أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد الشيخ - تسوية دائمة لمشروع الدولة المؤقتة














المزيد.....

تسوية دائمة لمشروع الدولة المؤقتة


ماجد الشيخ

الحوار المتمدن-العدد: 2914 - 2010 / 2 / 11 - 12:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



مرة أخرى تكرس الجولة التاسعة (الأخيرة) للمبعوث الأميركي جورج ميتشيل في المنطقة، ليس إخفاقه هو في مهمة إطلاق المفاوضات، بل وأكدت على إخفاق الرئيس الأميركي في محاولته الجديدة – المتجددة – انتشال "وعوده التغييرية" من مصيرها ومآلات الفشل التي بلغتها. فقد أدت لاءات نتانياهو بما هي الشروط الإسرائيلية المسبقة، وإصرار السلطة الفلسطينية على الوقف التام للاستيطان كشرط لاستئناف المفاوضات، إلى إفشال مهمة ميتشيل، وعودته بخفي حنين الشروط والشروط المضادة، فلا نتانياهو يسعى جادا لتجميد الاستيطان فعليا؛ ولا الموقف الفلسطيني بإمكانه العودة إلى طاولة المفاوضات، بالتنازل عن شرطه المسبق الأساس لوقف الاستيطان، في ظل رفض حكومة نتانياهو الاستجابة لمتطلبات عملية التفاوض، بالتوقف الكامل عن مواصلة بناء مزيد من الأبنية في الكتل والمجمعات الاستيطانية القائمة، وإبداء الاستعداد للانسحاب منها، لا سيما تلك الكبرى في الضفة الغربية وفي القدس، واحترام هدف إقامة الدولة الفلسطينية بحدود العام 1967، أو الاعتراف بحق عودة اللاجئين. وأخيرا فإن إعلان نتانياهو نية حكومته الاحتفاظ بمنطقة الأغوار تنسف مبدئيا وعمليا إمكانية قيام دولتين، خاصة حين يجري التشبث بحدود دولة واحدة ثنائية القومية، حيث لا يتمتع الفلسطينيون في ظلها إلاّ بـ "حقوق بلدية" في إطار حكم ذاتي وتسوية "سلام اقتصادي"، لا تتخلى بموجبها إسرائيل عن أية أراض محتلة، استجابة للرؤية التوراتية لأغلبية اليمين الديني والقومي الحاكم.

وإذا كان نتانياهو واضحا في لاءاته، فقد حملت الورقة الأميركية التي حملها ميتشيل معه، والتي اتسمت بطابع الشروط المسبقة لإعادة استئناف المفاوضات على المسارين الفلسطيني والسوري، طابعا تهديديا كذلك للفلسطينيين، حتى أنه سبق لوزيري الخارجية المصري والأردني رفضها، حين إطلاعهما عليها أثناء زيارتهما لواشنطن أوائل الشهر الماضي، ما حدا بالإدارة الأميركية يومها للتهديد العلني بأن "أي سبيل غير استئناف المفاوضات مع إسرائيل سيكون كارثة على الفلسطينيين"، فيما اعتبرت السلطة الفلسطينية الورقة الأميركية، بمثابة عامل هدم وتدمير للمشروع الوطني الفلسطينيي، حتى أن معظم الدول العربية رفضتها وترفضها للأسباب ذاتها التي دعت السلطة الفلسطينية إلى رفضها.

بشكل أو آخر، يمكن القول أن ما اقترحته الورقة الأميركية، ليس أكثر من مشروع للتحول إلى صيغة جديدة من صيغ الاندفاعة الثانية، الهادفة إلى تجاوز عناصر الفشل أثناء الاندفاعة الأولى، وتخطي حراك الاتحاد الأوروبي وبيانه، ولجنة المتابعة العربية ومبادرتها، وتقديم المساعدة لحماية إسرائيل من يمينها الفاشي الأكثر تطرفا، الساعي إلى نسف كل جهد سياسي، خاصة مع الفلسطينيين، وذلك على خلفية توراتية، ترفض المساومة على ما يسمى "أرض إسرائيل"، في تساوق مع منطق رفض الحل أو الحلول الشاملة، والتمهيد للتسوية النهائية البعيدة بتسوية مرحلية طويلة، قد تتحول هي ذاتها بقدرة الصياغات والتواطؤات الأميركية – الإسرائيلية المشتركة إلى تسوية دائمة، تطيح معها إمكانية تحقيق المشروع الوطني الاستقلالي الفلسطيني، الذي يحدد لذاته دولة مستقلة، في نطاق الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.

هذا "الوضع الجديد"، وبعد عام من ولاية الرئيس أوباما، يعيد معطيات المنطقة برمتها إلى الوراء، دون أمل جديد، يضفي عليه البعض تفاؤله، فيما يغرق الكثيرون في لجج تشاؤم اعتادت المنطقة والعديد من القوى فيها، على السباحة وسط تياراتها المتلاطمة، فلا تحقق السلام، ولا تواصلت الحرب؛ وإن كانت المنطقة اليوم واقعة تحت تأثير رياح شديدة الهبوب، تهدد بحرب قادمة، تواصل وصل ما انقطع من حرب "الرصاص المسكوب" في غزة، وربما واصلت حرب لبنان الثانية، حيث أن وجود كميات كبيرة من الصواريخ القادرة على إصابة كامل الجبهة الداخلية الإسرائيلية، ما برح يتهدد بتخريب جهود حكومة نتانياهو الساعية لتمهيد المنطقة لحرب "الضربة الخاطفة" للمنشآت النووية الإيرانية، بأقل الخسائر الممكنة التي يمكن لـ "الجبهة الداخلية" الإسرائيلية أن تتحمّلها، بفعل رشقات صواريخ من غزة ومن لبنان، وربما بصواريخ بعيدة المدى من إيران نفسها.

في كل الأحوال، لا تبدو الإدارة الأميركية؛ وهي تغرق في حروب احتلالاتها من العراق إلى أفغانستان، ومجابهة تحديات الحرب ضد الإرهاب القائم أو المحتمل؛ في أحسن أحوالها، فهي في اختيارها الحوار مع طهران، وصولا إلى فرض عقوبات دولية صارمة، إذا لم تستجب لشروط الدول الست ومواثيق وكالة الطاقة الذرية، تتعارض في ذلك مع الموقف الإسرائيلي الساعي أو الداعي إلى توجيه ضربة عسكرية للمنشآت وللطموح النووي الإيراني، فيما هي تتوافق توافقا تاما مع مشروع التسوية الإسرائيلي القائم على قاعدة الدولة المؤقتة، ليس غير، كأقصى طموح التسوية – الاقتصادية – الذي يعكسه نتانياهو عبر "سلامه الاقتصادي" الذي بات اليمين القومي والديني من أبرز دعاته، كونه لا يتخلى عن أرض محتلة، ولو جرى تبادل أرض بأرض، أو جرى هدم قسم من الكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية، فلا هذا ولا ذاك يمكنه أن يوقف هجمة التهويد والأسرلة للقدس بكاملها – شرقا وغربا – المهم أن لا تحيد هذه الحكومة عن أهدافها التوراتية في الاحتفاظ بأرض إسرائيل الكاملة. وهذا بالتحديد ما تسعى الولايات المتحدة لأن تقوله اليوم، عبر دعمها المواقف اليمينية المتطرفة لحكومة نتانياهو، وهو ذاته ما تسعى للالتزام به عبر إطلالاتها الجديدة.. المجهضة والفاشلة.



#ماجد_الشيخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أولويات نتانياهو القومية ومهمات جباية الثمن
- نحو شراكة أوروبية - عربية في قضايا حوض المتوسط.. والعالم
- ماذا يريد الفلسطينيون من نظامهم السياسي؟
- الحداثة نقضا للخرافة
- أبعد من إفشال مهمة ميتشيل!
- .. أبهذا يُصار إلى التطبيع الثقافي؟
- المسار الفلسطيني وتسويته بين الفراغ والإفراغ
- الوطنية الفلسطينية ومخاطر هزيمتها من داخلها
- أي سلام يسعى إليه أوباما؟
- تركيا: وقائع انقلاب دستوري!
- الأوروبيون وشهوة الاستفراد الإسرائيلي
- في الصياغات الجديدة للعقائد العسكرية
- مأزق الشراكات التفاوضية
- جعجعة خطط ولا طحين لدولة في الأفق
- حدود العلاقات الندية اليابانية - الأميركية وآفاقها
- فساد السياسة والكيان في إسرائيل
- التحولات التركية وإمكانيات الاتجاه التواصلي
- المفاوضات.. الموعودة دون وعد والمأمولة دون أمل
- جائزة نوبل ل -سلام عدم الاستطاعة-!
- تقرير غولدستون: بداية انعطاف لا نهاية مطاف


المزيد.....




- سعودي يوثق مشهد التهام -عصابة- من الأسماك لقنديل بحر -غير مح ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل ضرباته ضد أهداف تابعة لحماس في غزة
- نشطاء: -الكنوز- التي تملأ منازلنا في تزايد
- برلين تدعو إسرائيل للتخلي عن السيطرة على غزة بعد الحرب
- مصر تعلن عن هزة أرضية قوية في البلاد
- روسيا تحضر لإطلاق أحدث أقمارها لاستشعار الأرض عن بعد (صور)
- -حزب الله- يعلن استهداف ثكنة إسرائيلية في مزارع شبعا
- كييف: مستعدون لبحث مقترح ترامب تقديم المساعدات لأوكرانيا على ...
- وسائل إعلام: صواريخ -تسيركون- قد تظهر على منظومات -باستيون- ...
- رئيس الوزراء البولندي: أوروبا تمر بمرحلة ما قبل الحرب وجميع ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد الشيخ - تسوية دائمة لمشروع الدولة المؤقتة