أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عامر حسن - برلمان الخاسرين















المزيد.....

برلمان الخاسرين


عامر حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2960 - 2010 / 3 / 30 - 01:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الى .. حميد مجيد موسى .. مثال الالوسي .. ضياء الشكرجي

يبدو ان الانتخابات العراقية قد وصلت الى محطتها الاخيرة وافرزت برلمانا جديدا - قديما سيقوم كما منحه الدستور بتشكيل وانتخاب المواقع السيادية والمصادقة على حكومة عراقية جديدة؟؟ ومراقبتها واصدار التشريعات والقوانين التي تهم مصلحة المواطن المبتلى !! ومن خلال نظرة سريعة لمكونات وشخوص البرلمان الجديد .. يتضح ان لا تغير في الوجوه والمكونات.. فهي وجوه مكررة ونسخة طبق الاصل من مكونات لا تختلف في توجهاتها الفكرية والمذهبية والطائفية عن سابقتها .

والانتخابات الجديدة اظهرت بشكل واضح غياب تأثير ودور التيار الديمقراطي ولااقول (العلماني ) لأن هناك الكثير من العلمانيين الطغاة والقتلة.. وبالمقابل اظهىرت الانتخابات تفوقا كبيرا وبامتياز للتيار الثيوقراطي وافرازا حقيقيا للطائفة والعشيرة والمذهب والمنحى القوماني حتى لو اراد بعض المريدون التلويح بيافطة الوطن والمواطنة مرة وباخرى حمل شعارات العلمانية .. فهي لا ولم تكن عابرة للخيارات الطائفية والمذهبية والاثنية.

مايهمنا الان .. هو اين دور القوائم الديمقراطية .. هذه القوائم التي لم تتمكن من التوحد قبيل الانتخابات لاسباب( انتخابية) صرفة كما ذكر الاستاذ الشكرجي في احدى مقالاته.. ان التشظي الحاصل في التيار الديمقراطي يدفع المتابع والحريص على مستقبل الديمقراطية في العراق ان يضع اليد على الجرح الكبير ويوشر بشكل دقيق على اسباب تشرذم او تخلف التيار الديمقراطي وعدم حصوله على ماكان يطمح له الديمقراطيون. ان الاسباب واضحة وكثيرة بدءا من الازمة الداخلية للتيار وبعده عن التكتيك الانتخابي مرورا بتدني عتبة الوعي لدى الناخب العراقي وصولا الى مواقع النفوذ والسلطة التي لايمتلكها كباقي التيارات القابضة من القاصي والداني لدعم مشروعها المريب. قد يطول الحديث عن ازمة الفكر الديمقراطي واليساري نتركه لجولات قادمة وربما يكون للمختصيين والاكاديمين الدور المتميز.

كما قلنا افرزت هذه الانتخابات قوى جديدة - قديمة وسوف تقوم بتشكيل حكومة ضعيفة عاجزة من الايفاء بابسط وعودها الانتخابية في احسن الاحوال وسيظل المواطن العراقي اسير التجاذبات والتناحر حول حصة هذا المكون ودوره في الوزارة الجديدة .. بدءا من الوزير غير المختص وصولا الى عامل الارشيف.
ولا نريد الخوض في غمار ثقافة التخلف السائدة ولا نعلق عليها كل اخفاقاتنا في مجال العمل الجماهيري ودور التيار الديمقراطي العاجز من الوصول للسواد العام عبر قنوات التواصل الشعبية بعيدا عن الغيبيات والمكاسب( هذا هو التحدي الكبير وعلى المرشح الجماهيري ان يتقن لعبة الفاعل الكمي وليس التعكز بالنوعي النخبوي).. كذلك لانريد ان نجتر تأثير المال السياسي والدور الدولي والاقليمي في تمويل الحملات الانتخابية وتاثيرها على اللاعب الاكبر في العملية السياسية ( امريكا) ولا التدخلات الكبيرة لايران والسعودية وسوريا وتركيا ودور المفوضية المستقلة للانتخابات وما الى ذلك من تدعيات تجلت في سيطرة محكمة للمرجعيات الطائفية والعشائرية والجهوية والقومانية والتي خلقت جوا سياسيا متشنجا اقل ما يقال عنه هو جو مشحون بالخوف والقلق لدى الشارع العراقي .. هذا الشارع الذي انتخب وبكل اصرار رموز الطائفة والمذهب والعشيرة والقومية ( وهذا هو النكوص الكبير .. تنتخب بخوف وعمى وتبقى حبيس البيت بانتظار المجهول) .. ومن خلال هذا المشهد المعقد فان اكثر المجتثين على المستوى المعرفي هو المثقف(نسبة كبيرة منهم) الذي اجتث نفسه وسقط في طاحونة المسميات المقيتة وانتخب بعض القوائم التي توفر له مقعدا مريحا قريبا من سلطة القرار المالي والسياسي وتناسى دوره الريادي في خضم الصراعات والتحولات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية وبذلك تحول الى ذئب انتخابي.. فهو اقتنع انه الحاضر الغائب .. المرائي بامتياز.. المتطلع الى ثقافة الصمت ولقمة المواقع والخنوع.

وبالعودة الى دور التيار الديمقراطي في المرحلة القادمة .. فان كل المؤشرات تشير الى ان التيار مقبل على مواجهة قاسية مع النفس ومراجعة جدية لكل البرامج والتوجهات وسبب فشله الذريع في الحصول على موطأ قدم في البرلمان الجديد .. كنا على ثقة بان التيار سوف لم يحصل الى ما كان يصبو اليه بسبب الاشكاليات التي اسلفناه اعلاه وكان بعضنا يدعو الى مقاطعة الانتخابات بسبب قانونها الجائر وعدم توفر الارضية الصالحة لاجراءها ؟؟ وكانت الفرصة سانحة جدا لمقاطعتها بوجه ابيض ..ولكن حين دقت ساعة المواجه .. حملنا اقلامنا واصابعنا وقلوبنا وسعينا لدعمها بكل الاشكال التي تثبت للتيار وجوده التاريخي والنضالي .. ولكن كانت النتائج كما عرفها التيار والعدو الشامت.

بعد هذه التجربة المريرة .. بقي لنا ان نبدأ من نقطة الصفر الان وليس غدا لدورة انتخابية قادمة .. وليس قبيل الانتخابات والبدء بمسلسل التحالفات والدخول في معترك التجاذبات حول حصة كل مكون وما الى ذلك من امراض المحاصصة والمواقع المتقدمة والمتاخرة .. لذا ادعوا كل ممثلي هذا التيار للوقوف ولو لمرة واحدة ( وقد ذكرت في الاستهلال ثلاثة منهم على سبيل المثال لا الحصر)وقفة المواطنة لانتشال هذا التيار الذي يراهن البعض على اضمحلاله وتحوله الى مكونات للنخبة فقط .. ادعوهم الى تشكيل برلمان مصغر اسميته برلمان الخاسرين ( انها تسمية قاسية ولكنها تحمل في النفس روح التحدي).. واترك لممثلي التيار اختيار العدد المناسب والمؤثر والذي سوف يشمل القوائم الخاسرة والاسماء الاخرى التي لم يحالفها الحظ مع القوائم الفائزة بسبب تطلعاتها العلمانية والديمقراطية والتي حوصرت من داخل قوائمها حين شعرت القائمة ان لهم حظ كبير بالفوز حتى على قادة قوائمهم مما دفع قائمتهم الى اضافة اسماء الناخبين للقائمة فقط الى قادة القائمة كما وصف لي بعضهم اثناء العد والفرز( احدهم قال ان رئيس قائمته يدعو اتباعه الى عدم انتخابه لانه مدسوس من قبل قائمة علمانية).

ان طبيعة هذا البرلمان هي تعبؤية بتوجهاتها العامة وتضم بشكل متوازن كل الاطياف حتى لايشعر الاخر بالغبن التمثيلي وسوف تكون نقطة الانطلاق هو الاعلان عنه كمكون من مكونات المجتمع المدني ويمثل تيارا معارضا وبشكل سلمي للحكومة والبرلمان الجديد وفق السياقات القانونية ويكون للجانب المطلبي الاثر الواضح في تحركه في الشارع العراقي وتتمثل محاور تحركه بالمهام التالية:

• المحور القانوني والدستوري: قانون جديد للانتخابات .. العمل الجدي على تطوير الدستور وتحويله الى دستور حضاري يقترب من الدساتير الديمقراطية والسعي لاصدار قانون الاحزاب.
• محور الخدمات الاجتماعية وهذا هو المحور الاكثر فاعلية وتاثيرا على المتلقي وقد تطول القائمة حول كيفية التعامل معه.
• المحور السياسي: اصلاح شامل للعملية السياسية ومشاركة فاعلة لاطرافها في صنع القرار الوطني .. بناء الدولة المدنية.. انهاء الوجود العسكري الاجنبي وانهاء دور الميليشييات.. مراقبة الفساد الاداري والمالي والسياسي والانتخابي والنقد الحاد لكل الخروقات ولكل الاطراف دون استثناء.. اعتماد سياسة خارجية رصينة وانهاء التدخل الاقليمي والدولي .
• المحور الاقتصادي : الاهتمام بالجانب الزراعي والصناعي وتقديم دراسات واقعية لانتشالها من محنة الانهيار والدمار والتخريب.. تاهيل قطاع الكهرباء وفق اسس علمية دقيقة .. اعادة الاعمار وفق الاولويات الاقتصادية والوقوف بوجة الخصصة الغير مدروسة اقتصاديا واجتماعيا .. التوزيع العادل للثروات.. حماية ثرواتنا النفطية والمائية .. دور فاعل للقطاع الخاص وتشجيع القطاع المصرفي العام والخاص..
• محاور الحريات العامة والثقافة والتربية والتعليم
• محور العلاقات العربية والدولية ومنظمات المجتمع المدني العربية والدولية
• محاور اخرى متعددة بامكان البرلمان ان يضع الخطوط العريضة لها ( لقد وضعت روؤس اقلام للبدء والتأسيس للمقترح)

وبولادة هذا المكون سيتم التحرك بين الجماهير والقوى العراقية الفاعلة متمثلة بمنظمات المجتمع المدني والنقابات والاتحادات المهنية والمدارس والجامعات وطرق ابواب كل شرائح المجتمع العراقي وعلى مدى اربعة سنوات وبالتواجد الواضح والمؤثر في كل صغيرة وكبيرة ذات الابعاد والمحاور التي ذكرناه اعلاه ومن خلال الاحتجاجات السلمية والمظاهرات المطلبية والنقد البناء وفضح الادوار المسيئة على المستوى المحلي والوطني والاقليمي وتعرية الكيانات المرتبطة بالخارج والاخرى المبتزة المتظلمة على ان يكون النقد مكشوفا في كل الوسائل الاعلامية والشعبية وليس على طاولة اجتماعات الغرف المغلقة . واستنادا الى الحقيقة المرة التي سيواجهها المواطن العراقي في دور حكومي وبرلماني حاسر وقاصر من تنفيذ مطالبه المشروعة .. سيكون لهذا التيار البعد والاثر الكبير في قلب كل المعادلات والموازنات في التركيبة السياسية .. اي سيكون معارضة حقيقية وبديل لمعارضة البرلمان الرسمي المحدودة لكونه سيبقى منشغلا بغنائمه الطائفية والمذهبية والاثنية التي مل منا العراقيين .

اذن لنتجاوز محنة الفشل ونعمل على وضع الاسس السليمة لمعارضة حقيقية رشيدة وسوف تكون في القريب العاجل محط انظار الشارع العراقي وسيلقى كل الدعم والقبول وترتفع عتبة الوعي وثقافة الناخب وصولا الى المحطة المضيئة في تاريخ التيار الديمقراطي وصعود ممثليه الى قبة البرلمان القادم ومواقع القرار والسلطة واللذين يختلفون عن النسخة الحالية من برلماننا المعتل اصلا ..

انها دعوة لكل مكونات شعبنا للوقوف خلف هذه الدعوة وتفعيلها واغنائها لتكون محطة مفصلية ومضيئة في تاريخ العمل الوطني والديمقراطي ولنبدأ من نقطة الصفر ونتابع اخطاءنا واخفاقاتنا ونؤسس( لبرلمان الخاسرين) والذي سوف يكون في المحطات القادمة برلمانا حقيقيا للفائزين.



#عامر_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الحقيقة القادرة على الحياة-
- فائضُ الخرابِ وبعدْ
- الإنتخابات......... نقاء الفكرة وبداوة المنجز
- شفاء المشاعر


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عامر حسن - برلمان الخاسرين