فحوصات طبية لفائدة موظفي وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن .

عائشة التاج

الحوار المتمدن-العدد: 2928 - 2010 / 2 / 26 - 15:18
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

مما لا شك فيه أن الصحة السليمة تشكل الثروة الحقيقية لكل إنسان لا تضاهيها أية ثروة
أخرى مهما كان نوعها . هذه الحقيقة التي لا ندرك بداهتها إلا عندما تبدأ أجراس الإنذار ترن عبر جغرافية أجسادنا المتهالكة بآثار التهافت المحموم في اتجاهات قد تكون موازية تماما لسلامتنا النفسية أو الصحية وسط ضغوطات الحياة اليومية بكل أنواعها .
من منا لا يعيش، بشكل من الأشكال كرهينة تتقاذفه أمواج دوامة حياة بمهامها اللامتناهية داخل صراع من أجل حياة أريد لها أن تكون حلبة لمعارك لا متناهية ، وقد لا ندرك زيف مشروعيتها إلا عندما يستضيفنا فراش المرض كمحطة أليمة تستدعينا لإعادة النظر في الكثير من اختياراتنا قبل فوات الأوان

من هذا المنظار قد تكون الخدمات الصحية أحد الركائز الأساسية للخدمات الاجتماعية عموما .
وليس عبثا أن يتم اعتماده كإحدى مؤشرات التنمية البشرية التي تتبناها منظمات الأمم المتحدة لقياس ازدهار البلدان ونجاحها المفترض في تطبيق التزاماته الأممية .
لن أدخل في مساءلة الوضع الصحي ، والسياسة الصحية عموما في بلدنا الكريم هذا ،
لأن توضيح الواضحات من المفضحات . حيث أن درجتنا في ترتيب السلم الاجتماعي ضمن باقي الأمم تنم عن مختلف اختلالاتنا في الجانب الاجتماعي بشكل خاص .
ولعل أحد هذه الاختلالات التي قلما تسترعي اهتمامنا هو: الوعي المفترض لدى كل فرد منا بأهمية مؤهلاته الصحية
وكيفية عنايته بها كإحدى مكونات تنشئته التربوية التي من المفروض أن تكون السياسة الصحية العمومية قد عملت على زرعها داخل مؤسساتنا التربوية كأحد صمامات الوقاية ، علما أن الوقاية خير من العلاج واقتصاد في هدر المال والطاقة بدرجة كبيرة .

. ذلك ان المسألة الصحية جد مركبة ومقاربتها تستدعي استحضار العديد من العوامل والمؤثرات
لكن ما يعنينا في هذا المقال هو علاقة العمل بالصحة

الشغل والصحة :أية علاقة ؟



من المؤكد جدا بأن ضغوطات مختلف المؤثرات المرتبطة بالعمل ومناخه الداخلي أو حتى الخارجي كالتنقل والتلوث البيئي والضجيج والازدحام وشروط التغذية خارج البيت أو داخل سيرورة ضغط البرامج اليومية ...يؤثر بشكل بالغ على صحة العامل أو الموظف وعلى امتصاص طاقته الحيوية بالجملة قبل أن تنضاف إليه باقي العوامل الأخرى علما أن الإنسان يقضي داخل فضاء الشغل أكبر جزء من وقته اليومي .
من هنا قد يكون من المنطقي جدا ان تتربع الخدمات الصحية لفائدة الموظف أو الأجير على سلم أولويات جمعيات الأعمال الاجتماعية للوزارات و المؤسسات العمومية وشبه العمومية ولم لا حتى مؤسسات القطاع الخاص إذا ما توفر الحد الأدنى لضمان الحقوق الاجتماعية للعمال والمستخدمين .؟
في هذا السياق يأتي نشاط اسثنائي قامت به وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن ،بمبادرة من جمعية أعمالها الاجتماعية وتحت إشراف السيدة الوزيرة "نزهة الصقلي ".يوم الخميس لفائدة موظفي الوزارة وعائلاتهم ،وتتعلق بإجراء فحوصات وتحاليل مجانية في عين المكان حيث تم استقدام الطواقم الصحية من أطباء و تقنيين في تخصصات مختلفة من بينها جمعية التنوير للبصريات التي جاءت من مدينة فاس وقامت بحملة لقياس البصر وتقويمه من خلال النظارات الطبية مع استفادة لخصم بنسبة 50 في المائة بالنسبة للزجاج و الإطار بالمجان
وكذا متخصصين ومتخصصات في أمراض النساء أتوا من مدينة الدار البيضاء بالإضافة إلى بعض تقنيي التحاليل المختبرية .
و بهذا استفادت موظفات الوزارة وزوجات الموظفين أو أمهاتهم من فحوصات استكشافية لسرطان الثدي او الرحم أو أية اختلالات أخرى قد تكون كامنة ،
كما استفاد جميع الموظفين من قياسات للضغط الدموي و تخطيط دقات القلب وكذا من تحاليل استكشافية ضد التهابات الكبد الفيروسي س او ضد القصور الكلوي وامراض الملح والسكر .
ولقد تمت هذه الفحوصات في جو من الحميمية والبهجة تحت إشراف مكتب جمعية الأعمال الاجتماعية ،مما مكن من تحقيق نوع من التواصل ما بين مختلف أعضاء الجمعية ، وتجديد أواصر الألفة والمودة ما بين موظفي القطاع الذين يشتغلون في أماكن متفرقة بما فيهم بعض المتقاعدين المتواجدين بالرباط .
ولقد عبر كل المستفيدين والمستفيدات عن ابتهاجهم بهذه المبادرة الطيبة من طرف جمعية الأعمال الاجتماعية و الوزارة الوصية (التنمية الاجتماعية)
..على أمل أن يتم استتباعها بمبادرات من نفس الحجم والقيمة في مجال الأعمال الاجتماعية لموظفي القطاع .
كيف لا وشآبيب الرحمة بدأت تطل بعد سنوات عجاف من العطش الحقوقي داخل وزارة من المفترض أنها تهتم بحقوق المواطنين الاجتماعية

#عائشة_التاج (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل