أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائشة التاج - عندما تتحول الوطنية لسجل تجاري














المزيد.....

عندما تتحول الوطنية لسجل تجاري


عائشة التاج

الحوار المتمدن-العدد: 2906 - 2010 / 2 / 3 - 16:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تتبعت كما تتبع العديد من المغاربة الحوار الذي أجراه صحفي القناة الثانية السيد بناني مع
سليلة " الأسرة العريقة " وزيرة الصحة المغربية ورئيسة المجلس البلدي لعمالة أنفا في برنامجه : نقط على الحروف وما أثارني بدرجة خاصة هو طريقة جوابها عن مسألة احتكار المناصب العليا من طرف آل الفاسي الفهري الذي عللته بالكفاءة وبالوطنية
وكأن باقي الأسر والسلالات المنتمية لهذا الوطن تفتقد لهذه المقومات
إذا كانت الوطنية هي حب الوطن فالحب سيدتي يكون لا مشروطا وهو انتماء وجداني
يسري في عروق كل المواطنين لا فرق بين السلالات والمناطق والجهات
وإذا كانت الوطنية هي ميزة الدفاع عن حوزة الوطن ضد الحماية الفرنسية منذ 54
فكل المغاربة ساهموا ليس فقط بنضالهم النخبوي المريح فوق كراسي المقرات الحزبية
على أهميتها بل أيضا بدمهم وأرواحهم لأن الجميع يملك إرثا مميزا في "العطاء" ماديا ومعنويا ، فلكل منطقة او جهة مقاوموها ومقاوماتها علما ان عددا من المقاومين الحقيقيين والمقاومات الحقيقيات استنكفوا عن المطالبة بالاعتراف الرسمي وما يقابله من استفادات، فقط لأن عزة نفسهم حرمتهم من هكذا مقايضة وأيضا لأن هؤلاء الأشراف الوطنيين لم تكن بحوزتهم و بحوزتهن آليات التوثيق التاريخي لأن ثقافتهم الوحيدة آنئذ هي حب الوطن والدفاع عن مقوماته خارج كل المزايدات .
ذلك أن الحب الحقيقي يكون لا مشروطا ،والنضال الحقيقي لا يقوم به أصحابه بهدف الحصول على ريع ما ، لاعتباره نوعا من رد الجميل لوطن يحضنهم بكل دفء وسخاء
بارضه وتاريخه وجغرافيته ،بتراثه وثقافته وكل مميزاته الأصيلة التي تجعل كل مغربي حر أهلا لهذا الانتماء ومستعدا للدفاع عن رايته الوطنية حسب مؤهلاته وإمكانياته والمجال الذي يتحرك فيه ، مسترخصا في ذلك دمه وروحه إن اقتضى الأمر .
ذلك أن الأوطان لا تبنى عبر تصنيف السلالات إلى "عريقة وأقل عراقة " لأن هذا المنطق يحمل من الخطورة بما قد يفضي للتجزئة والانفصال عوض الاندماج والوحدة والانصهار الذي يشكل في حد ذاته الركيزة الأساسية للقوة والمتانة والتماسك
وهو منطق "عنصري" بامتياز لأنه يعتمد "العرق " باعتباره سمة مميزة في الاتجاه الإيجابي علما أنه منطق بيولوجي محض ينتمي للتصورات البدائية التي أكل الدهر عليها وشرب
ذلك أن التميز الحقيقي ياتي من المميزات الثقافية لا العرقية أي من الحمولة والمضمون
التي من المفروض أن ترقى للمرجعية الكونية التي سطرت على مبدأ المساواة بين الأجناس والأعراق والثقافات وكل المحددات البشرية من خلال ترساناتها الأممية وتعتبر
أية مخالفة لذلك مس بالحقوق الإنسانية للأفراد أو الجماعات .
من هنا يكون اتهام السيدة الوزيرة للمحتجين ضد احتكار آل الفاسي للمناصب بالعنصرية مردود عليها بل تأكيد على اعتماد وزيرنا الأول على العنصر العرقي كمحدد فيصل في تعيينات عدد من الوزراء أو المديرين العامين المنتمين لسلالة الفاسي وأصهارهم وأحفادهم وذويهم ضدا على شروط المواطنة الحقة التي من المفروض أن ترتكز على مباديء تكافؤ الفرص والمساواة والعدل كما تسطرها قوانين الوظيفة العمومية والقيم العليا المعمول بها كونيا
هذا الكلام لا يعني سلالة آل الفاسي فقط بل باقي السلالات التي ما فتئت تستثمر انتماءها العرقي او حتى الاجتماعي لتستفرد بامتيازات مادية ومعنوية وكان الوطنية سجل تجاري
يتم تملك امتيازاته وتداولها جيلا بعد جيل منذ 54 سنة ومازالت نفس المعزوفة ترن في آذان المغاربة بدون كلل ولا عياء .
من هنا يمكن القول بأن سياسة الجهوية قد تكون جوابا عن هذا النوع من الاختلالات عبر إعادة الاعتبار للمناطق المهمشة ولنخبها المحلية ولكفاءاتها البشرية ومؤهلاتها التاريخية والجغرافية والثقافية وخصوصا للآليات التدبيرية التي من شأنها أن تصب في اتجاه الوحدة والتماسك لا الانشطار والتفتيت .
وحده العدل والمساواة قمين ببناء وطن للجميع ،لا إقصاء فيه ولا تهميش ولا تمييز
ووحده الحق في تكافؤ الفرص ضمان لبناء قيم مواطنة
تعيد الاعتبار للراية المغربية ضد أي انتكاس او خدوش في حمرتها القانية كلون للتهوج والعطاء والحماس
الوطنية سيدتي ليست سجلا لتوارث الألقاب والمناصب بل حب متجدد لهذا الوطن يتغير بتغير هواجسه الراهنة
ولعل من هواجسه الحالية : ضرورة الإنصات لجحافل المقصيين من أبنائه وبناته
بكفاءاتهم وحماستهم ،بانكساراتهم وإحباطاتهم ، برغباتهم ومطالبهم وخصوصا بحبهم لوطنهم فهل يبادلهم الوطن هذا الحب ؟؟؟

عائشة التاج .



#عائشة_التاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منظمة الصحة العالمية تحت نير مساءلة البرلمان الأوروبي
- خطر التشبيك العرقي داخل مؤسسات الدولة ، آل الفاسي الفهري نمو ...
- الدخلة وإعلان دم العذرية : احتفال هستيلاي بأمور جد حميمية
- صرح إعلامي مميز
- القيم ما بين الأصالة والمعاصرة
- هل ندرك بأن المحبة هي اسمنت العلاقات الإنسانية ؟
- التلوث السمعي في المدن الكبرى : الأخطار الكامنة
- التحرش الجنسي في الجامعات ،حدث عابر أم ظاهرة متفشية ؟
- انحطاط ثقافي ام ثقافة الانحطاط : العنف الرمزي عبر التلفزة ال ...
- الرياضة للجميع في نزهة ابن سيناء بالرباط المتعة والفائدة
- سياسة العبث وعبث الكائنات السياسوية
- المهدي بنبركة وجذوة الوطنية المتجددة
- حب الوطن ما بين الحقوق والواجبات
- وهج المشاعر ام وهج السوق ؟
- خطوات نحو السعادة
- كيف ساند أهل الفكر والفن والأدب أوباما ؟
- عندما تعجز الدولة عن حماية حماتها !
- العجوز والسيجارة في سوق الخردة
- حرية الرأي في المغرب و سندان المصادرة
- الاتكالية كسلوك سلبي


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائشة التاج - عندما تتحول الوطنية لسجل تجاري