أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ميرا جميل - هل صارت اسرائيل دولة ملالي ؟














المزيد.....

هل صارت اسرائيل دولة ملالي ؟


ميرا جميل

الحوار المتمدن-العدد: 2944 - 2010 / 3 / 14 - 19:33
المحور: حقوق الانسان
    


صدر فرمان من وزارة المواصلات : نساء اسرائيل الى مؤخرة الباصات . القسم الأمامي للرجال فقط . ممنوع احتكاك الرجال والنساء في الباصات . اسرائيل التي تدعي انها دولة دمقراطية ليبرالية علمانية ،تطرح فرصا متساوية بين الرجال والنساء ، لم تعد تختلف عن نظام طهران.
الويل للمرأة التي تصعد الباص الى قسم الوحوش ،أي الرجال المفترسين . للمرأة أماكن مخصص في مؤخرة الباص. في مؤخرة المجتمع ، في مؤخرة الأكاديميا ، في مؤخرة حقوق العمل ، في مؤخرة امتيازات الأجور ، في مؤخرة السياسة والبرلمان والسلطات المحلية ، النساء الى حيث يقرر الرجال . والبقية تأتي .. مهلكم !!
هذا بدأ في القدس ، ومن العاصمة تبدأ الحكايات .. وبوجود حكومة ترتعب من كل اشارة تبرز من "ملالي اليهود" ذوي اللحى الطويلة ، الذين بدونهم لا حياة للحكومة ، ولا مستقبل سياسي لنتنياهو .. لذا المتوقع سيادة العقلية الغارقة في القرون الوسطى ، اليوم بما يخص النساء ، ومن هنا كل البدايات ، وغدا قد يفرض على الرجال اطلاق اللحى ، والالتزام بالطعام حسب الشريعة .. والويل للرجل الذي يمر بين امرأتين لأنه حمار يعتبر، كما أفتى أحد كبار "الملالي" ..
صرنا في الهوى سوا .. لم يعد العرب مضحكة لوحدهم لشعوب العالم المتنورة ، صارت اسرائيل صديقة ايضا ومنافسة على اضحاك العالم ، ربما يقر احد طويلي اللحى اليهود ارضاع الكبير ايضا ، السنا في الهوى سوا ؟ من ينكر اليوم ان اسرائيل اصبحت شريكة تتقاسم السخرية معنا في عقلها الذي يرى بالنساء عارا متحركا وقنابل جنسية شديدة الانفجار اذا ما لامست ، او اقتربت من الوحش الذي اسمه رجل ؟!
وزير المواصلات كاتس نزولا عند مصلحة استمرار بقاء حكومة نتنياهو غريبة الأطوار ، قرر الاستجابة للضغط الديني الأصولي الغارق بعقلية ما قبل تحول القرد الى انسان ، ناسفا من الجذور المفاهيم العلمانية التي كانت وراء انشاء الدولة . وأقول لولا علمانية الحركة الصهيونية لما قامت اسرائيل ... ولكن لا بشارة انجاز للعرب في هذا الأمر ، فهم لا يختلفون في النظرة الى المرأة. والأفضل ان لا يحلموا احلاما سياسية رطبة .
السؤال اين الأحزاب العلمانية في الكنيست ، أين حزب العمل وجنراله وزير الدفاع براك ؟ اين حزب ليبرمان ( اسرائيل بيتنا ) الذي يدعي انه يحمل لواء الدفاع عن حقوق ومصالح المهاجرين الروس من التمييز الصارخ ضدهم ، وحقهم في ممارسة حياة علمانية وأكل لحم الخنزير والتجارة به ، والحفاظ على علمانيتهم ،كما تربوا في دولتهم ومجتمعهم السوفييتي ، وعلية حصد ليبرمان أصواتهم ، فهل حان وقت المزاد العلني ؟ هل صارت الوزارة أهم من المبادئ والوعود التي جعلته قوة سياسية مركزية في اسرائيل؟
ان جذور الراديكالية الدينية لدى اليهود او المسلمين او المسيحيين او غيرهم ، تخلق وهما حول التاريخ تخرجه من اطارة وتعطيه صورة لا تتلائم مع المنطق والتفكير المنهجي العقلاني ، بل وتتعارض مع خصائص التاريخ والجغرافيا. ومن هنا اساس التخيلات الوهمية ، والمفاهيم البعيدة عن واقع تطور المجتمعات ، ورقي الانسان الحضاري.
عليمي الأمر يتوقعون ان يفقد ليبرمان التأييد الجارف من المهاجرين الروس اذا لم يسارع بالاعتراض على قرار وزير المواصلات كاتس ويعمل على اسقاطه . اليهود الروس العلمانيين ومختلف اليهود العلمانيين ، ويشكلون أكثرية سكانية ، سيتضررون من هذا الفصل الجنسي .. ورغم ظاهرة هرب اليهود من القدس التي تصبح أكثر سوادا ( لباس المتدينين الأصوليين ) الى تل ابيب العلمانية ، الا ان القدس لا تزال القدس مليئة بالعلمانيين والعرب والزوار .
هل سنشهد مرحلة من الكبت الديني المنفلت ضد النساء وضد العرب وضد اوساط اجتماعية يهودية متحررة من عقليات القرون الوسطى ؟
ربما نشهد نساء يهوديات متلفعات بالشراشف حين يخرجن للطرقات نحو أعمالهن ؟ وهكذا سيكون مصير النساء الروسيات أيضا يا ليبرمان ؟ هل سيخفين جمالهن الآسر الذي انتظره شعب اسرائيل عشرات السنين حتى انهار الاتحاد السوفييتي ؟ أم ستصبح القدس مدينة لا يستطع السكن فيها الا اليهود الأصوليين السود ( أعني السود بسبب ملابسهم )؟
الأخبار تتناقل قيام حركات سياسية ومنظمات أهلية في تنظيم معارضة جارفة للفصل العنصري المخجل في دولة تعتبر نفسها دمقراطية ليبرالية تحترم حقوق النساء وقانونها يطرح المساواة التي لا تفرق بين رجل وامرأة وبين يهودي وغير يهودي ( يعني عربي حسب الاصطلاح المستعمل من السلطة ) اما في الممارسة فحدث ولا حرج . العرب لا يحصلون على حقوق متساوية اطلاقا ، بل يحصلون على حصة افضل من اليهود ، اذ يضاف لهم تمييز عنصري واضطهاد قومي ، وهذا لا يحصل لليهود الشرقيين مثلا الا بالخفاء ، يجب ان يحتجوا ويناضلوا ليصيروا متساوين للعرب !!
الآن ستصير عاصمة اسرائيل شبيهة بعاصمة السعودية . شبيهة بعاصمة ايران ، شبيهة بعاصمة افغانستان ، الويل للمرأة التي تخاطب رجلا . الويل للمرأة التي تركب سيارة باصا لا يوجد فيها فصل عن الوحوش الرجال. الويل للمرأة التي لا تلبس لباسا محتشما. الويل للمرأة التي يظهر لحم كتفها ، او مطلع سيقانها ، او ما هو أكثر بلاء للرجال ، كما تعودوا ان يروا ويتنهدو مكرهين لا ابطالا ، والويل للمرأة التي تتطاول على مناصب الرجال .
صارت عقلية القاعدة غير غريبة عن عقلية بعض نواب الكنيست تفرض على السلطة روحا دينية يهودية متطرفة ، حتى لو اطلقوا عليها أسماء واصطلاحات عبرية ..
صار بعض الوزراء اشبه بالملالي ..
ايها العلمانيون : عصركم انتهى وبدأ عصر الملالي !!
ومن يعرف ، قد ينشا في اسرائيل نظام شبيه بنظام حكم الفقية ، لا ارى فرقا عقليا كبيرا .. ما ينقص صلحة جديدة مع نظام عربي ، او ربما مع ايران !!
لا شيء مستحيل !!

د . ميرا جميل – كاتبة فلسطينية وباحثة اجتماعية – قبرص
[email protected]



#ميرا_جميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة : اليقين والايمان ...
- حوار مع المفكر الفلسطيني الدكتور أفنان القاسم حول خطته لإقام ...
- الحوار حول خطة د. افنان القاسم
- خطة الدكتور أفنان القاسم لحل النزاع الفلسطيني الاسرائيلي اضا ...
- من أجل حركة نسوية عربية
- الله يفرِّج عن الحزب الشيوعي وخصوصا عن جريدة -الإتحاد-!
- قصة : رجل ...!!
- الامبراطورية لا تستجيب للنداء
- من النصر الإلهي عام 2006
- النمو الاقتصادي .. كطريق إلى الديمقراطية
- صحيفة - الوقت- البحرينية تحاور الدكتورة ميرا جميل:العالم الع ...
- علمانية للتنوير .. وعلموية للتخلف !!
- النهضة المشلولة والأوهام الخارقة...
- العقم الفكري في التفكير الاستعلائي
- هرطقة -الحداثة- في النقد داخل فلسطين 48
- الذخيرة غير موجودة : لمصلحة من هذا الدفاع المستميت ؟!
- -الموقد- يحاور الكاتبة المثيرة للجدل ميرا جميل
- مطلوبة حية أو ميتة .. التهمة : كاتبة غير معروفة!!
- يسرقون ما ليس لهم ...
- حوار الإعجاز العلمي.. حوار بين طرشان !!


المزيد.....




- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ميرا جميل - هل صارت اسرائيل دولة ملالي ؟