أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نزار جاف - الاستاذ المجهول للکاتب














المزيد.....

الاستاذ المجهول للکاتب


نزار جاف

الحوار المتمدن-العدد: 2932 - 2010 / 3 / 2 - 01:36
المحور: الادب والفن
    


الکتابة، دنيا من الارهاصات و الاختلاجات و التفاعلات المتباينة يتم عکسها في صورة کلمات و جمل تعبر عن حالات فهم و إدراك و معايشة محددة لثمة قضية أو عدة قضايا متداخلة مع بعضها البعض، و يسعى الکاتب من خلال ذلك أن يوصل للقارئ وجهة نظره. وقد يطرح الکاتب قضايا ذاتية أو موضوعية أو قد يزاوج و يخلط فيما بينهما، وعلى الرغم من أن الکتابة الذاتية(الوجدانية)، تبدو من ظاهرها أنها حالة فضفضة و تفريغ لمعاناة او احساس ما، ويغلب عليها الطابع الذاتي من حيث کونها تتعلق بالأنا، إلا أن ذلك لا يمنحها صکا و مبررا حتى تتجاوز من خلاله منصة و شرفة القارئ التي هي السراط الذي بعبوره تتحدد القيمة الاعتبارية لذلك العمل الابداعي.
کتابات حسين مردان و محمد الماغوط و بودلير و البير کامو و فرانسواز ساغان و سيمون دوبوفوار و غادة السمان وعزيز نسين و صادق هدايت و فروغ فروغزاد و حافظ جميل"شاعر الخمرة العراقي"، وآخرون کثر، لو لم تکتحل بنظرات القراء لما کان لها هذا الشأن و الاعتبار، هؤلاء الکتاب و الشعراء الذاتيون وان لم يخاطبوا الجمهور بشکل مباشر، لکنهم تواصلوا معه بشکل أکثر خصوصية و عمقا و توغلوا في أدق مفرداتهم و تفاصيلهم اليومية مما عکس في حد ذاته حالة عوز و إحتياج عارمة إعترتهم و دفعتهم الى إصدار صرخات إستغاثات و ندائات و حالات تمزق و ضياع و جنون جسدوا من خلالها عمومية المعاناة الذاتية و کونها حالة تداخل و تواصل و تفاعل بين أکثر من طرف. أما الکاتب الموضوعي او الذي يجمع بين الحالتين و يسعى للتواصل مع القراء بشکل مباشر عبر طرح أفکاره و رؤاه للأمور في صيغ مختلفة، فلاغرو انه يعلن و بکل وضوح ان القارئ يمثل لديه المعيار الاهم في عملية تقييم و غربلة نتاجه الفکري ومنحها القالب النهائي الذي تستقر فيه.
وکما ان الکتابة عالم خاص قائم بحد ذاته، فإن القراءة أيضا دنيا قد تکون أکبر و اوسع و أشمل من دنيا الکتابة وأکثر عمومية منها، ومثلما أن الکاتب بالامکان تشبيهه بربان سفينة ما يمخر عباب البحار و المحيطات بحثا عن درر و لآلئ الکلام، فإن القارئ هو بمثابة البحر الذي يحمله على ظهره و يوصله الى بر الامان وقد تنقلب تلك السفينة و يغرق ربانها بين الامواج المتلاطمة مالم يکن حذقا و نبها و يحسب للبحر حسابه وذلك هو قطعا حال الکاتب الذي يرفضه أو لايستسيغه القراء.
ولطالما اهتم کتاب کبار و مشهورون بآراء القراء و کانوا على تواصل معهم و نهلوا من وجهات نظرهم و من فهمهم و رؤيتهم لما يکتبون، وبطبيعة الحال، مثلما ان هناك فرقا بين کاتب و آخر، فإنه هناك أيضا فرقا بين قارئ و آخر، إذ کما نعلم يقرأ الجميع ثمة بحث أو مقالة أدبية أو سياسية، لکن عند مراجعة عملية الإستيعاب و الفهم لدى الجميع نجد ثمة بون شاسع في الامر، سيما عندما تجد أن(البعض)منهم لم يتوقف عند عملية الفهم و الاستيعاب الکاملين لما طرح في ذلك البحث أو المقالة، وانما يتجاوزه بتحديد معايب و ثمة نواقص محددة فيه ومثل هذا القارئ يکون کالنسر المحلق فوق رأس الکاتب الذي يحذر کثيرا من أية زلة او هفوة ما يقتنصها بين مخالبه. ان القراء المثاليين، وهم قطعا کالنخبة الخاصة، يمکن إعتبار آرائهم و إنطباعاتهم عن أية أعمال إبداعية بمثابة مناهل مهمة و نوعية للکتاب لا يملکون إلا أن يقروا بدورها البناء في صقل و تشذيب عمليتهم الابداعية، وليس بمستبعد أبدا أن يساهم هکذا قراء حاذقون بقسط وافر في شکل و مضمون النتاج الفکري الابداعي للکاتب ومن هنا وبالاستناد لهذا الدور الحيوي و المثمر، فقد يستحق مثل هؤلاء أن يغدق عليهم لقب الاستاذ و الموجه المجهول للکاتب.
لکن هذا لايعني أبدا ان نلقي بکل القراء الاعتياديين جانبا و لانضع ثمة إعتبار محدد لهم، لأنهم و في کل الاحوال شئنا أم أبينا، فهم يشکلون رکنا اساسيا من ارکان إکتمال و نضوج العملية الابداعية ولاسيما وان الکتابة اساسا هي عملية تواصل تعتمد على المتلقي کشرط جذري لبلوغ الاهداف النهائية للعملية.



#نزار_جاف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة تعود لأصحابها...التأريخ و الحقائق 6 6
- صدقوا...البعث يتحدث عن الديمقراطية!
- ثورة تعود لأصحابها...التأريخ و الحقائق 5 - 6
- ثورة تعود لأصحابها...التأريخ و الحقائق 4 6
- ثورة تعود لأصحابها...التأريخ و الحقائق 3 6
- ثورة تعود لأصحابها...التأريخ و الحقائق 2
- شعب يحرق المليارات!!
- ثورة تعود لأصحابها...التأريخ و الحقائق 1-6
- من أين بدأت مشکلة الاقباط؟
- الجنوب العراقي و کوردستان: کلام في الوجد و الانسان 3
- الجنوب العراقي و کوردستان: کلام في الوجد و الانسان 2
- الجنوب العراقي و کوردستان: کلام في الوجد و الانسان
- کتاب العهر الاهوج
- أحمد زکريا: الصورة الكوردية في فيدرالية الجنوب ليست قاتمة
- عدنان حسين: الإستقلال هو مطلب مشروع للشعب الكوردي
- الشاعرة الأمازيغية مليكة مزان : شاعرة أنا أقترف شعري المتمرد ...
- وفاء سلطان: يحق للشعب الكردي قيام دولته
- رغد و نصرالله
- جلعاد شاليط..قضية فيها أکثر من نظر
- المرأة و الحجاب..إشکالية النص المقدس


المزيد.....




- الأفلام السينمائية على بوصلة ترمب الجمركية
- الشَّاعرُ - علاَّل الحجَّام- فِي ديوان - السَّاعَةِ العاشِق ...
- محمد الغزالي.. الداعية الشاعر
- تحقيق المخطوطات العربية.. بين إحجام العالم وإقدام الجاهل
- رواية -نيران وادي عيزر- لمحمد ساري.. سيمفونية النضال تعزفها ...
- فنانة تشكيلية إسرائيلية تنشر تفاصيل حوار خطير عن غزة دار بين ...
- مغني راب أمريكي يرتدي بيانو بحفل -ميت غالا- ويروج لموسيقى جد ...
- فنانو أوبرا لبنانيون يغنون أناشيد النصر
- 72 فنانا يطالبون باستبعاد إسرائيل من -يوروفيجن 2025- بسبب جر ...
- أسرار المدن السينمائية التي تفضلها هوليود


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نزار جاف - الاستاذ المجهول للکاتب