أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - الحزب الشيوعي العراقي - مكافحة البطالة مهمة وطنية عاجلة















المزيد.....

مكافحة البطالة مهمة وطنية عاجلة


الحزب الشيوعي العراقي
(Iraqi Communist Party)


الحوار المتمدن-العدد: 893 - 2004 / 7 / 13 - 08:02
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


** على طريق الشعب
- مكافحة البطالة مهمة وطنية عاجلة

يعد ملف مكافحة البطالة ثاني الملفات الأكثر إلحاحاً، بعد الملف الأمني، التي تواجه الحكومة العراقية المؤقتة. من المؤكد ان الظاهرة ليست وليدة اليوم بل كانت قائمة في ظل النظام البائد وأخذت بالاتساع منذ اوآخر الثمانينات بسبب سياساته الطائشة وحروبه المدمرة والحصار الدولي. لكن الظاهرة تفاقمت بعد انهيار النظام والقرارت الخاطئة التي اتخذتها سلطة الاحتلال حينئذ. وتشير الاحصاءات الرسمية بأن معدلات البطالة ما انفكت تنمو بوتائر متسارعة حيث ارتفعت من حوالي 5% عام 1987 إلى 17% في 1997 لتبلغ 28% من إجمالي السكان النشيطين اقتصادياً في 2003حسب آخر التقديرات. وإذا ما اضيفت لها معدلات ما يدعى بالبطالة الناقصة أو المقنعة حسب التعبير الدارج، لارتفعت النسبة إلى 50 %. وهذا المعدل رغم ارتفاعه يعتبر ادنى من المستوى الحقيقي للظاهرة. وتفيد آراء الخبراء والمختصين أن البطالة تصيب بدرجة أكبر أوساط الشباب والنساء، لاسيما المقنعة حيث انصراف المرأة لشؤون البيت وعدم بحث الكثير منهن عن عمل لا يجعل سعة الظاهرة تنعكس في الاحصاءات الرسمية. ومن الظواهر التي تقترن ببطالة البالغين في العقدين الأخيرين أنتشار عمالة الأطفال، وخاصة في الأعمال والصناعات والحرف في القطاع غير المنظم والصغير التي لا تتطلب تأهيلاً محدداً.

للبطالة أبعاد اقتصادية واجتماعية ولها تأثيراتها على الصعيد السياسي. فهي تمثل هدراً اقتصادياً كبيرا لأن قوة العمل مصدر الثروة و القيمة الاجتماعية، كما إنها آفة تنخر المجتمع وتفكك نسيجه وتتسبب في معاناة انسانية واستلاب للفرد عبر تهميش دوره ومكانته الاجتماعية وتقود إلى عوز وافقار الاسرة. وعندما يطول أمدها وتغيب الحلول ويحتجب الأمل في الأفق، يتحول العاطلون إلى مصدر للاحتقان والتوتر الاجتماعيين وتربة خصبة لانتشار الأفكار والايديولوجيات المعادية للديمقراطية على إختلاف تعبيراتها ومنهلاً للكسب والتجنيد من الجماعات المتطرفة، إضافة إلى تزايد الاستجابة لاغراءات الانحراف في السلوك الاجتماعي. وهكذا تتصل مشكلتا البطالة والأمن.

إن معالجة إشكالية البطالة المعقدة تقتضي الوقوف على أهم أسبابها. في حال بلادنا. للاشكالية طابع استثنائي وآخر بنيوي يرتبط بطبيعة وهيكلية الاقتصاد العراقي. فالبعد الاستثنائي ناجم عن الخراب والدمار والشلل الذي لحق مؤسسات البلاد الانتاجية والخدمية والبنى الارتكازية وإنهيار الاطر المنظمة للنشاط الاقتصادي نتيجة الحروب والحصار، وخصوصاً بعد انهيار النظام الدكتاتوري البغيض والفوضى والانفلات الأمني الذي أعقبه وحل الجيش وقوات الشرطة والأمن وبعض الوزارات. أما الطابع البنيوي للأزمة فيتجسد في البنية المشوهة للاقتصاد العراقي القائمة على الاعتماد شبه الكامل على تصدير النفط الخام وعوائده, وفي انحسار دور قطاعاته الانتاجية الصناعية والزراعية وتخلف انشطته الخدمية انتاجياً وتقنياً مما يجعلها غير قادرة على النمو وخلق فرص عمل جديدة تستوعب الوافدين لما يسمى بسوق العمل، لا سيما وان في العراق معدلات نمو مرتفعة للسكان تدفع اليه كل عام أعدادا كبيرة من الشباب. كما لا شك أن أعمال التخريب والارهاب تسهم في إدامة المشكلة وتعميقها لحيلولتها دون استئناف الدورة الاقتصادية الطبيعية وإعاقتها تنفيذ مشاريع إعادة الاعمار.

في ضوء كل هذه العوامل مجتمعة، تتأكد ضرورة أن يرتقي هدف مكافحة البطالة سلم أولويات عمل الحكومة من جهة ومسعى الأحزاب والقوى الوطنية والمنظمات والأتحادات المهنية والنقابية من جهة أخرى. ولتعدد جوانب المشكلة وموقعها المفصلي في حياة المواطنين ولترابطها الوثيق مع مهمة إعادة الأمن والاستقرار في البلاد، تبرز ضرورة إطلاق المبادرات وتوسيع عملية التشاور لايجاد حلول أنية وطويلة الأمد لهذه الأزمة التي تطال الملايين من أبناء شعبنا وتعطل الطاقات الحيوية للبلاد. وفي هذا السياق يمكن تدشين حوار وطني شامل تشترك فيه القوى والمنظمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وأطراف العملية الانتاجية كافة والحكومة من أجل بلورة برنامج وطني لمكافحة البطالة. فالطابع الاستثنائي والجسيم للمشكلة يتطلب مبادرات من هذا الطراز إلى جانب إتخاذ تدابير وإجراءات سياسية واقتصادية آنية فعّالة للحد منها.

يخطأ من يظن أن في ظل الأوضاع غير الطبيعية التي تعيشها البلاد يمكن لآلية السوق الحر بمفردها أن تقدم حلولاً بحجم المشكلة، كما لا يصح وضع وزر مواجهتها كاملاً على عاتق قطاع الدولة والسياسات الحكومية، إلاّ أن طائفة من التوجهات والاجراءات الحكومية تفرض نفسها بإلحاح في الظرف الراهن، منها إعادة تأهيل مشاريع القطاع الحكومي الصناعية والزراعية والخدمية وإعادة تشغيلها والاسراع في إحالة المقاولات وعقود إعادة الاعمار بأفضل الشروط ووفق ضوابط سليمة تشترط تشغيل أعلى نسبة ممكنة من العمالة العراقية، وحسم قضايا إعادة المفصولين السياسيين وتذليل العقبات التي تحول دون تنفيذ القرارات الصادرة بهذا الشأن وإطلاق مشاريع تشغيل دائمة ومؤقتة للشباب والنساء، وفي هذا الصدد يشكل برنامج تشغيل الشباب أثناء العطلة الصيفية مبادرة ايجابية مع الإشارة إلى ضرورة وضع الضوابط اللازمة للحيلولة دون تبديد الموارد المخصصة وسوء التصرف بها والاستفادة من طاقات الشباب في نشاطات منتجة ذات مردود مناسب وليس في أعمال خدمية بسيطة بوسائل بدائية.

من شأن الاهتمام المتميز الذي توليه الحكومة لاعادة بناء الجيش والشرطة وغيرها من الأجهزة الأمنية استيعاب أعداد غير قليلة ممن سرحوا من الخدمة ويجب الشروع بتوفير الدورات التأهيلية والتدريبية للأخرين ولمن لا يجد عملاً لتيسير عودته إلى العمل في مجالات جديدة.

من المتوقع أن يكون للقطاع الخاص قسط متنام من فرص العمل التي يخلقها الاقتصاد الوطني، وذلك بالارتباط مع استتباب الأمن وعودة المؤسسات الحكومية للعمل وإطلاق الدول المانحة للأموال التي وعدت بها، ولأجل أن ينهض بدوره كاملاً يجب العمل حثيثاً لتوفير الاطار التشريعي والتنظيمي المناسب ومحاربة مظاهر وممارسات الفساد المالي والاداري وتحقيق الاستقرار النقدي وتنشيط وتحديث العمل المصرفي وفق إصول سليمة، فكل ذلك سيسهم في تحفيز هذا القطاع وتشجيعه على الاستثمار في مختلف الميادين. وكذلك الأمر بالنسبة للأستثمار الأجنبي على أن تراعى مجموعة الضوابط والضمانات التي تحفظ المصلحة الوطنية.

كل هذه الاجراءات سوف تعمل على خفض معدلات البطالة فقط مما يستوجب العناية بأحوال العاطلين والتخفيف من معاناتهم عبر صرف الاعانات وأيجاد المراكز التي تساعدهم على البحث عن عمل. ولكن يبقى حل المشكلة مرهوناً باستئناف عملية التنمية الاقتصادية-الاجتماعية وتطبيق برنامج للاصلاح الاقتصادي والاجتماعي والسياسي.



#الحزب_الشيوعي_العراقي (هاشتاغ)       Iraqi_Communist_Party#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قرار مجلس الامن 1546 يعزّز التوجه لاستعادة السيادة الكاملة
- مهام جسام أمام الحكومة الجديدة
- ملاحظات حول السيادة وانتقال السلطة إلى العراقيين
- تصريح المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي - اغتيال السيد عز ...
- بلاغ عن الاجتماع الاعتيادي للجنة المركزية للحزب الشيوعي العر ...
- في ضوء فضيحة تعذيب معتقلين عراقيين الحزب الشيوعي العراقي يطا ...
- تحية إجلال وإكبار لطبقتنا العاملة في عيدها المجيد
- سكرتير اللجنة المركزية: لو تم التغيير بأيد وطنية لكان الامر ...
- تصريح المكتب السياسي: حول الإحداث الأخيرة
- تفعيل دور الأمم المتحدة مهمة آنية
- شعـارات الذكرى السبعون لتأسيس الحزب
- بيان استنكار منظمة الحزب الشيوعي العراقي في فنلندا
- الحزب الشيوعي العراقي يستنكر جرائم الارهابيين في كربلاء والك ...
- استنكار وتنديد من الشيوعي العراقي في استراليا
- رسالة من اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الى الجبهة ال ...
- كتاب سري من مديرية امن بغداد يكشف عن اعدام 31 رفيق ورفيقة ، ...
- نحو اوسع حوار حول ”قانون ادارة الدولة العراقية-
- الجزء الثاني من الحوار مع الرفيق حميد مجيد موسى
- على طريق الشعب 8 شباط الاسود حتى لا يتكرر.. حتى لا يعود
- حميد مجيد موسى سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ...


المزيد.....




- مشتبه به في إطلاق نار يهرب من موقع الحادث.. ونظام جديد ساهم ...
- الصين تستضيف محادثات بين فتح وحماس...لماذا؟
- بشار الأسد يستقبل وزير خارجية البحرين لبحث تحضيرات القمة الع ...
- ماكرون يدعو إلى إنشاء دفاع أوروبي موثوق يشمل النووي الفرنسي ...
- بعد 7 أشهر من الحرب على غزة.. عباس من الرياض: من حق إسرائيل ...
- المطبخ المركزي العالمي يعلن استئناف عملياته في غزة بعد نحو ش ...
- أوكرانيا تحذر من تدهور الجبهة وروسيا تحذر من المساس بأصولها ...
- ضباط وجنود من لواء المظليين الإسرائيلي يرفضون أوامر الاستعدا ...
- مصر.. الداخلية تكشف ملابسات مقطع فيديو أثار غضبا كبيرا في ال ...
- مصر.. الداخلية تكشف حقيقة فيديو -الطفل يوسف العائد من الموت- ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - الحزب الشيوعي العراقي - مكافحة البطالة مهمة وطنية عاجلة