أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاضل الخطيب - الدكّة، من سعادته حتى سيادته..!














المزيد.....

الدكّة، من سعادته حتى سيادته..!


فاضل الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 2771 - 2009 / 9 / 16 - 21:21
المحور: الادب والفن
    



دفنتْ وَجهَهَا في عينيها خجلاً..
.. دفنتْ عينيها في كلمةٍ توقف نصفها على شفتها السفلى..
.. دفنتْ شَفتها السفلى خلال الطيف المتربع على الرمال العطشى..
.. دفنت بذار الكلمات الضائعة في الرمل ورشّتها في حفنة أمل..

صامتةً، مضت تلتقط أنفاسها التي ضاعت بين الحروف..
في الطريق قرب النهر، قَصَقصَتْ نصفَ الجُمَل..
شعرها الأشقر يخفي في ثناياه دخان السهر..
حاولت تجميل كلماتها، لكنها لم تكن حلاّقاً ماهراً..
غلّفتها بكلمات أخرى، كشفت فيها ما أرادت أن تستر..

جملٌ يتيمةٌ تهرب من رائحة "السمك" فوق النهر..
.. رائحة الدانوب لا تخطئ.. وفي قنوات أخرى تتحول..
.. رائحة الدخان الأمريكي في ثيابها الداخلية تفشي السر..
.. ذكّرتني بأوراق العمل.. ذكّرتني بالزميلة "عسل"..

الأستاذ اليوسفي سمّاها "عسل"..
كانت عيّنة من حوريات الجنة، لكنها كانت أعقل..

رائحة السمك النهريّ تُعيدُ قصة "عسل"، وسعادة القائم بالعمل..
منحة دراسية، شهادة عالية، والثمن كلمة نعم.. لا أكثر ولا أقلّ..
وقفت على حروف العلّة، جلست بكبرياء فوق كل العلل..

رائحة مكتب معالي السفير هي نفسها رائحة النهر يا "عسل"..
دراسة عالية، ثمن بضع ساعات كسل..
ساعات تتكرر حتى إشعار آخر..
لم يطلب كثيراً، لن ينشر سراً..
وعدها وكان صادقاً.. وعدته وكانت صادقة بلا مبرر..
وعدته.. وعادت للوطن، بعد نصف عامٍ من الضجر..

الدَّين ممنوعٌ يا "عسل".. سعرٌ ثابتٌ، ودفعٌ لا يُؤجَّل..
للصدق ضريبةٌ قد لا تحتمل..
وعادت "عسل"، وضاع الأمل..

في أول إبريل، رأيتهم يرشون العطر الفرنسي فوق النهر..
في أول نيسان، دفنت وجهها في عينيها خجل..
الأول من إبريل يتكرر في آذار وفي نوار..
رأيت طيفك يا "عسل" يتكرر في بروكسيل..

قبل فترةٍ، التقيت الأستاذ اليوسفي..
وأول سؤال طرحه كان عن "عسلْ"..
بقيتِ شهد النحل يا عسلْ..


(اليوسفي: أستاذ إيراني الأصل كان يدرّس في الجامعة.
"عسل": اسم أطلقه الأستاذ اليوسفي على فتاة جاءت تدرس بمنحة من السفير، وعندما استحال على سعادته قطع دِكّة البنت، قطع المنحة، وعادت بلا شهادة للوطن، لكنها بقيت عسل..).


بودابست، 15 / 9 / 2009، فاضل الخطيب




#فاضل_الخطيب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -سوبر فتوى- في مهرجان الفتاوى العربي..!
- رياضة المشي، صحيّة وتساعد على تحرير الجولان..!
- الوالي والأهالي، ج3..!
- الوالي والأهالي، ج2..!
- الوالي والأهالي، ج1..!
- حوار مع الكاتب حسان شمس من الجولان
- خفيف الدسم 2، رُدَّنيّ إلى السجن..!
- خفيف الدسم. -1.- القضاء السوري يبحث عن قضاءٍ..!
- ذمية وما عندها ذمة
- الأسد في الجغرافية السورية
- قناة زنوبيا بدون تجميل..! الحُصرُم المعارض.
- أشعر بيوم اكتشاف سوريا
- مُذنّب هالي، شكراً لزيارتك وإلى لقاء..!
- الدائرة المغلقة..!
- رسول جديد اسمه -انترنت-..!
- نصف الفضة
- نصف فضة
- لماذا 1 أيار / مايو..؟
- معلقات سوق عكاظ الدمشقي
- الفراق لا يجب أن يكون عداء


المزيد.....




- أول فنانة ذكاء اصطناعي توقع عقدًا بملايين الدولارات.. تعرفوا ...
- السينما الكورية الصاعدة.. من يصنع الحلم ومن يُسمح له بعرضه؟ ...
- -ريغريتنغ يو- يتصدّر شباك التذاكر وسط إيرادات ضعيفة في سينما ...
- 6 كتب لفهم أبرز محطات إنشاء إسرائيل على حساب الفلسطينيين
- كفيفات يقدّمن عروضًا موسيقية مميزة في مصر وخارجها
- عميل فيدرالي يضرب رجلًا مثبتًا على الأرض زعم أنه قام بفعل مخ ...
- انقطاع الطمث المبكر يزيد خطر الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائ ...
- إشهار كتاب دم على أوراق الذاكرة
- مثنى طليع يستعرض رؤيته الفنية في معرضه الثاني على قاعة أكد ل ...
- المتحف البريطاني والمتحف المصري الكبير: مواجهة ناعمة في سرد ...


المزيد.....

- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاضل الخطيب - الدكّة، من سعادته حتى سيادته..!