أين تكمن صعوبة المشروع العراقي الوطني ؟

مراد العادلي

الحوار المتمدن-العدد: 2926 - 2010 / 2 / 24 - 16:26
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    

ونحن نناقش التحديات التى واجهت بناء المشروع الوطني العراقي فأن البحث يستوجب من ضمن ما يستوجب تتبع السلسلة التاريخية لصيرورة هذا المشروع بدء من تأسيس الدولة العراقية ومرورا بكل المراحل التي صاغت هذا المشروع وفق رؤىً غلب عليها طابع العوز في إيجاد صياغات حاسمة لبلورته والمضي به الى مصاف الانجاز ليكون الاساس الذي ترتكز إليه عمليات البناء وجعله قادرا على تحمل خصوصية المجتمع العراقي وتعدد مكوناته دينيا وقوميا
وإثنيا ومذهبيا . فهذا المشروع ظل حقلا للتجارب مما أخر من بروزه كمشروع متكامل . ومن هنا تواجه القوى السياسية والاجتماعية اليوم لاسيما القوى الليبرالية صعوبة في أيجاد ملامح ولو نظرية قادرة على توحيد وجهة نظر أزاء المشروع الوطني وبالتالي التمكن من أيجاد مقاربات لتعريف وفهم الهوية الوطنية لبلد كالعراق .
أن الاحزاب الدينية العراقية الفاعلة في المشهد الآني لاتستطيع بلورة رؤية بهذا الاتجاه من دون الاحتكام الى الموروث العقائدي ودفعه ليكون أحد إرتسامات هذا المشروع ، وهذا لايلبي مطلبا ملحا وهو رسم ملامح مشروع وطني يضع الدين – لا الخطاب الديني - في أعلى تراتبية مقدسة وأخضاع ما عداه الى النقد وكل هذا نأيا بالمقدس عن تفاصيل العمل الحياتي اليومي وجعله رصيدا تستمد منه المبادىء والقيم الروحية السامية . لكن اللافت للنظر والغريب وحتى العجائبي أن قوى الدين السياسي ماأنفكت تتذرع بالمقدس لحماية الانسان ، في حين ان التجارب البشرية أثبتت أن نظاما أجتماعيا فيه تكامل أقتصادي وضمان إجتماعي وسيادة للقانون وأحترام للحقوق الانسان وغيرها من قيم الحداثة هي الضمان لرفاهية الانسان ، مع الاقرار إن مسلمات الدين لم تذهب بعيدا عن هذا المعنى وبتأثير هذا وضع الانسان تفاصيل قانونه الارضي.
ان مثل هذا الطرح قدمته العديد من القوى السياسية العراقية العلمنانية وقد عملت بموزاة ذلك تنفيد النزعة القومية الشيفونية والتي كانت ملمحا بارزا في صياغة المشروع الوطني العراقب خصوصا في مرحلة الغلو القومي في ستينات وسبعينات القرن المنصرم .
الآن وفي ظل الواقع العراقي الجديد الذي رسمته أقدار سحرية لم يعد من خيار امام القوى الوطنية غير الخيار الوطني نفسه والتعالي على الهوس القومي والتطرف الديني . ويبدو ان قوى سياسية ونخب أنتنجليسية عراقية ماضية قدما في أيراد هذه المقدمات في متن المشروع الوطني العراقي . وبالنظر لإقتراب موعد الانتخابات الحاسم لابد من التذكير بأن صياغات هذا المشروع تبنته القوى العلمانية ولعل القائمة العراقية برئاسة الدكتور آياد علاوي هي الاكثر قدرة لبلورة هكذا مشروع تعطل أنجازه وعلينا بذل المستطاع لصياغته صياغة نهائية فلا شيىء يبرر إضاعة السياق لادامة نقطة هي هامشية بكل الاحوال .

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات