أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد الشيخ - فلسطينية الأرض ومحددات الصراع على هويتها














المزيد.....

فلسطينية الأرض ومحددات الصراع على هويتها


ماجد الشيخ

الحوار المتمدن-العدد: 2960 - 2010 / 3 / 30 - 12:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ أربعة وثلاثين عاما، وجماهير الأرض الفلسطينية التاريخية، تحيي هبّة يوم الأرض، يوم انتفضت جماهير الهوية الوطنية الفلسطينية ضد مخططات المصادرة والضم والإلحاق التهويدية، تلك التي بدأتها سلطات الاحتلال منذ العام 1948؛ مرة تحت إسم "أملاك الغائبين" التي أوجبت مصادرتها بقانون صادر من الكنيست، ومرّات تحت أسماء براقة من قبيل "تطوير الجليل والمثلث والنقب"، إلى حد أن صار لهذا "التطوير" حقيبة وزارية منذ أن تولاها شمعون بيريز في حكومة إيهود أولمرت الأولى، مرورا بحكومة اليمين القومي والديني المتطرف بزعامة بنيامين نتانياهو وداعي الترانسفير، راعي المواخير السابق أفيغدور ليبرمان؛ وهي الحكومة الأكثر استفزازا في تاريخ الحكومات الإسرائيلية، ضد الأرض وهويتها.

وها هي ذكرى هذا العام، تجئ في وقت تمتدّ فيه مخططات "التطوير التهويدية" إلى مدينة القدس، العاصمة التاريخية لأرض الوطن الفلسطيني، في محاولة لإيجاد معادلة جديدة، والمضي بها للوصول إلى الإبقاء على أكثر من عُشر السكان بقليل حتى العام 2020، ما يعني طرد أو "التخلص" من حوالي 22 بالمئة من مواطنيها الفلسطينيين، وإحلال مستوطنين إسرائيليين مكانهم، وجعل المدينة مرتعا لأغلبية إسرائيلية/يهودية، الفلسطينيون فيها مجرد "مجموعات أقلّويّة" موزعة هنا وهناك، دون الإبقاء على تجمع فلسطيني واحد متجانس، وهذا قمة الاستهتار بالعالم وقيمه.

يحصل هذا، إضافة إلى مجموع الإجراءات الاحتلالية، مثل بناء "كنيس الخراب"، والمضي في أعمال الحفر تحت المسجد الأقصى، واعتبار المواقع الآثارية الفلسطينية مواقع ذات هوية إسرائيلية، والشروع في بناء مواقع استيطانية، تغيّر من هوية القدس بطابعها الفلسطيني العربي، وتفصل بينها وبين الضفة الغربية، وحتى فصل شمال الضفة عن جنوبها، لمنع تواصل ما يُفترض أنها أراضي الدولة الفلسطينية القادمة. كل هذا يجري تحت أعين وسمع من يفترض أن التحدي الإسرائيلي موجّه ضدّهم، وفي ظل معطيات من الانهيار والهشاشة المزدوجة فلسطينيا وعربيا، كأطراف معنية مباشرة بالمسألة، واستمرار العالم المضي في فرجته، دون إحداث أيّ انفراج في تعقيدات الوضع الإقليمي للدائرة الشرق أوسطية – الصغرى منها والكبرى – ودون إحداث أي تغيير يُذكر في موازين القوى الراهنة في المنطقة، لصالح إحداث ولو تعديل طفيف؛ يؤكد على عدالة ولو نسبية ممكنة، في النظر إلى قضايا شعوب هذه البلاد.

لكن الأخطر على الأرض وهويتها، وعنوان قضيتها، هي تلك الحالة التي يعيشها النظام الرسمي العربي، كما النظام السياسي الفلسطيني المنقسم على ذاته، وكلاهما يفتقدان حسّ الصراع، ما قاد ويقود حتى اللحظة، إلى تغييب أي رؤية إستراتيجية موحدة، أو حتى تكتيكية؛ فلسطينية أو عربية. فما يجري فلسطينيا للأسف، إنما هو انعكاس مباشر لحالة اللاأدرية وانعدام الفاعلية والأوزان العربية، واستبعاد الصراع أو طرائق إدارته عن مجمل معطيات الحراك السياسي أو الدبلوماسي الإقليمي والدولي، الأمر الذي لم يؤثر على الانقسام السياسي والجغرافي الفلسطيني فحسب، بل بات ولمزيد الأسف، يُراكم المزيد من هشاشة أدوات تفكيك منظومة التفاوض، في الوقت الذي يجري فيه تغييب أي رؤية لمقاومة جماهيرية منظمة، شعبية، لا فئوية ولا فصائلية.

لهذا تحديدا، لم تجد حكومة اليمين القومي والديني المتطرف في إسرائيل، من يحاول أن يقيم أي نوع من التوازن في مواجهة صلفها وغرورها وغطرستها، لا في الجانب الفلسطيني ولا في الجانب العربي أو الإقليمي. وها هي تمضي في تنفيذ سياسات التطهير العرقي التي بدأتها منذ العام 1948، في محاولة متجددة لتهويد وأسرلة ما فاتها تهويده وأسرلته، طوال أكثر من ستين عاما، مرورا بالأعوام الأربعة والثلاثين، منذ أن هبّت جماهير الأرض وحراس هويتها الفلسطينية، دفاعا عن قانون الانتفاض والمقاومة للتشبث بالأرض، في مواجهة قوانين الإحتلال والإحلال الكولونيالي.

وها هي ذي معركة الأرض تستمر وتتواصل، ولكن للأسف في ظل شروط ومعطيات أقل ما يقال فيها، أنها بحاجة إلى رؤية إستراتيجية لإدارة الصراع، لا لإدارة أزمات التفاوض، أو أزمات الاستمساك بالنهج اللفظي للمقاومة ليس إلاّ، وتحويلها إلى مجرد شعار موسمي، يجري توظيفه للصالح الفئوي الخاص، دون محاولة الاقتراب من ابتداع إستراتيجية عامة لمجموع الشعب وقواه وحركته الوطنية، في لحظة فلسطينية أكثر خصوصية في احتياجها لصهر طاقات الشعب الكفاحية، بعيدا من نزعات ونزاعات الانفلاش السلطوي لطرفي النظام السياسي، وهما يعبّدان الطريق لأوهام النخب وتوهماتها؛ أن ما يسعون إليه إنما هو أحد الأهداف العليا للشعب الفلسطيني، وما هو بالتأكيد كذلك، والأرض.. هي المخرز الذي يفقأ عين كل مُكابر أو مُعاند.



#ماجد_الشيخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عالم يتغيّر وقمم لا تبدّل ولا تغيّر
- بلدوزر الاستيطان الاسرائيلي حين يرسم حدود التفاوض وتعقيداته
- الانتفاضة الثالثة: حاجة ذاتية ودوافع موضوعية
- فرض التسوية و -الأيقونة المقدسة-
- اليونان.. هل تكون حبة رمل أوروبا؟
- الأوكرانيون يهزمون -ثورتهم البرتقالية- .. ديمقراطيا
- عودة إلى المسكوت عنه في العلاقات الأميركية - الصينية
- يهودية الدولة وهيمنة الخطاب الديموغرافي
- أي بدائل إقليمية لحل الدولتين؟
- تسوية دائمة لمشروع الدولة المؤقتة
- أولويات نتانياهو القومية ومهمات جباية الثمن
- نحو شراكة أوروبية - عربية في قضايا حوض المتوسط.. والعالم
- ماذا يريد الفلسطينيون من نظامهم السياسي؟
- الحداثة نقضا للخرافة
- أبعد من إفشال مهمة ميتشيل!
- .. أبهذا يُصار إلى التطبيع الثقافي؟
- المسار الفلسطيني وتسويته بين الفراغ والإفراغ
- الوطنية الفلسطينية ومخاطر هزيمتها من داخلها
- أي سلام يسعى إليه أوباما؟
- تركيا: وقائع انقلاب دستوري!


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد الشيخ - فلسطينية الأرض ومحددات الصراع على هويتها