أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - ماجد الشيخ - جائزة نوبل ل -سلام عدم الاستطاعة-!














المزيد.....

جائزة نوبل ل -سلام عدم الاستطاعة-!


ماجد الشيخ

الحوار المتمدن-العدد: 2813 - 2009 / 10 / 28 - 15:53
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


أن يكون مجرد خطاب لفظي، نواياه أعلى كعبا من إمكانية تحقيق ما تطرق إليه من بنود المسائل والقضايا التي ينوي مقاربتها، هو الدافع لكونه مرجعية أو المرجعية الأولى، لمنح جائزة بقامة وقيمة جائزة نوبل للسلام؛ فذلك من نوع السّفّ السياسي، إلاّ إذا أمست الجوائز مجرد منح مالية، تُعطى كشيك مغطى برصيد، لأعمال لا يغطيها أي رصيد، أو لمجرد أن الخطاب (خطاب جامعة القاهرة) قدم وعودا معسولة، وفرش الأرض ورودا، ورغب لأمنياته أن تصبح واقعا مبسوطا.

هكذا على "رصيد" من النوايا – نوايا الرئيس أوباما – منحت لجنة جائزة نوبل للسلام، الرئيس الأميركي جائزتها هذا العام، لدوره في الحوار والتسامح و "إيجاده مناخا جديدا في السياسة الدولية"، والعمل باتجاه إنهاء الأحادية القطبية التي اعتمدتها الإدارة السابقة، وذلك عبر "جهوده الاستثنائية لتعزيز الدبلوماسية والتعاون بين الشعوب"، كما أولت اللجنة أهمية خاصة لرؤياه، وجهوده من أجل عالم خال من الأسلحة النووية، ولقدرته على "تغيير المناخ الدولي" حسب رئيس اللجنة ثوربيورين باغلاند.

رغم ذلك رأى أوباما أنه "لا يرى الجائزة بمثابة اعتراف بانجازاته"، بقدر ما هي الدافع الأبرز الذي يضع على عاتقه فعليا وبشكل جدي؛ تحقيق ما وعد به من إنجازات، وما تضعه الجائزة على عاتقه من ضرورة حضور "إنجازاته"، في عالم يطفح كيله بـ "إنجازات" سلفه، على طريق الحروب والعنف والإرهاب باسم مكافحة الإرهاب. ولكن أين هي تلك الإنجازات أو بوادرها وإرهاصاتها، أم أن لجنة الجائزة حوّلت استحقاقات جوائزها للسلام على الأقل، نحو الخطابة أو الخطابات العتيدة التي لم تحز أرصدتها بعد، جريا على القول "نعطيكها الآن على أن تغطيها بإنجازاتك الموعودة غدا"!.

في كل الأحوال، فإن نوايا أوباما ليست بالضرورة تتطابق مع نوايا طواقم إدارته، أو أغلبية الشعب الأميركي، كما هي ليست كلها قابلة للتحقق، في ظل الكثير من العقبات والمعوقات الناتجة من هنا أو هناك أو هنالك، فالنوايا وحدها لا تكفي في عالم مثل عالمنا، المصالح الجيو سياسية والمنافع المادية والاقتصادية فيه، هي المحدد الأول لمسارات السياسة، حتى وسط المناخات الجديدة، التي خلقتها فرصة وجود رئيس كباراك أوباما في البيت الأبيض.

لكن بالمقابل.. تحمل جائزة أوباما مؤشرا أبعد غورا، لا سيما حين وضعت لجنة الجائزة، أعمال جورج بوش وسياساته، في ميزان التضاد مع ما يعد به أوباما من وعود ونوايا، لم تزل في نطاق الإمكان والاستطاعة أو عدمها، فصاحبها لا يمتلك إنجازات تاريخية، ولا آنية حتى اللحظة، فما قد يواجهه في طريقه نحو إيجاد معالجات وحلول للقضايا الدولية الساخنة قد لا يكون بسيطا، فهذه القضايا ليست من النوع السهل الممتنع، قدر ما يدخل بعضها في نطاق المقاربات والحلول المستحيلة؛ كالصراع العربي – الفلسطيني مع الحركة الصهيونية على أرض فلسطين التاريخية.

وإذ رأت إسرائيل في جائزة أوباما، أنها يمكن أن تقوده إلى التخلي عن الخيار العسكري ضد إيران، إذا ما مضت في بناء ترسانة نووية عسكرية، ولم تُجد معها العقوبات والاتفاقات التي يمكن أن تعقب جولة المفاوضات السداسية مؤخرا، فهي (أي إسرائيل) تبدي خشيتها من تحول أوباما كحائز على جائزة نوبل للسلام، إلى حمامة تجد صعوبة في إبداء الحزم، أو استخدام القوة تجاه إيران، بل قد يقوده ذلك للتخلي عن الخيار العسكري ضدها، وهذا ما لا تريده إسرائيل..

إلاّ أن جدعون ليفي (هآرتس 11/10) فقد قلّب الأمر على نحو آخر، حين رأى أن أوسلو غيّرت عادتها، وباتت توزع جوائزها وفق ما أسماه "الدفع المؤجل": (نلها اليوم وادفع غدا). فما فعله أوباما في الأشهر التسعة الأولى من وجوده في البيت الأبيض، لا يتعدى "عدم الاستطاعة"، بينما على عكسه تماما فعلت إسرائيل، لتثبت أن "إسرائيل تستطيع"، فهي لم ترد تجميد الاستيطان، ولم ترد أن تتحمل المسؤولية عن جرائم غزة، وهي لا تريد أن تنهي الاحتلال. كل هذا "استطاعته" إسرائيل في مواجهة الرئيس الأميركي الحليف الأوثق لكيانها ودورها الوظيفي في هذه المنطقة من العالم، حيث خاض حملته الانتخابية تحت شعار "التغيير" الموشى بـ "الاستطاعة".

بل هكذا.. من "عدم الاستطاعة"، ومن مضي الرئيس الأميركي في دروبها الضيقة، استحق نيل جائزة نوبل للسلام، على ما لم يفعله بعد، أو لم ينجزه أصلا بعد، لا في العراق ولا في أفغانستان، ولا حتى تجاه إيران أو كوريا الشمالية، فهو لم يزل في بداية الشوط، يتحسّس طرق الخروج من أنفاق النزوع الإمبراطوري الذي أدخل سلفه الرئيس جورج بوش بلاده فيها، وها هو ما فتئ يتخبط وسط استراتيجيات خروج وانسحاب أو فوز أو انتصار، وهذه كلها لم تكتمل لا في العراق ولا في أفغانستان أو باكستان، وعلى امتداد رقعة العالم، دون أن تظهر أي علامات على رؤية النور في نهاية النفق، أو الأنفاق التي أوشكت أو توشك على الانهيار، إلاّ إذا عمل مفعول الجائزة فعله وأفاعيله، وهذا بالتحديد ما عبّرت إسرائيل عن خشيتها من رؤيته يتحقق، على حساب مصالحها ورؤيتها لعلاقاتها التحالفية الوثيقة، ودورها الوظيفي في خدمة إمبريالية الولايات المتحدة، بل وخدمة هذه الأخيرة لمصالح إسرائيل ككيان استيطاني إحلالي في محيط يعاديها ويعادي من يقف خلفها، كونه وكونها كذلك.



#ماجد_الشيخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقرير غولدستون: بداية انعطاف لا نهاية مطاف
- الفلسطينيون ومنطق الإرجاء والتأجيل الكارثي!
- تضارب المواعيد الفلسطينية
- رؤيا الدولة الواحدة.. واقعها وواقعيتها
- من يمتلك -شجاعة- إنهاء الصراع وانتهاء المطالب الفلسطينية؟
- أأفغانستان.. نقطة ضعف أميركية مقلقة
- الاستيطان التوافقي والمفاوضات غير التوافقية!
- مشنقة الشره الاستيطاني والدولة المستحيلة
- في الطريق نحو خطة أوباما
- أهداف الغرب المعجلة والتسوية الموعودة.. مؤجلة!
- حين تختزل -أسلمة- القضايا بجلباب وحجاب!
- بين ألق التحرر الوطني والتطلعات السلطوية
- التدين السلطوي و -فقه- الإمارة لكل حارة!
- العلاقات الأطلسية - الروسية
- إيران: الثورة الخفية تواصل تحولاتها المجتمعية
- حكومة نتانياهو وفيض التشريعات العنصرية
- آفاق الاستيطان وحدود التسوية العقارية
- هل بات نتانياهو على أعتاب سقوطه الثاني؟
- بين -معركة استيطان القدس - والدولة المؤقتة!
- الاستراتيجية الإسرائيلية لربط البحار ومخاطرها الآنية والمستق ...


المزيد.....




- -يعلم ما يقوله-.. إيلون ماسك يعلق على -تصريح قوي- لوزير خارج ...
- ما الذي سيحدث بعد حظر الولايات المتحدة تطبيق -تيك توك-؟
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن للبحث في -عدوان الإم ...
- -عار عليكم-.. بايدن يحضر عشاء مراسلي البيت الأبيض وسط احتجاج ...
- حماس تبحث مع فصائل فلسطينية مستجدات الحرب على غزة
- بيع ساعة جيب أغنى رجل في سفينة تايتانيك بمبلغ قياسي (صورة)
- ظاهرة غير مألوفة بعد المنخفض الجوي المطير تصدم مواطنا عمانيا ...
- بالصور.. رغد صدام حسين تبدأ نشر مذكرات والدها الخاصة في -الم ...
- -إصابة بشكل مباشر-.. -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف مقر قي ...
- واشنطن تعرب عن قلقها من إقرار قانون مكافحة البغاء والشذوذ ال ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - ماجد الشيخ - جائزة نوبل ل -سلام عدم الاستطاعة-!