أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاضل الخطيب - هل يعتذر الوليد من الوالد بلا -تخلّ-؟!..














المزيد.....

هل يعتذر الوليد من الوالد بلا -تخلّ-؟!..


فاضل الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 2946 - 2010 / 3 / 16 - 21:59
المحور: الادب والفن
    


هل يعتذر الوليد من الوالد بلا "تخلّ"؟!..
الحرية مغامرة تستحق العناء وتعيش بالأمل، وما عداها "تخلّ".!.
بشار الأسد يُشبه أباه وهو ابن أبيه بالتمام والكمال. لكن هل وليد جنبلاط يُشبه والده كمال؟!.
اعتذرَ قبل أسابيع قليلة مسئولون في أجهزة الرصد الجوي اليابانية بسبب تقديراتهم غير الدقيقة لاحتمالات الأضرار الناتجة عن الزلزال الذي ضرب تشيلي، وقد تبين أن تحذيراتهم وتخوفاتهم كان مبالغً فيها، ولهذا كان اعتذارهم في محلّه.
نقرأ في الكتاب المقدس وعلى لسان القديس بطرس بأنه توجه في سؤال إلى السيد المسيح مستفسراً عن عدد المرات التي يقبل الله اعتذاره ويشفع له عن الأخطاء التي يرتكبها بحق الرب، ويسأل أنه يقبل الله اعتذاره حتى لو تكرر ذلك سبع مرات؟ ويرد السيد المسيح عليه قائلاً: لا يجب الشعور بالتعب من طلب الاعتذار. "الترجمة بتصرف وتنقل الفكرة فقط".
استيقظ سكان بودابست –حيث أعيش- صبيحة اليوم 16 آذار/ مارس على ثلج يُغطي المدينة، وهو في مثل هذا الوقت حالة نادرة وقلما تسقط الثلوج الباردة في بداية الربيع. وقد ارتجفت أطراف يديّ من البرد، وأنا أعرف أن الشعر لا ينفع ولا النثر ولا النشر ضد رداءة الطقس، لا ينفع الطلب ولا الندم ولا حتى الاعتذار يجلب الدفء.
كل شيء يعطي المبرر كي يكون مراقي أو مزاجي جيداً. أحب الثلج كثيراً، فهو يُذكرني بالقرية التي وُلدت فيها هناك، هناك في أطراف مزرعة مساحتها حوالي 185 ألف كم مربع –أقول "حوالي" لأن قانون التمدد الحراري يفعل فعله والمساحة تتغير وغالباً تقلصاً-. ورائحة القهوة التي تحمل شيء من "بهار القهوة" أو حب الهال يمسح بلطفٍ على شعوري غير المتعب ويُدغدغه بتداعيات للأفكار ليس لها أول ولا آخر. كان المفروض أن أسبح في هواء الصبح وأحرّك الأرض بسرعة حتى تصلني بيروت ودمشق التي أسهل عليها وعليّ من أن أصلها أنا.
في هذا اليوم "المقدس"، وبعد أن ركضت أمتاراً قليلة لفظتُ خلالها من رئتي آخر جزيء من الهواء العادم استقليت الباص، وعندما وضعت الكفوف في الشنتة رأيت فيها مفاتيح. مفاتيح من تكون؟ وكيف تسللت إلى الشنتة الصغيرة؟ مفاتيح القريب الضيف؟ -قلت في نفسي-، لن أرجع لهذا السبب، خصوصاً انه مازال نائماً وربما تأثير شرب المساء ونشوة الخمرة تجعله ينام أكثر. وكانت زوجته قالت له أكثر من مرة أنه يجب أن يقوم بعمل نسخة أخرى للمفاتيح، خصوصاً أنها أحياناً تضطر لاستخدام السيارة عندما لا يكون قادراً على السواقة –في حالة "تخلّ" واستغفار أو بعد الشرب مثلاً-. وكنت مرة حاضراً عندما صرخ وأرعد وأزبد على زوجته لأنه لم يجد المفتاح، وردت عليه يومها قائلة: اذهب واصرخ على "البيطرية" اللي صنعوا سيارة بدون مفاتيح، أو على تجار "البزورية" اللي ما أعطوك مفتاح ثاني احتياط، وبعدين مين اللي بيركب سيارة في يوم جميل؟. قالتها وأردفت: بتعرف؟ لازم إنك إنت تعتذر! وإذا عندك شجاعة اعتذر.!..
اعتذر يا حبيبي عن غلاظتك مع الناس وسلوكك الواطي، اعتذر يا عيني عن تعاملك العدواني مع اللي ما بيعجبوك بآرائهم، اعتذر عن اعتقالك مشاعر الناس بفظاظة، لو طول إيدك وسلاحك بطول رقبتك كان رجع الجولان.. إذا نظرت بالمرآة تجد ألف سبب وسبب ولألف جهة وجهة كي تعتذر. أنا أعتذر يا سيدي فقط بأنني أيقظتك من نومك.!.
لا أعرف أنا إن كان هناك إمكانية للاعتذار؟ أخذت نفساً عميقاً من الهواء الذي تمرّغ بين الثلج، سقطت عليّ حجيّات ذكّرتني بنيوب الليث الباسمة ونظرات الضبع في الليالي الكانونية الجبلية. وفي المقابل رأيته بقميص أبيض، بقع حمراء، لا ترمز إلى شيء فقط لونها أحمر، وزهور الربيع تبكي من عبث الوحوش. دفن رأسه بوسادة عريضة مقطعة. قنينة –أو في لغة القصر قارورة- كبيرة من عرق الريان الجبلي، المبارك عنبه كانت تُردد شعارات وتشد شعرات، فارغة كانت في الوقت المناسب، ممشوقة القوام كانت في مكانها المناسب، بقي شيء واحد مناسب في هذا التداعي للأفكار غير المرتبة وفي هذه المناسبة، أن أعتذر من البندقية التي مازالت رائحة دخانها ترسم دوائر طيلة 33 عاماً.
بجانب السرير تناثرت بقايا الكرة الزجاجية التي كانت الجارة الساحرة تقرأ فيها المستقبل.!. آه لقد أيقظك سماع صوت خطواتي؟ رغم أنني حرصت أن أخلع الحذاء بعيداً. كنت في شعورٍ ذكّرني بالترقب الذي يسبق الامتحان أيام الجامعة، شعورٌ شموعه ودقائقه طويلة وغليظة وشائكة كحدود الجولان. الجولان الذي أكل آدم تفاحه كلّه ومازال في الجنة. شعورٌ يشبه من يعطوه "صدقة" خجلاً من الجيران، شوية فراطة لا تكفي ثمن فنجان قهوة بلا "بهار"، وهل يُمكن شرب مثل تلك القهوة؟. في هذه اللحظة تراقصت أمامي بعض حروف اللغة، حروف تقول مُبررةً "لو تشبه أباك بلا "تخلِّ"! حروف تأبى النوم وهي تنتظر الاعتذار على القتل والقمع والاحتلال والنهب. إذا كانت جعبة السيد وليد جنبلاط لا تحوي أوراقاً أكثر أهمية وخطراً مما نُشر حتى الآن، فليس من المستبعد أن يأتي الوقت الذي يعتذر فيه الوليد من الوالد الشهيد.!.
33 عاماً لم تُنتج بعد "متخلّ" واحد يُشبه ابن عم ناظم غزالة!. حروف اسمك يا كمال جنبلاط كَتَبَت "إن مغامرة الحرية دائماً تستحق العناء" وما عداها "تخلّ".!..
بودابست، 16 / 3 / 2010، فاضل الخطيب.



#فاضل_الخطيب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى يعتذر الأكراد؟!..
- وجوه المرأة: الحُبّ ثم الحُبّ ثم الحُبّ.!.
- المأساة والملهاة والكامخ بينهما.!.
- وفاء -الاصدقاء-.!.
- مقاربة للوطن والمواطنة.!.
- الجولان بين الأسد وليبرمان.!.
- بصراحة واضحة. حوار ساخن مع الأمل.!.
- 3 جي في1(جبهة الجهاد الجديدة للحزب).!.
- همزة الوصل والقطع وقواعد النصب والرفع.!.
- قبل أن تتكسر مرايا الشام.!.
- من شبّ على شيءٍ شابَ عليه؟ وَلَوْ صبغ شَعره؟.!
- رأس السنة الجديدة نصفه قديم.!.
- من طقوس الميلاد الشجرة وبابانويل.!.
- في ذكرى ضم الجولان
- الحوار المتمدن هو حرية التعبير.!.
- اطلبوا العلم ولو في أميركا..!
- المرأة هي حبّ ورعاية العالم.!.
- بو محمود بين أوباما والبابا..!
- نوسترداموس في سوريا..!
- الجندي المهزوم


المزيد.....




- براد بيت اختبر شعورا جديدا خلال تصويره فيلم -F1-
- السويد.. هجوم جديد بطائرة مسيرة يستهدف الممثلية التجارية الر ...
- -البحث عن جلادي الأسد-.. فيلم استقصائي يتحول إلى دليل إدانة ...
- تقرير رويترز 2025: الجمهور يفضل الفيديو والصحافة البشرية وهك ...
- هكذا تصوّرت السينما نهاية العالم.. 7 أفلام تناولت الحرب النو ...
- بعد أسابيع من طرح الفيلم ونجاحه.. وفاة نجم -ليلو وستيتش- عن ...
- ابتكار ثوري.. طلاء -يعرق- ليُبرّد المباني!
- كيف يساهم تعليم العربية بكوريا الجنوبية في جسر الفجوة الثقاف ...
- بالتزامن مع تصوير فيلم -مازيراتي: الإخوة-.. البابا لاوُن الر ...
- -الدوما- الروسي بصدد تبني قانون يحظر الأفلام المتعارضة مع ال ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاضل الخطيب - هل يعتذر الوليد من الوالد بلا -تخلّ-؟!..