أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - بابكر عباس الأمين - الرئيس السوداني يحمِّل الأحزاب مسؤولية تعطيل الديمقراطية 20 عاما














المزيد.....

الرئيس السوداني يحمِّل الأحزاب مسؤولية تعطيل الديمقراطية 20 عاما


بابكر عباس الأمين

الحوار المتمدن-العدد: 2948 - 2010 / 3 / 18 - 08:24
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


ذكر الرئيس السوداني عمر البشير بأن الأحزاب السياسية هي السبب في تعطيل الديمقراطية لعقدين, عندما قال مشيراً لقادة الأحزاب: "هؤلاء عطلوا التحول الديمقراطي عشرين عاما." وأضاف بأنه حينما إنقلب علي النظام الديمقراطي كان يهدف لإدارة حوار شامل مع القوي السياسية في البلاد يفضي إلي نظام جديد يقوم علي التعددية السياسية. وهذا تبرير طريف جداً إذ يحمِّل الأحزاب السياسية تعطيل الديمقراطية لمدة عقدين كاملين, كأنما تلك الأحزاب قد أمرت الدبابات بإحتلال الإذاعة والجسور وإذاعة بيانها الأول وتعطيل الدستور.

ومبعث الطرفة في أنه كأنما يفترض أن النظام الذي سبقه لم يكن تعددياً, أو أنه لا يعترف بتلك التعددية, علماً بأن حركة المحافظين الجُدد قد عملت خلال النظام الديمقراطي واستفادت منه وإستغلته أسوأ إستغلال. الطرفة أيضاً في أن سيادته يفترض أن (الحوار الشامل مع القوي السياسية) يتم معها بعد الإنقضاض علي النظام الذي كانت تعمل من خلاله, وبعد أن تسيطر حركته علي الجيش وتسرِّح عشرات الآلآف من كوادرها من الخدمة المدنية والعسكرية وتنشيء جهاز أمن بسيرته المعروفة. أو كأنما سيادته يفرض أن (الحوار الشامل) كان ممنوع خلال النظام الديمقراطي.

إن هذا المنطق كمنطق من يلقي بشخص برئ في غياهب السجن بدعوي الحوار معه لتحسين سلوكه. إن الحوار الذي إقترحه سيادته فشلت فيه هذه الحكومة حتي مع الحركة الشعبية, رغم أنها شريك في الحكم, ورغم إتفاقية السلام, بحيث لجأت إلي مصر لحل الخلافات. وهذه الحكومة الأولي في العالم التي تسعي لحل خلافاتها الداخلية عند دولة أجنبية. كما رفض مرشح المؤتمر الوطني للرئاسة, عمر البشير, أن يكون السبب وراء إصراره علي إجراء الإنتخابات في موعدها, ورفض تأجيلها هو بحثه عن شرعية في مواجهة الإتهام الموجه إليه من المحكمة الجنائية بشأن دارفور. هذا صحيح ولكن السبب هو بحث المؤتمر الوطني عن شرعية لعلها تغفر له خطيئة الإنقلاب, ثم يردد قادته, إن فازوا أنهم جاءوا عن طريق الشرعية.

صحيح كانت هناك مماراسات سلبية أضعفت النظام الديمقراطي وقد أسهبنا في نقده. إلا أن النظام التعددي لا يمكن مقارنته بنظام "حزب واحد" خاصة في قطر بالتنوع السوداني. ولا يمكن أن يكون علاج سلبيات الديمقراطية بإنقلاب عسكري, ترفض حكومته لمرشح رئاسي بإذاعة برنامجه من خلال الإذاعة. أو تمنع تسيير مظاهرة سلمية للمعارضة وتعتقل قياداتها الحزبية ويعتدي أفراد أمنها علي المتظاهرين جسدياً, أو رفض دفن الطالب الذي إغتاله جهاز الأمن في المدافن التي إختارتها أسرته.

يكاد أن يكون السبب الرئيسي في عدم رسوخ الديمقراطية في السودان هو عدم إكمال أي برلمان لدورته, مما يمنح الناخب فرصة لتغيير حكومته. إن الذين يروجون, ومن بينهم مثقفين, لأن السودان لا تناسبه الديمقراطية الليبرالية الغربية هو قول مردود. وذلك لأن ديمقراطية بريطانيا قد نضجت بعد عدة قرون, كما أن هذه الديمقراطية رسخت وتعمل جيداً في دول نامية كالهند وتركيا وماليزيا.

والحقيقة أن الإنقلاب لم يكن لثورة تغيير أو إنقاذ البلاد أو تطبيق نظام إسلامي إنما كان للحكم من أجل السلطة. الثورات التي قامت بها قيادات جادة لرفعة بلادها في إيران والصين وروسيا, لم تتخطَ الثلاثين عاما في إنجاز مشروعها النهضوي والتغيير. في ثلاثين عاما نقلت الثورة البلشفية روسيا من الإقطاع إلي دولة نافست أمريكا علي العالم وفجرت الذرة. وأنجزت الثورة الصينية النهضة وفجرت الذرة في أقل من ذلك. وها هي إيران قد أصبحت قوة لها وزنها ولها منظومة صواريخ يصل مداها أوربا ومشروعها النووي في ثلاثة عقود أيضاً. كما أصبحت الهند القوة الصناعية الثامنة في العالم وتمكنت من بناء مشروعها النووي في ثلايين عاما, رغم الفقر وعدد السكان.

أما حالنا في هذين العقدين, فقد تناقص السودان من أطرافه وتآكل مجتمعه من داخله بأمراض إجتماعية دخيلة. كما أضحت البلاد في أضعف حالاتها بحيث أن دولة إستقلت عام 1956 ونظمت أنجح مؤتمر قمة عربي (اللاءآت الثلاث), وفي أحلك الظروف بعد النكسة, تلجأ للوساطة لحل خلافاتها الداخلية لقطر, دولة تبلغ مساحتها ولاية الخرطوم ونالت إستقلالها عام 1971.



#بابكر_عباس_الأمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هيروشيما ونجازاكي
- الآثار الصحية الضارة لختان الإناث
- إنحطاط القاموس السياسي لإسلاميي السودان
- التدخل الأمريكي في فيتنام 1954-1975
- تفادي القضية الفلسطينية في خطاب حالة الإتحاد لأُوباما
- دور أمريكا في نشأة طالبان والقاعدة
- الإفلاس الأيدلوجي والفكري لإسلاميي السودان
- في ذكري ثورة اكتوبر السودانية
- عن سايكلوجيا المُحافظين الجُدد السودانيين
- اللوبي الصهيوني الأمريكي والحركة الإسلامية السودانية : مقارن ...
- النرجسية والتباهي لدي إسلاميي السودان : الأفندي نموذجاً
- موسم الهجرة إلي الجنوب: الصادق والترابي يكتشِفان الجنوب
- كيف قامت المخابرات الأمريكية بتغيير الحكومات؟ نظام مصدّق نمو ...
- دور الصادق المهدي في تقويض الديمقراطية في السودان
- المناطق التي إحتلتها الولايات المتحدة
- إراقة الدماء والتشفّي لدي إسلاميي السودان
- النِفاق الأمريكي بشأن الديمقراطية في هندوراس وجمهوريات الموز
- النزعة العلمانية للحركة الإسلامية السودانية


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - بابكر عباس الأمين - الرئيس السوداني يحمِّل الأحزاب مسؤولية تعطيل الديمقراطية 20 عاما