أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن مدن - البحرينيون ليسوا أقل إيماناً














المزيد.....

البحرينيون ليسوا أقل إيماناً


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 2958 - 2010 / 3 / 28 - 05:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


على خلفية الانشغال البرلماني الأخير في التعاطي مع ما بات يعرف بمنع المسكرات، من المفيد التذكير بأن بيع هذه المسكرات في البحرين منذ عقود عدة لم يجعل من البحرينيين أقل ايماناً أو تمسكاً بدينهم وعباداتهم، ولم يجعل سلوكهم مضرب المثل في الجريمة والانحلال الخلقي أو العدوانية.

وليس الناس في البلدان التي يريد النواب أن يجعلوا البحرين صورة منها أكثر إيماناً والتزاماً بالعادات والقيم، فشعب البحرين الذي تشكلت شخصيته في مناخ من الانفتاح والتسامح وقبول الآخر، شعب معروف بأريحيته وحُسن معشر أبنائه ودماثة أخلاقهم، ولم يؤد وجود المسكرات في الفنادق أو محلات البيع إلى انحلال أخلاق البحرينيين أو تفسخها، فالناس لا تزحف زرافات إلى الحانات، وما زالت المساجد ودور العبادة، كما كانت وستظل، عامرة بالآلاف المؤلفة من الناس، الذين لا يلهيهم اللهو عن دينهم.

من جهة أخرى فان القرار الذي ذهب إليه مجلس النواب بهذا الصدد، في حال وجد طريقه إلى التطبيق لن يمنع، بأي حال من الأحوال، تداول المسكرات بطرق غير قانونية، ولن يحول دون الراغبين فيها في الوصول إليها، والدليل على ذلك ما تعرفه بعض البلدان المجاورة، عربية وغير عربية، التي لم تؤد قوانين منع تداول أو بيع الخمور فيها، إلى الحيلولة دون تداولها في السوق السوداء وانتشار تصنيعها في البيوت، أو تهريبها من وراء الحدود، مع ما يترتب على ذلك من نشوء مافيات تهريب متنفذة تجني ذهباً من وراء ذلك.

والأدهى من هذا كله انتشار تجارة أشد فتكاً وهلاكاً من المسكرات هي تجارة المخدرات بأنواعها، وما تجره من أهوال على الشباب، وما تلحقه بالصحة النفسية للمجتمع من كوارث، والعياذ بالله، ولا نحسب إنسانا عاقلاً، نائباً عن الشعب كان أو رجل دولة، يمكن أن يدفع بمجتمعه نحو الهلاك، فتحت ذريعة درء خطر ما، يتسبب في جلب مخاطر أكبر.

في نهاية الفصل التشريعي الثاني، وعشية الانتخابات القادمة أظهر نوابنا الذين لم يتفقوا على ملف اجتماعي أو معيشي أو سياسي من شأنه تطوير العملية الإصلاحية في البلاد وتحسين معيشة الناس إنهم قادرون على الاتفاق على قضية مثل هذه، ليتباهوا بها أمام ناخبيهم كما لو كانت انجازاً ما بعده انجاز.

وهذا يؤكد ما كتبناه هنا مرةً من أن تعدديتنا الظاهرة في الشكل نافية للتنوع القائم في المجتمع البحريني، بدليل أننا لم نر يداً واحدة ترفع في مجلس النواب تتحفظ على القرار المذكور، لا من باب الرغبة في نشر المسكرات، وإنما تفهماً لوضع بلد يقوم اقتصاده على جلب الاستثمارات، واستقدام الشركات والبنوك الأجنبية، ووسط منافسة حامية الوطيس في المحيط الإقليمي.

ونختم بالقول أن معيار مكافحة الفساد، ودلالة الشجاعة في التصدي له لا تكمن في الوقوف عند هذه الجزئية وحدها، وإنما في محاربة الفساد الأشمل حيث هدر المال العام بدون ضوابط، وحيث غياب الحدود بين المال العام والمال الخاص، وحيث تدمير البيئة وتخريبها، وعلى محاربة هذا الفساد فليتنافس المتنافسون، هذا إن كانوا يفقهون.



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملف لم يعد محلياً
- مجتمع مدني أم حركات اجتماعية؟
- المدينة المأزومة
- المثقفون والديمقراطية
- عن الغفران والنسيان
- نشيد النساء نحو الحرية
- مجيد مرهون وتاريخنا
- دموع على مقلتي مجيد مرهون
- علي دويغر: قامة شامخة من هذا الوطن
- تعدديتنا النافية للتنوع
- في المسألة الديمقراطية
- في المسألة الديمقراطية
- عن آليات الفساد
- تمويه العبودية
- عالم الصورة لا الكلمة
- لفهم زمننا
- تسفيه التاريخ – 2
- تسفيه التاريخ - 1
- على صلة بيوم المرأة البحرينية -3
- على صلةٍ بيوم المرأة البحرينية – 2


المزيد.....




- ترامب ينشر صورة له بلباس بابا الفاتيكان بعد -مزحة- أنه يرغب ...
- أحدث تردد قناة طيور الجنة للقمر الصناعي نايل سات 2025 “نزلها ...
- استعدادا لانتخاب بابا جديد... الفاتيكان يثبت المدخنة فوق سقف ...
- جهود سياسية - دينية لمنع تمدد -الفتنة الطائفية- من سوريا إلى ...
- ألمانيا.. زعيم يهودي يدعو لاتخاذ موقف حازم من حزب البديل من ...
- استعدادا لانتخاب بابا جديد.. شاهد لحظة تركيب المدخنة على سطح ...
- الغويري في بلا قيود: حظر جماعة الإخوان ليس موجهاً للعمل السا ...
- دور ليبي ومسجد -مغربي-.. كيف أسلم بونغو وانتشر الإسلام بالغا ...
- السّر الكبير: ماذا يأكل الكرادلة المرشحون لمنصب بابا الفاتيك ...
- صحيفة سويسرية:لهذه الأسباب تم حظر جماعة الإخوان المسلمين في ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن مدن - البحرينيون ليسوا أقل إيماناً