أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عامر حسن - شفاء المشاعر















المزيد.....

شفاء المشاعر


عامر حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1269 - 2005 / 7 / 28 - 10:43
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


شفاء المشاعر
محاولة لاقتحام المركز وتفكيك المفخخات الوطنية
يبدو ان النسيج العراقي قد اصيب بعاهة جديدة خارج نطاق المتداول والمعروف من الامراض السارية والمعدية ، وهذه العاهة تقع خارج نطاق الخزين المعلوماتي ( النظري والفكري ) لمجتمع يقدس االايدولوجيا والاديان، التي هي مفاتيح اسراره نحو مملكة المعرفة، هذا النسيج الذي دخل صناديق المطلق والنسبي، المنتمي واللامنتمي ، الملل والنحل ، المباح واالممنوع، العامة والنخب ليبحث برصيد ذهني وعقلي عن تعريف استشرافي لعاهة العصر العراقي، سأل زمرة العلماء ، ورثة الانبياء ، الفقراء الملحدون،شغيلة الفكر والفن المحبطون،رأسماليوا المعرفة، تجار العقيدة،سلاطين التكيات،سلفيوا المذاهب المهزومة عن عاهة العصر العراقي التي اصبحت السلطة المهيمنة على كل السلطات، والطفل المدلل لدى الفقيه الجديد والتنويري المنعزل من قومانيي الاعراق والاجناس ، وليبرالي الاقاليم المهزومة ، وانتقلت هذه العدوى نحو السلطان الثقافي لتصبح ثيمة قوة وابتزاز في اجهزة الاعلام والصحافة وامبراطورية الانترنيت. ولكون هذا النسيج مغيب في كل الاقانيم والمذاهب ، استشرت هذه العاهة لتصبح آفة اجتماعية مسرطنة تدافع عن نسيجها المتهدم بالصياح والبكاء واللطم والتميز والقذف والنفي و السب و الشتم الديني والقومي، حتى تآلف معها كل من هب ودب لاسباب لا يعرفها الآ المتجاذبون مع العمامة الهجينة ومع القائد القومي الذي يرى في وظيفته الاجتماعية والسياسية كيف يحصل ابناء جلدته على ما تبقى في البيدر قبل ان يحترق الحقل بخاصته وعامته.
اذن نحن امام حمام دموي ، عسكري ومدني ودغدغة مسمومة نحو تحيريك مفتعل للمشاعر القومية والدينية والطائفية والعشائرية ليظل الخلف الصالح مشروعا دائما" للقلق والتأهب نحو حروب قادمة بين الجار والجار لتنقلب كتحصيل حاصل بين الجار والدار حتى انهزام اخر نطفة عراقية من قريتنا الكونية. هذا التحريك المقصود لاعدام الموطن والمواطنة من اجل الاحتواء القومي والفقهي سيصبح مفرخة مستمرة من المهد الى اللحد وعندها سيكون الموجه القوماني والطائفي والأمي والبلطجي منتجا" فريدا" للمعرفة والعلم والسحر والأسرار وبهذا اللاهوت العرقي والمذهبي سيستحق كل الطاعة والخضوع وليكون في قمة الهرم الاجتماعي والسياسي !! واخيرا" السلطوي الذي يمنحه حقا" مفتوحا" لكل رأسمال بما فيه الفكري والتوجيهي والمراتبي !! واخرها وليس اخيرها الرأسمل المالي الذي سيغدق من بركاته على المستضعفين من بني البشر وبالمقابل سيؤدي هذا المخلوق الكوني الذي لا حول ولا قوة له ، تراتيل التأليه والرفعة لكل المرجعيات الديبية منها والعلمانية ، وبمشاعر معلنة وسرية تتدفق على بساط المدن المخنوقة برائحة البارود الوطني !! والمفخخات والاحزمة الناسفة لذوي العاهات الدينية والخلقية الذين يرون في طفل ( بغداد الجديدة) وحش قادم سيلحق الأذى والدمار بسلطانهم السادي ونزعتهم الايمانية المستمدة من وحي الاسطورة النصية لمعرفتهم الوثوقية بأن كل الخليقة ولدت من نطف خبيثة لانها لم تتبارك برحمة (ابن لادن) ومن لف لفه من دعاة الأرهاب الدنيوي المتمثل في الجريمة الحلال وان كل كلمة باغية الا اذا مرت من خلال مواشير التخوين والتكفير والتأثيم لتخرج للعالم المعطوب كما يدعون ناصعة من خلال قيامتهم السفيهة.
امام هذا الكم الهائل من المشاعر التي اصبحت تحصيل حاصل لما هو مختزل في عياء العقل ومزدهر في الغرائز المفترسة , لا يخامرنا الشك بان تتحول هذه المشاعر المعلبة الى قذائف وطنية وأداة للأفتراس الغريزي الممتد من قوة الطائفة والعرق وصولا" الى اقطاع العشيرة لتتحول الى ملائكة للأقصاء والتهميش ، ثم الى شرطة سرية وعلنية للسلاطين المحصنين بمليشيات الفتنة والفراق.
وأزاء هذا المنزع الخطير نكون قد وصلنا الى حافة الهاوية التي تنفصم فيها العلاقة بين طوابير البشر المهزومون واالمصطفون امام عيادات الزمن الرديء وبين النفر المنتصر والمتطامن مع مكاتبهم الحزبية ، مكاتب المشاعر والشعائر من اجل كسب ضيق لا يعدو ان يكون فتات ورطتهم وهوسهم التحرري والنهضوي !!. من خلال جرد وتجريد لهذه المكاتب الوطنية !! يمكن ان نحصر بعضها في تعاريف ربما نخجل منها ولكن نرددها في الوعي واللاوعي كونها ( منه وبينه)


* مكاتب حزبية ( طائفية) كونها العلاج الناجع للحفاظ على قوة الطائفة وسمو فقهها وتعاليمها.
*مكاتب حزبية ( قومانية) لا ترى في المواطن والوطن الا بيدقا" في دول الايتام والحروب من اجل متاع عنصري وسقط شوفيني.
* مكاتب حزبية ( عشائرية) تسعى لايجاد بديل جديد يتمتل في دكتاتورية الاقطاع واعادة الحياة لقوتهم التي عبرت عنها الشعوب بانها بالية.
* مكاتب حزبية( اقليمية ومناطقية) تبحث في خضم الخراب والتهور عن كوبون جديد للنفط.
*مكاتب حزبية( تنبذ الاحتلال في خطانها المعلن) لكنها تسعى في مبطنه للعودة الى دكتاتورية المثلثات او المربعات حتى ولو من خلال عفالقة جدد.

وبالمقابل تقف امام هذه المكاتب، كيانات حزبية ولا حزبية تضع الكراسى والمناصب والمهاترات بكل اشكالها جانبا" لانها تبحث عن عراق عراقي، ولسوء حظ هذه الكيانات انها محاصرة من قبل الكيانات المذكورة في جردنا الموجز وبطرق تستمد قوتها من ذهول المشاعر وعقم بعضها ونكوص دالتها. هذا الحصار الذي يفرض على هذه الكيانات مراجعة رصينة ومستديمة ، فهي تواجه خطابا" ايمانيا" مطلقا" ومنزها" من اي شك ونقد، ولكن لايعني هذا الامر كله ، فهي مطالبة بالعمل وبشكل فعال لايصال الحقيقة والمعرفة التي تعتمد المعيار العقلي والتي لا تستمد من السلطة المركزية للنص المطلق قوتها وجديتها ، وتحاول جادة للخروج من معلبات نصوص الاسلاف والتفكير من خزين المعطيات الجغرافية والاجتماعية والسياسية للتغلب على نوازل الزمن والاسترشاد بالخطاب الذي يواكب المعمار الجديد للنسبج العراقي المضطرب وعدم الخوض في غمار االاختلاف والتباين، كونها تعي خطورة المأزق التأريخي على نطاق الواقع والفكر والممارسة.
ورغم شجاعتها وبأسها ، يبقى الحصار المفروض عليها بقوة السلاح واللاهوت والمال يأرق توقها بحيث تبقى قاصرة في ايصال الحقيقة الجميلة في غابة الآفاقين والسحرة والمعووذين والسماسرة الى جمهوريات الفقراء وشغيلة الفكر والعلم، ماذا يستطيع مالك الحقيقة امام هذا الزلزال والغثيان المراتبي غير ان يعيد قراءة دوره في ظل هذا المنحى الخراب وان يسعى لطرح اسئلة جديدة قادرة على استنهاض الشارع المغيب والمحاصر بعيدا" عن ديدن المشاعر والشعائر لأن السواد العام مازال واقعا" تحت تأثير مخدرات النظام المقبور وتركته التي حولت الانسان السوي الى مشروع دائم للقلق وكائن مسكون بالرعب ولم تغادر حتى احلامه صور المقابر الجماعية وبونورومات الاعتقال والتعذيب والاعدام ، واليوم يواجه استنزافا" آخر من قبل السلطات الجديدة القديمة( الطائفة، القومانية، العشيرة، المليشيات، السراق واللصوصوالبلجلطجية).
اذن امام هذا الضجيج المفتعل للمشاعر والشعائر، تقف الكيانات الديمقراطية امام ورطة وطنية كبيرة ، فهي اما تصمت والى الابد وهذا مستحيل او تتحرر من زهدها وتقشفها النقدي وتقتحم العبارة لتخلق من الرمز كيانا" ديناميكيا" وتتشذب من منطق العارف كل شيءوالبدء بشيء يعيد لها دورها في التغلب على ازمة المواطن والمواطنة ومن اجل تحرر ذاتي للكائن الذي لاحول ولاقوة له ولتكن نقظة البدء هي الابتعاد عن عن العاطفة والمشاعر التي اصبحت مطية العاجز والعمل على تدراك الازمة المعرفية واعادة كنابة اللمكن من الحقوق والواجبات وبشكل يعيد للمغيب والمعطوب صحوته والتخلي عن سلطة الاوهام والاساطير التي يصنعها الابطال المزيفون اعتمادا" على لوثة المشاعر والتظلم والتهميش والعنصرية وغيره من مخلفات الفقر المعرفي التي عجزت من مصاهرت الثقافات والعلوم والافكاروضلت تنهل من الرأسمال المطلق للامير والسلفي والشوفيبي والسركال وغيرهم. اذن نحن بحاجة الى مراجعة نقدية للمشكل وتوق لتحطيم كل عائق معرفي بسلاح العقل وليس بسلاح االاجبار والاكراه والتخوين والتكفير و( غلق ابواب الجنة) امام العبد الصالح ، نحن بحاجة الى شفاء" ناجع للمشاعر حتى يمتلك المواطن ناصية الوطن كما عرفناه حرا" وطليقا" مزهوا" بلحظة فرح وبعيدا" عن المفخخات الوطنية.



#عامر_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- السعودية.. مطار الملك خالد الدولي يصدر بيانا بشأن حادث طائرة ...
- سيجورنيه: تقدم في المباحثات لتخفيف التوتر بين -حزب الله- وإس ...
- أعاصير قوية تجتاح مناطق بالولايات المتحدة وتسفر عن مقتل خمسة ...
- الحرس الثوري يكشف عن مسيرة جديدة
- انفجارات في مقاطعة كييف ومدينة سومي في أوكرانيا
- عشرات القتلى والجرحى جراء قصف الطيران الإسرائيلي لمدينة رفح ...
- القوات الأوكرانية تقصف جمهورية دونيتسك بـ 43 مقذوفا خلال 24 ...
- مشاهد تفطر القلوب.. فلسطيني يؤدي الصلاة بما تبقى له من قدرة ...
- عمدة كييف: الحكومة الأوكرانية لا تحارب الفساد بما فيه الكفاي ...
- عشرات الشهداء والجرحى في غارات إسرائيلية متواصلة على رفح


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عامر حسن - شفاء المشاعر