أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حامد مرساوي - قشرة البرتقال/ 29 الافلاس














المزيد.....

قشرة البرتقال/ 29 الافلاس


حامد مرساوي

الحوار المتمدن-العدد: 2931 - 2010 / 3 / 1 - 03:34
المحور: الادب والفن
    



اليوم ارتأت سعاد أن تستبدل الخط الهاتفي دون تمهل ولا استشارة، لها أن تفعل، فقد غيرت آلة الغسيل، أما أنا ففي نفس الآن لا أملك فلسا في جيبي.


لم يعش حب حالة حرب مع المال كما تعيش حالة حب قشرة البرتقال حربها مع المال! فالاتصال الهاتفي المحمول مقرف! وتدبير مقتضيات الاتصال بالانترنت (كراء خط هاتفي تابث وكراء خط الانترنت...) مقرف! وتدبير السفر لتجديد النظر في ملامح المحبوب من الجهتين مكلف ومقرف! فالسعي للتوفير التوازن النفسي وتبيئة الحب في المعيش معادلة أعقد من مقرفة!
الإفلاس يعني مصادر "التموّل" كلها جفت. فمن أين لتعبئة الخط الهاتفي المحمول؟ وأين لأداء الباقي المتأخر من مستحقات الضوء والكهرباء وصولا إلى الهاتف والأنترنت إلى السفر والإقامة قصد تحديد موعد "حرفي" جاف بلا رضاب ولا سقي بما بين الصلب والترائب.
وخانة السلفات طويلة وثقيلة، يقتضي تسديدها بالتقسيط التفكير في المجهول. أما المعلوم فلا يوفر المصاريف لتدبير الحاجيات الثابتة القديمة والحالية. تلبية الحاجيات التي توفر التوازن الحيوي فيعني فقط السلف.
هناك إذن خلل بنيوي يظهر في الواجهة المالية. لكن يجب اقتفاء أثره للعثور عليه (الخلل الحقيقي) والنظر معه بروية وتأني وتأمل ما العمل من أجل تلبية مطالبه لكي لا يبقى في حالة خلل.
هل يرتبط الحب نفسه ببنية المصاريف المختلة تلك؟
إنعاش المشاعر وتغذية العواطف يقتضي اختراق جدران الأوضاع المضادة للحب في حالته الاستثنائية هذه.
فالكل سيعتبر الحب في الخمسين من العمر نزوة يجب أن تنقشع مثل سحابة الصيف.
والكل سيعتبر الحب بين امرأة متزوجة ورجل متزوج تخريب لأسرتين يقتضي الرجوع إلى الأصل المؤسساتي. ليعود الطرفان، كل من جانبه، إلى الوسط العائلي والزوج والأبناء.
والكل سيعتبر الحب على مسافة ترابية من البعد يساوي 300 كلم في وضع بنيوي اجتماعي اقتصادي، أمر مستحيل، سيكلف غلافا زمنيا مستحيل التوفير بالنظر إلى الوضع الذي تعيشه المرأة المتزوجة الأم لعدد من الأبناء، بينما يتطلب الأمر من الرجل المحب الانتقال إليها في وسطها الحيوي، وهو الأمر المستحيل.
والكل سيعتبر الحب من طرف امرأة ربة بيت تحت مجهر المراقبة الذكورية والقهر الاقتصادي للزوج يستحيل أن يعيش حبها تحت صخرة القهر الزوجي والعائلي والتبعية المالية، وبحثها عن حبيبها الذي لم ينسها قط، بعد 34 سنة غياب حماقة لا علاقة لها بالحب!
بل، وبالنظر إلى هذه المستحيلات الاربعة، صمود الانجذاب بين الطرفين هو عين الحب! بل أكثر مما نتصور!
نعم، مقابل هذا النبل، ماذا نجد؟
أربعة جدران سميكة أكبر من الخيال تلك المذكورة أعلاه!
أربعة جدران حقيقية يتطلب الحب الحصول على نفـَس للانتعاش والخروج من وراء طوق الأسوار المذكورة؟ كل من المحبين واع بضرورة ترتيب الأوضاع ليتمكن أن يحضن حبه وتوفير الدفء له رغم تماسك البنية السجنية لهذا الحب الغريب.
فالسعي الحثيث. وخبرة السنين. وصدق المشاعر. بل رسوخها في النخاع الشوكي لدى الطرفين. والشعور بل الوعي بضرورة المقاومة ليعيش الحب. كلها عوامل صمود تقف مع هذا الحب الأعزل.
1ـ ربة البيت تنجب الفنان المبدع
2ـ ربة البيت تعبئ لإنجاح العمل الإبداعي في المسابقة
3ـ ربة البيت تجمع بين المخرج المسرحي والصحافي الحاضر للمتابعة الصحفية والأهل الذين حضروا لدعم جمهور المسرحية.
إذ تتمكن الثقافة بدار الشباب من تحويل العلاقات التقليدية المنغلقة في خانات بيولوجية عائلية وقبلية إلى دفء الذاكرة.
فالسلام على منصور والطيبي وخليل وليلى وأيوب وعماد بعد انتهاء المسرحية، أدفأ اللحظة. وإذا للتغيير والفلسفة زو معاني في المعيش خارج الكتب، فهو التعليل الذي يمكن للفلسفة أن تدعم به هذه اللحظة. رغم ذلك، لم يفقد الطيبي مرتكزه الفكري تجاه الصحافي: هل ما زلت ملحدا؟ الجواب: لا. ثم يصرح الطيبي أنه الشاعر الذي أخطأ التوجه. ويثني على الصفة المشتركة بيننا= الحساسية المفرطة ذات المنحى الإنساني! فالدموع لم تمهل من تذكر الأم مبكرا تحمل المخرج المسرحي طفلا صغيرا نحو المجهول أو تازمامارت المجتمع!
ولولا اختراق المستحيل لما خرجت المسرحية من نص ورق مطوي في الجيب إلى لحظة فرح دافئة في القلب.
فيا فلانتاين! اشهد أن ربة بيت، أدارت أشغال أوركسترا لتخرج المسرحية إلى حيز الوجود المادي. وهي كل يوم قد تحمل "الفضيلة"( التي ترجمها مصطفى لطفي المنفلوطي عن برناردان دو سان بيير/بول وفيرجيني) إلى ليلى أو الدواء إلى أيوب...هي مجرد ربة بيت بالاسم. هي ليست حتى ربة بيت! تمردت على كل الأدوار، ورفضت أن تكون ربة بيت! كما رفضت أن تكرس عبودية ربة البيت.
ولأنها تعطي الدرس في شق الطريق دائما كما تحب وتريد، فحربة الحب تشق المسافة الفاصلة نحو الهدف. رغم غبار الإفلاس المالي........فغبار الإفلاس المالي لا بد منقشع...لكن عن أي أفق: عن صدق المشاعر أم عن الضعف والرجوع القهقرى؟.....سنرى......سنرى........



#حامد_مرساوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قشرة البرتقال/30 مونولوغ وهلوسة
- قشرة البرتقال/31 عربون صدق
- قشرة البرتقال/28-االبصيرة في مواجهة الإفلاس
- قشرة البرتقال/27- سحابة تخفي القمر الرابع
- قشرة البرتقال/ 25 قبيل انتهاء المسرحية
- قشرة البرتقال/ 26 إسدال الستار
- قشرة البرتقال/ 24 سمك الحب في بحر الحرية
- قشرة البرتقال/ 23 تجاوز عقدة مولاي يعقوب
- قشرة البرتقال/ 22 الاثنين الحزين
- قشرة البرتقال/ 21 الشبيهة
- قشرة البرتقال/ 18 بارد وسخون آمولاي يعقوب
- قشرة البرتقال/ 19 طعم المرارة اللذيذ
- قشرة البرتقال/ 20 عجينة البؤس وخميرة الحب
- قشرة البرتقال/17 توازنات ما بعد 7 دجنبر
- شرة البرتقال/ 16-3، الرسائل
- قشرة البرتقال/ 15 1, رسائل
- قشرة البرتقال/ 14 شعاع الجسد
- قشرة البرتقال/ 13 صور باللون الرمادي
- قشرة البرتقال/ 12- كما في الحلم، في الحياة
- قشرة البرتقال/ 10 شرنقة وعذابات


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حامد مرساوي - قشرة البرتقال/ 29 الافلاس