أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أميرة الطحاوي - وزراء وليسوا خدما وحشما: مبارك يواصل استهانته بالدستور حتي في مرضه الأخير














المزيد.....

وزراء وليسوا خدما وحشما: مبارك يواصل استهانته بالدستور حتي في مرضه الأخير


أميرة الطحاوي

الحوار المتمدن-العدد: 2952 - 2010 / 3 / 22 - 11:09
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


يري محامون مختصون بقضايا المعتقلين في مصر أنه لو تم تطبيق "حقيقي" لقانون الطواريء لكان الوضع أفضل وأرحم؛ فهناك الكثير من بنود القانون (الذي هو وقتي بالتعريف ولا يعد التأبيد هو الاصل فيه بالطبع) ما يعطي للمعتقل ومن ينوب عنه من ذويه ومحاميه حقوقا تشمل الاعلان عن مكان وظروف الاعتقال، ورعاية المعتقل صحيا - وليس تعذيبه منهجيا!، ومخاطبة السلطات في اي اساءة يتعرض المعتقل لها وتصل لمقاضاة من قام باعتقاله تعسفيا.
طبعا لا شيء ينفذ، وليس بعيدا عنا وفاة واختفاء العشرات من المعتقلين دون حتى أن نعرف: من قام بهذا: بصيغة أخرى: دون أن نعرف من قتلهم ليتم مقاضاته وفقا لالف باء اي قانون بدائي.
النظام الرئاسي في مصر لا يختلف كثيرا في هذا، حيث ينتقي الرئيس بنفسه ما يحلو له من صلاحيات ليصيغها كقوانين نافذة بحكم ما لحزبه من أغلبية بالبرلمان، ثم يوسع سلطات منصب الرئيس بما لا مثيل له فيما اصطلح علي تسميته بـ "اعتى الدول الرئاسية" رغم انه لا توجد دولة رئاسية لا تتحرى التوازن أو الرقابة المتبادلة بين السلطات؛ بحيث تكبح احداها الاخرى اذا ما جنحت للهيمنة- Checks and Balances، لكن الأمور وصلت هنا لدرجة غير مسبوقة من الفجاجة في الاستهانة بالدستور مع مرض الرئيس الأخير؛ فليس هناك بند تشريعي مثلا يسمح لوزير الصحة- وهو بالصدفة طبيب- ان يترك البلاد والعباد ليرافق- خلسة في البداية- الرئيس بألمانيا . ثم بعد عشرة ايام تقريبا يسافر الوزير - من بره بره- للولايات المتحدة الأمريكية لمتابعة علاج زوجته هو- زوجة الوزير !.
لا يوجد بند يقول ان وزير الصحة يسافر ليعمل بنفسه مترجما فوريا لبيان من ٣ او ٤ جمل تخص الرئيس، والمصيبة انه اخطأ مرة في ترجمة كلمة ليخلق مزيدا من البلبلة، وفي مرة أخرى غيّر واضاف لما قيل من جمل عادية بسيطة عن تطور حالة الرئيس، حيث عرفنا من هذه البيانات الهامة ان رئيسنا المفدى يتنفس ويتحرك ويأكل الزبادي والعسل ويحتفظ بروح الدعابة ( لم يزل بعد يلقي النكات والقفشات فلا تخافوا)
الوزير في "أعتي النظم الرئاسية" هو سكرتير للدولة ومكلف مباشرة من الرئيس ومسؤول أمامه، لكنه لا يعمل مرافقا للرئيس ولا سكرتيرا شخصيا له.
ونحن ايضا لا نعلم من تحمل اقامة وسفر عائلة الرئيس كلها تقريبا معه .. وتحت اي بند؟ وكم تكلفت اقامتهم تحديدا؟( هل يتم تدوينهم كمصاريف خاصة، جلالتك؟)
أما الاسخف فهو الخبر الذي اتحفتنا به الجمهورية – اكثر الجرائد المصرية التزاما بالتعليمات الحكومية الموجهة لها ولغيرها من الصحف القومية- عندما نشرت اليوم انه انطلقت من مطار القاهرة الطائرة الرئاسية التي ستقل الرئيس عند عودته للبلاد في جولات تدريبة. وأن من يقوم بالاشراف على هذه المهمة وزير الطيران احمد شفيق بنفسه.والذي قام ايضا بتفقد "أرض المهبط بجوار استراحة الرئاسة ومشاهدة السلالم المتحركة لطائرة الرئاسة"
هؤلاء الوزراء ليسوا خدما وحشما عند مبارك يتبعونه اينما ذهب، ويحضرون له لوازم العودة. هؤلاء موظفون عموميون في الادارة المدنية بالبلاد . مسؤلون وقابلون للمساءلة . لديهم مهام يومية هنا عليهم الاضطلاع بها.انهم خدم لنا نحن. ومكانهم هنا؛ حيث نوجد نحن المواطنين.
المزعج ايضا ان الطريقة التي تم بها اذلال نصوص القوانين الدستورية في الايام الاخيرة وصلت لحد خطير دون ان يحاول احد من المحسوبين علي النظام تدارك الامر او تجميله ، بالأخص عند قيام مبارك بتفويض – وليس نقل – سلطاته الى رئيس الوزراء، وهو اتجاه بدأ منذ ٢٠٠٤ في رحلة علاجية أخري قام بها مبارك لألمانيا، وتحول فيما بعد لبند اضافي في الدستور للالتفاف على نص صريح يحدد ان من ينوب عن الرئيس اذا لم يتمكن من القيام بمهامه او خلا منصبه ثلاثة: اولهم نائبه- الذي لم يكن له وجود أبدا- يليه رئيس الغرفة الادني بالبرلمان ثم رئيس المحكمة الدستورية. لكن أن يعلن هذا التفويض بقرار جمهوري ثم نفاجأ بمبارك وقد عاد عنه دون اعلان عندما اتخذ بعض القرارات ووقع لي بعض الاتفاقيات – باستثناء اشارة بها قدر من الاجتهاد من جريدة الاهرام في عدد ١٩ مارس الجاري، عندما قالت:استأنف الرئيس حسني مبارك أمس (من مستشفي هايدلبرج الجامعي في ألمانيا) ممارسة مسئولياته لشئون الدولة بعد تماثله للشفاء.
وكان المفترض أن يسافر رئيس الوزراء المصري الي السودان أمس الأحد لحضور الاجتماعات المشتركة بين البلدين، كيفما اعلن قبل ٥ ايام ، لكنه لم يفعل، و بدلا من ذلك شاهدنا صوره امس وهو يستقبل شيخ الازهر الجديد.
لم يسافر اذن فمبارك- الذي طالت به رحلة العلاج - يرفض باصرار تطبيق بند دستوري يعطي لرئيس مجلس تشريعي او قضائي على التوالي مهام منصب الرئيس خلال مرضه، اما عودة مبارك لممارسة مهامه فلا يعني انتهاء تفويضه لنظيف فهو اشراك له في ممارسة مهام رئيس البلاد دون نقلها له. انه يريد ان يبقى الامر "بين بين ". ويريد بأي شكل ان يلتف علي الدستور متمسكا وبكل قوة- حتي في مرضه الأخير- بما يظن انه حق له وحده..أليس هو "الرئيس"؟.



#أميرة_الطحاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يحدث في سوريا :كتبت رسالة إلى -أخيها الإنسان- فاعتقلوها.
- ثم اسقطوا الرشوة من الجلباب!
- هايضربوهم وهمه بيصلوا- عيد الغطاس
- كذبة غشاء البكارة الصيني تكشف عوراتنا الإعلامية
- مصر: هل منصب كاهن هو ما ينقص المرأة القبطية؟
- أسئلة على هامش توقف بث قناة صدام اليوم
- على هامش صدور تقرير هيومان رايتس، أكراد سوريا.. بين الشكاوى ...
- هل أخطأ هيكل بزيارة نصب ضحايا الهولوكوست؟
- صحيح ..إيه اللي جابهم السودان؟
- يا نار كوني بردًا وسلاماً علي صحافيي العراق
- السيد هوشيار زيباري- ينتظرونك السادسة صباحاً!
- لماذا تصمت دولة تجاه مزاعم تورط مواطنيها في مخططات طائفية بد ...
- قراء في كتاب المستبد-صناعة قائد صناعة شعب
- العنصريون الجدد في السينما المصرية
- كلنا مظاليم يا علي مظاليم
- دارفور الساسة يناورون و الضحايا يصارعون الموت
- أحمد عبد الله رزة وخمسة أعوام مسروقة من عمر هذا الوطن
- ما الذي يحدث في قامشلي؟ أكراد آخرون نسيناهم.
- رجال الدين و أحوال الدنيا
- تأملات في الحالة المصرية الراهنة


المزيد.....




- مادة غذائية -لذيذة- يمكن أن تساعد على درء خطر الموت المبكر
- شركة EHang تطلق مبيعات التاكسي الطائر (فيديو)
- تقارير: الأميرة كيت تظهر للعلن -سعيدة وبصحة جيدة-
- عالم روسي: الحضارة البشرية على وشك الاختفاء
- محلل يوضح أسباب فشل استخبارات الجيش الأوكراني في العمليات ال ...
- البروفيسور جدانوف يكشف اللعبة السرية الأميركية في الشرق الأو ...
- ملاذ آمن  لقادة حماس
- محور موسكو- طهران- بكين يصبح واقعيًا في البحر
- تونس تغلق معبر رأس جدير الحدودي مع ليبيا لأسباب أمنية
- ?? مباشر: تحذير أممي من وضع غذائي -كارثي- لنصف سكان غزة ومن ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أميرة الطحاوي - وزراء وليسوا خدما وحشما: مبارك يواصل استهانته بالدستور حتي في مرضه الأخير