أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ماجد الشيخ - الفلسطينيون ومنطق الإرجاء والتأجيل الكارثي!















المزيد.....

الفلسطينيون ومنطق الإرجاء والتأجيل الكارثي!


ماجد الشيخ

الحوار المتمدن-العدد: 2805 - 2009 / 10 / 20 - 16:37
المحور: القضية الفلسطينية
    


لكل مرحلة استحقاقاتها، واستحقاقات مرحلة الخراب الانقلابية المتواصلة فصولا داخل الوضع الوطني الفلسطيني، تختلف عن استحقاقات مرحلة يفترض أن يكون الاتجاه العام فيها نحو "المصالحة" ورأب صدع الانقسام الوطني والجغرافي، حتى صار لمرحلة الخراب مصالح ومنافع مادية مجسدة، متنفذوها باتخاذ "سلطة القرار" لا يحسبون أي حساب لضرورة الإعمار، إعمار بيوت الناس العاديين التي تهدمت، ولا لمصالحهم التي تقصّفت وتبددت بددا، ولا لمشاعرهم التي يجري تجاهلها، والدوس على كراماتهم من أجل الاستمرار بلعبة السلطة ومواصلة رحلة الخراب العميم، دون أدنى شعور بمسؤولية وطنية، أو إنسانية حتى.

وفي مواجهة مسألة "تقرير غولدستون" وما أثاره الموقف – الخطيئة، من ردود أفعال صحيحة وغير صحيحة، اختلطت فيها حبائل ونوابل نزعات ونزوعات انتقامية معبأة بروح قبلية وفئوية ضيقة، رامت وتروم البقاء عند حد القسمة الضيزى، والبناء على تلك القسمة انقسامها وتقاسمها الجغرافي والسياسي، وتكريسه رافعة لمشروعها الاسلاموي، بعيدا عن استحقاقات ومتطلبات الوطنية الفلسطينية؛ صاحبة المشروع الوطني الفلسطيني، بغض النظر عمّن "يحكم" في رام الله، أو من يمسك بزمام منظمة التحرير، أو يهيمن على قرار حركة فتح.. فالوطنية التي نعنيها هنا هي جمرة أو شعلة الكفاح الوطني التحرري للشعب الفلسطيني، ونتاجا لكفاح وجهود الكل الوطني. ومن أراد أو يريد الآن أو في المستقبل أن يستمر في رفع رايتها، عليه المحافظة على وهج وتوهج وطنية فلسطينية واحدة موحدة، هي الرأسمال الرمزي الأعلى للكل الوطني الموحد.

لهذا يشكل رفض أو تأجيل موعد "المصالحة"، الوجه الآخر التوظيفي لـ "تقرير غولدستون"، الساعي إلى قصم ظهر كل الجهود التي بذلت وتبذل، من أجل استعادة وحدة الموقف الوطني الفلسطيني، في مواجهة استحقاقات كبيرة وخطيرة، من قبيل العمل على تحديد موعد لمفاوضات تبدو من الآن غير متكافئة، بل وتميل لمصلحة كيان الاحتلال الإسرائيلي، وهي ليست نزيهة أو عادلة، لا من جانب رعاتها، ولا من جانب ما يمكن أن تسفر عنه من فرض مواقف تفريطية، الخاسر الوحيد فيها هو الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية. ولهذا كذلك ما كان يمكن لتأجيل بحث "تقرير غولدستون" أن يخدم حتى السلطة الفلسطينية، لا في مواقفها الراهنة، ولا في مواقفها المستقبلية على طاولة المفاوضات، قدر ما يجري توظيف هذه المسألة كي تخدم إسرائيل أولا، وحركة "حماس" في موقفها من "المصالحة" وموعدها ثانيا. وكأن هناك من يتعمّد صب الماء في طاحون العداء للوطنية الفلسطينية ومشروعها الوطني التحرري وللنظام السياسي الموحد، وبناء أحلاف "أممية" تعمل على تشجيع بناء وإقامة دويلات أو إمارات دينية، يسعى البعض عبرها للانحطاط بمرجعيات الصراع مع الكيان الاستيطاني الإحلالي إلى مستويات من التأدلج الديني، بدل التأكيد على مرجعيات صراعنا مع هذا الكيان انطلاقا من مستويات سياسية وقانونية وأخلاقية، هي الأحفظ لحقوق الشعوب من تلك المرجعيات الأسطورية التي لا تغذّي أذهان البشر؛ لتحشوها إلاّ بالأوهام والمزاعم، كتلك التوراتية والتلمودية، وما يقابلها من مرويات.

بين المشروع السياسي التفاوضي، وأية مشاريع أخرى في ترابطها بأكثر من وشيجة، يقف المشروع الوطني التحرري، كما النظام السياسي الفلسطيني، وهما عمادا الوطنية الفلسطينية المكافحة، في مقدمة الأهداف التي ينبغي صيانتها من التفتيت، واستبعادها من محاور وتمحورات الحرب أو الحروب الأهلية العربية النازفة، المستنزفة شعوبنا ومجتمعاتنا وبلادنا وقضاياها الوطنية والاجتماعية، وإلاّ فإن انقساما سياسيا وجغرافيا يواصل هيمنته في فضاء العلاقات الفلسطينية – الفلسطينية، والفلسطينية – العربية، لا يمكن معه ادعاء استمرار المقاومة أو مواصلة الممانعة، وكلاهما مستحيلان في فضاء العلاقات الإقليمية – الدولية المتغيرة، ما يحتم التفاتا أعلى لموضوعة "المصالحة" واستعادة وحدة القرار الوطني الفلسطيني، لا التفريط بهذه الوحدة وذاك القرار، على مذبح خوض معركة غامضة مع أو ضد تقرير غولدستون: بحثه الآن أو تأجيله؟!.

من المؤلم حقا أن يجري ترك غزة هكذا.. لمصير مجهول من الخراب والتخريب، والدمار والتدمير، وهي التي كان ينبغي لها أن تكون نموذجا للبناء السياسي التعددي، القائم على احترام آليات الديمقراطية واستنهاض قوى النماء والتنمية، بعد أعوام الاحتلال الطويلة، بما حملته من حرمان وافتقاد للأمان، الأمر الذي يضع على عاتق "قوى الأمر الواقع" هناك، المسؤولية الكبرى في كل ما آلت إليه أوضاع القطاع المحاصر من كل الجهات، ومن داخله أيضا، من قبل تلك الثلة التي تحكمه باسم أدلوجاتها الخاصة، وتحت راية انفصالها عن المشروع الوطني التحرري، بل والنظام السياسي الفلسطيني نفسه، الذي أعلنت حركة "حماس" في أعقاب انقلابها الشهير، انفصالها عنه وخروجها منه، بل وحين آلت لها "الغلبة" آثرت انفصالها المدوي، وها هي حتى اللحظة ما تني تختلق الذرائع والمبررات للبقاء خارج النظام السياسي، بل خارج المشروع الوطني التحرري، بوقوفها على أعتاب مشروعها الإسلاموي المتمثل بـ "إمارات خليفية" يستقل فيها كل أمير بإمارته، ويستبد فيها كل طامح للسلطة بسلطته، وبولايته عليها، ولو كره الفلسطينيون الوطنيون الذين يتطلعون إلى مشروعهم الوطني التحرري، كونه المشروع الوحيد الذي يلبي طموحاتهم الوطنية.

لهذا يشكل قرار تأجيل "المصالحة"، كما التخلي عن استعادة الوحدة الوطنية، إضرارا مضاعفا بالوضع الوطني الفلسطيني العام، لا يقل إضرارا عن ذاك القرار الذي قضى بتأجيل بحث "تقرير غولدستون"، وكلاهما سواء بسواء؛ انجراف خلف موضوعة التحاصص، وتقاسم النفوذ الفصائلي، كانعكاس لتقاسم المسؤولية عن حال الانقسام الوطني واستمراره، والأضرار الكبرى التي بات يرتبها في مواجهة استحقاقات مصيرية، يقاربها العدو موحدا ومتآلفا مع شركائه وحلفائه، فيما الفلسطينيون يقاربون الاستحقاقات بشتى صنوف التباعد والتباغض والتخوين والتكفير والتشهير.. إلخ من أشكال التنافر واستغلاق الحوار، وإقصاء كل إمكانية بالتلاقي على أرض المشروع الوطني الواحد والنظام السياسي الموحد، فإلى متى يستمر ويتواصل عنصر الإرجاء والتأجيل لما ينبغي أن يكون في عرف الجميع "مقدسا"؟.

وإذ يقف الجميع الآن أمام نتائج وتداعيات كارثية، نجمت وتنجم على وقع تأجيلين أو أكثر، فإن حوارا وطنيا شاملا يغاير سياسة المحاصصة الفئوية وسياسات تقاسم النظام السياسي، يشكل أولوية وطنية عليا، منه وعبره يمكن الاتفاق على آلية قانونية انتخابية تجري على قاعدة النسبية الكاملة للرئاسة وللمجلس التشريعي والبلديات في 25 كانون الثاني (يناير)، على أن تجري انتخابات المجلس الوطني وفق ذات القاعدة في ذات الوقت أو في وقت آخر. المهم أن تكون منطلقات الحوار ومآلات الانتخابات - إن جرت باتفاق وتوافق كاملين - هي المسمار الأخير في نعش الانقسام و"التقاسم الوظيفي" الراهن.



#ماجد_الشيخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تضارب المواعيد الفلسطينية
- رؤيا الدولة الواحدة.. واقعها وواقعيتها
- من يمتلك -شجاعة- إنهاء الصراع وانتهاء المطالب الفلسطينية؟
- أأفغانستان.. نقطة ضعف أميركية مقلقة
- الاستيطان التوافقي والمفاوضات غير التوافقية!
- مشنقة الشره الاستيطاني والدولة المستحيلة
- في الطريق نحو خطة أوباما
- أهداف الغرب المعجلة والتسوية الموعودة.. مؤجلة!
- حين تختزل -أسلمة- القضايا بجلباب وحجاب!
- بين ألق التحرر الوطني والتطلعات السلطوية
- التدين السلطوي و -فقه- الإمارة لكل حارة!
- العلاقات الأطلسية - الروسية
- إيران: الثورة الخفية تواصل تحولاتها المجتمعية
- حكومة نتانياهو وفيض التشريعات العنصرية
- آفاق الاستيطان وحدود التسوية العقارية
- هل بات نتانياهو على أعتاب سقوطه الثاني؟
- بين -معركة استيطان القدس - والدولة المؤقتة!
- الاستراتيجية الإسرائيلية لربط البحار ومخاطرها الآنية والمستق ...
- الحركة الوطنية الفلسطينية وجدل التطوير والتبديد!
- حكمة الغرب لبرتراند رسل


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ماجد الشيخ - الفلسطينيون ومنطق الإرجاء والتأجيل الكارثي!