أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ميرا جميل - النمو الاقتصادي .. كطريق إلى الديمقراطية














المزيد.....

النمو الاقتصادي .. كطريق إلى الديمقراطية


ميرا جميل

الحوار المتمدن-العدد: 2660 - 2009 / 5 / 28 - 09:08
المحور: المجتمع المدني
    


في قول مشهور للرئيس الأمريكي السابق ريتشارد نيكسون، عام 1994 حول الصين، قال :" القوة الاقتصادية الصينية اليوم، تجعل محاضرات الولايات المتحدة للصين عن حقوق الإنسان عملاً وقحاً، وفي خلال عقد من الزمان لن يكون لها لزوم، وبعد عقدين ستكون شيئاً مضحكاً".
وهي بالفعل أصبحت شيئاً وقحاً ومضحكاً في نهاية العقد الماضي.
السؤال الذي يفرض نفسه، ليس كون الولايات المتحدة والدول الغربية الاخرى، هي القيِّم على تنفيذ مبادئ الديمقراطية. إنما ما هي العوامل التي تجعل من الديمقراطية امراً يفرض نفسه ولا يستورد من الخارج بشكل هجين، ولا يمكن تصديره، كما تصدر الأفلام الأمريكية مثلاً؟!
وأكثر من ذلك، بات واضحاً تماماً عبث ربط المعونات الاقتصادية، أو العسكرية، بأداء النظام في قضية حقوق الإنسان، هذا الربط يتناقض مع مبدأ الحق في التنمية الاقتصادية.
إن تشكيل رؤية عامة عن آفاق الديمقراطية في مختلف دول العالم، يشير بوضوح الى أن التنمية الاقتصادية، هي محرك أساسي لدمقرطة الأنظمة، بينما استمرار تعثر التنمية، مرتبط بظواهر تفشي الاستبداد وتقليص فظ لحقوق الإنسان.
ان طرح شعار دمقرطة الانظمة الذي بادرت اليه إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، تظهر غباء تلك الإدارة، إذ لم تطرح مفهوم التنمية الاقتصادية كشرط لدمقرطة الأنظمة.
تجربة العديد من الدول، خاصة في جنوب شرق آسيا، تشير بوضوح الى أن التنمية، فرضت المزيد من الديمقراطية بشكل تلقائي.
من الواضح ان هناك تأثيرات ثقافية ودينية ايضاً، ولكني لا أرى أنها المقرر الحاسم في دمقرطة النظام. إنما هي عوامل قد تسرع أو تعرقل المسار الديمقراطي.
إن انتشار الديمقراطية، لن يتحقق بظل غياب التنمية، وحيث نشهد تحولات ديمقراطية، سنجد أنها نتيجة طبيعية لزيادة قوة البرجوازية والطبقات الوسطى، ولأن الديمقراطية ، في هذه الحال، تشكل قاعدة تنموية مناسبة لها، وليس لأن النظام قرر تغيير نهجه او تبنّي عقائد جديدة.
هذا الإتجاه نلاحظه اليوم مثلاً في الصين، التي فتحت أبوابها للمستثمرين، ويكاد يكون أكثر من ثلثي الاستثمار في الاقتصاد الصيني في العشرين سنة الأخيرة، قد جاء من مصادر من خارج الصين.
فهل يتوقع احد أن يستمر نظام الصين الشيوعي، في التمرس وراء مقولات ونظريات اقتصادية لم تحقق الا انهيار المجموعة الاشتراكية وعلى رأسها الاتحاد السوفييتي؟!
صامويل هنتجتون، مؤلف الكتاب الشهير والمثير للجدل "صدام الحضارات" يذكر حادثاً نموذجياً لدور التنمية في تعزيز مواقف أنظمة كانت تتهمها الإدارة الأمريكية بعدم احترام الإنسان، مثل النظام الصيني مثلاً.
في فترة رئاسة كولن باول لوزارة الخارجية الأمريكية، وجهت الإدارة الأمريكية تهديداً للصين بالتخلي عن معاملتها كدولة أولى بالرعاية إن لم تتعاون بخصوص حقوق الإنسان.
الرد الصيني كان بأن عاملت وزير خارجية الدولة العظمى كولن باول، أثناء زيارته للصين، معاملة مهينة، لم تحفظ حتى ماء وجهه، بل ووسعت الصين سلوكها الذي انتقدته الإدارة الأمريكية والذي حدث هو تراجع الادارة الأمريكية أمام العملاق الصيني، بل وحتى أمام دولاً أخرى تحقق معدلات نمو كبيرة مثل اندونيسيا وسنغافورة، بتجاهل احتجاز سنغافورة مثلاً لمواطن أمريكي وأعمال العنف القمعي لاندونيسيا في تيمور الشرقية، بل والأكثر من ذلك "اندفع رجال الأعمال الأمريكيون والاوروبيون بلهفة كبيرة لتوسيع تجارتهم واستثماراتهم مع الصين ودول ما يعرف باسم "النمور" في جنوب شرق آسيا، التي تميز اقتصادها بالنمو السريع.
وبالتالي نجد اليوم أن مساحة الديمقراطية تتعمق مع تعمق النمو الاقتصادي وتطور العلوم والتكنولوجيا وازدياد قوة الدول الاقتصادية وانعكاس ذلك على مكانة المجتمع المدني والرقي الحضاري للمجتمع.

د. ميرا جميل –كاتبة وباحثة اجتماعية –نيقوسيا
[email protected]



#ميرا_جميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صحيفة - الوقت- البحرينية تحاور الدكتورة ميرا جميل:العالم الع ...
- علمانية للتنوير .. وعلموية للتخلف !!
- النهضة المشلولة والأوهام الخارقة...
- العقم الفكري في التفكير الاستعلائي
- هرطقة -الحداثة- في النقد داخل فلسطين 48
- الذخيرة غير موجودة : لمصلحة من هذا الدفاع المستميت ؟!
- -الموقد- يحاور الكاتبة المثيرة للجدل ميرا جميل
- مطلوبة حية أو ميتة .. التهمة : كاتبة غير معروفة!!
- يسرقون ما ليس لهم ...
- حوار الإعجاز العلمي.. حوار بين طرشان !!
- لا نحتاج الى كتب العلوم ... لدينا كتاب يشملها !!
- -اعجازاتنا العلمية- الوهمية وفقرنا العلمي المدقع ...
- جائزة للأدباء .. أم جائزة علاقات عامة للوزير ؟
- فضيحة توزيع جوائز الإبداع أرفضوا هذا العار !!
- كلمة صريحة حول جائزة -الابداع الأدبي- للوزير مجادلة


المزيد.....




- الرياض -تأسف- لعدم قبول عضوية فلسطينية كاملة في الأمم المتحد ...
- السعودية تعلق على تداعيات الفيتو الأمريكي بشأن عضوية فلسطين ...
- فيتو أمريكي في مجلس الأمن يطيح بآمال فلسطين بالحصول على عضوي ...
- حماس تحذّر من مساع -خبيثة- لاستبدال الأونروا
- الجزائر تتعهد بإعادة طرح قضية العضوية الفلسطينية بالأمم المت ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- بيان رسمي مصري عن توقيت حرج بعد الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلس ...
- مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة: عدم تبني قرار عضوية ف ...
- الأردن يعرب عن أسفه الشديد لفشل مجلس الأمن في تبني قرار قبول ...
- انتقاد فلسطيني لفيتو واشنطن ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ميرا جميل - النمو الاقتصادي .. كطريق إلى الديمقراطية