن وسطية هاشمي رفسنجاني
- فراغات القوة الأميركية
- الاضطراب اليمني
- مفهوم يهودية دولة اسرائيل عند اتجاهات الحركة الصهيونية


المزيد.....




- فسيفساء بومبيي الإيروتيكية.. كنز سرقه النازيون قبل 80 عامًا ...
- فرنسا وإسبانيا تكافحان حرائق الغابات وسط ظروف جوية صعبة.. شا ...
- رصاص بالحذاء وطيار واجه الموت.. ما قصة أول اختطاف طائرة في ا ...
- هل مهاجمة ترامب لمؤيديه المطالبين بالكشف عن قائمة -عملاء إبس ...
- -محاولة للسيطرة على الدولة-.. اتهامات جديدة للرئيس الكوري ال ...
- مقتل 32 فلسطينياً بنيران إسرائيلية خلال تواجدهم قرب مركز توز ...
- الكونغو الديمقراطية وحركة -إم23- توقعان اتفاق سلام في الدوحة ...
- غياب العين الأميركية في سيناء.. فجوة رقابية تربك إسرائيل
- مفاجأة بفضيحة كولدبلاي.. زوج السيدة الخائنة -رئيس تنفيذي-
- فيديو..-سيارة مجهولة- تصدم حشدا في لوس أنجلوس


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - هل ستتكرر سابقة المراجعة الجنبلاطية في المعارضة السورية ؟...