أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاضل الخطيب - الجندي المهزوم















المزيد.....

الجندي المهزوم


فاضل الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 2819 - 2009 / 11 / 3 - 00:56
المحور: الادب والفن
    


الجنديّ المهزوم، أو "طلب انسحاب"..!

كان يمكن الاستغناء عن طلب الانسحاب هذا، لأنني بالأساس لم أقدّم يوماً طلب انتساب. ومختصر وجودي في جبهة الخلاص الوطني المعارضة للنظام السوري، هو أنني حضرت مؤتمر الجبهة قبل حوالي سنتين في برلين كضيف، وكلمة التحية التي قدمتها في ذلك المؤتمر ابتدأتها بالشكر لهم على دعوتهم، ولم أشارك بأي نقاشٍ، ونُشرت تلك التحية فيما بعد في عشرات المواقع بعنوان "دمشق تنتقل إلى برلين"، ولم أتخلّى عن أي فكرة وردت فيها، وأستشهد بفقرات قصيرة من تلك الكلمة:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=109969
("في كثير من دول العالم نجد صاحب الثروة يريد أن يلعب دوراً سياسياً ما، معتمداً على ثروته ونفوذه المادي، والسياسي يريد أن يحصل على شيء من الثروة، بناءً على موقعه السياسي. هذه الظاهرة موجودة ولا يمكن تجاهلها، لكنها في سوريا الأسد مشوهّة جداً وهي بوابة الفساد الأولى. آمل أن تكون هذه الظاهرة أقل تشوهاً عند المعارضة الوطنية السورية."..
"أحس أحياناً ـ وآمل أن أكون مخطئاً، أن بدلات وبناطلين وربطات عنق بعض –زعماء- المعارضة غير قادرة على العمل المطلوب, وغير قادرة على إخراج عقلية حافظ الأسد وسلوكه من رأسها".. "إن مسؤولية المعارضة الوطنية أمام الشعب والوطن أكبر من مسؤولية ومهمة استلام السلطة!"..
"على المثقف والسياسي والقائد والثوري والثري ألاّ يكون فوق الناس -أي ما يركب على ظهرنا-"..
"لسنا فقط مسؤولون عن الأعمال التي نقوم بها, بل عن الأعمال التي لا نقوم بها"...).

هذا من جهة، ومن جهة ثانية كانت المفاجأة قبل انتهاء آخر فقرة من أعمال المؤتمر، حيث جاءني في الاستراحة أحد أعضاء قيادة الجبهة والذي كان قد تردد سابقاً عدة مرات إلى بودابست - جاء يطلب موافقتي ترشيحهم لي إلى عضوية الأمانة العامة، ورغم معرفته أنني ضيفٌ ولست عضواً في الجبهة، وما كنت أريد حضور المؤتمر بالأساس. لم يكن أمامي من وقت كافٍ للتفكير السليم، وبعد نصف ساعة وجدت نفسي عضواً منتخباً في قيادة جبهة لم أكن عضواً فيها.
بعد المؤتمر بحوالي ثلاثة أشهر حدث خلافٌ حادٌّ بين قيادة الأخوان المسلمين وبيني على خلفية موضوعٍ كتبته يتعلق بالمرأة وموقف الأديان منها، وعلى أثرها بعثت رسالة إلى أول اجتماع للأمانة العامة والتي لم أحضره، أعلنت فيها تمسكي بقناعاتي ومواقفي التي لم أتخلى عنها وأعربت أيضاً عن رغبتي الواضحة بالاستقالة إذا لم يدعم حرية رأييّ وحقي في طرح وجهة نظري ثلثي أعضاء الأمانة العامة. ورفضت الأمانة العامة الاستقالة، واعتبرت أن ما كتبته أنا يدخل في مجال الرأي الشخصي. وفي اجتماع المجلس الوطني للجبهة في نيسان/إبريل 2009 طرحتُ أمام المجلس استقالتي، لكني لم أتمسك بها بعد مشاورات أقنعتني بخطأ التوقيت، حيث كان خروج الأخوان المسلمين وممثلي الأكراد السابقين من الجبهة، وما أردت أن يُفهم سبب استقالتي أنه يلتقي مع أسباب خروج الآخرين. ومنذ سبعة شهور لم أشارك في أيّ اجتماع أو نشاط، وبقيت من الناحية "الشكلية" عضواً في الأمانة العامة حتى نهاية أكتوبر 2009..
أنا د. فاضل الخطيب، سوري مقيم في المجر، أعلن رسمياً استقالتي وخروجي من قيادة جبهة الخلاص الوطني في سورية ومن كل علاقة تربطني بالجبهة. مع تمنياتي الطيبة للجبهة وأعضائها وأصدقائها في تحقيق أهدافها الوطنية...
...............................................
الجندي المهزوم..

لا يوجد حزنٌ، يوازي
نهاية حلم.
ستارة مخفية تسقط عن مسرح المياه الجارية.
الوداع، نقطة كبيرة في آخر الصفحة، أحياناً طائرٌ
يرجع عشه.
يَسخَر القدر من لعب الشطرنج، أحجاره
تُغرق حروف العِلّةٌ.
دموع بردى تتراقص صدقاً، تتقمصها
دموع أخرى في مطابخ كبار القوم.
وخلاصة تجربتي الحرفية، أن تَخلُصَ من رائحة
البصل ورائحة الدخان.
شيءٌ واحدَ تعرفه، وأشياءٌ
أكثر تجهل.
هذا ليس مكانك، ولا
تعرف تبديل الوجه.
وأنا أردد:
"أن ترجع متأخراً، خيرٌ من ألاّ
ترجع".
وأنا أرجع إلى سِربي، و"الطيور على
أشكالها تَقع".
..........
عند الوداع، قد تَدمع ندماً أذنيك.
قد يندم غيرك أكثر، ليس لغيابك، بل بسبب أخطاء
حسابات الدفتر والبيدر.
قد يُقرع جَرَسٌ في الجبهة يُنذرهم، قد تسمع بسمات
البعض تُوّدعك.
بترددٍ، غير عارف، تسأل نفسك.
وتُردّد من جديد سؤالك.
أنت تغيرت، أم وَضحت تلك الصورة
من حولك؟.
مياهٌ تجري، دائرة مغلقة، ولا
يمكنك أن تخرج من جلدك.
..........
الوداع، دورٌ صعب.
الرياح تتأبط نهاية الجُمَلْ.
عايشتُ حروفاً ترقص طَرَبَاً، لكني لا
أتقن رقص الكلمات.
أعود وحيداً، وأسحب راياتي من فوق كتاب لا
يخلو من بقع غبراء.
أعود لصدق أصدقائي، وفي مكان آخر تبقى
مع بعضها الأصدقاء.
لم أعرف يوماً تمسيح الجوخ، ولا
تقبيل الأضرحة، وأيادي الخلفاء.

لا أنثر مائي الصافية في أرضٍ، مازال
هدفها الأول أن تمتص الماء.
لا ينضج عنب في
دالية تفتقر جذوراً ضاربة
في العمق، وشمساً
ساطعةً وضياء.
..........
شهورٌ مكسوفةٌ لا ضوء فيها، كانت لي،
وكنت لها هَمّاً.
كحِمل المِلح أو أكثر، حملت جدار برلين.
غريبٌ صرت، بل منذ اليوم الأول
كنت غريباً.
خِلتُ نفسي في جسر الوطن المتقطع مسماراً.
وظهر أني صرت طوبة أخرى في ذاك الجدار.
"اكتشفتُ أنا، واكتشف البعض معي"، أنني لا
أُتقن هذا اللحن.
أعترف الآن أمام العالم، بأني
جنديٌ مهزوم.
أعترف بأني تركت الجبهةَ خلفي، وركضت العودة سريعاً.
أعود مطأطئ الرأس خجولاً.
أعود موسوماً، لكني
بنزاهتي أبقى معتزاً.
أعود بين رفاقي نظيفاً، وأحاول
التخلص من عبء الوشم.
أعود لأتابع معارضتي الوطنية بصدقٍ،
وأترك بعض جنود الجبهة تقاتل بالشوكة
والسكين وبالقلم.
..........
ما عدتُ أبحث عن أجوبة، ما
عدتُ أطرح أسئلة.
لملمت حروف كلماتي، لأزرعها
في ألحان قرنفلة.
ألغيت عناوين
بريدي، وأشعلتُ أبخرتي
وشموعي.
زجاجي نظيفٌ كان، ويبقى
شفّافٌ، ووجهي واحدٌ مازال
مكشوفاً،
ولا أُخفي الحكايا في جيوبي.
..........
شيءٌ واحد أعلنه، ولا رجعة عنه:
كَبُرَ مع هذا النقص،
مسرعٌ رغم ذاك التأخر،
غالٍ جداً بين كل ما شاهدته من رخص.
حصوة بصقتها،
كلمة الوداع والخلاص، أجمل وآخر ما
بقي في أناشيدي من جبهة الخلاص...
..........

بودابست، 2 / 11 / 2009، د. فاضل الخطيب.









#فاضل_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل من مراجعة لبعض المعارضة؟
- الحرية كلمة حلوة فقط؟.
- هواجسٌ غير مرتبة..!
- أفكارٌ متضاربة بالقرب من ذكرى الميلاد..!
- بلا مكبرات صوت. بين الشام والجولان..!
- اعطه يا غلام ألف دينار، أو 34 دولار؟.!
- الدكّة، من سعادته حتى سيادته..!
- -سوبر فتوى- في مهرجان الفتاوى العربي..!
- رياضة المشي، صحيّة وتساعد على تحرير الجولان..!
- الوالي والأهالي، ج3..!
- الوالي والأهالي، ج2..!
- الوالي والأهالي، ج1..!
- حوار مع الكاتب حسان شمس من الجولان
- خفيف الدسم 2، رُدَّنيّ إلى السجن..!
- خفيف الدسم. -1.- القضاء السوري يبحث عن قضاءٍ..!
- ذمية وما عندها ذمة
- الأسد في الجغرافية السورية
- قناة زنوبيا بدون تجميل..! الحُصرُم المعارض.
- أشعر بيوم اكتشاف سوريا
- مُذنّب هالي، شكراً لزيارتك وإلى لقاء..!


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاضل الخطيب - الجندي المهزوم