أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شريف السقا - كلب السيد














المزيد.....

كلب السيد


شريف السقا

الحوار المتمدن-العدد: 2929 - 2010 / 2 / 27 - 00:28
المحور: الادب والفن
    


وضعوه في غرفة مظلمة حالكة السواد عندما كان جرواً صغيراً و انهالوا عليه بالضرب بكل وحشية ...لم يستطع إن يقاوم الضربات القاسية بأسنانه الصغيرة ....لكنه كرههم ...كره كل شيء ...حتي رائحتهم مقتها ...تمني إن يمزقهم بأنيابه ...غادرت البراءة قلب الجرو إلى الأبد ....حتي حضر هو ...السيد المطاع في القصر ....ربت عليه و أطعمه من يديه ...أخيراً استجابت السماء لصوت صراخ عواؤه المؤلم .....دربه ...كان يأكل بشراهة ...بعد شهور تضخم جسده .....و برع في التدريب حتي أصبح كلب سيد القصر المفضل ...استطالت أنيابه المخيفة و تضخم جسده و أصبح يرتعد من يسمع صوت نباحه يصدح في جنبات القصر ....طوق سيده عنقه بسلسلة ذهبية ....يرقد دوما تحت قدميه ...يحضرون له أفخر أنواع اللحم في الطبق الذهبي المكتوب عليه إسمه ...الكل يهابه....عندما غضب سيده على احد الخدم في القصر أمره إن يمزقه ...هجم عليه بكل قوته و أنشب أنيابه في جسده النحيل و رجت صرخات الرجل في القصر ...لم ينسي رائحة من ضربوه صغيراً ...ارتفعت الصرخات و علت صوت ضحكات السيد القابع على مقعده الوثير متوسطاً القاعة الرخامية ....أمره بالتوقف فجأة ...توقف ...ترك الرجل النازف على الأرض و ركض ليتناول قطعة اللحم الفاخرة من يده ....ربت عليه مستحسناً ....مزق الكثيرين بعدها ....عندما كان السيد يغيب عن القصر ...كان يتركه ليحمي قاعته الرخامية أخر بهو الأعمدة ....لا يسمح لأحد بالدخول ...حتي لزوجته ...أو أولاده ....كان يكره الجميع و يكرهه الجميع .....يجيء من رحلة صيده و يقذف إليه بأكبر قطعة من الفريسة ...جلس على مقعده الوثير يعب الشراب حتي ثمل كعادته ......في الصباح تعالت أصوات الصراخ و النحيب ...لقد مات السيد و تركه وحيداً ....إنشغل عنه الجميع ....جلس حزيناً يفكر في اللحم الغائب...في صباح إليوم التالي ...تحلق حوله كل من في القصر ....جذبه احدهم من طوقه بواسطة عصا طويلة شلت حركته ....لم يتمكن من تمزيق أحداً ذلك إليوم ...عند بوابة القصر ...لا يتذكر سوى ألم الركلة التي اطاحت به إلى وسط الطريق ...إنطلق يجري مذعوراً لا يلوي على شيء ....أصبح ألم الجوع قاسياً ....عند كومة القمامة في الطرف السفلي للمدينة ...نقب عن الطعام منعته الروائح الكريهة من أكل أي شيء ....إنصرف حزيناً ،،،،قبع على الأرض الترابية في سكون ....منتظراً ...مزقت سكاكين الجوع احشاؤه ....توجه إلى كومة العفن مرة أخرى ...بدأ في تناول البقايا ....سمع صوت زمجرة خلفه ....قطيع من كلاب الشوارع خلفه ....ينظرون له شذراً ...تعالي صوت الزمجرة ...و إشتبك الجميع في صراع دموي من أجل بقايا كوم العفن ....لم يصمد طويلاً ...تكاثروا عليه ...اثخنوه جراحاً ...إنسحب ليلعق جراحه في إنكسار ....إفتقد سيده و قطعة اللحم و طبقه الذهبي .....
كره قانون الشارع ...و قسوة كلاب الشارع ....لم يكن يعلم انهم أيضاً يكرهونه ....






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أميرة الأمل
- العزلة
- سفر الخروج
- فارس لا يموت
- روليت
- درج الذكريات
- قصة جارية
- مدينتنا و قميص عثمان
- كفتة و حواوشي أونلاين
- عملية إنقاذ اللواء خميس اونلاين
- الطابور الخامس
- تغييب الوعي
- الفاشيون الجدد
- مصر بين الدين و القومية


المزيد.....




- شعوذة.. طموح.. حب.. موسيقى وإثارة.. 9 أفلام تعرض في سبتمبر
- قصة ملك ليبيا محمد إدريس السنوسي الذي أطاح به القذافي
- كيف أصبح مشروب شوكولاتة للأطفال رمزا للاستعمار الفرنسي؟
- المخرج الأميركي جارموش مستاء من تمويل صندوق على صلة بإسرائيل ...
- قطر تعزز حماية الملكية الفكرية لجذب الاستثمارات النوعية
- فيلم -ساحر الكرملين-.. الممثل البريطاني جود تدرّب على رياضة ...
- إبراهيم زولي يقدّم -ما وراء الأغلفة-: ثلاثون عملاً خالداً يع ...
- النسخة الروسية من رواية -الشوك والقرنفل- تصف السنوار بـ-جنرا ...
- حين استمعت إلى همهمات الصخور
- تكريم انتشال التميمي بمنحه جائزة - لاهاي- للسينما


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شريف السقا - كلب السيد